لن نذرف الدموع.. هكذا استقبلت واشنطن نبأ وفاة رئيسي
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
واشنطن- جاء تحطم الطائرة المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان في لحظة مشحونة بشكل خاص في الشرق الأوسط، خصوصا بعد أن أدى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى رفع مستوى التوتر بين إيران من جانب، وإسرائيل والولايات المتحدة من جانب آخر، حيث أصبحت "حرب الظل" بين إيران وإسرائيل علنية.
وأجمعت التعليقات الأميركية أنه وعلى الرغم من كون رئيسي صاحب أعلى منصب منتخب في النظام الإيراني، فإن سلطاته تتضاءل أمام سلطات المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي يعتبر بمثابة الحكم النهائي للشؤون الداخلية والخارجية في إيران.
ولم يتوقع الخبراء الأميركيون بصورة عامة حدوث أي تغيرات جذرية لسياسات إيران على الساحة العالمية، بما في ذلك القضية النووية، والحرب على قطاع غزة، وعلاقة طهران بواشنطن.
لن تذرف الدموعقبل انتخاب رئيسي، اقتربت إدارة الرئيس الأميركي بايدن من التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي الذي وقعه الطرفان عام 2015، وانسحبت منه إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018، لكن المحادثات انهارت في منتصف عام 2022، منهية إمكانية تخفيف العقوبات الغربية الواسعة النطاق على إيران، مقابل فرض قيود مشددة ولكن مؤقتة على أنشطة إيران النووية.
وتطور برنامج إيران النووي بشكل كبير بعد تولي رئيسي منصبه، وقال خبراء إن إيران أنتجت الآن ما يكفي من المواد الانشطارية لتصنيع 3 أسلحة نووية، وفي سبتمبر/أيلول 2022، وفي لقائه الوحيد مع شبكة إخبارية أميركية، انتقد الرئيس الإيراني الراحل انسحاب واشنطن من مفاوضات الملف النووي.
فخلال حديثه لبرنامج 60 دقيقة على شبكة "سي بي إس"، قال رئيسي إنه يريد "ضمانا بأن الولايات المتحدة لن تنسحب من أي صفقة جديدة، كما أنه من المهم رفع العقوبات الأميركية عن إيران، "فنحن لا يمكننا الوثوق بالولايات المتحدة بعد انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق الأخير" حسب وصفه، وطالب رئيسي "بصفقة جيدة وعادلة"، كما اعتبر أنه لا توجد أي جدوى من لقائه مع الرئيس جو بايدن.
وفي الوقت ذاته، أشارت تقارير أميركية إلى إجراء مسؤولين أميركيين وإيرانيين كبار، الأسبوع الماضي، محادثات في سلطنة عُمان متعلقة بوقف تصعيد الصراع الإقليمي ومستقبل برنامج إيران النووي، لكن وفاة الرئيس الإيراني بشكل مفاجئ تهدد بتعقيد تلك المحادثات أيضا.
وعُقدت هذه المباحثات السرية بعدما هاجمت إيران إسرائيل مباشرة للمرة الأولى، ردا على غارة جوية إسرائيلية قاتلة على القنصلية الإيرانية في دمشق، أسفرت عن مقتل قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني، لترد طهران في أبريل/نيسان الماضي بإطلاق حوالي 300 صاروخ وطائرة دون طيار على الجانب الإسرائيلي، تم اعتراض معظمها من قبل القوات الأميركية الموجودة بالمنطقة.
ووفقا لمسؤولين أميركيين، فقد ردت إسرائيل بعد أسبوع، وضربت أهدافا خارج مدينة أصفهان الإيرانية برد أصغر بكثير ومحسوب، من هنا أبرز الإعلام الأميركي ما قاله مسؤول إسرائيلي لوكالة رويترز، إن إسرائيل ليس لها أي علاقة بحادثة مقتل الرئيس الإيراني.
وقال تريتا بارسي، الخبير الإيراني في معهد كوينسي بواشنطن، إنه "في حين أنه لن تُذرف الدموع في العاصمة واشنطن على رئيسي، فإن عدم الاستقرار في إيران يأتي في وقت سيئ، وهو ما قد يجعل منع التصعيد أكثر صعوبة".
لا تغير خارجياوقال الباحث بهنام بن طالبو، وهو الخبير بالشأن الإيراني في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، القريبة في توجهاتها من الحكومة اليمينية في إسرائيل، إن الآثار السياسية لوفاة رئيسي كبيرة محليا، ولكنها أقل من ذلك من حيث السياسة الخارجية، التي "كانت ولا تزال وستبقى ثورية، ومناهضة للوضع الراهن، وتستهدف أميركا وإسرائيل وجميع قوى الوضع الراهن في المنطقة".
كما أشار بن طالبو إلى أنه -وعلى الصعيد المحلي- تعني وفاة رئيسي أن "القائمة القصيرة لخلافة المرشد الأعلى أصبحت أقصر"، حيث إن رئيسي كان مرشحا بارزا كخليفة للمرشد الأعلى علي خامنئي، باعتبار أنه الأكثر تأهيلا بحكم الخبرة البيروقراطية التي كان يمتلكها، كما أنه كان الأقرب أيديولوجيا لخامنئي.
كما أبرز بن طالبو دور وزير الخارجية الراحل حسين أمير عبد اللهيان، الذي عمل كوجه إيران للعالم، وقاد "محاولة الجمهورية الإسلامية التظاهر بالاهتمام بعقد اتفاق نووي جديد"، مع الاستمرار في توسيع برنامجها النووي، كما قادت جهوده لإصلاح العلاقات مع المملكة العربية السعودية في العام الماضي لدرء تطبيع الرياض المحتمل مع إسرائيل.
سخرية وتحذيرمن ناحية أخرى، وخلال كلمة لها أمام الكنيست الإسرائيلي، انتقدت ليز ستيفانيك، ثالث أهم نائب جمهوري في مجلس النواب، إدارة الرئيس الأميركي بايدن بسبب ما وصفته "تخفيف العقوبات على إيران، ودفع فدية قدرها 6 مليارات دولار إلى الدولة الرائدة في العالم الراعية للإرهاب، أو التردد والاختباء بينما يقاتل أصدقاؤنا من أجل حياتهم"، وقالت "لا عذر، عليكم التوقف بصورة كاملة".
كما سخر الدبلوماسي السابق في عدة إدارات أميركية، آرون ديفيد ميلر، وهو الخبير حاليا بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، من مقتل رئيسي في تحطم طائرة مروحية، وعدم العثور على طائرة الرئيس لما يقرب من نصف يوم، وغرد على منصة "إكس" متسائلا "كيف نفسر حقيقة أن قوة إقليمية على أعتاب تطوير أسلحة نووية لا يمكنها تحديد موقع طائرة هليكوبتر تم إسقاطها وعلى متنها رئيسها ووزير خارجيتها، دون مساعدة خارجية، بعد نصف يوم من تحطمها".
في حين حذر ريتشارد غولدبرغ، المسؤول السابق بإدارة دونالد ترامب، والخبير حاليا بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، من مغبة إظهار إدارة بايدن أي تعاطف، وغرد على منصة إكس "يجب ألا تكون هناك كلمة تعاطف من أي عضو في إدارة بايدن على مقتل رئيسي، إذا مات قاتل جماعي في الولايات المتحدة، فلن يصدر أحد بيانات تعاطف، وسيصدرون بيانات دعم للضحايا، هذا بالضبط ما يجب أن نفعله الآن".
كما انتقد كريم سادجابور، الخبير بالشأن الإيراني بمؤسسة كارنيغي، النظام الإيراني، وذكر أن الحادثة "تقول الكثير عن أولويات جمهورية إيران الإسلامية، التي تنفق مئات المليارات على تطوير برامج نووية وصاروخية وطائرات دون طيار محلية، لكن رئيس النظام ووزير خارجيته قتلا في تحطم طائرة هليكوبتر أميركية، من طراز بيل، صنعت في عام 1979".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الرئیس الإیرانی
إقرأ أيضاً:
إيران تدين ضربات واشنطن ضد الحوثي .. والحرس الثوري: سنرد بقوة إذا تم تهديدنا
سرايا - دانت إيران الضربات التي وصفتها بـ"الهمجية" التي شنتها الولايات المتحدة على أهداف للحوثيين في اليمن. ودان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي "بشدة" الضربات، معتبرا في بيان أنها "انتهاك سافر لميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية للقانون الدولي".
بدوره، هدد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، الأحد، بأن طهران سترد بقوة وحزم إذا تم تهديدها، مشدداً على أن الحوثيين يتخذون قرارتهم العملياتية بشكل مستقل.
وقبلها، قال وزير الخارجية الإيراني إن الولايات المتحدة "ليس لها الحق في إملاء" سياسة إيران الخارجية، بعد رسالة من الرئيس الأميركي ترامب يأمر فيها طهران بوقف دعم الحوثيين في اليمن "فورا".
وكتب عباس عراقجي على منصة "إكس": "الحكومة الأميركية ليس لديها سلطة ولا حق في إملاء سياسة إيران الخارجية"، داعيا إلى "وقف قتل الشعب اليمني".
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدء شن ضربات عسكرية كبيرة النطاق على الحوثيين المتحالفين مع إيران، مشدداً على توجيه ضربات "حاسمة وقوية" ضد الحوثيين في اليمن بعد تهديداتهم للتجارة البحرية.
كما دعا ترامب في رسالة على شبكته الاجتماعية "تروث سوشيال"، إيران إلى "الوقف الفوري" لدعمها للحوثيين الذين يسيطرون على مساحات واسعة من اليمن الذي مزقته الحرب.
كما حذر ترامب إيران من استمرار دعمها لجماعة الحوثي، متوعدا بمحاسبة طهران "بشكل كامل" على تصرفات وكلائها. ويأتي ذلك بعد أسبوعين من إرسال الرئيس الأميركي رسالة إلى القادة الإيرانيين عرض فيها طريقا لاستئناف المحادثات الثنائية بين البلدين بشأن برنامج إيران النووي المتقدم. وقال ترامب إنه لن يسمح بأن يصبح هذا البرنامج قابلا للتشغيل.
وتعد الغارات الأميركية الأولى على الحوثيين منذ تولّي ترامب منصبه في يناير (كانون الثاني).
وتوعد الحوثيون بالرد على الضربات، ونقل الإعلام الحوثي عن المكتب السياسي لحركة أنصار الله أن "العدوان لن يمر من دون رد، وقواتنا المسلحة اليمنية على أتم الجاهزية لمواجهة التصعيد بالتصعيد".
وشنّ الحوثيون عشرات الهجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على سفن تعبر البحر الأحمر وخليج عدن خلال حرب غزة.
وقد شلت هذه الهجمات الممر البحري الحيوي الذي تمر عبره نحو 12% من حركة الشحن العالمية، ما أجبر العديد من الشركات على اللجوء إلى طرق بديلة مكلفة.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #ترامب#إيران#سياسة#الحكومة#الله#غزة#الشعب#الثاني#حسين#الرئيس#اليمن
طباعة المشاهدات: 911
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 16-03-2025 12:58 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...