في إطار المشروع الفني 100 سنة غنا الذي تتبناه دار الأوبرا المصرية والذي يرصد تاريخ الموسيقى والغناء العربي من خلال سلسلة من الحفلات، أحيا على الحجار- صاحب الفكرة- حفلا لاستعراض تاريخ محمد فوزي، واختار المشاركين بالحفل بعناية، نادية مصطفى، مصطفى قمر، والأصوات الجديدة سهيلة بهجت، شيماء يسرى، وسمير عزمي.
على العكس مما حدث في الحفل الأول- محمد عبد الوهاب- وما ناله من انتقادات عديدة، جاء هذا الحفل منظما متناسقا مقدما جرعة فنية سائغة الشراب للجمهور، مع تقديم مجموعة من الاستعراضات وفقرات درامية تمثيلية تستعرض تاريخ فوزي، ونجح الحجار في اختيار أغنيات تتلاءم مع صوته فأبدع وتألق كالمتوقع منه.
لقد رفع الحفل لافتة كامل العدد كما هو معتاد في حفلات دار الأوبرا المصرية، والأمر المثير للاهتمام هو إحساس الجمهور ببراعة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو يوسف صادق، وروعة التوزيع الموسيقي مما منح الأغنيات مزيدا من الجمال، فظهر الحفل متناغما مع هدف 100 سنة غنا، وملائما لأصوات المشاركين، وممتعا للجمهور الذواق للفن الجميل، ومبرهنا على أن الفن الأصيل لا يموت، وسيظل دائما مصدر سعادة للناس المتعطشة للرقي والسمو بعيدا عن الصخب والتدني والابتذال الذي يحاول البعض إلصاقه عنوة بالفن، والادعاء بأنه يعبر عن ذوق الجمهور المصري، كلا أيها المدعون، الجمهور المصري لديه من مهارة التذوق الفني ما يجعله يميز بين الطيب والخبيث، السمين والغث، الراقي والمبتذل، الثمين والبخس، الجيد والرديء.
قد ينتشر القبح ويطغى الابتذال في فترة ما بسبب عوامل كثيرة تتحكم في الإنتاج الفني، لكن هذا لا يعني أن السائد يعبر عن الفن المصري، سيظل الطرب المصري هو سيد درويش، وعبد الوهاب، وأم كلثوم، وحليم، وشادية، ونجاة، وفوزي، وفايزة، وليلى مراد، والأطرش- رغم أصوله السورية- ونادية مصطفى، والحلو، والحجار، وهاني شاكر، وأنغام، ومدحت، وخالد سليم، وأحمد عفت، ومي فاروق، وريهام عبد الحكيم، وندى غالب، ودعاء رجب، ومروة ناجي، وغيرهم، فلا يمكن لأحد أن يختزل الفن المصري في بضع أغنيات صاخبة مبتذلة سادت فترة من الزمن وستنتهي، فتاريخ مصر يحمل أسماء علّمت العالم العربي معنى الفن الأصيل، ستبقى دار الأوبرا المصرية حاملة رسالتها السامية في الدفاع عن إبداع المصريين، وحفظ تاريخ مصر الثقافي، ستظل قلعة الفن الراقي.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
مدبولي: الهيئة القضائية المصرية لها تاريخ عميق تأصلت فيه العدالة
أعرب الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء عن اعتزازه بالمشاركة في حفل إطلاق النيابة العامة «استراتيجية النيابة العامة للتدريب» والمنعقدة بمقر النائب العام، مشددًا على أن هذا الصرح القضائي الذي طالما كان ممثلا بشرف ونزاهة عن الهيئة القضائية المصرية ذات التاريخ العميق الذي تأصلت فيه العدالة كفلسفة حياة منذ آلاف السنين.
وأضاف «مدبولي» خلال كلمته في الحفل، الذي أذاعته قناة «إكسترا نيوز» الفضائية: «إن تجمعنا اليوم لا يعبر فقط عن أن مؤسسة مصرية عريقة كالنيابة العامة تسعى للتطوير والنهوض بمستوى كوادرها، بل إن العبرة من وجودنا هنا اليوم قد تتجاوز أهدافها ومدلولاتها إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير».
وأوضح أن هذا الحدث يعكس التناغم التام بين كافة مؤسسات الدولة، بما فيها المؤسسات المستقلة، وفي ظل احترام مبدأ الفصل بين السلطات وسيادة القانون، تحت مظلة واحدة وهي رؤية مصر 2030 ومبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي «بداية جديدة من أجل الإنسان المصري».