لجريدة عمان:
2024-12-22@18:33:14 GMT

الكاتب «اليوتيوبري» .. ظاهرة أم حالة فردية؟

تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT

يزداد الإقبال على إصدارات الكتاب «اليوتيوبريين» أو صانعي المحتوى الذين يروّجون لإصداراتهم الأدبية على وسائل التواصل الاجتماعي، بصرف النظر عن القيمة الفنية للمحتوى، ففي حفل توقيع كتبهم التي يسبقها إعلان على وسائل التواصل يزداد إقبال الجمهور وأغلبهم من فئة عمرية معينة على منصة التوقيع، وهنا نُذكّر بحدثين وقعا خلال معارض الكتب، فخلال الدورة المنقضية من معرض الرباط الدولي للكتاب، اضطر المنظمون إلى اختصار حفل توقيع الكاتب السعودي أسامة المسلم (47 عاما) نتيجة للازدحام الشديد على منصة التوقيع ووقوع حالات إغماء بين الجمهور، ويذكرنا ذلك بحالة سابقة حدثت في معرض مسقط للكتاب قبل سنتين، حين حضر اليوتيوبر الكويتي محمد المطيري (27 عاما) المعروف بـ(كويلي) ولم يتمكن من توقيع أعماله نتيجة الزحمة الشديدة وما صاحبها من إطلاق صيحات في قاعة المعرض.

يتقاسم الحدثان أمورا مشتركة، بينها حداثة سن الكُتّاب وغزارة إنتاجهم، وكذلك إقبال الشباب على المحتوى الذي تطغى عليه الفنتازيا والخيال العلمي، بالإضافة إلى التسويق الإلكتروني للمنتج قبل نشره للفئة العمرية التي تستهويها القصص البوليسية والجن والسحر.

يستهجن قطاع عريض من النقاد والكتاب والناشرين ظاهرة الكتابات الفقاعية التي تدخل ضمن منهجية تسليع الذوق وتسطيح الفكر والحصول على شهرة الومضة، التي لا تضيف قيمة معرفية ولا توجد وعيا وفكرا جادا، ويعزو البعض الإقبال على ذلك الصنف من الكتب إلى هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي على ذهنية الشباب وذائقتهم، فيتهافتون إلى الحصول على توقيع الكاتب (اليوتوبري) والتقاط الصور معه، الأمر الذي يشعل الغيرة في أنفس بعض الكتاب الذين لا تحظى مؤلفاتهم بالشهرة والإقبال نفسه على اقتنائها، وهو ما يستدعي من الكاتب إلى توظيف حساباته الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي للإعلان عن كتبه بدلا من الاعتماد على الوسائل التقليدية المتمثلة في دور النشر والصحافة الثقافية في الترويج للكتاب.

والحقيقة أن هذا الحديث قد جرى مؤخرا بيني وبين أحد الأصدقاء الذي سأل عن منافذ تسويق مؤلفاتي، وقد صدمه الجواب حين أخبرته بأنه لا يوجد منفذ بيع لرواياتي في مدينة صلالة، فرد عليّ بسؤال احترت في الإجابة عليه: ما قيمة الكتابة إن لم تصل إلى القارئ؟ وهو محق في طرحه خاصة بأن وظيفة الكاتب تتعدى مهمة التأليف إلى مهمة الترويج لمنتجه الثقافي.

إن ظاهرة إقبال الشباب على الروايات الخيالية، تستدعي الوقوف عندها ودراستها دراسة علمية مبنية على رصد اتجاهات القراءة لدى الجمهور بالتعاون مع المراكز البحثية والجامعات والمؤسسات الثقافية ودور النشر، ويمكن الاستفادة من نتائج الدراسة في فهم ذائقة الشباب وميولهم الفكرية، بالإضافة إلى الاستفادة من توظيف الوسائط جديدة في الترويج للقراءة وصناعة الوعي ونشر الثقافة في منطقة تعاني من العزوف عن القراءة والمطالعة حسب التقارير البحثية، التي تصنف العالم العربي في مراكز متدنية في العمليات المرتبطة بالكتاب تأليفا وقراءة وترجمة.

ورغم كل ذلك فإن روح التفاؤل تتغلب على كل العواطف عند الحديث عن الكتابة والكتاب والقراء، فاقتناء الكتاب -أيا كان صنفه- دليل على رواجه بصرف النظر عن الفئة العمرية والأذواق. وإقبال الشباب على معارض الكتاب يدحض فرضية عزوف الشباب عن القراءة والمطالعة، وصعود صانع المحتوى يدلل على التأثير الواضح للوسائط الحديثة على المجتمع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وسائل التواصل

إقرأ أيضاً:

مؤسسة النفط تصدر بياناً حول ما يشاع عبر وسائل الإعلام

نفت المؤسسة الوطنية للنفط، “ما تداولته بعض صفحات التواصل الإجتماعي من معلومات مغلوطة، لا تستند إلى حقائق وبراهين، مفادها “دخول المؤسسة في تسوية دين مع شركة “ليتاسكو السويسرية”، رغم رفض ديوان المحاسبة لهذه التسوية؛ في حين أن هذه التسوية لم تتم إلا بعد مراجعة وموافقة من طرف الديوان وإدارة القضايا، وهذه حقيقة مثبتة”.

وأوضحت المؤسسة “أنها قد تجنبت بهذه التسوية خسائر مالية فادحة، ستكون ملزمة قضائياً، فضلاُ عن تعريض بعض أصولها في الخارج لخطر الحجز، وأنها لا زالت تحتفظ بحقها في رفع دعوى قضائية ضد الشركة المذكورة؛ في حال أثبتت التحقيقات التي يجريها ديوان المحاسبة، توريدها لشحنات وقود مخالفة للمواصفات المتفق عليها”.

وحذرت المؤسسة الوطنية للنفط “وسائل الإعلام والمدونين وصفحات التواصل الإجتماعي، من مغبة نشر أو تناقل أي خبر يخصها، دون التثبت من صحته ودقة مصداقيته، وتجنب الوقوع في شبهة ارتكاب جريمة القذف والتشويه وبث الفتن، والتي يعاقب عليها القانون الليبي الذي سنلجأ إليه في مثل هذه الحالات”.

آخر تحديث: 22 ديسمبر 2024 - 13:47

مقالات مشابهة

  • 10 مرشحين يتنافسون على جائزة "قمة المليار متابع".. الأكبر والأغلى عالمياً
  • 10 مرشحين يتنافسون على جائزة “قمة المليار متابع” الأكبر والأغلى عالميا
  • بعد مقتل مراهق.. دولة أوروبية تحظر «تيك توك»
  • مؤسسة النفط تصدر بياناً حول ما يشاع عبر وسائل الإعلام
  • حظر تطبيق "تيك توك" لمدة عام.. في هذه الدولة الأوروبية
  • ألبانيا تحظر “تيك توك” لمدة عام بعد مقتل مراهق
  • ألبانيا تحظر تطبيق تيك توك لمدة عام بعد مقتل مراهق
  • حظر تيك توك بعد مقتل مراهق
  • طبيب تركي: إدمان وسائل التواصل يسبب تعفن الدماغ
  • دعوة لإضافة التربية الإعلامية كمقرر في التعليم المتوسط في جلسة حوارية ببنغازي