آليات التعامل السياسي مع حالة الشغور الرئاسي بإيران
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
طهران – واجهت إيران من قبل مرتين فراغا مفاجئا في منصب الرئاسة، أولاهما في يونيو/حزيران 1981 عندما قرر مجلس الشورى (البرلمان) تنحية الرئيس أبو الحسن بني صدر، أول رئيس للبلاد بعد الثورة الإيرانية، بحجة عدم الأهلية السياسية، والثانية في أغسطس/آب من العام نفسه عندما اغتيل خلفه محمد علي رجائي بتفجير حقيبة مفخخة.
ومع مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والفريق المرافق له بحادث طيارة مفاجئ، تعود الأسئلة مرة أخرى حول آلية التعامل مع هذا الظرف، وعن مؤسسات الدولة المنخرطة فيه، وكيف تسهم في إدارة هذه المرحلة الانتقالية؟ وهل يعتمد النظام السياسي الإيراني على سلطة الرئيس أم أنه نظام مؤسسات لا يتأثر بغياب الرئيس عنه لمدة مؤقتة؟
ما الذي يشير إليه الدستور الإيراني عن المرحلة الانتقالية؟ينص الدستور الإيراني في المادة 131 على أن النائب الأول للرئيس، وهو في هذه الحالة محمد مخبر، يتولى مهام الرئيس ومسؤولياته بعد موافقة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، أو بعبارة أخرى بعد مباركته.
بعد ذلك يتم تشكيل لجنة مكونة من الرئيس المؤقت محمد مخبر ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف ورئيس القضاء غلام حسين محسني أجئي، لوضع الترتيبات اللازمة لانتخاب رئيس جديد للبلاد في غضون 50 يوما.
ورغم أن الفترة الانتقالية تبدو بحساب الأيام قصيرة، فإنها بخصوصيتها الإيرانية قد تكون بالغة الدقة والحذر محليا، وأيضا على الصعيدين الإقليمي والدولي.
الخبير السياسي مختار حداد يؤكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية دولة مؤسسات (الجزيرة) كيف تدير المؤسسات الإيرانية المرحلة الانتقالية؟يوضح الخبير السياسي مختار حداد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية دولة مؤسسات، بمعنى أن الدستور الإيراني بمثابة الميثاق الوطني، وفي حال وقوع أحداث طارئة كوفاة رئيس الجمهورية ووزير خارجيته تتم المرحلة الانتقالية بسلاسة ويتم إجراء انتخابات.
وأضاف، في حديثه للجزيرة نت، أن وضوح نص الدستور الإيراني وتكامله يجعل اللجنة المخولة بإجراء الانتخابات، المكونة من مجلس صيانة الدستور ووزارة الداخلية، على أهبة الاستعداد دائما لأن الأرضية اللازمة والبنية الأساسية موجودتان.
وفي السياق، استذكر حداد حادثة استهداف الرئيس الإيراني الثاني محمد علي رجائي بعد الثورة الإسلامية، وحادثة مقتل رئيس الوزراء محمد جواد باهنر في عملية تفجير مكتب رئاسة الوزراء عام 1981 في طهران، مشيرا إلى انتخاب الرئيس الجديد آنذاك بعد أقل من شهرين.
ولفت الخبير السياسي إلى وجود المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي يشرف على إدارة البلاد في جميع الأحوال.
أستاذ السياسة محمد علي صنوبري يرى أن منصب الرئيس لا يمثل كل النظام الإيراني (الجزيرة) ما موقع الرئيس من النظام الإيراني؟يوضح أستاذ السياسة محمد علي صنوبري أن منصب النائب الأول للرئيس يشبه منصب رئيس الوزراء، إذ إن النظام السياسي الإيراني لا يتضمن منصب رئيس للوزراء، وفي الحالة التي نشهدها اليوم بدأ النائب الأول للرئيس منذ وقوع الحادث أمس الأحد بتولي مسؤوليات الرئيس، بتخويل من المرشد الأعلى وبناء على النص الصريح للدستور.
وفي الشأن العسكري، أوضح صنوبري أنه نظرا إلى أن القائد العام القوات المسلحة هو المرشد الأعلى، وفي ظل عدم وجود علاقة لأي من القوات المسلحة، سواء الجيش أو الحرس الثوري أو الشرطة، بمؤسسة الرئاسة، فلن يكون هناك تغيير أو تأثير على الصعيد العسكري والأمني.
ومع أن رئيس الجمهورية في إيران لديه واجبات مهمة، إلا أن وجود المرشد الأعلى وكذلك استقلال القوات المسلحة عن الحكومة وأيضا تأييد الوزراء من قبل البرلمان، يجعل منصب الرئاسة ركنا محدودا في النظام الإيراني، وذلك بموازاة أركان النظام الأخرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات المرحلة الانتقالیة الدستور الإیرانی المرشد الأعلى محمد علی
إقرأ أيضاً:
رئيس جهاز تنمية المشروعات: نقدم آليات مختلفة للدعم الفني والتمويل
أكد باسل رحمي الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات أن هناك اهتماما توليه الدولة المصرية لقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مشيرا إلى حرص الجهاز على تفعيل توجيهات الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس إدارة الجهاز بتقديم مختلف أوجه الدعم الفني والمالي لأصحاب هذه المشروعات لزيادة مساهمتهم في دفع الاقتصاد الوطني.
وأوضح رئيس جهاز المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية، أن الجهاز يقوم بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية بالدولة لتحقيق أكبر قدر ممكن من التنوع في الخدمات التي يتم تقديمها لدعم الآلاف من أصحاب المشروعات العاملين في هذا القطاع، ما يسهم في توفير مزيد من فرص العمل وتحسين المستويات الاقتصادية لأصحاب هذه المشروعات والعاملين فيها.
جاء ذلك خلال مشاركة الرئيس التنفيذي للجهاز في مؤتمر البركة الإقليمي الثالث الذي نظمه منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي في القاهرة، ضمن فعاليات النسخة الخامسة من الأسبوع العربي للتنمية المستدامة، بالشراكة مع جامعة الدول العربية، وبالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، ومنهم وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي.
أهمية التشريعات في تنظيم سوق العملوشارك «رحمي» في الجلسة التي خصصها المؤتمر عن تمويل التنمية المستدامة، لمناقشة استراتيجيات مبتكرة لمواجهة تحديات الفقر، حيث أدار الجلسة حازم حجازي الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس الإدارة ببنك البركة مصر، وأوضح «رحمي» خلال هذه الجلسة أهمية التشريعات التي تنظم سوق العمل فيما يتعلق بالمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، مشيرا إلى أن قانون تنمية المشروعات 152 /2020 وما تضمنه من تيسيرات ضريبية وحوافز لتشجيع المشروعات غير الرسمية للتحول للقطاع الرسمي.
وأضاف «رحمي»، أن القانون يعمل على تيسير إجراءات تأسيس المشروعات، من خلال وحدات الشباك الواحد التابعة للجهاز بكافة المحافظات، والتي تضم ممثلين لمختلف الجهات المعنية بالدولة.
تقديم مختلف آليات التمويلوأشار «رحمي» إلى أن الجهاز يعمل على تقديم مختلف آليات التمويل للمشروعات الصغيرة، ومنها التمويل الإسلامي حيث تعاقد الجهاز مع عدد من البنوك المتخصصة في التمويل بالصيغ الإسلامية منها بنك فيصل والمصرف المتحد وبنك البركة الإسلامي والبنك الأهلي المصري، ويتم التمويل باستخدام المضاربات المقيدة الإسلامية أو أسلوب المشاركات الإسلامية أو البيع بالمرابحة، ويقوم الجهاز حاليا بدراسة إمكانية تطبيق الأساليب الإسلامية الأخرى في التعامل، من خلال عمل مضاربة إسلامية مقيدة مع جهات مانحة في مجال التمويل الإسلامي.