تضرب المحيطات.. تعرف على تأثير العاصفة الشمسية الأخيرة على الأرض
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
يشهد كوكب الأرض الآن عاصفة شمسية ذات أبعاد هائلة، قادرة على إطلاق تيارات أرضية قوية للغاية، مما يؤدي إلى زيادة الحمل على شبكة الكهرباء في العديد من البلدان، وتقضي على البنية التحتية لشبكات الإنترنت، حيث اقتربت الشمس من الوصول لأكبر موجة حرارة عبر التاريخ، وفق العلماء.
وتحدث العواصف الشمسية عندما تندفع مليارات الأطنان من المواد الشمسية المشحونة في طريقها فجأة نحو الأرض بسرعة آلاف الأميال في الثانية، فتبدأ عادة بانفجار ضخم على الشمس يطلق عليه «التوهج الشمسي» (solar flare)، يمكن أن يكون بقوة مليارات القنابل النووية.
وتعرضت السماء لتأثير كبير بسبب العاصفة الشمسية شديدة القوة، بعد إرسال تيارات هائلة من الجسيمات المشحونة إلى كوكبنا، وأثرت هذه العاصفة الشمسية القوية حتى على قاع المحيطات.
ولاحظت البوصلات المغناطيسية التي تستخدمها شركة Ocean Networks Canada (ONC) تشوهًا كبيرًا في المجال المغناطيسي للأرض، وهذا يُعد مؤشرًا مذهلاً على مدى قوة هذه الأحداث الشمسية.
عاصفة شمسيةموعد ذروة الدورة الشمسيةوفي هذا الصدد، قال عالم الفيزياء جوستين ألبرت من جامعة فيكتوريا في كندا: «سيكون العامان المقبلان ذروة الدورة الشمسية التي تبلغ مدتها 11 عامًا، وبعد عقد من الخمول النسبي، من المرجح أن تصبح أحداث الشفق القطبي مثل نهاية الأسبوع الماضي أكثر تواترًا خلال العامين المقبلين».
وتفتح شبكة ONC نافذة مهمة على تأثيرات النشاط الشمسي على المغناطيسية الأرضية، فالبيانات التي تم تسجيلها خلال هذه العاصفة الشمسية ستساعد العلماء على فهم كيفية تأثر الأرض بدقة عندما تأتي إحدى هذه الأحداث الشمسية العنيفة في طريقنا، كما ستمكنهم من التنبؤ بتأثير العواصف الشمسية المستقبلية بشكل أفضل.
سبب العواصف الشمسيةوتعتبر العواصف الشمسية، والمعروفة أيضًا باسم العواصف المغناطيسية الأرضية، هي تحركات الشمس ولها التأثير الأكبر على الأرض، وتحدث عندما يؤدي ثوران على سطح الشمس إلى إخراج مليارات الأطنان من المواد المتشابكة مع المجالات المغناطيسية بسرعة عالية إلى النظام الشمسي.
عندما يصل هذا الانبعاث الكتلي الإكليلي، أو CME، إلى الأرض، تصطدم الجسيمات بمجالنا المغناطيسي، حيث يتشابك عدد كبير منها ويتسارع حتى يتم التخلص منها في غلافنا الجوي، وهناك، تؤدي التفاعلات مع الجسيمات الأخرى إلى ظهور الشفق القطبي المتوهج.
تأثير العاصفة الشمسية على الأقمار الصناعيةووفقا لمجلة «لايف ساينس» هذا ليس التأثير الوحيد على الأرض، تولد هذه التفاعلات تيارات كهربائية يمكن أن تسبب زيادات تعطل تقلبات شبكة الطاقة واضطراباتها، يمكن أن تتسبب في انقطاع الملاحة والاتصالات والراديو، ويتأثر أيضًا أي شيء في الفضاء القريب من الأرض، مثل الطائرات والأقمار الصناعية.
وتحتفظ ONC بمراصد تحت سطح البحر قبالة السواحل الشرقية والغربية لكندا، على أعماق تصل إلى 2.7 كيلومتر (1.7 ميل)، تُستخدم البوصلات في المقام الأول للمساعدة في توجيه محددات تيارات دوبلر الصوتية (ADCP) الخاصة بالمراصد، والتي تراقب التغيرات في تيارات المحيط.
كانت الشمس نشطة بشكل خاص مؤخرًا حيث تتصاعد نحو الحد الأقصى للطاقة الشمسية، وهي الذروة في دورة نشاطها التي تبلغ 11 عامًا، وقد لاحظ متخصص بيانات ONC Alex Slonimer لأول مرة شيئًا غريبًا في بيانات البوصلة في مارس، عندما كانت لدينا بعض العواصف المغناطيسية الأرضية.
وأوضح سلونيمر: «لقد بحثت فيما إذا كان من المحتمل أن يكون زلزالًا، لكن ذلك لم يكن منطقيًا كثيرًا لأن التغييرات في البيانات كانت مستمرة لفترة طويلة جدًا ومتزامنة في مواقع مختلفة».
عاصفة شمسيةيبدو أن هذا يتتبع، لذلك قرروا مراقبة الأمور، وعندما ظهر نشاط شمسي قوي في العاشر من مايو تقريباً، تضاربت البيانات مرة أخرى، وكان التأثير الأكثر وضوحا على البوصلة على عمق 25 مترا تحت مستوى سطح البحر، قبالة ساحل جزيرة فانكوفر في ممر فولجر، هناك، انحرفت الإبرة بقدر +30 و-30 درجة.
وأشارت رئيسة ONC كيت موران: «إن مدى تسجيلات البيانات هذه على بعد كيلومترات تحت سطح المحيط، يسلط الضوء على حجم التوهج الشمسي خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية ويشير إلى أن البيانات قد تكون مفيدة لفهم المدى الجغرافي وكثافته بشكل أفضل».
هل يشهد الكوكب أعاصير بسبب العاصفة الشمسية؟وبينت دراسة جديدة نشرتها جريدة «دايلي ميل» البريطانية، أن العاصفة الشمسية التي ضربت الأرض الأسبوع الماضي يمكن أن تطلق العنان لموجة من الأعاصير.
واستخدم الفريق نموذجاً نظر في نشاط الأعاصير المدارية على مدار 5500 عام الماضية ووجد 11 فترة زمنية كانت فيها العواصف أكثر بنسبة 40 في المئة من المعتاد.
ووجدوا أن هذه الفترات الزمنية تشترك في شيء واحد وهو أن الشمس كانت تعج بالنشاط.
والنظرية التي خلص إليها العلماء هي أنه عندما تكون الشمس أكثر نشاطا، فإنها ترسل المزيد من الطاقة إلى الأرض التي تعمل على تدفئة المحيطات وتوفير الوقود للعواصف الاستوائية.
اقرأ أيضاًألوان زاهية تملأ السماء.. عاصفة شمسية تضرب الأرض للمرة الأولى منذ 2003 (فيديو)
عاصفة شمسية تضرب الأرض خلال ساعات.. هل تؤثر على الكهرباء والإنترنت؟
«البحوث الفلكية» تكشف حقيقة انقطاع خدمة الإنترنت نتيجة عاصفة شمسية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: عاصفة شمسية الشمس الأرض العواصف الشمسية العاصفة الشمسية عاصفة شمسية تضرب الأرض عاصفة شمسية تضرب الارض عاصفة شمسية اليوم عاصفة شمسية ستضرب الأرض عاصفة شمسية قوية تضرب الأرض تأثير العاصفة الشمسية عاصفة شمسية تضرب الأرض اليوم تأثير العاصفة الشمسية على الأرض عاصفة شمسية تضرب الأرض غدا تأثير العاصفة الشمسية على الإنترنت العاصفة الشمسیة العواصف الشمسیة عاصفة شمسیة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
افتتاح محطتي منح 1 ومنح 2 للطاقة الشمسية بسعة 1,000 ميجاواط
افتتح صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد اليوم مشروع محطتي "منح 1" و"منح 2" للطاقة الشمسية بولاية منح في محافظة الداخلية، وتُعد هاتان المحطتان الأكبر من نوعهما في سلطنة عُمان بسعة إنتاجية تصل إلى 1,000 ميجاواط. كما يمتد المشروع على مساحة 14.5 مليون متر مربع، ويعتمد على أكثر من مليوني لوح شمسي كهروضوئي ثنائي الوجه لتحقيق أعلى إنتاجية ممكنة، وتُستخدم نحو 1800 روبوت للتنظيف الجاف الآلي في المحطتين ما يسهم في تعزيز إنتاج الكهرباء النظيفة وتقليل استهلاك المياه لدعم أهداف الاستدامة.
ويهدف المشروع إلى تعزيز الاستدامة البيئية عبر زيادة نسبة إنتاج الطاقة المتجددة في سلطنة عُمان من 6.6% إلى 11%، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 1.4 مليون طن سنويًا، ويُعد ذلك خطوة محورية نحو تحقيق هدف الحياد الصفري الذي تسعى سلطنة عمان إلى بلوغه بحلول عام 2050، كما سيسهم المشروع في تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء من خلال إنتاج طاقة كهربائية كافية لتغطية احتياجات نحو 120 ألف منزل.
وقال معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي، وزير الطاقة والمعادن: إن تشغيل مشروعي منح 1 ومنح 2 للطاقة الشمسية يعد خطوة استراتيجية نحو تحقيق التحول المنشود في قطاع الكهرباء، وهو ترجمة عملية لرؤية سلطنة عُمان الطموحة في مجال الطاقة النظيفة والمستدامة. يُعد هذان المشروعان شهادة على قدرتنا على الجمع بين الطموح والعمل، وبين الابتكار والاستدامة".
وأضاف: نسير بخطى واثقة نحو تحقيق أهدافنا الطموحة، حيث نسعى لرفع نسبة الطاقة المتجددة إلى 30% بحلول عام 2030، ثم إلى 60%-70% بحلول عام 2040، وصولًا إلى 100% بحلول عام 2050، ونحن نعمل وفق خطة واضحة ومستهدفات طموحة نحو مستقبل نعتمد فيه على الطاقة النظيفة والمستدامة، مما يعزز مكانة سلطنة عُمان كنموذج إقليمي وعالمي في التحول إلى الطاقة المتجددة. كما نؤكد التزامنا بمواصلة العمل لتعزيز أمن الطاقة الوطني، وفتح آفاق جديدة للاستثمار، وتحقيق التنمية المستدامة في سلطنة عُمان.
أمن الطاقة
وأكد سعادة الدكتور منصور بن طالب الهنائي رئيس هيئة تنظيم الخدمات العامة، أن هذا المشروع يعد خطوة مهمة لتعزيز استخدام الطاقة المتجددة، بما يتماشى مع المستهدفات الوطنية لرؤية عمان2040م، ويعزز الأهداف الاستراتيجية نحو التنمية المستدامة وضمان أمن الطاقة، وتلعب الهيئة دورًا محوريًا في ضمان استيفاء مشاريع الطاقة المتجددة -بما فيها هذان المشروعان- للمتطلبات التنظيمية الاقتصادية والفنية، وذلك من خلال تعزيز الحوكمة الفاعلة للشركات وضمان تقييم شامل ودقيق للشركات المتقدمة للمنافسة على هذه المشاريع للتأكد من جاهزيتها واستيفائها للمتطلبات الفنية اللازمة، ويعزز المشروع الوعي المجتمعي بأهمية الطاقة المتجددة، ودعم جهود القطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال، إضافة إلى زيادة الوعي في الاستخدام الأمثل لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية في المباني والمؤسسات، مما يحقق تقدمًا ملموسًا نحو مجتمع أكثر وعيًا واستدامة.
من جانبه أشار أحمد بن سالم بن محمد العبري، الرئيس التنفيذي لشركة نماء لشراء الطاقة والمياه، أن مشاريع إنتاج الكهرباء تمثل خطوة أخرى نحو تحقيق "رؤية عُمان 2040م"، وأن الشركة ملتزمة بتعزيز استخدام الطاقة المتجددة وضمان أمن الطاقة واستدامتها على المدى الطويل لسلطنة عُمان، إلى جانب المساهمة في تحقيق رؤية سلطنة عُمان في تحقيق الحياد الصفري بحول 2050م، وقد سعت سلطنة عُمان إلى زيادة سعة الطاقة المتجددة بمقدار 8 جيجاواط بحلول عام 2030م، انطلاقًا من "رؤية عُمان 2040م" والتوجه الاستراتيجي لمشاريع البنية التحتية الجديدة لتحقيق الاقتصاد الأخضر، إضافة إلى رفع نسبة مساهمة الطاقة المتجددة كجزء من مزيج الطاقة الإجمالي من 30% إلى 39% بحلول عامي 2030م و2040م على التوالي.
إنجاز كبير
كما قال سيدريك لو بوس، نائب الرئيس التنفيذي للعمليات الدولية في شركة إي دي إف للطاقة المتجددة: نحتفل اليوم بافتتاح محطة منح 1 للطاقة الشمسية في سلطنة عُمان، وهو إنجاز كبير تحقق بفضل الدعم الكبير من الهيئات المحلية وشركة نماء لشراء الطاقة والمياه -الجهة المنفذة للمشروع- وتفاني فريق العمل، وتفخر الشركة بمساهمتها في مسيرة الطاقة المتجددة في سلطنة عُمان، بما يتماشى مع رؤيتنا لمستقبل خالٍ من الانبعاثات الكربونية يوازن بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية، كما تتبنى سلطنة عُمان مزيجا متنوعا من الحلول ذات الانبعاثات الكربونية المنخفضة، بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة، وكفاءة الطاقة، والحياد الصفري الكربوني، والهيدروجين النظيف.
من جانبه، قال فيبول تولي، الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط، رئيس مجلس الإدارة لمنطقة جنوب آسيا، لشركة سيمبكورب: يمثل افتتاح محطة منح 2 للطاقة الشمسية علامة فارقة في التزام سيمبكورب بالتحول في سلطنة عُمان نحو مستقبل مستدام، وتعزيز الشراكة مع نماء لشراء الطاقة والمياه، وتعزيز أهداف الطاقة المتجددة.
تجدر الإشارة إلى أن المشروع جاء بشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث تُعد الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه (إحدى شركات مجموعة نماء) طارحة للمناقصة والمشترى الحصري للمشروع، وقد نُفّذت محطة منح 1 بالتعاون مع شركة وادي النور للطاقة الشمسية ش.م.ع.م، وشركة EDF Renewables الفرنسية، وشركة كوريا الغربية للطاقة المحدودة (KOWEPO)، فيما نُفذت محطة منح 2 بالتعاون مع شركة سيمبكورب جينكو شاين ش.م.ع.م، وشركة سيمبكورب للصناعات السنغافورية وشركة جينكو باور الصينية.