يحدثنا التاريخ أن الولايات المتحدة ليست فقط راعية للدولة الصهيونية، بل إن هناك "وحدة اندماجية" بينهما إلى درجة تجعلنا نقول باطمئنان بالغ: إن هناك "حكومة إسرائيلية واحدة" لها فرعان: واشنطن، وتل أبيب.. بدليل هذا السيل المتدفق من الأسلحة الأمريكية التي زودت بها واشنطن إسرائيل في حرب الإبادة الجماعية التي تخوضها ضد أهلنا في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023م إثر "طوفان الأقصى".
ومؤخرًا، مرر الكونجرس الأمريكي قرارًا بإعطاء أسلحة هجومية وذخائر لإسرائيل بمقدار مليار دولار لتمارس حربها القذرة في غزة، وذلك رغم التهدئات "الفشنك" الصادرة من الرئيس الأمريكي بتعطيل منح إسرائيل تلك الأسلحة في حال قيامها باقتحام رفح.
والأمر لا يقتصر على رجال الإدارة الأمريكية الرسمية، بل يمتد إلى الساسة المتطرفين الذين يدعمون إسرائيل بشكل أعمى، وآخرهم السيناتور الجمهوري "ليندسي جراهام" الذي وصل في دعمه هذا "حد الجنون الكامل"، إذ خرج خلال مقابلة مع برنامج "قابل الصحافة" على شبكة "إن بي سي" الإخبارية منذ أيام بتصريحات مهووسة قارن فيها العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة بقرار الولايات المتحدة إسقاط قنابل ذرية على اليابان في الحرب العالمية الثانية، داعيًا إلى قصف غزة بالسلاح النووي!
وقد أثار "جراهام" بتصريحاته غضب الكثير من الحركات السياسية النشطة بالولايات المتحدة، ومنها حركة "كود بينك" (حركة نسوية بدأت في عام 2002م رفضًا لقرار اجتياح العراق، ومناصرة للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين في الجامعات الأمريكية)، حيث قالت: "من المعيب أن يتمكن عضو مجلس الشيوخ الحالي من الدعوة في بث تلفزيوني مباشر- لقصف غزة بالسلاح النووي، في وقت يرى أن الطلاب الذين يحتجون على الإبادة الجماعية يشكلون تهديدًا. "ليندسي جراهام" تلقى مليونًا و580 ألف دولار من أيباك (أكبر منظمات اللوبي اليهودي بأمريكا) ليقول هذه الكلام".
وتذكرنا تلك التصريحات المجنونة لـ "جراهام" بأخرى أطلقها - في شهر نوفمبر 2023م- وزير التراث الإسرائيلي "عميحاي إلياهو" دعا فيها لإلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة بهدف تهجير الفلسطينيين من القطاع!
وهذا المتطرف (إلياهو) ينتمي إلى حزب "عوتسما يهوديت" اليميني المتطرف بزعامة "إيتمار بن غفير" أحد أشهر وزراء حكومة "بنيامين نتنياهو" اليمينية الفاشيةً.
ولم يتوقف الأمر على "إلياهو"، بل دعت - خلال نفس الفترة- عضو الكنيست الإسرائيلي من حزب الليكود الحاكم "غاليت ديستل إتباريان" (وزيرة الدبلوماسية العامة سابقًا) إلى محو قطاع غزة بالكامل من على وجه الأرض!
وسواء تعلق الأمر بتصريحات المتطرفين اليمينيين بأمريكا أو إسرائيل، لا أجد توصيفًا أبلغ لتلك الفاشية من مقولة الناشط الأمريكي " لوكاس غيج": "الصهاينة مجانين"
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
لازاريني يدعو العالم لإنقاذ الأونروا ويحذر من عواقب حظرها
الثورة نت/..
دعا المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فيليب لازاريني العالم، إلى إنقاذ الوكالة من حظر العدو الصهيوني، الذي قد يكون له “عواقب كارثية” على ملايين الأشخاص العالقين في الحرب على غزة.
وأبلغ لازاريني في بيان لها الليلة الماضية، الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، البالغ عددها 193 دولة، بضرورة اتخاذ إجراءات لمنع الكيان الصهيوني من تنفيذ تشريع يمنع عمليات الوكالة في الأراضي الفلسطينية.
وقال: إن “تفكيك الأونروا سيؤدي إلى انهيار الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة، التي تعتمد بشكل كبير على البنية التحتية للوكالة، ما يغيب بشكل صارخ عن المناقشات حول غزة دون الأونروا هو التعليم”.
وأضاف: “لقد دأبت الوكالة على توفير التعليم لأجيال من لاجئي فلسطين، الذين حقق العديد منهم نجاحا ملحوظا في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم.. لقد أخبرني عدد لا يحصى من الخريجين عن الدور المحوري الذي لعبه التعليم في الأونروا في حياتهم”.
والاثنين، ألغت حكومة العدو الصهيوني اتفاقية دولية موقعة مع الأمم المتحدة، تنظم عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في “إسرائيل” والأراضي المحتلة، وتشمل الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأفادت هيئة البث الصهيونية الرسمية، الاثنين، بأن “وزارة الخارجية الصهيونية أبلغت الأمم المتحدة رسمياً بإلغاء الاتفاق الموقع في العام 1967 الذي ينظم عمليات الأونروا في “إسرائيل” والضفة الغربية وغزة”.
وتأتي هذه الخطوة بعد مصادقة الكنيست الصهيوني، بشكل نهائي، الأسبوع الماضي على قانون يحظر أنشطة الأونروا، داخل “إسرائيل”، وسط استياء أممي.