زي النهارده.. مقتل السلطان عثمان الثاني على يد الانكشارية
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تمر علينا اليوم الاثنين الموافق 20 شهر مايو، ذكرى قتل الانكشارية إلى السلطان عثمان الثاني، وجاء ذلك في عام 1622، وعاد السلطات الأسبق مصطفى الأول إلى الدولة العثمانية.
فترة التحول في الإمبراطورية العثمانية
تحولت إمبراطورية العثمانية، أو ما يعرف بفترة التحول، هو فترة من تاريخ الإمبراطورية العثمانية، تمتد منذ عام 1550 وحتى عام 1700 ، في فترة منذ نهاية معاهدة كارلو فيتس.
وقعت في أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر، العديد من الأزمات الاقتصادية والسياسية، والتي ساهمت بهذا التحول، ونتجت تلك الأزمات عن أسباب مثل التضخم والحملات العسكرية والحروب والشقاق السياسي.
وبالرغم من تلك الكوارث، ظلت الإمبراطورية قوية من الجانبين السياسي والاقتصادي، واستمرت بالتكيّف مع تحديات العالم المتغيّر من حولها، وُصف القرن السابع عشر بـفترة الانحدار بالنسبة للعثمانيين.
لكن منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر، تزايد رفض المؤرخين المختصين بتاريخ الإمبراطورية العثمانية لذاك الوصف، وعرفوها بفترة الأزمات والتكيف والتحول.
وخضعت الإمبراطورية لضغوط اقتصادية متزايدة في النصف الثاني من القرن السادس عشر، نتيجة إلى ارتفاع التضخم، والذي أثر حينها في أوروبا والشرق الأوسط وأسهم ضغط الكثافة السكانية في الأناضول في تشكيل عصابات قطاع الطرق، والتي انضمت بدورها في تسعينيات القرن السادس عشر إلى أمراء الحرب المحليين.
وخاضوا مجموعة من النزاعات عرفت حينها بتمرد جلالي، أدى الإفلاس المالي في الإمبراطورية والتمرد المحلي، والتنافس العسكري مع أباطرة آل هابسبورغ وشياه الصفويين إلى أزمة حادة في الإمبراطورية العثمانية، لذا أجرى العثمانيون تحولات على عددٍ من المؤسسات التي شكلت الإمبراطورية سابقاً.
إلغاء نظام التيماركي
جرى الغاء نظام التيمار كي يؤسسوا جيشاً حديثاً من الجنود المسلحين بالبنادق، الإمبراطورية العثمانية، و تغير طبيعة السلطة ادي إلى عدة انتفاضات سياسية خلال القرن السابع عشر، وعانى الحكام والأحزاب السياسية كي سيطرتهم على الحكومة الإمبراطورية، في عام 1622.
خلع السلطان عثمان الثاني
خلع السلطان عثمان الثاني عن العرش إبان انتفاضة ولقوات الانكشارية، وعزل الشخص الذي اغتاله مز قبل كبير المسؤولين القضائيين في الإمبراطورية، مما يوضح تدني أهمية السلطان في السياسة العثمانية.
ولم تكن مسألة الأحقية في السلطنة ذو أهمية من بين السلاطين الذين حكموا في القرن السابع عشر، وكان محمد الرابع أطولهم بقاء على العرش، حيث حكم مدة 39 عامًا، منذ سنة 1648 وحتى عام 1687.
وتمتعت الإمبراطورية بفترة طويلة من الاستقرار تحت حكم محمد الرابع، وتزعّم أفراد عائلة كوبريللي، ذات النزعة الإصلاحية، منصب الصدر الأعظم، تزامن ذلك مع تجدد الانتصارات في أوروبا، لكنها انتهت بحصار فيينا الكارثي عام 1683 وفقدان آل كوبريللي سمعتهم الشهيرة، عقب تلك المعركة، وشكلت للقوى الأوروبية المسيحية تحالفاً لمحاربة العثمانيين، ما أدى إلى سقوط المجر من أيدي العثمانيين، وضمها إلى ممتلكات آل هابسبورغ خلال حرب الحلف المقدس .
وأدت الحرب إلى أزمة سياسية أخرى ودفعت العثمانيين إلى إجراء المزيد من الإصلاحات الإدارية، أنهت تلك الإصلاحات مشكلة الإفلاس المالي، وأدت إلى تحوّل الإمبراطورية العثمانية إلى واحدة بيروقراطية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أزمات الاقتصاد الإمبراطورية العثمانية الإمبراطوریة العثمانیة القرن السابع عشر فی الإمبراطوریة
إقرأ أيضاً:
إبراهيم عثمان يكتب: النجدة التضليلية: كيف تصنع البلاغة براءة وهمية؟
إبراهيم عثمان يكتب: النجدة التضليلية: كيف تصنع البلاغة براءة وهمية؟
*في بداية جرائم احتلال المنازل، وبعد أن اتهم الجيش بتقمص شخصية الميليشيا واحتلال المنازل، قال عمران عبد الله: ( ليس لهم أخلاق، وليست لهم خطوط حمراء، يرتكبون أسوأ الأفعال التي لا تمت للشعب السوداني بصلة.)*
*أما خالد عمر يوسف فرغم اعترافه بأن الميليشيا هي التي تحتل المنازل قال عن الجيش وداعميه: ( الحقيقة هم المجرمين الحقيقيين، هم الذين ارتكبوا الجرم في حق المدنيين العزل الذين دُفِعوا خارج منازلهم، وهم الذين يستحقون المحاسبة، وأي شخص سوداني دُفِع دفعاً لأن يخرج خارج منزله ويُشرَّد خارج موطنه هو أكثر شجاعةً وأكثر بطولةً من “هؤلاء الجبناء الخونة”).*
▪️ *هذا المقال يسلط الضوء على آليتين لتبرئة الميليشيا المتمردة في قضية المنازل: التضليل الساذج المباشر عبر خطاب أعضائها ( عمران ) و”النجدة التضليلية” الأكثر تعقيداً وتركيباً ـ كما سنرى ـ من جماعة قحت/ تقدم ( خالد عمر نموذجاً )، وما يفرض كثرة استخدامهم للتضليل لصالح الميليشيا هو كثرة ورطاتها، وبالتالي حاجتها الدائمة “للنجدة التضليلية” من القوى السياسية القريبة منها.*
▪️ *قد يرى بعض الناس أن ( ما قاله ) عمران عبد الله أكثر كذباً وخبثاً واحتيالاً، لأنه ينطوي على نية الاحتيال الكامل، ويجمع بين كذبتين: تبرئة الميليشيا رغم علمه بارتكابها بالجريمة، والإدانة الأخلاقية الشديدة للجيش لتكريس هذه الكذبة. لكن إذا تعمقنا سنجد أن ( ما قاله ) خالد عمر يفوقه في ذلك.*
▪️ *استخدم خالد عمر تعبير “هم الذين ارتكبوا الجرم في حق المدنيين العزل”، وأداة الحصر “هم الذين” تفيد “القصر” أي أن الجريمة “مقتصرة” على الجيش، وهذا مستوى من الكذب أكثر خبثاً من كذبة عمران، خاصةً إذا قُريء مع اعتراف خالد عمر بأن الميليشيا هي التي تحتل المنازل، وهو الأعتراف الذي حمله بيان رسمي من “قحت” في بداية التمرد.*
▪️ *وهو هنا يريد أن يقول إن احتلال الميليشيا للمنازل رد فعل لفعل من الجيش يبلغ من السوء الحد الذي يجعل الجيش “فاعلاً أصيلاً” في قضية احتلال البيوت! وهذا قلب كامل للمعايير. وهو يورد عبارة “في حق المدنيين العزل” لكي يشير إلى فداحة الجريمة التي ينسبها إلى الجيش، ولكي يوجه غضبهم إلى الجيش بدلاً عن الميليشيا.*
▪️ *استخدم خالد عمر أداة الحصر “هم الذين” مرةً أخرى في قوله “وهم الذين يستحقون المحاسبة”، وهذا يُنشئ “تضميناً” بأن الميليشيا خارج دائرة المساءلة والمحاسبة. وفي أقصى إحسان للظن بمقصده، أن محاسبتها في قضية احتلال المنازل تأتي في المرتبة الثانية بعد محاسبة الجيش وداعميه، فهذه العبارة تُصنَّف كـ”فعل توكيدي” ذي غاية “توجيهية” حيث يهدف المتحدث إلى “توجيه اللوم بعيدًا عن الميليشيا وفق التقنية المعروفة في البروباغندا باسم “التحويل الإستراتيجي”.*
▪️ *أيضا استخدم تعبير “هم المجرمين الحقيقيين”، حيث تشير كلمة “الحقيقيين” إلى أن أن الناس يخطئؤن بالإشارة إلى جنود الميليشيا كمجرمين “حقيقيين” في قضية احتلال المنازل. وهذه الصيغة التي استخدمها تُحدث تأطيرًا ذهنيًّا لصالح الميليشيا، وتحمل تبرئة ضمنية لها. فصفة “الحقيقيين” هنا تعمل “كمُعزِّز” لاتهام الجيش، لكنها في المقابل “تُهَوِّن” من فعل الميليشيا، وهذا انحياز لغوي واضح.*
▪️ *العبارات “هم الذين ارتكبوا الجرم” و”هم المجرمين الحقيقيين” و”هم الذين يستحقون المحاسبة” تشكل نظامًا لغويًّا متكاملًا غرضه الواضح نزع الصفة الإجرامية عن الميليشيا وإلصاقها بالجيش. والتبرئة هنا ليست صريحة، بل مشفرة في بنية الجملة، مما يجعلها “أكثر خبثًا” من الكذب المباشر، لأنها تحاول اختراق “اللاوعي اللغوي” للمتلقي.*
▪️ *يتساوى الاثنان، عمران وخالد، في وصف بشاعة جريمة احتلال المنازل، والسبب الواضح هو أنهما قد وجها التهمة بعيداً عن الميليشيا، وكان لكل منهما طريقته الخاصة في هذا التوجيه، ولكن في السياقات الأخرى التي تضطرهما للتسليم بمسؤولية الميليشيا تغيب هذه اللغة في وصف بشاعة الجريمة والمجرمين، ويكون التوجه العام هو التهوين أو التبرير، وهذا يؤشر إلى أن بوصلتهما هي المصالح السياسية وليس الانحياز للمواطنين ضد من يجرم في حقهم.*
▪️ *أطلق عمران عبد الله كذبة أن الجيش هو من يحتل المنازل لكي ينسجم حكمه الأخلاقي السلبي ويكون على الفاعل الذي اتهمه وعلى الفعل. أما خالد عمر فإن حكمه الأخلاقي لم يكن على الفاعل بل كان حكماً يلغي دور الفاعل، ويتجنب الحكم الأخلاقي السلبي عليه. أو يخففه إلى أقل درجة، بحيث يلتقطه فقط من يلتقطون الإشارة الضمنية إلى وجود “مجرم ثانوي” يستحق “إدانة ثانوية”.*
▪️ *عمران عبد الله هنا “كاذب تقليدي” استخدم طريقة ساذجة في الكذب، سرعان ما ثبت له فشلها وتخلى عنها، لكن خالد عمر استخدم “كذبًا تأويليّاً” عبر التلاعب بالدلالات، وهو كذب أكثر خبثاً لأنه يجمع بين التضليل والتلاعب بالمسؤولية الأخلاقية، ولأنه تلاعب مستمر لم يتخل عنه.*
▪️ *يمكن ربط الممارسة اللغوية لخالد عمر بمفهوم “التصنيع اللغوي للرضا” عند نعوم تشومسكي، حيث يشير تشومسكي إلى هذا المفهوم ضمن نقده لـ “صناعة الموافقة” في الإعلام والسياسة، لكن مفهومه يمتد إلى اللغة كأداة رئيسية لتحقيق هذه الموافقة. والفكرة الأساسية هي استخدام اللغة لتوجيه الرأي العام نحو قبول أفكار أو سياسات قد لا يقبلها لو عُرضت عليه بشكل “صريح”، وكل آليات “التصنيع اللغوي للرضا” ( التلطيف اللغوي، التضمين الإيحائي، الإقصاء اللغوي، التطبيع اللغوي) مستخدمة لصالح الميليشيا في خطاب قحت/ تقدم عامةً وفي خطاب خالد عمر*
▪️ *استخدم خالد عمر “التصنيع اللغوي للرضا” عبر: تخفيف فعل الميليشيا. وتحويل التركيز إلى الجيش بوصفه “المجرم الحقيقي”. وخلق “واقع لغوي” جديد حيث يصبح الجيش عنده هو العدو الوحيد للمواطنين الذي يجب محاسبته. وهذا يُشبه ما يسميه تشومسكي “إعادة تعريف الواقع عبر اللغة”.*
▪️ *اختلق خالد عمر مقارنة بين الجيش وداعميه وكل المواطنين الذين اُحتُلَّت منازلهم والذين لجأوا إلى خارج السودان، تجعل الأخيرين “أكثر شجاعةً وأكثر بطولةً” وتجعل الجيش وداعميه “جبناء خونة”، وفي هذه المقارنة المختلقة إمعان في “التحويل الاستراتيجي”.*
▪️ *علماً بأنه بهذا الوصف بالجبن والخيانة يشمل معظم هؤلاء الضحايا فمعظمهم من داعمي الجيش، وقد اضطر خالد نفسه للتسليم ـ في مداخلة عبر الجزيرة وفي مقال ـ بحقهم في الاحتفال بتحرير الجيش لمناطقهم رغم أنه حاول التقليل منها باعتبارها احتفالات “بالعودة للمنازل” لا بانتصار الجيش، ولم تسعفه تقنيات التلاعب اللغوي للإبقاء على وصف الجيش المحرر بـ “المجرم الحقيقي”!*
▪️ *إذا اطلع أي سوداني على نص حديث خالد عمر دون أن تكون هناك إشارة إلى من يقصدهم بـ (هم) سيعلم مباشرةً أنه يقصد الجيش وداعميه، ببساطة لأنه لا يمكن أبداً أن يستخدم في حديثه عن الميليشيا مثل هذه اللغة التجريمية الحادة التي يستخدم فيها الحيل اللغوية لإيغار صدور المواطنين لكي يتسق غضبهم مع غضبه اتجاهاً ومقداراً، فهو منذ بداية التمرد لم يدافع عن الجيش ولو بالحقائق الواضحة، ولا يمكن أبداً أن يستخدم التلاعب اللغوي لصالحه وضد الميليشيا.*
▪️ *كان حديث خالد عمر في مداخلة مباشرة على قناة ‘الجزيرة’ ( وليس في مقال مُعدّ مسبقًا )، مما يدل على أن التضليل اللغوي أصبح جزءاً من خطابه الطبيعي كعادة خطابية متجذرة يمارسها بتلقائية. هذه التلقائية تُظهر إتقانه لآليات ‘التصنيع اللغوي للرضا’، حيث تحوّل التلاعب الدلالي إلى عادة غير واعية، وهو ما يجعله أكثر خبثاً من التلاعب التقليدي البسيط عند مستشاري وإعلاميي الميليشيا الرسميين.*
▪️ *الملاحظ اللافتة أن خالد عمر يوسف، وغيره من قادة “تقدم”، أصبحوا منذ بداية تمرد الميليشيا يوظفون “مهاراتهم” التضليلية لصالح الميليشيا أكثر من توظيفها لصالح كيانهم, وهذا أصبح سلوكاً تلقائياً. إذا كان التضليل اللغوي قد أصبح تلقائيًا فإن توظيفه لصالح الميليشيا بشكل متكرر يؤكد أن هذه التلقائية نتاج تحالف عضوي، وليس مجرد انحياز عابر.*
▪️ *عدم التمكن من أساليب المراوغة والتلاعب اللغوي عند عمران عبد الله اضطره للتخلي لاحقاً عن تكرار كذبة تقمص الجيش لشخصية الميليشيا واحتلال المنازل، وكلفه عدم القدرة على التصرف مع حكمه الأخلاقي القاسي على جريمة احتلال المنازل، وهو الحكم الذي سيتحول تلقائياً إلى الميليشيا بسبب تخليه عن اتهام الجيش.*
▪️ *أما خالد عمر فلعلمه بأن التبرئة الصريحة المباشرة للميليشيا في قضية احتلال المنازل بعيدة المنال، استخدم مهاراته في التلاعب اللغوي لصالح الميليشيا، متوهماً أن التبرئة الضمنية أيسر منالاً وأقل كلفةً وأكثر إقناعاً للمتلقين، بينما الحقيقة هي أن المتلقين خلال عامين من حرب الميليشيا عليهم امتلكوا مناعة من خطابات التضليل.*
*وهكذا، كما رأينا، تتحول البلاغة من أداة للحقيقة إلى أداة لطمسها .. إلى “نجدة تضليلية” لصناعة براءة وهمية فيسقط المعنى وتبقى الجريمة وتبقى المسؤولية عنها لمرتكبها، ولا تستفيد الميليشيا من ذلك بقدر ما تتضرر صورة مقدمي النجدة، ويصبح السؤال الأساسي عن نوع الثمن الذي يقبضونه، أو يرجونه، مقابل هذا التلاعب وهذه التضحية بسمعتهم!*
إبراهيم عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتساب