الأسبوع:
2025-03-16@05:00:10 GMT

مصر من نافذة القطار

تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT

مصر من نافذة القطار

لا أحد ينكر حجم مشروعات التطوير بالبنية التحتية المصرية في شتى أرجاء البلاد خلال السنوات القليلة الماضية، والتي منها مشروع القطار السريع العملاق الذي سيربط مفاصل البلاد من العين السخنة شرقًا إلى العلمين غربًا ومن الجيزة حتى أسوان جنوبًا مرورًا بمحافظات بني سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر، ويمتد حتى الغردقة بالبحر الأحمر، من خلال شبكة سكك حديدية تربط أهم المدن السياحية في مصر ببعضها، من أجل زيادة أعداد السائحين ومن ثم زيادة عوائد الدخل القومي، وتعبيد الطريق أمام المستثمرين المصريين والأجانب لإقامة مختلف المشروعات بهذه المناطق المشار إليها، والتي سيسهم مشروع القطار السريع بها في خلق العديد من الفرص الاستثمارية.

وبالنظر إلى مرفق السكة الحديد في مصر في الوقت الحالي سنجد أنه أيضًا يحظى بمحاولات للنهوض به من أجل خدمة ملايين المواطنين الذين يستخدمون هذا المرفق يوميًّا خاصة مواطني الوجه القبلي لطول المسافة باعتباره من أرخص وسائل النقل مقارنةً بالطائرة مثلاً وأكثرها أمانًا مقارنةً بالسفر عبر الطرق البرية الأكثر في نسبة الحوادث. والحقيقة أنه أيضًا هناك نسبة من السائحين الذين يستقلون القطار في رحلاتهم داخل مصر، خاصة ما بين القاهرة والأقصر وأسوان أو الإسكندرية، سواء كانتِ القطارات الفاخرة النوم مثلاً المتجهة إلى الصعيد أو قطارات الدرجة الأولى والثانية والمميزة الأرخص سعرًا. والمسافر على سبيل المثال بالقطار من القاهرة إلى أسوان أو الأقصر سيلاحظ أن القطار يقطع المسافة وسط مساحات ممتدة من الحقول الزراعية الغنَّاء التي تضفي بهجةً وسرورًا بنفوس المطالعين لها عبر رحلتهم خاصة من السائحين. ولا شك أنه يتخلل تلك المساحات الخضراء الكتل السكنية للمحافظات والمدن المار بها خط السكة والتي يتوقف بها القطار حسب محطة الوقوف. وبحكم أنني وبعض أفراد عائلتي من المترددين على قطار الصعيد -لزيارة الأهل والأقارب أو لإنهاء بعض الأعمال بالقاهرة- فقد تلاحظ لنا أن مداخل محطات المحافظات التي يمر بها القطار لا تتوافق أبدًا مع اللوحة الفنية لجمال منظر الحقول التي بين المحافظات والمدن!! فمداخل تلك المدن والمحافظات والمراكز -وتحديدًا مداخل المحطات جميعها تقريبًا من القاهرة إلى أسوان- تتراكم بها أكوام القمامة ومخلَّفات السكة الحديد من عربات وقضبان ومعدات متهالكهة، إضافة إلى المنظر العام المغطَّى بشحوم وزيوت عمليات الصيانة، وهو منظر لا يليق أبدًا بصورة مصر الحضارية أمام الضيوف والسائحين من مختلف أنحاء العالم. فهل مثل هذه المظاهر بمداخل محطات القطار تليق بأن تكون عنوانًا للمحافظة؟!! لماذا لا تحرص الإدارات المحلية بالمحافظات المختلفة على امتداد خط السكة الحديد على إزالة هذه الأكوام من القمامة والمخلَّفات المتهالكة وتجميل منظر مداخل محطات المحافظات والمدن والمراكز لتكون صورة مشرِّفة وحضارية أمام الضيوف؟ وهل لا نستحق نحن كمواطنين مصريين مسافرين عبر القطار أن نرى مداخل محطات محافظاتنا ومدننا في صورة جميلة حضارية؟!!

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

في ذكراها الـ14.. هذه محطات الثورة السورية من الشرارة الأولى إلى دخول دمشق

في مثل هذا اليوم قبل 14 عاما، انطلقت الثورة السورية حاملة معها آمال شعب يتوق للحرية والكرامة والتخلص من القبضة الأمنية التي حكم بها نظام الأسد البلاد طوال عقود عدة.

بدأت الاحتجاجات التي انطلقت في دمشق في 15 آذار /مارس ومن ثم درعا في 18 من الشهر ذاته سلميةً، لكن سرعان ما قوبلت بالقمع الدموي، ما أدى إلى تصاعد الأحداث وتحولها إلى صراع طويل الأمد.

وعلى مدار أكثر من عقد، مر السوريون بمراحل مفصلية مليئة بالتحديات والآلام، حتى حققت الثورة هدفها أخيرا في 8 كانون الأول /ديسمبر عام 2024، بإسقاط نظام بشار الأسد، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 عاما من حكم عائلة الأسد.

شرارة الثورة 
في 15 آذار /مارس عام 2011، خرج السوريون للتظاهر في مدينة دمشق مطالبين بالإصلاحات السياسية والعدالة، مستلهمين من الثورات العربية التي سبقتهم، ما أدى إلى اعتقالات في صفوف المتظاهرين.

وفي 18 آذار /مارس من العام ذاته، بدأت المظاهرات في درعا بعد اعتقال وتعذيب أطفال كتبوا شعارات مناهضة للنظام، ما أدى إلى مقتل الشاب محمود الجوابرة أو قتيل على أيدي قوات النظام في الثورة السورية.


وسرعان ما امتدت الغضب الشعبي  الذي فجرته الأحداث في درعا التي عرفت بمهد الثورة السورية، إلى العديد من المدن بينها دمشق وحمص وحماة وإدلب ودير الزور وغيرها.

رد نظام الأسد بالعنف المفرط، حيث أطلقت قوات الأمن والجيش الرصاص الحي على المتظاهرين، وبدأت حملات اعتقالات واسعة في صفوف المدنيين، في محاولة لكبح جماح الثورة التي اتسعت رقعتها وتصاعدت وتيرتها بسبب تشبث النظام بالخيار الأمني رافضا لإجراء إي إصلاحات.

في تموز /يوليو عام 2011 وتحت تصاعد العنف من قبل النظام، انشق بعض الضباط عن الجيش وأسسوا ما عرف باسم "الجيش السوري الحر" بقيادة العقيد رياض الأسعد، لتتحول الثورة بشكل تدريجي منذ ذلك الحين إلى العسكرة لمواجهة عنف النظام. 

التصعيد والعسكرة 
مع استمرار القمع الوحشي، بدأ النظام باستخدام "البراميل المتفجرة"، وقصف المدن بشكل عشوائي، ما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا، وأسفر عن موجات نزوح ولجواء واسعة.

وفي 21 آب 2013، ارتكب النظام إحدى أبشع جرائمه عندما قصف الغوطة الشرقية بالسلاح الكيميائي، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 مدني أغلبهم من الأطفال.

في هذه الفترة، دخلت أطراف دولية وإقليمية على خط الصراع، حيث تدخلت إيران وميليشاتها على الأرض لدعم النظام، بينما دعمت دول أخرى المعارضة.

وفي أيلول /سبتمبر عام 2015، بدأت روسيا التي انضمت إلى داعمي النظام بشن ضربات جوية مكثفة على مناطق المعارضة، ما رجح كفة المعركة لصالح النظام الذي كاد يسقط حينها على وقع ضربات المعارضة.

المأساة الإنسانية والتهجير القسري 
شهدت هذه المرحلة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، ففي أواخر 2016، سقطت حلب الشرقية بيد النظام بعد حصار وتجويع وقصف استمر لأشهر، لتبدأ بذلك سلسلة من موجات التهجير القسري من عدة مناطق مثل الغوطة الشرقية ودرعا وريف حمص.

بحلول عام 2019، كان أكثر من 13 مليون سوري قد هُجّروا من ديارهم  سواء داخل البلاد أو كلاجئين في دول الجوار وأوروبا، وذلك بعد انكفاء المعارضة ومحاصرها في شمال غربي البلاد، في حين امتلأت سجون النظام الوحشية بالمعتقلين الذين فقد كثير منهم الحياة تحت أبشع أنواع التعذيب التي مارسها النظام بحقهم.

وكانت صور "قيصر" التي سربها المساعد أول فريد المذهان رئيس قسم الأدلة القضائية بالشرطة العسكرية في  العاصمة السورية دمشق، أكبر عملية تسريب أثبتت التعذيب الوحشي الذي كان النظام يمارسه ضد المعتقلين.

وتضمنت الصور التي أدت إلى فرض الكونغرس الأمريكي في كانون الأول /ديسمبر عام 2019  قانون "حماية المدنيين السوريين" الذي ههدف إلى فرض عقوبات اقتصادية على النظام وأفراد مرتبطين به. وعرف القانون باسم قانون "قيصر" في إشارة إلى جهود مسرب الصور المروعة.

الصمود والمقاومة 
رغم كل ذلك، لم يفقد السوريون الأمل، فقد استمر كفاحهم في الشمال السوري، وأصبحت إدلب آخر معاقل المعارضة بعد حملات النظام على معاقل المعارضة واحدا تلو آخر.

وعلى الصعيد السياسي، لم تنجح أي من المبادرات الدولية في إنهاء الصراع بسبب تعنّت النظام وداعميه أمام الحل السياسي، فضلا عن شروع العديد من الدول في العمل على إعادة تدوير نظام بشار الأسد ودمجه بالمنظومة الدولية.

لكن مع تفاقم الأزمات الداخلية، والانهيار الاقتصادي غير المسبوق في مناطق سيطرة النظام، بدأت حالة السخط تتصاعد حتى داخل المناطق التي كانت خاضعة له، وظهرت احتجاجات جديدة في السويداء ذات الغالبية الدرزية في 2023.

النصر وإسقاط النظام 
في أواخر 2024، تصاعدت الضغوط على النظام جراء الانهيار الاقتصادي الكبير وتحول رؤوس النظام إلى تجارة "الكبتاغون" وهو أحد أنواع المخدرات من أجل تأمين مصدرا ماليا، بينما بقي السوريون في مناطق سيطرة النظام يرزحون تحت وطأة الفقر وغياب الأمن وأبسط الخدمات والاحتياجات المعيشية.

كما ساهمت الأحداث التي تلت السابع من تشرين الثاني /أكتوبر عام 2023 في إضعاف داعمي النظام مثل إيران وحزب الله بسبب الضربات الإسرائيلية، في حين غرقت روسيا التي تمتلك قاعدتين عسكريتين على الساحل السوري في حربها المتواصلة مع أوكرانيا.

حتى جاءت اللحظة الفارقة في 27 تشرين الثاني /نوفمبر عام 2024 عندما أعلنت الفصائل السورية المسلحة في إدلب بدء عملية عسكرية واسعة تحت مسمى "ردع العدوان" ما أدى إلى انهيارات واسعة في صفوف النظام.

وخلال أقل من 48 ساعة، تمكنت فصائل المعارضة من بسط سيطرتها على محافظة حلب في 29 تشرين الثاني /نوفمبر من العام ذاته، ما قلب موازين القوى وأنهى التفاهمات الدولية التي أبقت الملف السوري في حالة من الجمود لأكثر من 7 سنوات.

في أعقاب ذلك، واصلت فصائل المعارضة بالتقدم إلى المدن وبسط سيطرتها عليها المحافظات السورية واحدة تلو الأخرى لينتهوا بعد 11 يوما في العاصمة دمشق.


وفي 8 كانون الأول /ديسمبر عام 2024، أعلنت الفصائل الثورية سيطرتها على دمشق بالكامل وسط انهيار مفاجئ لقوات النظام وهروب الرئيس المخلوع بشار الأسد وعائلته إلى روسيا التي منحته حق "اللجوء الإنساني" بأمر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي 29 كانون الثاني/ يناير 2025، أعلنت الإدارة السورية الجديدة عن تعيين قائد قوات التحرير أحمد الشرع رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية، بجانب العديد من القرارات الثورية التي قضت بحل حزب البعث العربي الاشتراكي ودستور عام 2012 والبرلمان التابع للنظام المخلوع.

وشرع الشرع في إدارة البلاد في المرحلة الانتقالية، منجزا العديد من الاستحقاقات التي وعد بها عقب توليه منصب الرئاسة، بما في ذلك المصادقة على الإعلان الدستوري الذي من شأنه أن ينظم المرحلة الانتقالية التي حددت بموجب الإعلان بمدة 5 سنوات.

مقالات مشابهة

  • في ذكراها الـ14.. هذه محطات الثورة السورية من الشرارة الأولى إلى دخول دمشق
  • قطارات عيد الفطر2025.. استعدادات السكة الحديد للمسافرين
  • مأساة في القنطرة شرق.. كراسات الأطفال وحقائبهم بين قضبان السكة الحديد.. شاهد
  • صحة غزة تحذر من تفاقم معاناة المرضى جراء نقص الأكسجين
  • الصحة الفلسطينية: الاحتلال تعمد تدمير محطات توليد الأكسجين بمستشفيات غزة
  • شراكة بين «مقطع للتكنولوجيا» و«نافذة باكستان»
  • إحالة أوراق متهم بقتل شاب عمدًا إلى المفتي ببورسعيد
  • بنك نكست يوقع بروتوكول تعاون مع "تومورو سولار" لتمويل محطات الطاقة الشمسية
  • السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الخميس
  • موانئ أبوظبي و"نافذة باكستان" تتعاونان لتعزيز التحول الرقمي في التجارة