كارثة تهدد النازحين غرب خانيونس.. لا ماء ولا مقومات للحياة
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسبوعين الماضيين أعداد كبيرة من النازحين الفلسطينيين، على مغادرة مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وخوضهم رحلة نزوح جديدة نحو منطقة ما تعرف بـ"مواصي خانيونس"، تزامنا مع بدء عملية عسكرية في المناطق الشرقية من رفح.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 810 آلاف شخص فروا من رفح خلال الأسبوعين الماضيين، في ظل الغارات الإسرائيلية المكثفة في كافة مناطق رفح، إلى جانب الاجتياح البري في الأحياء الشرقية من المدينة، والسيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
وانعكست هذه السيطرة وإغلاق المعبر منذ أسبوعين، على تردي الأوضاع الإنسانية بشكل متسارع، بسبب عدم وصول الاحتياجات الأساسية والمساعدات للقطاع، ما دفع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونرور" إلى التحذير من المخاطر المحتملة في ظل النقص الحاد بالمياه.
نقص حاد في المياه
وأوضحت الأونروا أن الوصول الآمن والمضمون للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة، أمر أساسي لمواجهة النقص الحاد في المياه الذي تواجهه الأسر النازحة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.
وفي ظل هذه المعاناة المتفاقمة والكارثة الحقيقية التي تهدد النازحين والفلسطينيين، تحدثت "عربي21" مع عدد من النازحين الذين توجهوا إلى المناطق الواقعة غرب خانيونس، وأكدوا افتقارهم لأدنى مقومات الحياة، وبروز مشاكل عدة أهمها نقص المياه.
ويقول إياد حسن الذي نزح في المرة الأولى من شمال قطاع غزة إلى مستشفى الشفاء، ومن ثم إلى مدينة رفح، وأخيرا إلى منطقة المواصي بخانيونس: "نحن نعيش في رحلة عذاب متكررة، بل وبفصول أشد قسوة من السابقة".
ويتابع حديثه لـ"عربي21": "أخشى في كل مرة على أطفالي الخمسة من القصف، وننجو من الموت بأعجوبة، لكن هذه المرة أخشى عليهم من العطش والجوع"، مستدركا: "نضطر لاستخدام مياه البحر لمحاولة تجاوز هذه الأزمة".
ويشير إلى أنه يسكن حاليا في خيمة صغيرة وتضم إلى جانب زوجته وأطفاله الخمسة، والدته وعددا من أخواته وأبنائهم، مضيفا أن "رحلة النزوح الحالية صعبة للغاية، خصوصا أنها تتزامن مع ارتفاع درجة حرارة الصيف".
حرارة مضاعفة
ولا يختلف الحال كثيرا لدى الحاجة أم محمد عيسى، التي تبيّن أنها طيلة شهور الحرب ونزوحها المتكرر، عمل أبناءها على إعداد أفران من الطين لصناعة الخبز، لعلها تسد رمق أطفالها وأطفال النازحين القريبين منها، قرب جامعة الأقصى غرب خانيونس.
وتضيف أم محمد في حديثها لـ"عربي21" أنها تواصل صناعة الخبز أمام الأفران الطينية، رغم حرارة الصيف المرتفعة، والتعب الكبير الذي يواجهها.
وتنوه إلى أن المشكلة الحقيقية التي تواجههم في رحلة النزوح الحالية، هي نقص الماء، مؤكدة أن محطات المياه التي كانت تأتي إليهم في رفح، لا تستطيع الوصول إلى خانيونس بسبب نقص الوقود.
وتستكمل قولها: "هناك شح في محطات المياه بخانيونس، نظرا للأعداد الكبيرة من النازحين في المنطقة، وبالتالي لا تستطيع تلبية احتياجات الجميع".
ويشن جيش الاحتلال هجوما بريا على رفح منذ 6 أيار/ مايو الجاري، وأعلن في اليوم التالي السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ما تسبب بإغلاقه أمام المساعدات الإنسانية المحدودة بالأساس.
وقبل الهجوم الإسرائيلي كان يوجد في رفح نحو 1.5 مليون فلسطيني، بينهم قرابة 1.4 مليون نازح من مناطق أخرى في القطاع المحاصر للعام الـ18.
وزاد إغلاق معبر رفح من معاناة سكان قطاع غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، أجبرت الحرب الإسرائيلية حوالي مليونين منهم على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في إمدادات الماء والغذاء والدواء.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال رفح خانيونس النزوح خانيونس الاحتلال رفح النزوح حرب الابادة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مخيمات النازحين في غزة تزداد اتساعًا.. دمارٌ وركامٌ وانتظارٌ لمصير مجهول
تحت سماء مدينة غزة الملبدة بالدخان والغبار، تنتشر الخيام في كل اتجاه، مع استمرار توسع مخيمات النازحين الذين وجدوا أنفسهم بلا مأوى بعدما دُمرت بيوتهم جراء الحرب الإسرائيلية.
وسط هذا المشهد، يعيش الفلسطينيون في ظروف تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، في ظل منع إسرائيل دخول المواد الغذائية والمساعدات الإغاثية، ما دفع المجتمع الدولي إلى توجيه انتقادات حادة لها.
على مدار أكثر من 15 شهرًا، تعرض القطاع لدمار واسع طال المنازل والمستشفيات والبنية التحتية، حيث أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن 88% من المرافق الحيوية والخدماتية في القطاع أصبحت خارج الخدمة نتيجة الهجمات الإسرائيلية.
ومع انعدام الموارد ونقص الغذاء وغياب المساعدات الإنسانية، بات النازحون عالقين في خيام لا تقيهم برد الليل أو قسوة المصير المجهول، محرومين من أبسط مقومات الحياة.
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار، لم تلتزم إسرائيل بتحسين الظروف المعيشية للنازحين كما نص الاتفاق، رغم أن العديد منهم عادوا لقراهم ومدنهم مع دخول الهدنة حيز التنفيذ قبل أسابيع.
لكن ما وجدوه كان مشاهد دمار هائل، حيث لم يبقَ من بيوتهم سوى أطلال تغطيها الرمال والركام. وقد جاءت هذه العودة اليائسة وسط أجواء من القلق، مع انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار يوم السبت، دون أن يتّضح مصير المرحلة الثانية بعد، والتي يُفترض أن تقود إلى إنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية وعودة الرهائن.
وقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد أن حركة حماس لن تحصل مجددًا على المساعدات الإنسانية أو وقف إطلاق النار كما في المرحلة الأولى من الاتفاق، ما لم يتم الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.
Related"هذا ليس رمضان، إنه عام الحزن".. كيف استقبل أهل غزة أول أيام شهر الصوم؟إسرائيل توقف المساعدات إلى غزة وحماس ترفض مقترح ويتكوف لهدنة في رمضانحماس: "لا تقدم يُذكر" في مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزةوأضاف خلال اجتماع حكومته الأسبوعي أن "لا مزيد من الغذاء المجاني" لغزة، متهمًا حماس بالاستيلاء على المساعدات وتحويلها لمصادر تمويل، بينما تسيء معاملة المدنيين. في المقابل، وصفت حماس القرار بـ"الابتزاز"، واعتبرته "جريمة حرب"، محذرة من عواقبه الإنسانية.
وقد حمل وسطاء مصر وقطر إسرائيل مسؤولية انتهاك القانون الإنساني، موجّهين لها اتهاماً باستخدام التجويع كسلاح. ومع استمرار المحادثات بشأن وقف إطلاق النار، إلا أن التقدم لا يزال معدومًا حتى اللحظة، بينما يبقى النازحون عالقين بين خيامهم، في انتظار ما قد تحمله الأيام القادمة، وسط مخاوف من عودة القتال، وواقع قد يزداد قسوة يومًا بعد يوم.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية رمضان في غزة: موائد الإفطار حاضرة والأحبة غائبون نتنياهو: لا مزيد من الغذاء المجاني لغزة إسرائيل توقف المساعدات إلى غزة وحماس ترفض مقترح ويتكوف لهدنة في رمضان قطاع غزةحركة حماسإسرائيلالمساعدات الإنسانية ـ إغاثةوقف إطلاق الناربنيامين نتنياهو