لجريدة عمان:
2025-03-19@19:42:22 GMT

بايدن ونتانياهو وغزة

تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT

هنالك شيء غير عادي تماما يحدث في إسرائيل. فقد بدأ كبار المسؤولين العسكريين في انتقاد الطريقة التي يدير بها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الحرب في غزة. وظلت وسائل الإعلام الإسرائيلية تنقل أخبار اجتماع أمني نهاية الأسبوع انتقد فيه رئيس إركان قوات «الدفاع» الإسرائيلية الجنرال هرتسي هاليفي افتقار نتانياهو لاستراتيجية واضحة.

أشار هاليفي إلى أن الجيش الإسرائيلي دخل مرة أخرى شمالي غزة (وهي منطقة كان قد ظن أنه طهرها في يناير) وحذر من أنه ما لم تكن هنالك خطة لتنصيب حكومة خالية من حماس في مناطق غزة سيتوجب على القوات الإسرائيلية تكرار مثل هذه العمليات هناك إلى ما لا نهاية.

بل ذهب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى أبعد من ذلك. لقد انتقد نتانياهو علنا بإشارته إلى أن مرحلة «ما بعد حماس ستتحقق فقط بواسطة فاعلين يحلون محل حماس» وأيضا بإعلانه أنه لن يسمح لإسرائيل بمحاولة حكم غزة مباشرة.

وأوردت صحيفة نيويورك تايمز أن آخرين داخل الجيش الإسرائيلي وجهوا انتقادات شبيهة، هذه الإيجازات لوسائل الإعلام، كما كتب انشيل فيفر في صحيفة هآرتس، جُعِلت متزامنة «كجزء مما يمكن أن يكون فقط إيجازا (تنويرا) منسقا ضد رئيس الوزراء».

سبب هذه الانشقاقات غير العادية في وقت الحرب يعود إلى أن المسؤولين الإسرائيليين بدأوا يدركون ما ظل المسؤولون في الولايات المتحدة يحذرونهم منه على مدى شهور وهو أنهم بدون استراتيجية لإيجاد حكم مستقر في غزة سيواجهون مقاومة مستمرة، تماما مثلما حدث للولايات المتحدة في أفغانستان والعراق.

هنالك أدلة بأن ذلك يحدث سلفا. فالقوات الإسرائيلية اضطرت إلى العودة لمخيم جباليا مرتين وعادت ثلاث مرات إلى حي الزيتون، والهجوم القريب والإشكالي للقوات الإسرائيلية على مستشفى الشفاء كان الثاني من نوعه مما يظهر أن نجاحه الذي تحقق في البداية لم يستمر، وقال وزير الخارجية الأمريكي يوم الأحد قبل الماضي: «رأينا في المناطق التي طهرتها إسرائيل في الشمال بل حتى في خان يونس أن حماس تعود إليها».

لقد كتب الكثير حول ما إذا كان الجيش الإسرائيلي يتحوط أم أنه لا يبالي بسقوط ضحايا مدنيين عندما ينفذ هجماته في غزة. لكن المسألة الأهم تتعلق باستراتيجية الثورة المضادة التي ينتهجها هناك.

في حملة «الثورة المضادة» الأمريكية الوحيدة الناجحة والتي تعيها الذاكرة (زيادة أعداد القوات في العراق عام 2007) كانت استراتيجيتها مصممة لحماية السكان المدنيين وعزل الثوار ثم سحقهم.

من أجل بلوغ تلك الغاية عمل الجنرال ديفيد بيترايوس بلا كلل ولا ملل لكسب ود جماعة السنة في العراق (وهي الجماعة التي أنجبت الثورة ضد القوات الأمريكية) ومنحها حصة في حكومة العراق وبذلك عزل الثوار والمليشيات. ثم استخدم القوة المميتة ضد تلك المليشيات.

هذا معاكس تقريبًا لاستراتيجية إسرائيل والتي تمثلت أولا وقبل كل شيء آخر في مواجهة حماس بالسلاح وبدون اهتمام يذكر بكسب قلوب وعقول السكان المدنيين في غزة.

حجة نتانياهو ضد خطط وعمليات ما بعد الحرب هي أن الحرب لم تصل إلى نهايتها بعد وأنه ليس هنالك بديل للانتصار العسكري وأية محاولة لتجاهل تحقيقه بهذا الزعم أو ذاك تعني ببساطة انفصالا عن الواقع».

ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي مرارا وتكرارا أنه سيواصل الحرب حتى يحقق النصر التام والذي يفترض أنه يعني به إما استسلام حماس أو القضاء المبرم عليها.

منذ وقت مبكر في الحرب كانت إدارة بايدن تؤكد أن استراتيجية نتانياهو معيبة إذ ليس هنالك سبيل لهزيمة حماس عسكريا بدون استراتيجية سياسية لعزلها وتقديم بديل له بعض الصدقية والشرعية. ذلك هو السبب في أن البيت الأبيض أراد الشروع في محادثات مع السلطة الفلسطينية ومجموعة من الدول العربية لوضع خطط لإعادة البناء والحكم في غزة بعد حماس. رئيس الوزراء الإسرائيلي لن يلقي بالا لمثل هذه الخطط.

نتانياهو يرفض الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب لأنه يعلم أن مستقبله هو نفسه مظلم بعد الحرب. ولا يزال

العديد من الإسرائيليين يحملونه المسؤولية عن السياسات التي قادت إلى هجوم 7 أكتوبر، وإذا أجريت انتخابات جديدة من المرجح أن يخسر منصبه، ثم بعد ذلك سيواجه ملاحقة قضائية مستمرة وأيضا تحريات محتملة حول الإخفاقات التي قادت إلى أحداث 7 أكتوبر.

كل هذا يمكن تأجيله طالما ظل رئيس الوزراء الإسرائيلي مصرَّا على استسلام حماس وهو ما لن يحصل عليه، ولكنه سيجعل الحرب تستمر إلى ما لانهاية، إنها استراتيجية لم تُصمَّم لتأمين مستقبل إسرائيل ولكن لتأمين مستقبله هو نفسه.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: رئیس الوزراء فی غزة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يصدر تعليمات باستهداف حماس في مختلف أنحاء غزة

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، غارات جوية موسعة على قطاع غزة أدت إلى مقتل وجرح مئات المدنيين، وذلك بعد تعثر المحادثات بشأن الإفراج عن مزيد من الرهائن.

وأعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية أنها أصدرت تعليمات للجيش باستهداف حماس في مختلف أنحاء قطاع غزة.

وجاء في البيان، أن هذه الضربات جاءت بسبب رفض حماس المتكرر للإفراج عن رهائنها ورفضها جميع العروض التي تلقتها من المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف والوسطاء.

وتأتي هذه الهجمات بعد قرابة شهرين من وقف إطلاق النار الذي أوقف الحرب المستمرة منذ 17 شهرا، والذي تم خلاله تبادل عشرات الرهائن مقابل ما يقرب من ألفي أسير فلسطيني.

اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

وينص اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة مصرية قطرية أمريكية، على هدنة مكونة من 3 مراحل، بدأت الأولى صباح يوم الأحد الموافق 19 يناير 2025، وتستمر لمدة 6 أسابيع، بحسب وزارة الخارجية القطرية.

جاء ذلك بعد موافقة الحكومة الإسرائيلية النهائية، على الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بعد 15 شهرًا من الحرب المدمرة التي خلفت عشرات الآلاف من الضحايا في القطاع.

وكان من المفترض أن يدخل هذا الاتفاق حينها حيز التنفيذ في تمام الساعة 8:30 من صباح الأحد 19 يناير 2025، «06:30 بتوقيت جرينتش»، لكن بدأ بالفعل في تمام الساعة 11:30 بعدما وافقت الحكومة الإسرائيلية بشكل نهائي على الاتفاق.

اقرأ أيضاًارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة إلى 356 فلسطينيا

خبير دولي: استئناف قصف غزة في رمضان تستوجب مذكرات توقيف فورية لمجرمي الحرب الإسرائيليين

«القاهرة الإخبارية»: انفجارات عنيفة تهز كل محافظات قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • هآرتس: نتنياهو يكذب وإسرائيل هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار
  • هآرتس: إسرائيل وليست حماس هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار
  • نتانياهو يحارب العالم
  • حماس: من مصلحتنا في استمرار الاتفاق ونتانياهو يسعى للانقلاب عليه
  • 2025 عام الحرب .. تصريح لرئيس الأركان الإسرائيلي يطل
  • حماس: نتانياهو قرر “التضحية” بالرهائن بقراره استئناف الحرب في غزة
  • رئيس الوزراء: الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية
  • عائلات الرهائن الإسرائيليين: نتانياهو تخلّى عن أبنائنا
  • الاحتلال الإسرائيلي يصدر تعليمات باستهداف حماس في مختلف أنحاء غزة
  • بعد إقالة رئيس شاباك..نتانياهو يزج بإسرائيل في أزمة جديدة