«قيز قلعة سي» .. السد الذي تسبّب في مقتل رئيسي
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
سرايا - بعد ساعات من الغموض لمتابعة مصير الرئيس الإيراني ومرافقيه، على أثر سقوط مروحيته في منطقة جبلية، قرب حدود أذربيجان، أمس الأحد، عثرت فِرق البحث، في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين، على حطام متفحم للطائرة الهليكوبتر التي سقطت وهي تُقلّ رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، بعد عمليات بحث مكثفة، خلال الليل، في ظروف جوية صعبة بالغة البرودة.
وفي صباح أمس الأحد، وصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى مطار تبريز؛ للمشاركة بمراسم تدشين حفل افتتاح مشروع جسر العبور بين طريق آراس والسكك الحديدية، كجزء من الممر الشرقي الغربي الذي يربط كلاله في مدينة جُلفا بأذربيجان الشرقية مع كلاله بجمهورية أذربيجان، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا».
وذلك بحضور الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف مراسم تدشين «قيز قلعة سي»، وهذا هو السد الحدودي المشترك الثالث بين إيران وأذربيجان، وقام مهندسون إيرانيون ببناء السد المذكور.
وجرى توقيع اتفاقية التعاون المشترك بشأن مواصلة البناء والتشغيل المشترك لسديْ «خدا آفرين»، و«قيز قلعة سي»، ومحطات الطاقة التي تقع على نهر أرس الحدودي المشترك بين إيران وجمهورية أذربیجان منذ نحو 9 سنوات.
سد قيز قلعة سي
يُعرَف سد «قيز قلعة سي» بأنه أكبر مشروع للمياه في المناطق الحدودية الشمالية الغربية لإيران، ومن المتوقع أن ينظم 2 مليار متر مكعب من المياه سنوياً.
يقع السد في منطقة خودا عفارين، بمقاطعة أذربيجان الشرقية، شمال غربي إيران، بسعة 62 مليون متر مكعب، وسيوفر المياه لشبكات الري والصرف في مقاطعة خودا عفارين، كما جرى تصميم محطة للطاقة الكهرومائية مقترنة بالسد، لتوليد 270 ميغاوات في الساعة من الكهرباء سنوياً، وفقاً لما ذكرته وكالة «تسنيم» الإيرانية.
يُذكر أن أهم أهداف إنشاء هذا السد هو السيطرة على الفيضانات، وتوفير مياه الشرب والزراعة والبيئة، بالإضافة إلى استغلال القدرات المشتركة للجانبين لتطوير التعاون، وفقاً لتصريحات وزير الطاقة الإيراني، علي أكبر محرابيان.
العلاقات بين إيران وأذربيجان
البلدان لديهما مصالح مائية مشتركة على نهر أرس الحدودي، وقد أدى هذا النهر إلى تطوير البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الخمسين سنة الماضية، ويُعدّ رمزاً للتعاون والصداقة والشريان الحيوي لسكان الحدود، وفقاً لتصريحات سابقة لوزير الطاقة الإيراني علي أكبر محرابيان. وفي تصريحاته الأخيرة، قال رئيسي: «إن نهر أرس كان دائماً همزة الوصل بين شعبيْ أذربيجان وإيران».
وأضاف: «علاقتنا مع أذربيجان أكثر من مجرد جارة، بل هي علاقة قرابة، وهذه العلاقة متجذرة في معتقدات البلدين، وتاريخنا وحضارتنا وخلفيتنا مرتبطة ببعضها البعض»، مضيفاً: «هذه العلاقة القلبية بين البلدين غير قابلة للكسر. وسوف تزداد هذه العلاقات يوماً بعد يوم».
الشرق الاوسط
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
أذربيجان تتهم الجيش الأرميني بإطلاق النار على مواقع عسكرية ويريفان تنفي
أعلنت السلطات الأذربيجانية، الاثنين، أن وحدات من الجيش الأرميني أطلقت النار باتجاه مواقع عسكرية أذربيجانية على الحدود بين البلدين.
وذكرت وزارة الدفاع الأذربيجانية، في بيان، أن إطلاق النار تم بشكل متقطع من مساء الأحد حتى الساعة الرابعة والنصف من صباح الاثنين، مشيرة إلى أن القوات الأذربيجانية ردّت على مصادر النيران.
في المقابل، نفت وزارة الدفاع الأرمينية صحة البيان الأذربيجاني، مشيرة إلى أن المزاعم حول فتح القوات الأرمنية النار على مواقع أذربيجانية في القطاعين الشرقي والجنوبي الشرقي من الحدود، خلال الفترة المذكورة، لا تتوافق مع الواقع.
وأوضحت أن رئاسة وزراء أرمينيا سبق أن اقترحت إنشاء آلية مشتركة للتحقيق في الانتهاكات المزعومة لوقف إطلاق النار، إلا أن أذربيجان لم تستجب لهذا المقترح حتى الآن.
وأكدت الوزارة استعدادها للتحقيق في الوقائع التي وردت في البيان الأذربيجاني، في حال تم تزويدها بالمعلومات اللازمة.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار المساعي لتوقيع اتفاق سلام بين الجانبين، حيث أعلن وزير الخارجية الأذربيجاني، جيهون بيرموف، في 13 آذار/مارس الماضي، عن الانتهاء من مفاوضات صياغة نص الاتفاق، ضمن جهود تطبيع العلاقات الثنائية.
في هذا السياق، لا تزال ذكرى مجزرة خوجالي حاضرة بقوة في الذاكرة الأذربيجانية، وهي المجزرة التي ارتكبت في 25 شباط/فبراير 1992، عندما شنّت القوات الأرمينية، بدعم من الفوج الآلي 366 التابع للجيش الروسي المتمركز آنذاك في خانكندي، هجومًا على المدينة الاستراتيجية.
وأسفرت المجزرة عن مقتل 613 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال ومسنون، فيما أصيب المئات بجروح، وتعد من أكثر المجازر دموية في أواخر القرن العشرين.
وتصف أذربيجان ما جرى بأنه انتهاك فادح للقانون الدولي، بما يشمل اتفاقيات جنيف لعام 1949، واتفاقية منع الإبادة الجماعية، واتفاقية مناهضة التعذيب، واتفاقية حقوق الطفل.
وقد اعتبرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، في قرار صادر بتاريخ 22 نيسان/أبريل 2010، أن ما حدث يرقى إلى جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية.
كما أدانت برلمانات 18 دولة و24 ولاية أمريكية المجزرة، ووصفتها بـ"الإبادة الجماعية".
وفي 27 أيلول/سبتمبر 2020، شنّ الجيش الأذربيجاني عملية عسكرية لتحرير أراضيه المحتلة في إقليم قره باغ، وانتهت بعد 44 يومًا باتفاق وقف إطلاق نار استعادت بموجبه باكو السيطرة على عدد من المحافظات.
ومنذ ذلك الحين، يواصل الطرفان مفاوضاتهما للوصول إلى اتفاق سلام شامل وتطبيع العلاقات.