رغم أنف كل من يزيفون التاريخ، ويكتبون الحاضر كما يشاءون وفقًا للأهواء، تظل مصر هى السند الحقيقى والداعم الأكبر للقضية الفلسطينية، وللشعب العربي المُبتلى بالاحتلال منذ النكبة الكبرى عام 1948، لا يستطيع أحد مهما بلغ به الشطط أن ينكر ما قدمته مصر من جهد بل ودماء ذكية في سبيل استعادة الحق الفلسطيني المشروع عبر عقود، وجهود دبلوماسية ومعاهدات بل وحروب دفعنا ثمنها كثيرًا، ولكنه قدر الكبار حين يضطلعون بمهامهم التى لا مفر منها.
فى القمة العربية الأخيرة التى عقدت فى البحرين، وبعد أكثر من سبعة أشهر على بداية العمليات فى غزة، جاءت كلمات الرئيس المصرى واضحة وقوية تعبر عما يجيش فى صدر كل مصرى، قالها رئيس مصر أمام العالم أجمع، وبهذه الألفاظ القوية فى معناها ووقعها (إن التاريخ البشرى سيتوقف طويلاً أمام تلك الحرب ليسجل مأساة كبرى عنوانها الإمعان في القتل والانتقام، وحصار شعب كامل وتجويعه وترويعه وتشريد أبنائه، والسعي لتهجيرهم قسريًا واستيطان أراضيهم، وسط عجز مؤسف من المجتمع الدولي بقواه الفاعلة ومؤسساته الأممية).
ثم يأتي من يزايد على مصر ودورها، كيف ونحن أول من رفض سيناريو تهجير أهلنا فى غزة منذ اندلاع الحرب، كيف ونحن أول من أرسل المساعدات الإنسانية إلى الداخل الفلسطيني عبر معبر رفح، كيف ونحن أكثر من يجتهد دبلوماسيًّا فى إنهاء هذه الأزمة التى يتعرض لها الأشقاء المستضعفون فى غزة بالوساطة حينًا والضغط حينًا آخر وفقًا لما يحتمل الأمر، ووفقًا لضرورات ومحددات الأمن القومى المصرى، ليس تفضلاً منا ولكنه العبء الذى تعودنا، وأخذنا على عاتقنا أن نتحمله من أجل إنهاء أم القضايا العربية التى طال أمدها، وآن أوان حلها بما يضمن للفلسطينيين إقامة دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس على حدود الرابع من يونيو 1967.
الحقيقة الثابتة مهما حدث هى كما قال الرئيس السيسي: (واهم مَن يتصور أن الحلول الأمنية والعسكرية قادرة على تأمين المصالح، أو تحقيق الأمن لشعبه)، لن يتحقق الأمن والسلام فى منطقة الشرق الأوسط إلا بالحل العادل الذى يضمن حقوق شعب فلسطين فى أرضهم كاملة، لن ينعم سكان الكيان المحتل بالأمن ما دامت قياداتهم تصر على فرض سياسة الأمر الواقع بالقوة دون سند أو حق، هناك شعب أعزل تحت الحصار يعاني من كل الوجوه، ولكنه صامد ملتصق بأرضه حتى وإن نالوا جميعًا الشهادة.
مصر قالتها بكل قوة: أوقفوا حرب الإبادة تلك فلا نتيجة لها إلا المزيد من التوتر والقلاقل فى المنطقة الأسخن على وجه الكرة الأرضية، أوقفوا تلك الحرب اللا إنسانية فورًا، واتركوا الناس تعود إلى أرضها وبيوتها، فالبديل سيكون صعبًا على الجميع، أيها العالم الصامت على ما يجرى فى غزة: لا أسكت الله لكم حسًّا، أين شعاراتكم الزائفة وأنتم تشاهدون شعبًا يباد وأرضًا تغتصب ونساء تنتهك وأطفالاً تقتل دون وجه حق، ثم تحدثوننا عن الحرية والديموقراطية وحقوق المرأة والطفل والأسير؟.. لعنة الله على مَن يكيلون بمكيالين فيدهسون بصمتهم كل معاني الإنسانية دون رحمة.. اللهُمَّ احفظ مصر وفلسطين وثبّت أقدام جنودك المخلصين.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فى غزة
إقرأ أيضاً:
حزب الله يكثف هجماته الصاروخية باستهداف مواقع صهيونية شمال فلسطين المحتلة
الجديد برس|
واصل حزب الله اللبناني اليوم، الثلاثاء، استهداف مواقع وجنود جيش الاحتلال الصهيوني في شمال فلسطين المحتلة، حيث أعلن الحزب عن تنفيذ سلسلة من الضربات الصاروخية التي أصابت عدة مستوطنات ومواقع عسكرية بشكل مباشر.
وبحسب بيانات حزب الله، فقد استهدفت المقاومة الإسلامية عند الساعة 12:00 ظهرًا مستوطنة “دلتون” بصلية صاروخية، فيما تعرضت تجمعات لقوات العدو في مستوطنات “يفتاح”، “كريات شمونة”، و”مرغليوت” لهجمات مماثلة عند الساعة 5:00 مساءً. كما شملت الهجمات الصاروخية مدينة “نهاريا”، في إطار تحذير وجهته المقاومة للمستوطنات الشمالية.
وفي وقت مبكر من اليوم، عند الساعة 07:00 صباحاً، استهدفت المقاومة مرابض المدفعية الصهيونية في مستوطنة “نؤوت مردخاي” بسرب من المسيرات الانقضاضية، محققةً إصابات دقيقة.
وأكد حزب الله أن هذه العمليات تأتي دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسناداً لمقاومته، بالإضافة إلى الدفاع عن لبنان وشعبه ضد الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة.