لجريدة عمان:
2024-09-18@08:20:22 GMT

بايدن ونتانياهو وغزة

تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT

هنالك شيء غير عادي تماما يحدث في إسرائيل. فقد بدأ كبار المسؤولين العسكريين في انتقاد الطريقة التي يدير بها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الحرب في غزة. وظلت وسائل الإعلام الإسرائيلية تنقل أخبار اجتماع أمني نهاية الأسبوع انتقد فيه رئيس إركان قوات «الدفاع» الإسرائيلية الجنرال هرتسي هاليفي افتقار نتانياهو لاستراتيجية واضحة.

أشار هاليفي إلى أن الجيش الإسرائيلي دخل مرة أخرى شمالي غزة (وهي منطقة كان قد ظن أنه طهرها في يناير) وحذر من أنه ما لم تكن هنالك خطة لتنصيب حكومة خالية من حماس في مناطق غزة سيتوجب على القوات الإسرائيلية تكرار مثل هذه العمليات هناك إلى ما لا نهاية.

بل ذهب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى أبعد من ذلك. لقد انتقد نتانياهو علنا بإشارته إلى أن مرحلة «ما بعد حماس ستتحقق فقط بواسطة فاعلين يحلون محل حماس» وأيضا بإعلانه أنه لن يسمح لإسرائيل بمحاولة حكم غزة مباشرة.

وأوردت صحيفة نيويورك تايمز أن آخرين داخل الجيش الإسرائيلي وجهوا انتقادات شبيهة، هذه الإيجازات لوسائل الإعلام، كما كتب انشيل فيفر في صحيفة هآرتس، جُعِلت متزامنة «كجزء مما يمكن أن يكون فقط إيجازا (تنويرا) منسقا ضد رئيس الوزراء».

سبب هذه الانشقاقات غير العادية في وقت الحرب يعود إلى أن المسؤولين الإسرائيليين بدأوا يدركون ما ظل المسؤولون في الولايات المتحدة يحذرونهم منه على مدى شهور وهو أنهم بدون استراتيجية لإيجاد حكم مستقر في غزة سيواجهون مقاومة مستمرة، تماما مثلما حدث للولايات المتحدة في أفغانستان والعراق.

هنالك أدلة بأن ذلك يحدث سلفا. فالقوات الإسرائيلية اضطرت إلى العودة لمخيم جباليا مرتين وعادت ثلاث مرات إلى حي الزيتون، والهجوم القريب والإشكالي للقوات الإسرائيلية على مستشفى الشفاء كان الثاني من نوعه مما يظهر أن نجاحه الذي تحقق في البداية لم يستمر، وقال وزير الخارجية الأمريكي يوم الأحد قبل الماضي: «رأينا في المناطق التي طهرتها إسرائيل في الشمال بل حتى في خان يونس أن حماس تعود إليها».

لقد كتب الكثير حول ما إذا كان الجيش الإسرائيلي يتحوط أم أنه لا يبالي بسقوط ضحايا مدنيين عندما ينفذ هجماته في غزة. لكن المسألة الأهم تتعلق باستراتيجية الثورة المضادة التي ينتهجها هناك.

في حملة «الثورة المضادة» الأمريكية الوحيدة الناجحة والتي تعيها الذاكرة (زيادة أعداد القوات في العراق عام 2007) كانت استراتيجيتها مصممة لحماية السكان المدنيين وعزل الثوار ثم سحقهم.

من أجل بلوغ تلك الغاية عمل الجنرال ديفيد بيترايوس بلا كلل ولا ملل لكسب ود جماعة السنة في العراق (وهي الجماعة التي أنجبت الثورة ضد القوات الأمريكية) ومنحها حصة في حكومة العراق وبذلك عزل الثوار والمليشيات. ثم استخدم القوة المميتة ضد تلك المليشيات.

هذا معاكس تقريبًا لاستراتيجية إسرائيل والتي تمثلت أولا وقبل كل شيء آخر في مواجهة حماس بالسلاح وبدون اهتمام يذكر بكسب قلوب وعقول السكان المدنيين في غزة.

حجة نتانياهو ضد خطط وعمليات ما بعد الحرب هي أن الحرب لم تصل إلى نهايتها بعد وأنه ليس هنالك بديل للانتصار العسكري وأية محاولة لتجاهل تحقيقه بهذا الزعم أو ذاك تعني ببساطة انفصالا عن الواقع».

ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي مرارا وتكرارا أنه سيواصل الحرب حتى يحقق النصر التام والذي يفترض أنه يعني به إما استسلام حماس أو القضاء المبرم عليها.

منذ وقت مبكر في الحرب كانت إدارة بايدن تؤكد أن استراتيجية نتانياهو معيبة إذ ليس هنالك سبيل لهزيمة حماس عسكريا بدون استراتيجية سياسية لعزلها وتقديم بديل له بعض الصدقية والشرعية. ذلك هو السبب في أن البيت الأبيض أراد الشروع في محادثات مع السلطة الفلسطينية ومجموعة من الدول العربية لوضع خطط لإعادة البناء والحكم في غزة بعد حماس. رئيس الوزراء الإسرائيلي لن يلقي بالا لمثل هذه الخطط.

نتانياهو يرفض الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب لأنه يعلم أن مستقبله هو نفسه مظلم بعد الحرب. ولا يزال

العديد من الإسرائيليين يحملونه المسؤولية عن السياسات التي قادت إلى هجوم 7 أكتوبر، وإذا أجريت انتخابات جديدة من المرجح أن يخسر منصبه، ثم بعد ذلك سيواجه ملاحقة قضائية مستمرة وأيضا تحريات محتملة حول الإخفاقات التي قادت إلى أحداث 7 أكتوبر.

كل هذا يمكن تأجيله طالما ظل رئيس الوزراء الإسرائيلي مصرَّا على استسلام حماس وهو ما لن يحصل عليه، ولكنه سيجعل الحرب تستمر إلى ما لانهاية، إنها استراتيجية لم تُصمَّم لتأمين مستقبل إسرائيل ولكن لتأمين مستقبله هو نفسه.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: رئیس الوزراء فی غزة

إقرأ أيضاً:

إذا فشلت الدبلوماسية..نتانياهو لا يستبعد الحرب على لبنان

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للمبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين، الذي زار إسرائيل على أمل التوصل إلى حل دبلوماسي للحرب على الحدود مع لبنان، إن الجيش الإسرائيلي يجب أن يكون حراً في التحرك لإنهاء هجمات حزب الله.

ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مكتب رئيس الوزراء الإثنين، في إعادة صياغة لرسائل نتانياهو إلى هوكشتاين أن "إسرائيل تقدر وتحترم دعم الولايات المتحدة، لكنها في النهاية ستعمل الضروري للحفاظ على أمنها وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان".
وأكد نتانياهو لهوكشتاين الرسالة التي وجهها للحكومة أمس الأحد، قائلاً: "لن يكون ممكناً إعادة سكاننا دون تغيير جوهري في الوضع الأمني في الشمال". وبينما ألمح نتانياهو إلى الحل العسكري، تحدث عنه وزير الدفاع يوآف غالانت بشكل علني.

غالانت: لا يمكن إعادة سكان الشمال دون عملية واسعة ضد حزب الله
https://t.co/mxNhCfdD5K

— 24.ae (@20fourMedia) September 16, 2024 من جهة أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر إن إدارة بايدن ملتزمة بالتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع بين إسرائيل وحزب الله.
وقال ميلر: "أوضحنا منذ فترة طويلة أننا نعتقد أن الحل الدبلوماسي هو الطريق الصحيح، والوحيد للهدوء في شمال إسرائيل والسماح للإسرائيليين بالعودة إلى منازلهم".
وقال غالانت في تصريح في وقت سابق، الإثنين، إن فرص التوصل لحل دبلوماسي للصراع بين إسرائيل وحزب الله في المنطقة الحدودية، تتضاءل.

مقالات مشابهة

  • الدويري .. القائد الإسرائيلي السابق لفرقة غزة يعترف بصدق السنوار
  • كيف أقر القائد الإسرائيلي السابق لفرقة غزة بصدق السنوار؟.. الدويري يجيب
  • خالد مشعل: الجيش الإسرائيلي في حالة استنزاف
  • عاجل | القائد السابق لفرقة غزة بالجيش الإسرائيلي: حماس تنتصر في هذه الحرب
  • نتانياهو يخطط لعملية برية في لبنان.. ومبعوث بايدن يحذر
  • صفقة الرهائن كما يراها بايدن ويريدها نتانياهو
  • عاجل | ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي: المجلس السياسي الأمني يصدق على أهداف الحرب لتشمل إعادة سكان الشمال لبيوتهم
  • إذا فشلت الدبلوماسية..نتانياهو لا يستبعد الحرب على لبنان
  • لبنان... نتانياهو أخطر من شارون
  • نتانياهو يزور نيويورك وسط خلافات مع بايدن