لا يمكن تفكيك التطابق بين الإجرام الأمريكي والإسرائيلي، فالرصيف الأمريكي في غزة هو لتهجير الشعب الفلسطيني، وإنهاء دور مصر في معبر رفح، وتدمير مبادرة الحزام والطريق الصينية.
وإسرائيل مؤقتًا تعمل في الوقت الحالي على قتل وإبادة الشعب الفلسطيني، وتهجير ما تبقى منه خارج فلسطين المحتلة، وإن كان ذلك لا يعني أنها تستهدف جميع الدول العربية باعتبارها احتياطيا استراتيجيا للشعب الفلسطيني ولدعم قضاياه.
وهكذا نرى عمليات تجسس وقتل يقوم بها أفراد من جهاز الموساد في جميع الدول العربية، كما أن الطائرات الإسرائيلية دمرت مواقع، وقتلت قادة في سوريا والعراق واليمن والسودان وتونس وليبيا.
الأهداف الأمريكية إذًا شديدة الوضوح وهي: تدمير كل المقدرات العربية حتى تتحول إلى مجرد أسواق لمنتجاتها، تمتص بها كل فوائض النفط، إضافة إلى تحويل العرب إلى مجرد جيش وطابور خامس للجيش الأمريكي، والاستيلاء على طرق وموانئ ومقدرات العرب بحجة مواجهة الطموحات الصينية والروسية، مع نشر مئات الأبحاث والدراسات التي تعمل على غسل الأدمغة العربية للتوافق مع الأهداف الأمريكية أو أن تصيبها بالرعب من هذا المارد الذي يملك قوة خارقة تدمر الأرض ومن عليها.
وكيان العصابة في إسرائيل هو يتحرك وفقًا لخطة الإبادة الجماعية التي لا يرى فيها العرب إلا مجموعة من الحيوانات البشرية التي يجب أن يتطهر منها العالم.
هكذا تبدو الأمور أكثر وضوحا بعد طوفان الأقصى الذي نجح، رغم كل ما أصاب شعبنا الفلسطيني من قتل ودمار، في إجبار الإدارة الأمريكية على الكشف عن نواياها الحقيقية وكراهيتها المطلقة لكل ما هو عربي.
ويبدو أن العرب في حاجة إلى دراسة التجربة الإفريقية في مواجهة الاستعمار الفرنسي الجديد، وهي ليست تجربة في الماضي السحيق، ولكنها بدأت منذ أربع سنوات، ومستمرة حتى الآن، حيث كشفت مالي وبوركينا فاسو والنيجر وإفريقيا الوسطى والجابون أن فرنسا التي تقود جيوشهم لمحاربة ما يسمى بالإرهاب تخدعهم وتكذب عليهم وتقوم بصناعة كيانات إرهابية تمولها وتزودها بالسلاح المخابرات الفرنسية، حتى تبقى فرنسا مهيمنة على كل ثروات هذه الدول، وتحويلها إلى باريس على قاعدة عنصرية بغيضة "أن هذه الشعوب الحقيرة لا تستحق كل تلك الثروات العظيمة".
تحدثت تلك الدول علانية عن اتصالات ولقاءات سرية قامت بها أجهزة الاستخبارات الفرنسية مع عناصر إرهابية، وقامت على الفور بطرد فرنسا من بلادها، وتقيم الآن تحالفًا ضد الاستعمار الفرنسي.
ولا يمكن مقارنة القوة العسكرية في تلك الدول بما تملكه منطقتنا أو دولنا العربية من أسلحة ومعدات وجيوش مدربة.
وروسيا من جهتها كشفت تلك الألاعيب الخبيثة التي تقوم بها الإدارة الأمريكية في أكرانيا على حدودها، والتي تحاول بها أن تقيم قواعد عسكرية مدمرة على الحدود مع روسيا مباشرة عبر ما يسمى بمساندة الأنظمة الديموقراطية حول روسيا.
الرئيس بوتين وإدارته نجحوا في القيام بعمليات استباقية تمنع أمريكا وفرنسيا ودول الغرب من خرق بلاده بقواعد عسكرية تشكل حزامَا حول معظم الجغرافيا الروسية.
إذا أراد العرب أن يعرفوا أمريكا فعليهم أن يتعلموا من دول إفريقيا والرئيس بوتين، لأننا بالتأكيد نحتاج إلى من يعلمنا أن مخزن شرور العالم يقع في واشنطن.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
اتحاد المستثمرات العرب يعلن عن إقامة أول مدينة صناعية صديقة للبيئة
أعلنت د. هدى يسى رئيس اتحاد المستثمرات العرب، عن تفعيل الاستثمار العربي الإفريقي والتعاون الدولى على أرض مصر من خلال إقامة أول مدينة صناعية صديقة للبيئة باستثمارات عربية على مساحة 50 ألف متر بمدينة العاشر من رمضان.
وقالت رئيس اتحاد المستثمرات العرب، إن المدينة تقام بدعم من اتحاد المستثمرات العرب والشركاء الرئيسيين فى الشركة المساهمة للمشروع كل من الشركات المعتمدة داخل اتحاد المستثمرات العرب، على أن يتم وتأسيس شركة مساهمة مصرية لإقامة المدينة الصناعية الجديدة.
جاء ذلك خلال أعمال القمة الاستثمارية العربي الإفريقي والتعاون الدولي، التي ينظمها اتحاد المستثمرات العرب برئاسة، د. هدى يسى وبرعاية رئاسة مجلس الوزراء وجامعة الدول العربية وعدد من الوزارات والهيئات الاقتصادية وغرفة تجارة وصناعة قطر ، ووفود من 35 دولة عربية وأفريقية.
وأضافت يسى، أن القمة تطرح على ضيوفها المشاركة فى الاستثمار لهذا المشروع ليكون نواة ونموذج ننتقل به إلى كل الدول الصديقة، موضحة أنه سيتم طرح نسبة 75% من أسهم المشروع للمشاركة فى المدينة الصناعية.