أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسبوعين الماضيين أعداد كبيرة من النازحين الفلسطينيين، على مغادرة مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وخوضهم رحلة نزوح جديدة نحو منطقة ما تعرف بـ"مواصي خانيونس"، تزامنا مع بدء عملية عسكرية في المناطق الشرقية من رفح.

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 810 آلاف شخص فروا من رفح خلال الأسبوعين الماضيين، في ظل الغارات الإسرائيلية المكثفة في كافة مناطق رفح، إلى جانب الاجتياح البري في الأحياء الشرقية من المدينة، والسيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.



وانعكست هذه السيطرة وإغلاق المعبر منذ أسبوعين، على تردي الأوضاع الإنسانية بشكل متسارع، بسبب عدم وصول الاحتياجات الأساسية والمساعدات للقطاع، ما دفع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونرور" إلى التحذير من المخاطر المحتملة في ظل النقص الحاد بالمياه.

نقص حاد في المياه
وأوضحت الأونروا أن الوصول الآمن والمضمون للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة، أمر أساسي لمواجهة النقص الحاد في المياه الذي تواجهه الأسر النازحة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.

وفي ظل هذه المعاناة المتفاقمة والكارثة الحقيقية التي تهدد النازحين والفلسطينيين، تحدثت "عربي21" مع عدد من النازحين الذين توجهوا إلى المناطق الواقعة غرب خانيونس، وأكدوا افتقارهم لأدنى مقومات الحياة، وبروز مشاكل عدة أهمها نقص المياه.



ويقول إياد حسن الذي نزح في المرة الأولى من شمال قطاع غزة إلى مستشفى الشفاء، ومن ثم إلى مدينة رفح، وأخيرا إلى منطقة المواصي بخانيونس: "نحن نعيش في رحلة عذاب متكررة، بل وبفصول أشد قسوة من السابقة".

ويتابع حديثه لـ"عربي21": "أخشى في كل مرة على أطفالي الخمسة من القصف، وننجو من الموت بأعجوبة، لكن هذه المرة أخشى عليهم من العطش والجوع"، مستدركا: "نضطر لاستخدام مياه البحر لمحاولة تجاوز هذه الأزمة".

ويشير إلى أنه يسكن حاليا في خيمة صغيرة وتضم إلى جانب زوجته وأطفاله الخمسة، والدته وعددا من أخواته وأبنائهم، مضيفا أن "رحلة النزوح الحالية صعبة للغاية، خصوصا أنها تتزامن مع ارتفاع درجة حرارة الصيف".

حرارة مضاعفة
ولا يختلف الحال كثيرا لدى الحاجة أم محمد عيسى، التي تبيّن أنها طيلة شهور الحرب ونزوحها المتكرر، عمل أبناءها على إعداد أفران من الطين لصناعة الخبز، لعلها تسد رمق أطفالها وأطفال النازحين القريبين منها، قرب جامعة الأقصى غرب خانيونس.

وتضيف أم محمد في حديثها لـ"عربي21" أنها تواصل صناعة الخبز أمام الأفران الطينية، رغم حرارة الصيف المرتفعة، والتعب الكبير الذي يواجهها.

وتنوه إلى أن المشكلة الحقيقية التي تواجههم في رحلة النزوح الحالية، هي نقص الماء، مؤكدة أن محطات المياه التي كانت تأتي إليهم في رفح، لا تستطيع الوصول إلى خانيونس بسبب نقص الوقود.



وتستكمل قولها: "هناك شح في محطات المياه بخانيونس، نظرا للأعداد الكبيرة من النازحين في المنطقة، وبالتالي لا تستطيع تلبية احتياجات الجميع".

ويشن جيش الاحتلال هجوما بريا على رفح منذ 6 أيار/ مايو الجاري، وأعلن في اليوم التالي السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ما تسبب بإغلاقه أمام المساعدات الإنسانية المحدودة بالأساس.

وقبل الهجوم الإسرائيلي كان يوجد في رفح نحو 1.5 مليون فلسطيني، بينهم قرابة 1.4 مليون نازح من مناطق أخرى في القطاع المحاصر للعام الـ18.

وزاد إغلاق معبر رفح من معاناة سكان قطاع غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، أجبرت الحرب الإسرائيلية حوالي مليونين منهم على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في إمدادات الماء والغذاء والدواء.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال رفح خانيونس النزوح خانيونس الاحتلال رفح النزوح حرب الابادة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

محافظ طرطوس: نشهد عودة تدريجية للحياة بعد دحر "فلول الأسد"

قال محافظ طرطوس، أحمد الشامي، الأحد، إن المحافظة تشهد عودة تدريجية للحياة العامة بعد دحر فلول النظام السابق.

وأضاف الشامي في تصريح لوكالة "سانا": "تشهد المحافظة عودة تدريجية للحياة العامة بعد دحر فلول النظام البائد".

وأوضح: "نطمئن أهلنا أننا سنسعى دوماً لحمايتهم وبسط الأمن في ربوع المحافظة".

وتابع: "كما نؤكد أننا نعمل على إعادة عجلة الحياة الطبيعية وتوفير الخدمات الأساسية".

وكانت قوات الأمن السورية قد أعلنت، الخميس، أنها تخوض اشتباكات في غرب البلاد مع مجموعات مسلحة لفلول نظام الرئيس السابق بشار الأسد.

وشهدت المحافظة توترا شديدا تلاه فرض لحظر تجول تم تمديده لأسباب أمنية.

وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، بلغ عدد المدنيين العلويين الذين قُتلوا على أساس طائفي 745 شخصا، مؤكدا أنهم ليسوا منخرطين في القتال أو تابعين للنظام.

مقالات مشابهة

  • هيئة فلسطين للإغاثة تنفذ مشروع تزويد النازحين في غزة بالخيام المقاومة للمياه
  • الأمم المتحدة تُشدد على ضرورة استئناف إدخال المساعدات المنقذة للحياة إلى غزة
  • «الأغذية العالمي»: 620 مليون دولار لمواصلة دعم النازحين غرب ووسط أفريقيا
  • مئات آلاف النازحين يعودون إلى ديارهم في السودان  
  • عاد للحياة ثم مات.. صعقة كهربائية تقتل شاباً عراقياً
  • بعد الأمطار الغزيرة.. بحيرة حديثة وسدة الرمادي تعودان للحياة
  • محافظ طرطوس: عودة تدريجية للحياة العامة وسنسعى دوما لبسط الأمن
  • محافظ طرطوس: نشهد عودة تدريجية للحياة بعد دحر "فلول الأسد"
  • الأمم المتحدة: النازحون في مخيمات جنين وطولكرم يفتقدون أدنى مقومات الحياة
  • المتحدثة باسم «أوتشا» لـ«الاتحاد»: لا يمكن إيقاف المساعدات المنقذة للحياة في غزة