الأسبوع:
2025-02-19@19:24:44 GMT

الخَلْط عند التنويرييِّن.. وفتنةُ "تكوين"!!

تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT

الخَلْط عند التنويرييِّن.. وفتنةُ 'تكوين'!!

مؤخراً ظَهَرت جماعةٌ يرى أعضاؤها في أنفسِهِم تَميزاً وتعالياً على الناس يُطلِقون علي أنفسِهم (تَنويرييِّن)، يدعون لإعْمالِ العَقل والاجتهاد في إعادة تفسير القرآن والأحاديث النبوية بالتشكيك في تفسيرات الأئمة (دون غيرهم من الكتب السَماويِّة)

يُرَدِد أعضاءُ هذا التكوين المُضَلِّل أن حرية الفكر تكْفُل لكلِ فردٍ تفسير القرآن والأحاديث ويجب ألا يكون ذلك منوطاً بدارسين متخصصين فقط حتي لو كانوا من شيوخِ الأزهر وعُلمائِهِ، جاهلين أو مُتَناسين قول الله تعالى: { فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } التوبة ١٢٢.

وفي قول الله تعالى: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} والذكر يعني القرآن.

ويقول عز وجل: {واسْألُوا أهْلَ الذِّكرِ إنْ كُنْتُم لا تَعلَمُونْ}. وهذا دليل على أن للقرآن أهلا يخْتصُّون بتفسيرهِ وتبيينهِ للناس ولكن هؤلاء الضَّالِّين يَشطَحون ويهْرُفون بما لا يَعرِفون بغرض التشكيك في تفسيرات الأئمةِ والعُلَماء الذين بذلوا جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً في البحثِ والاستقصاء و الإسناد الصحيح للأحاديث قولاً وفعلاً. فتطاولوا على الصحابةِ وآل بيت النبي بل وتناولوا أعراضَهم بوقاحةٍ وسوءِ أدب.

فهؤلاء المُرٰجِفون من أَتْباعِ الشَّيطان يَتَدثَّرون بما يعتَبرونه تنويراً وتجديداً يتماشىَ مع مُتغيراتِ الحياة للتَّخَففِ من تكاليف الإسلام مُتذَرِّعينَ بمقولاتٍ أساءوا فَهمها فاخْتَلطَت عليهم المفاهيم.. فالإسلام يَمنحُ الإنسان حريةَ الاعتقاد فمَن شاءَ فليؤمِن ومَنْ شاءَ فليكفُر.. أَمَّا إذا آمَن بمحمدٍ ﷺ فعليهِ الالتزام بأُصولِ الدِّين الذي اتبعه جُملةً وتفصيلاً، قال تعالى: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}.

وفي وجوبِ الرِّجوعِ للكتاب والسنة قال تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}..

فالاجتهاد والتجديد لا يعنيان هَدْم ثوابتِ القرآن والسنة بل التَذْكيِرُ بها وتصحيحُ ما طَرَأ عليها مِن إهمالٍ وتقصيرٍ من المسلمين أو تحريف أحدثه المستشرقون مِمَنْ لا يتحدثون لُغةَ القرآن فاسْتعصىٰ عليهم فَهْمُ الآياتِ ودلالاتها ونصوص بعض الأحاديث. ومنها مثلا "استفت قلبك" اعتبروه رخصةً ليفعل الإنسان ما يهواهُ ويميلُ إليه دون قيود.وهذا خطأ فالمسلم لا يسّتَفتِ قلبه (مثلا) في الصَلواتِ المفروضة وعدد ركعاتها ولا يجتهِد في اختيار شهر الصِّيام أو مواقيت الحَج.. الخ. ويشير البعضُ الى قولهِ ﷺ "أنتم أعلمُ بشئونِ دُنياكُم" ونَسَوا أنه كان أمرا دنيويا يخصُ أهل المدينة. ويستدلون بقول الله "أفلا تعقلون" و"أفلا تتفكرون" وجَهِلوا أنهما بقصدِ التوبيخ لعدم تَدَبُرِهِم ما بلَّغَهم بهِ الرسول لا ليأتوا بمفهومٍ جديد.فالدِّين لمْ يترك صغيرةً ولا كبيرةً إلاّٰ أحصاها وفي حَجَّةِ الوداع نَزَل قولُ الله: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا".

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: الحسد والبغضاء أمراض تهلك الدين قبل الجسد

عقد الجامع الأزهر، حلقة جديدة من الملتقى الفقهي، اليوم الإثنين، تحت عنوان “أعمال القلوب بين الشرع والطب”، بمشاركة الدكتور إسلام شوقي عبد العزيز، أستاذ ورئيس قسم أمراض القلب بكلية الطب بجامعة الأزهر بالقاهرة والرئيس السابق للجمعية المصرية لأمراض القلب، والدكتور هاني عودة عواد، مدير عام الجامع الأزهر، وأدار الحوار الشيخ أحمد عبد العظيم الطباخ، مدير المكتب الفني بالجامع الأزهر الشريف.

وأكد الدكتور إسلام شوقي، أن القلب هو الملك الحاكم في جسد الإنسان، وهو المحور الرئيس لصلاحه أو فساده، مستشهداً بقول النبي: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب».

وأضاف أن القرآن والسنة جعلا القلب موطن نظر الله تعالى، حيث قال النبي: «إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم».

وأوضح أن الدراسات العلمية الحديثة تؤكد أن القلب ليس مجرد مضخة للدم، بل يمتلك ذاكرة للأحداث، ويرسل إشارات للمخ أكثر مما يستقبلها منه، واستشهد ببحث علمي نُشر عام 1999 م في كبرى الدوريات الطبية، تناول دراسة على 280 مريضًا خضعوا لعمليات زراعة القلب، وأثبت أن بعضهم اكتسب صفات وميول أصحاب القلوب المتبرع بها، وهو ما يدعو إلى إعادة قراءة النصوص الشرعية المتعلقة بالقلب في ضوء هذه الاكتشافات العلمية.

من جهته، شدد الدكتور هاني عودة على خطورة الأمراض القلبية المعنوية، موضحًا أن الحسد والبغضاء والكبر من أخطر الأدواء التي تهلك الإنسان دينًا ودنيا، واستدل بقول النبي: «دبّ إليكم داءُ الأمم قبلكم: الحسدُ والبغضاءُ، هي الحالقةُ، لا أقولُ تحلِقُ الشعرَ، ولكن تحلِقُ الدينَ».

وأكد أن العبادات في الإسلام تهدف إلى تزكية القلب وتطهيره، حيث جعل الله- تعالى- التقوى غاية الصيام، فقال- سبحانه-: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183]. وأضاف أن استقرار القلب ينعكس على سلوك الإنسان وجوارحه، مما يجعل أعمال القلوب هي المحك الأساسي في ميزان العبد عند الله يوم القيامة.

مقالات مشابهة

  • هل الإيذاء من الأقارب يبيح قطيعة الرحم.. الإفتاء توضح
  • عشان تاخد الثواب كامل.. كيف تختم القرآن كاملا في شهر رمضان قراءة وتدبر؟
  • كيف تختم القرآن كاملا في شهر رمضان قراءة وتدبر؟.. بخطوات بسيطة
  • هل ندخل الجنة بأعمالنا أم برحمة الله .. الإفتاء تجيب
  • الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: الحسد والبغضاء أمراض تهلك الدين قبل الجسد
  • كيف ترد بذكاء؟
  • علام: صيام الجنب في نهار رمضان صحيح
  • 3 آيات لمن غلبته الديون الكثيرة.. اقرأها بيقين يأتيك الفرج عاجلا
  • أمريكا وَديمقراطيتُها الزائفة
  • نعيم قاسم: يجب أن تنسحب إسرائيل في 18 شباط بالكامل وعلى الدولة مسؤولية إعادة الإعمار