وزارة الشباب تطلق المرحلة الأولي من برنامج «الذكاء الاصطناعي ودوره في التنمية المجتمعية » بسوهـاج
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
•• البرنامج : ينفذ في 9 محافظات مع تكثيف الحملات التوعوية داخل المنشآت الشبابية نحو بناء الوعي التكنولوجي و المعلوماتي لدى الشباب
أطلقت وزارة الشباب والرياضة ، أولي فعاليات المرحلة الأولي من برنامج « الذكاء الاصطناعي ودوره في التنمية المجتمعية » بمركز شباب توشكي في محافظة " سـوهـاج " ، بمشاركة 60 شابًا وفتاة من الكيانات والكوادر الشبابية في نطاق المحافظة، تحت رعاية الدكتور أشـرف صبحي ؛ وزير الشباب والرياضة.
وتحدث الدكتور عماد الدين عبد الله ، مدرس الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة سوهاج ، حول :" أهمية منظومات الذكاء الاصطناعي والرقمي والتقنية الذكية وبرامج البيانات، الهادفة في مجملها إلى توفير الخدمات إلى المجتمع بسهولة ويُسر ، وتمكين الطاقات الشابة بالتكنولوجيا المتقدمة وأدوات ومهارات الذكاء الاصطناعي، ما يسهم في بناء جيل متمكن من تكنولوجيا المستقبل، وقادر على تطوير مختلف القطاعات الحيوية ، وان متطلبات وظائف المستقبل تحتاج الي تزويد الشباب بمهارات رقمية قوية وإحاطة واسعة بتقنيات الذكاء الاصطناعي ".
واشار الي :" أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقدم تكنولوجي بل هو محفز للتغيير الإيجابي، والجمهورية الجديدة تؤمن بضرورة تسليح الجيل القادم من القادة الشباب بالمعرفة والمهارات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والمضيّ قدماً نحو بناء مستقبل أفضل .
وتسعي وزارة الشباب والرياضة من خلال البرنامج الي :" تنمية المهارات العلمية والثقافية والتحول الرقمي ، والمساهمة في بناء الوعي التكنولوجي والمعلوماتي لدى الشباب ، وكذا تحسين إنتاجية المعلومات وكفاءتها ، ومساعدة الشباب على خلق فرص جديدة، تعزيز نمط الحياة وتوفير الطاقة حتى تكون الحياة أكثر أماناً ، مساعدة الشباب على حل المشكلات الاجتماعية الأكثر أهمية وتعقيداً لتحسين نوعية الحياة".
تجدر الإشارة الي أن تنفيذ البرامج في مرحلته الأولي يستهدف 9 محافظات ( البحيرة ، الشرقية ، الغربية ، الفيوم ، القاهرة، المنوفية سوهاج ، مطروح ) ، بالإضافة الي تنفيذ حملات توعية بأهمية الذكاء الاصطناعي ودوره في التنمية المجتمعية داخل منشآت الوزارة بكل محافظة ، مع تكريم شباب " أفضل حملة بالبرنامج " .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
رمضان ومطبخ الذكاء الاصطناعي
بعد أن جرى استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل جزئي فـي مسلسلات رمضان الماضي كمشاهد الحرب والديكورات الفخمة والمؤثرات السمعية والبصرية، هل سيتغلغل الذكاء الاصطناعي أكثر، ويوسّع دائرته، ليصبح عنصرا أكثر فاعلية فـي الدراما؟
الإجابة واضحة، ومتوقّعة، فاستعانة مخرج مسلسل (الحشّاشين) بيتر ميمي، بالذكاء الاصطناعي لتقليل التكلفة الإنتاجية، لقيت قبولا من الجمهور، فالتطورات سريعة، والطوفان الذي انطلق قبل سنوات لا يمكن إيقافه، فضلا عن أنّ مواكبة التطوّرات مطلوبة، كما أنّ توظيف التكنولوجيا الحديثة فـي الدراما صارت واقعا.
المشكلة أن الذكاء الاصطناعي بإمكانه أن يكتب، ويخرج ويمثّل ويصمم ويلحن ويغني «ويفعل ما يشاء، هو لا مخيّر ولا مسير، هو لا يؤمن إلّا بقدرته وأقداره» كما يقول الباحث السوداني يوسف عايدابي.
وخلال حضوري المؤتمر الفكري المصاحب لفعاليات مهرجان المسرح العربي، شاهدت تجربة مسرحية سورية، عُرضت بواسطة الفـيديو، ونفّذت بطريقة الذكاء الاصطناعي حملت عنوان (كونتراست) للمخرج أدهم سفر وقد بلغت مدة عرضها (17) دقيقة كانت مزيجا من الرقص التعبيري والباليه، وقد حضر الإبهار لكن غاب الإحساس، والمسرح الذي ألفناه، وتربينا عليه، وعلى عناصره التي يمكن إجمالها، بالحوار والسرد والبناء الدرامي، والرسالة، فقد حضرت التكنولوجيا بقوّة، لتزيح بعضا من تلك العناصر، عبر التركيز على الأداء الجماعي، والمشاهد البصرية، والأمر نفسه بالنسبة للدراما التلفزيونية، خصوصا أنّ المخرج محمد عبدالعزيز خاض قبل عامين تجربة من هذا النوع فـي مسلسله (البوابات السبع) فقدّم صناعة درامية كاملة لأعمال من الذكاء الاصطناعي، وبكلّ ثقة قال: «فـي المستقبل القريب لن نكون بشرا لوحدنا، بل سنندمج مع الذكاء الاصطناعي ونصبح طرفا واحدا، نحن هنا على مشارف نهاية هذا الإنسان والبدء برحلة جديدة للإنسان المندمج مع التطبيقات الذكية».
وإذا كان الممثل الأمريكي توم هانكس يتوقّع أنّه سيستمر بالتمثيل حتى بعد رحيله عن هذا العالم بفضل الذكاء الاصطناعي، فهذا الأمر حصل بالفعل مع الممثل المصري طارق عبدالعزيز الذي وافته المنية قبل استكمال تصوير مشاهده فـي مسلسل (بقينا اثنين)، فلجأ المخرج إلى تقنية الذكاء الاصطناعي ليستكمل تصوير مشاهده المتبقية، وبذلك قلّلت، هذه التقنية، من مخاوف المخرجين من رحيل أحد الممثلين قبل استكمال تصوير مشاهده، كما حصل مع الفنان رشدي أباظة عندما توفّي عام 1982 أثناء تصوير فـيلمه الأخير (الأقوياء)، فجاء المخرج أشرف فهمي ببديل هو صلاح نظمي، وكانت معظم المشاهد التي صوّرها للممثل البديل جانبية لإيهام الجمهور أنّ الذي يقف أمام عدسة الكاميرا هو رشدي أباظة، وهذه (الخدعة) لم تنطلِ على الجمهور، وغاب الفعل الدرامي، فكان نقطة ضعف فـي الفـيلم.
ومع هذه المحاسن، سيواجه هذا النوع من الدراما معارضة فـي بادئ الأمر، من قبل المشتغلين بصناعة الدراما والسينما، لأن الذكاء الاصطناعي سيجعل المنتجين يستغنون عن خدمات الكثير من العاملين فـي هذا القطاع، وهو ما جعل العاملين فـي استوديوهات هوليوود يضربون عن العمل مطالبين نقابة الممثلين بتوفـير حماية لهم من هذا الخطر الذي هدّدهم برزقهم! أما بالنسبة للجمهور فسيتقبلها تدريجيا، ويعتاد عليها مثلما تقبل مشاهدة اللقطات التي جرى تصويرها رقميا فـي أعماق البحر بفـيلم (تيتانك)، للمخرج جيمس كاميرون (إنتاج 1997)، وأظهر السفـينة بحجمها الكامل فـي تجربة رائدة فـي التصوير الرقمي، سينمائيا، وزاد ذلك فـي رفع وتيرة المؤثرات، والإبهار وأضاف، رقميا، الكثير من الماء والدخان، فنجح الفـيلم نجاحا كبيرا، وكان الإبهار الذي صنعه التصوير الرقمي من عوامل النجاح، تبعا لهذا، يمكننا تقبّل دخول الذكاء الاصطناعي فـي حقل الدراما إذا لعب الذكاء الاصطناعي دورا تكميليّا، كما قال د. خليفة الهاجري خلال حديثه عن التصميم المسرحي والذكاء الاصطناعي، فهو «ليس بديلًا للمصمّم البشري، بل أداة تكميليّة يمكن أن تعزّز الإبداع، والابتكار فقط» وعلينا أن نضع فـي الاعتبار احتمالية الاستغناء عن الكومبارس والإبقاء على الممثلين الرئيسيين لأسباب تسويقية، والمخيف حتّى هؤلاء سيطالهم الاستغناء، وينسحبون تدريجيا ليصيروا ضيوف شرف على مائدة دراميّة تعدّ بالكامل فـي مطبخ الذكاء الاصطناعي !!