لجريدة عمان:
2025-03-04@04:04:46 GMT

اللامركزية وتنمية المحافظات

تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT

تحظى اللامركزية باهتمام حكومي كبير منذ إطلاق «رؤية عُمان 2040»، وهي أحد الممكنات التي تساعد المحافظات على القيام بأدوارها وتحديد أولوياتها التنموية لتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية التي وضعتها الحكومة، وكذلك الاستفادة من الميزة النسبية الموجودة في محافظات سلطنة عُمان لإضفاء قيمة حقيقية للاقتصاد العُماني، ومساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي على المدى المتوسط.

بدأنا نلحظ تنمية بعض المحافظات بفضل التوجيهات السامية لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- خلال لقائه بشيوخ ولايات سلطنة عُمان، بتعزيز اللامركزية في المحافظات والتأكيد على دور المحافظين والولاة للقيام بالمهام المنوطة بهم على أكمل وجه؛ لتنمية المحافظات والوقوف على كل الملاحظات المرصودة والتعامل مع التحديات التي تواجه المشروعات التنموية في الملاحظات، إضافة إلى إشراك الشباب وأهالي المحافظات في تطويرها وتنميتها.

وأصبح دور الوالي والمحافظ فاعلًا لا يقتصر على ممارسة الأعمال من المكتب فحسب، بل ينجز ويشرف على أداء المهام في أرض الميدان، حقيقة نفخر بجميع الجهود التي يبذلها المسؤولون الحكوميون في مختلف محافظات سلطنة عُمان، ونفخر أكثر بحجم الإنجاز في إطلاق المشروعات التنموية ومستوى الإنجاز الذي تحقق خلال هذه الفترة الوجيزة، والأهم من ذلك سهولة الإجراءات التي تعطي انطباعًا إيجابيًا للمستثمر العُماني والأجنبي إضافة إلى سرعة إنجاز المعاملات في منافذ تقديم الخدمات بالمؤسسات الحكومية في المحافظات، وهذا لم يتحقق لولا الصلاحيات الموسعة التي حظي بها مسؤولو المحافظات لتسريع إنجاز المعاملات، مما أسهم في تقليل الوقت والجهد على المواطن الذي يبذله لتخليص معاملاته في محافظة مسقط.

ما يؤكد عزم الحكومة على تعزيز اللامركزية وتنمية المحافظات هو المتابعة المستمرة والدقيقة التي تقوم بها الجهات المعنية لضمان تنفيذ التوجيهات السامية بتفعيل اللامركزية في المحافظات عبر التأكد من إسناد المشروعات التنموية للتناقص لا سيما مشروعات قطاعات الصحة، والبلدية، والسياحة مثل البدء في إنشاء المستشفيات في بعض المحافظات، وإنشاء ممشى ووضع لمسات جمالية لبعض المتنزهات والحدائق، وكذلك رصد الملاحظات الواردة على الخدمات المقدمة في المحافظات، وتحليل العروض المالية لإسناد المشروعات إضافة إلى تشخيص الوضع العام للمحافظة من ناحية الاحتياج لبعض الخدمات بهدف تجويدها وضمان رضا مستفيديها، ما يبعث الارتياح في مختلف المحافظات ويرفع من مستوى العمل الجاد لتحقيق المزيد من المشروعات ذات القيمة المحلية المضافة، ويحفّز المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على إطلاق مشروعات مبتكرة تستهدف أهالي المحافظات، وترفع من مساهمة المحافظة في الناتج المحلي الإجمالي، ونشعر بالتفاؤل عندما نشاهد مشروعًا ينفذ في محافظة ما وطريق ينشأ في محافظة أخرى، وممشى أو متنزه يتم تطويره في موقع معيّن؛ ليضعنا أمام فرصة كبيرة للاستفادة من هذه المشروعات التنموية في ممارسة الأعمال بسهولة ويسر.

إن تنمية المحافظات وتطوير بناها الأساسية يتم إنجازه بوتيرة متسارعة وبجهود مضنية وبسواعد عازمة على البناء والتطوير والإنجاز بفضل التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - بتخصيص 20 مليون ريال عُماني لكل محافظة ومتابعة الجهات المعنية لما ينجز في المحافظات، وهذا بدوره سيسهم بلا شك في الرقي بها وتهيئتها للاستثمارات وبحث الفرص المتاحة في كل محافظة للاستفادة منها في الترويج لها.

فكما هو معلوم بأن كل محافظة في سلطنة عُمان تتميز بجانب معيّن مقارنة بالمحافظات الأخرى، ونعوّل كثيرا على اللامركزية في تنمية المحافظات وتطويرها، وعلى السعي إلى استكشاف الفرص في المحافظات للاستفادة منها، وتوظيفها بطريقة مثلى في ابتكار نماذج جديدة تسهم في نمو الاقتصاد العُماني.

إن تعزيز اللامركزية في محافظات سلطنة عُمان ساعد على الاستقرار الاجتماعي من خلال توفير الوقت والجهد عند طلب الخدمة بدلا من الذهاب إلى محافظة مسقط لإنجاز المعاملات، وكذلك ساعدت اللامركزية على تنمية المحافظات اقتصاديًا من خلال تحسّن القوة الشرائية في الأسواق، وتنوّع السلع المعروضة، وارتياد السياح للمحافظات للتنزه واستكشاف مكنوناتها ومقوماتها الاستثمارية.

ورغم أن فكرة اللامركزية تعد حديثة في سلطنة عمان، إلا أن هذا التوجه لاقى استحسانًا وترحيبًا من قبل فئات المجتمع؛ لتلمسهم بحجم المشروعات التنموية المنجزة في المحافظات من مستشفيات تخصصية كبرى، ومرافق سياحية جذّابة، وفعاليات ومهرجانات متنوّعة على مدار العام.

ومع كل هذا التفاؤل بنهج اللامركزية وتعزيزها، إلا أنه من المهم تقييم التجربة بين فترة وأخرى، بحيث يتم قياس الأثر الاقتصادي على مراكز المحافظات، والأهم من ذلك أن يدرك المواطن بأن إنجاز المعاملات وتقديم الخدمات أصبح أكثر سهولةً ويسرًا وبدون عناء التنقل لتخليصها، والأهم من ذلك أن الحكومة تواصل تحقيق مؤشرات إيجابية في التحول الرقمي لكثير من المعاملات، مما يبشر بأن نجاح اللامركزية لا يقتصر على اختصار المسافات بل في الأدوات والممكنات الداعمة لها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المشروعات التنمویة تنمیة المحافظات اللامرکزیة فی فی المحافظات ع مانی

إقرأ أيضاً:

«الشؤون التنموية» بديوان الرئاسة يناقش مستقبل العمل الخيري

أبوظبي: «الخليج»
عقد مكتب الشؤون التنموية وأسر الشهداء بديوان الرئاسة جلسة نقاشية وطاولة مستديرة عن مستقبل العمل الخيري، ضمن خطة الدورة الرابعة من قمة «إنفستوبيا 2025» المقامة برعاية سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، تحت شعار «تسخير قوة الاستثمارات الضخمة»، وبمشاركة الجهات ذات العلاقة لتعظيم الأثر المجتمعي في تنمية المجتمعات وإحداث التغيير الإيجابي في حياة ملايين الناس في العالم.
تأتي مشاركة المكتب بالتعاون مع قمة «إنفستوبيا»لإبراز الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المختلفة لرأس المال الخيري، حيث أضاءت جلسة «رأس المال من أجل الخير.. مستقبل العمل الخيري» على أهمية تعزيز المانحين للأعمال الخيرية المتنوعة عن طريق الأفراد والمنظمات والمؤسسات المحلية والإقليمية والدولية، والعمل معاً لتحديد الاستراتيجيات الأمثل لإشراك مختلف الشرائح والفئات لإثراء مجالات العمل الخيري القائمة على الابتكار ووضع الحلول العالمية المناسبة للتحديات الدولية الماثلة على المديين القصير والبعيد.
شارك في الجلسة بدر جعفر، المبعوث الخاص لدولة الإمارات لشؤون الأعمال والأعمال الخيرية، والبارونة أريان دي روتشيلد، الرئيسة التنفيذية لمجموعة «إدموند دي روتشيلد» بسويسرا، وتسيتسي ماسييوا، رئيسة مؤسسة «هاير لايف» ومؤسسة «دلتا» الخيرية بالمملكة المتحدة، والدكتور ألفونسو غارسيا مورا، نائب الرئيس الإقليمي لأوروبا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
وخلال الجلسة أكد بدر جعفر، أن العمل الخيري يدخل مرحلة جديدة تتّسم بالابتكار المبني على رأس المالي الخيري لإحداث التأثيرات المرجوة في حياة الناس، ولذا برزت دولة الإمارات مركزاً عالمياً للعمل الخيري يدمج مختلف القطاعات ويسخّر التكنولوجيا وتقنيات الذكاء الاصطناعي وإمكانات المنصات الرقمية لزيادة التفاعل مع البرامج والمبادرات وحشد الجهود في المجالات الخيرية المتعددة بتحفيز رأس المال الخيري والانتقال من التبرعات التقليدية إلى المساهمات المستدامة.
وركزت الطاولة المستديرة على مستقبل الاستثمار الخيري المؤثر عبر تسخير الطرق الحديثة والمبتكرة لتعظيم الآثار الإيجابية في مسيرة التقدم الاجتماعي لمختلف المجتمعات والشعوب، بحيث توظّف البيانات اللازمة ونماذج الأعمال الرائدة، لضمان استدامة التمويل الخيري المشترك بين القطاعين العام والخاص، لتحفيز سرعة تنفيذ المشروعات والمبادرات والبرامج الإنسانية والخيرية والتنموية بما يتماشى مع الأولويات العالمية في المجالات المُلحّة التي تتسق مع الأهداف الدولية للتنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • رئيس قطاع الرعاية الأساسية وتنمية الأسرة تتفقد منشآت الرعاية الأولية بالقليوبية
  • 8 آلاف مستفيد من قافلة جامعة عين شمس التنموية للبحر الأحمر
  • لمتابعة سير العمل ومعدلات التنفيذ.. نائب محافظ القاهرة يتفقد المشروعات التنموية والخدمية بحدائق القبه
  • 7850 مستفيدا من قافلة جامعة عين شمس التنموية الشاملة بـ محافظة البحر الأحمر
  • محافظة الجيزة تعلن حاجتها لمهندسين بتخصصات مختلفة .. تعرف على الشروط
  • مي كساب في "بداية جديدة": دعم الشباب وتنمية العقول مفتاح المستقبل.. ووالدي كان أكبر داعم لموهبتي
  • مركز التدريب وتنمية الموارد البشرية بالشرقية يُنفذ 6 دورات تدريبية لـ765 شابا وفتاة
  • "الشيوخ" يناقش دراسة توصي بدعم برامج المساندة التصديرية وتنمية الصادرات المصرية
  • «الشؤون التنموية» بديوان الرئاسة يناقش مستقبل العمل الخيري
  • منتخب إب يتوج بطلاً لبطولة الوفاء لمأرب بعد فوزه على منتخب الحديدة بركلات الترجيح مأرب - اختتمت في مدينة مأرب بطولة الوفاء لمأرب في كرة القدم لمنتخبات المحافظات المحررة، بتتويج منتخب إب بالبطولة بعد فوزه المثير على منتخب الحديدة بركلات الترجيح (5-4)، في