حظي مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة مروحية أمس الأحد، باهتمام كبير  من كتاب وباحثين في الصحف الإسرائيلية، أجمعوا على أن إيران تعرضت لما سموه ضربة بوفاته، لكنهم توقعوا عدم حدوث تغيير ملموس في السياسة الإيرانية، وأنها لن تواجه مشكلة في تعيين رئيس جديد للبلاد.

وأبرزت صحيفة "إسرائيل اليوم" في صفحتها الرئيسية عنوانا تضمن "الدراما في جبال إيران" قائلة، "صحيح أن هذه دراما داخلية ستهز القيادة الإيرانية في الفترة المقبلة، لكن من الواضح أن لإسرائيل مصلحة خاصة فيها – إنها هزة ستطغى على القوة الإقليمية التي تقف الآن في المقدمة منا، وخلف الكواليس وأمامنا، كتهديدات تواجه إسرائيل الآن".

ونقلت الصحيفة عن اللواء احتياط عاموس جلعاد قوله: "إن النظام الإيراني يعرف كيفية التعامل مع هذه الأزمات. إنه بلد كبير بما فيه الكفاية ويمتلك رأس مال بشري وموارد".

ضربة قاسية

وفي هآرتس اعتبر د. راز تسيمت، وهو باحث كبير وخبير في الشؤون الإيرانية في معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي، ومركز إليانس للدراسات الإيرانية في جامعة تل أبيب، بأن  مصرع رئيسي يشكل "ضربة شخصية قاسية" للمرشد الإيراني علي خامنئي، و"إن كان من غير المتوقع للإستراتيجية الإيرانية أن تتغير"، وفق رأيه.

وبرر الباحث ذلك بالقول إن "رئيسي يعتبر الرئيس الأكثر إخلاصا وراحة بالنسبة لخامنئي من بين الرؤساء الخمسة الذين تولوا الرئاسة تحت قيادته منذ عُين زعيما في صيف 1989".

ويرى أن انتخابه للرئاسة عكس تغييرا ذو مغزى في ميزان القوى السياسي في السلطة التنفيذية، وبشر بعودة السيطرة المحافظة في عموم مراكز القوة في إيران، خاصة بعد 8 سنوات من ولاية سلفه في المنصب حسن روحاني، الذي كان "يتماهى مع المعسكر البراغماتي" واعتبر أيضا أن "انتخاب رئيسي أدى الى تعزيز التركيبة الصقرية للمجلس الأعلى للأمن القومي" في إيران.

كما تحدث تسميت عن دور وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان الذي توفي في الحادث أيضا، متوقعا أن يكون لذلك تأثير لا بأس به، مشيرا إلى معرفته العميقة بالشرق الأوسط، وإتقانه للعربية وكونه مقرب جدا من فيلق القدس التابع للحرس الثوري "جعلته في السنوات الأخيرة، وبخاصة بعد نشوب الحرب في غزة، عنصرا ذا مغزى في قيادة المعركة السياسية الإيرانية، حيث برز دوره مقارنة بسلفه، محمد جواد ظريف الذي شابت علاقاته مع الحرس الثوري في بعض الأحيان بعض التوتر"

كما اعتبر أن عبد اللهيان أبدى دورا مركزيا أيضا في جهود إيران بتخفيف التوتر مع جيرانها العرب، وتعميق الشراكة الاستراتيجية مع روسيا والصين.

وأشار الباحث إلى الإشكالية المتعلقة بـ "صراع الخلافة" المرتقب في حال وفاة خامنئي (85 سنة) حيث كان رئيسي في السنوات الأخيرة أحد المرشحين المتقدمين لخلافته في قيادة الجمهورية الإسلامية.

ويلفت الكاتب الانتباه إلى الزاوية الأمنية التي تهتم بها إسرائيل، عندما قال إن "ظروف موته كفيلة بأن توقع ضررا آخر ذا مغزى في ثقة الجمهور الإيراني بمؤسسات البلاد، حتى لو كان تحطم مروحية الرئيس يرتبط بظروف حالة الجو، فإنه ينضم إلى سلسلة من الإخفاقات من جانب سلطات إيران في السنوات الأخيرة مثل قضية إسقاط الحرس الثوري للطائرة الأوكرانية في يناير/ كانون الثاني 2020″.

كما يضيف تسميت إلى ذلك ما يراه "سلوك إيران الفاشل في ضوء الكوارث الطبيعية، وفي أزمة كورونا، بالإضافة إلى سلسلة من الإخفاقات الأمنية التي انكشفت في أعقاب تصفيات وأعمال تخريب نسبت لإسرائيل في السنوات الأخيرة ضد شخصيات ومنشآت أمنية حساسة في إيران".

وخلص الباحث إلى أنه من غير المتوقع للاستراتيجية الإيرانية أن تتغير بعد موت الرئيس، معتبرا أن "إيران جاهزة من ناحية دستورية وتنظيمية لمواجهة رحيله المفاجئ، فحسب الدستور الإيراني، من المتوقع للنائب الأول للرئيس، محمد مخبر ، أن يكون قائما بأعماله حتى تحديد موعد لانتخابات السلطة للرئاسة في موعد لا يتجاوز خمسين يوما".

باحثون إسرائيليون: خامنئي هو الذي يمسك بالقضايا الإستراتيجية لا الرئيس (الأناضول) صلاحيات المرشد

أما الباحث تسفي برئيل المختص في شؤون الشرق الأوسط، فقد اتفق في مقاله بصحيفة هآرتس مع زميله تسميت في أن سياسة إيران لن تتغير بوفاة رئيسي، معتبرا أن "إيران هي دولة مؤسسات، فيها الكلمة الأخيرة التي تقرر هي في يد  المرشد خامنئي، في حين "أن الرئيس حتى لو كان منتخبا، هو في مكانة مدير عام ملقاة عليه مسؤولية تنفيذ قرارات الزعيم الأعلى وتحمل وزر الإخفاقات في إدارة الدولة".

وأكد الباحث أن خامنئي هو الذي يمسك بالقضايا الاستراتيجية لا الرئيس، وضرب على ذلك أمثلة منها "مواضيع جوهرية مثل تطوير المشروع النووي أو قرار تجميده وبناء محور استراتيجي مع روسيا والصين، وترميم شبكة العلاقات مع الدول العربية، كل ذلك يتحكم فيه بشكل مطلق  خامنئي".

ويضيف الباحث في أمثلته أيضا "استئناف العلاقات مع دولة الإمارات في 2021، ومع السعودية في آذار 2023، وما سماه "إستراتيجية تشغيل وكلاء إيران في لبنان وفي العراق وفي اليمن، كلها ليست من صلاحية الرئيس، كما أن صلاحية الزعيم الأعلى غير قابلة للنقاش في عملية اتخاذ القرارات".

ويستدرك الباحث  ان أن قرارات المرشد يؤثر عليها أشخاص وأجهزة لها قوة وعمليات سياسية تجبر الزعيم على أخذها في الحسبان، مشيرا إلى أن "خامنئي محاط بعدد كبير من المستشارين في جميع المواضيع، وإضافة الى صلاحيته في تعيين الوزراء واقالة الرئيس، فإن خامنئي، وليس رئيسي، هو الذي يعين قادة الجيش والحرس الثوري.

ويضيف الباحث إلى ذلك تعيين المرشد ممثليه في الوزارات وفي الجيش وفي الحرس الثوري، الذين مهمتهم التأكد من تنفيذ سياسته. أيضا أبناء عائلته، لا سيما نجله مجتبى، وعدد من فقهاء الشريعة، يوجد لهم دور كبير في تشكيل سياسته".

ويختم برئيل بالقول إن "خامنئي قرر من سيكون وريثه. وأنه إذا قتل رئيسي، فسيشغل منصبه نائبه الأول. ولكن المتوقع هو إجراء انتخابات مبكرة".

وخلاصة ما تذهب إليه هذه الآراء، أن من غير المتوقع للاستراتيجية الإيرانية أن تتغير بسيناريو موت الرئيس، والجمهورية جاهزة من ناحية دستورية وتنظيمية لمواجهة رحيله المفاجئ، إذ -حسب الدستور الإيراني، فإن النائب الأول للرئيس أن يكون قائما بأعماله حتى تحديد موعد لانتخابات السلطة للرئاسة في مدة لا تتجاوز 50 يوما، ومع ذلك، فإن مصرع الرئيس يمكن أن "يهز الساحة السياسية في إيران سواء في المدى القريب أو قبيل "صراع الخلافة" المستقبلي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات فی السنوات الأخیرة فی إیران

إقرأ أيضاً:

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوافق على تحديث للعقيدة النووية

وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم ، على أسس سياسة الدولة الروسية في مجال الردع النووي.

 

وقالت الوثيقة: "من أجل تحسين سياسة الدولة الروسية في مجال الردع النووي، أصدر مرسوما: للموافقة على الأسس المرفقة لسياسة الدولة الروسية في مجال الردع النووي"، بحسب ما نقل موقع سبوتنيك الإخباري الروسي.

 

وجاء في الوثيقة التي وقعها بوتين: "سياسة الدولة في مجال الردع النووي دفاعية بطبيعتها، وتهدف إلى الحفاظ على إمكانات القوات النووية عند مستوى كافٍ لضمان الردع النووي، وتضمن حماية سيادة الدولة وسلامة أراضيها، وردع إي عدو محتمل من العدوان على روسيا الاتحادية و(أو) حلفائها، وفي حالة نشوب نزاع عسكري - منع تصعيد الأعمال العدائية وإنهائها بشروط مقبولة لروسيا أو حلفائها".

 

وأضافت: "اعتداء أي دولة من التحالف العسكري (الكتلة) على روسيا أو حلفائه يعتبر عدواناً على هذا التحالف ككل".

 

ومن المنتظر أن يدخل المرسوم حيز التنفيذ من يوم التوقيع عليه، أي اليوم الثلاثاء الموافق 19 نوفمبر.

 

وهذا يعني أن بوتين وقع على مرسوم يوسع إمكان اللجوء إلى السلاح النووي.

 

وكانت وكالة "تاس" الروسية للأنباء نقلت في وقت سابق عن الكرملين قوله إن "التعديلات على العقيدة النووية لروسيا تم إعدادها وهي جاهزة للتصديق عليها رسميا".

 

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "تمت صياغتها عمليا بالفعل. وسيتم إضفاء الطابع الرسمي عليها عند الضرورة".

 

واعتبرت التعديلات على نطاق واسع محاولة من بوتين لرسم "خط أحمر" للولايات المتحدة وحلفائها من خلال الإشارة إلى أن موسكو ستدرس الرد باستخدام أسلحة نووية إذا سمحت تلك الدول لأوكرانيا بضرب عمق روسيا بصواريخ غربية بعيدة المدى.

 

من أبرز بنود العقيدة النووية الروسية المحدثة..

 

العدوان على روسيا وحلفائها من قبل دولة غير نووية وبدعم من دولة نووية سيعتبر هجوما مشتركا.استعداد روسيا وتصميمها على استخدام الأسلحة النووية سيضمن الردع النووي.يمكن لروسيا استخدام الأسلحة النووية في حالة وجود تهديد خطير للسيادة وسلامة الأراضي لها ولبيلاروسيا.تتضمن العقيدة النووية المحدثة تحديد العدو الذي يقصده الردع النووي.من شروط استخدام الأسلحة النووية إطلاق الصواريخ الباليستية على روسيا.توفير الأراضي والموارد للعدوان على روسيا هو أساس لاستخدام الردع النووي ضد مثل هذه الدولة.

 

تعليق الكرملين..

 

علقت الرئاسة الروسية "الكرملين" على خبر المصادقة على العقيدة النووية المحدثة بالقول إنها "نص مهم للغاية".روسيا تحتفظ بحق استخدام الأسلحة النووية في حال تعرضها أو بيلاروسيا لعدوان بأسلحة تقليدية إذا كان يشكل تهديدا خطيرا على سيادتهما.الهدف من توقيع مرسوم العقيدة النووية هو جعل "الأعداء المحتملين" يدركون حتمية الرد على أي هجوم على روسيا أو على حلفائها.روسيا بحاجة إلى مواءمة العقيدة النووية مع الوضع الحالي.أي عدوان على روسيا من قبل دولة غير نووية بمشاركة دولة نووية سيعتبر هجوما مشتركا. وقال الكرملين بشأن التقارير حول استخدام أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي الأميركية في منطقة كورسك: جيشنا يراقب الوضع عن كثب.

مقالات مشابهة

  • تقارير: أستراليا تمنع دخول وزيرة إسرائيلية سابقة
  • وزير الرياضة يشيد بالدعم الذي يقدمه الرئيس السيسي للرياضة والرياضيين والشباب
  • الرئيس الإيراني يلتقي وزراء خارجية قطر وسوريا.. هذا ما دار بينهم
  • الرئيس الإيراني يُناشد البابا فرنسيس .. ماذا طلب منه؟
  • الرئيس الإيراني يلتقي وزير الخارجية القطري.. وهذا ما دار بينهما
  • تداول صورة عن دخول خامنئي في غيبوبة.. ما حقيقتها؟
  • الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوافق على تحديث للعقيدة النووية
  • العقيدة النووية الروسية.. استخدام السلاح النووي بقرار من الرئيس فقط
  • رسالة من خامنئي إلى الشعب اللبناني
  • رسالة خامنئي إلى الشعب اللبناني: نحن نتألم معكم ولسنا منفصلين عنكم