البوابة نيوز:
2024-09-20@09:48:42 GMT

إحنا أولى بيك

تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 نعايش بحكم عملنا في الجامعة مرحلة تحول الإنسان من شخص لا يحمل هم إدارة حياته إلى إنسان يفكر كيف سيعيش مستقلًا. ترى طالب الفرقة الرابعة، أو مرحلة الليسانس، كما اعتدنا أن نسميها، حاملًا للهم أكثر من غيره. هذا الهم يتلخص في خطته "لليوم التالي". ماذا سيفعل غدًا؟ أين سيكون؟ وأي مكان سوف يرحب به لسنوات؟ وكيف يخطط خطة تمتد معه العمر كله وتتنامى نتائجها الجميلة باستمرار؟  فتح التعامل الواسع المجال مع الإنترنت الباب أمام الشباب منذ سن صغيرة للإطلاع على أبواب أوسع للعمل، ليس فقط العمل الإلكتروني عبر بوابات رزق رقمية، وإنما القراءة حول بوابات رزق لا علاقة لها بأعمال الحاسبات ونظم المعلومات.

إنهم يكتبون كل شيء على الإنترنت، إنهم يلتقطون الصور في كل الأماكن، إنهم قد يمثلون حلمك الذي تسعى إليه، إنهم قد يمثلون حتفك الذي تهرب منه.

   قدم مجموعة من طلاب الفرقة الرابعة في العام الماضي مشروعًا لمبادرة تحت عنوان "بلدك أولى بيك". استطاعوا أن يقسموا فيه سوق الشباب المصري الراغبين في العمل إلى قطاعات تستوعبه، بل وإنهم قدموا شبه دراسة جدوى تشير إلى الجدوى الاستثمارية الأكثر ربحًا لهم مقارنة بالسفر للخارج. حين قدموا لي المشروع كنت متحمسة جدًا لرؤية هذه المبادرة بعيون شابة، فأنا أؤمن أن من يعمل في الجامعة لا يكبر أبدًا إذا تعلم كيف يقتات على الطاقة، لأن هذا المكان عامر بالطاقة الشابة، والأفكار التي تتحرك باستمرار، والحركة أم الأداء الجيد. كان مشروعهم مليئًا بالحب لبلدهم بتلك الطاقة التي لا تشيخ ولا تخطئ إصابة كبد ما تحب. قدموا اقتراحات لشركات مساهمة صغيرة، ومشروعات تجارية قابلة لأن تصبح سلاسل خلال خمس أعوام بخطة زمنية مالية، وسبلًا للحصول على وظيفة ثابتة وإن كان ذات دخل غير كبير لكنه يعينك على الحياة المستورة. كان المشروع يقول بصوت مرتفع. افتح عينيك للفرصة وستراها. وبعد تخرج هذه الدفعة علمت أن عددًا منهم عمل بالفعل في مجالات تخصصهم في العلاقات العامة. وعندها علمت أنهم لم يكونوا "أونطجية مشروع". 

    دار بيني وبين مجموعة من تلاميذي للدراسات العليا حول القهوة في مكتبي حوار حول ما يقومون به حاليًا إلى جانب الأوراق المميزة التي جاؤوا بها. علمت أن صيف مصر فرصة استثمارية، وموسم عمل جيد للشباب؛ إذ إن لمعظمهم وحدات تجارية صغيرة، بل وإن اثنين منهم استطاعا أن يدشنا بعد عام مشروعين تجارين ثابتين ولديهما عمالة مصرية تعمل فيهما بانتظام ونشاط أيضًا. قال لي أحمد: "بعد ما اتخرجت حسبتها.. معايا إيه؟ ويجيب إيه؟.. ولو خرجت هارجع عندي كام سنة؟ وهاقدر اعمل ايه بعد ما اكبر؟.. مفيش أصلا سعادة في غربة.. بحب هنا". 

   إن الظروف العالمية الحالية أنشأت لدى الكثيرين خوفًا من السفر. أصبح المجهول أكبر حجمًا من ذي قبل خارج الحدود. إذ أن صور المعاناة أصبحت تعرف طريقها لعيوننا بكثافة مضاعفة وسرعة أكبر من كل مكان على الأرض تقريبًا. صار لدى الجميع رغبة في التحصن بأفكار يعرفونها ويحبونها. ربما كان التحصن هو سيد الموقف الآن والورقة الرابحة للتعاون مع الحياة، وربما كان مجرد خطوة لمعرفة الذات ومن منا سيعرف شيئًا عن الحياة قبل أن يعرف ذاته؟!.

  تقوم العلاقات العامة التي ندرسها في جوهرها على تحقيق مصلحة المؤسسة وجمهورها في ذات الوقت وبذات الدرجة من الأهمية، وتعد هذه هي الطريقة الوحيدة التي تضمن البقاء للمؤسسة، لأنها إن لم تحقق مصلحة الجمهور لن يتعاملوا معها، وهي على غير عادة كل المؤسسات تتمثل سلعتها في البشر وأفكارهم الجيدة، إذ أنها تدعم الحياة الجميلة للجميع. وهو ما يعمل الطلاب على تحقيقه كل بطريقته وديدنه في الواقع. وكلنا نغني نغم الوطن الجميل. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: سوق الشباب المصري

إقرأ أيضاً:

الحياة.. فرصة!

 

مدرين المكتومية

في بعض الأحيان وقبل أن أشرع في كتابة مقالي الأسبوعي، ينتابني شعور غامض بأنني أخوض معارك ذاتية في أعماق نفسي، شيء ما يُشبه الحرب، لكنها حرب أفكار، تتصارع في ذهني، هل أكتب عن ذلك الموقف الذي وقع أمامي واستخلصتُ منه العِبر والحِكَم؟ أم أتطرق لقضية تلك المرأة التي تُعاني في حياتها الزوجية من شريكها الذي لا يكف عن إيذائها نفسيًا؟ أم أُناقش قضية تفجّرت على منصات التواصل الاجتماعي وأصبحت حديث الرأي العام والنَّاس في كل منزل، رغم أنها لو حدثت في العصر الذهبي للصحافة الورقية لنُشِرَت على عمودين في صفحة داخلية دون أن ينتبه إليها أحدٌ!!

في الحقيقة ما وددت قوله في هذه المقدمة هو أننا نعيش كل يوم بمزاج مختلف، وتقلب في الطاقات، أننا نعيش وفق الأفكار التي تسكننا والتي تتشبث بمخيلتنا، فتجدنا مرة من السعادة المفرطة نود لو أن نهدي العالم بأكمله لمن نحبهم، وفي أحيان أخرى نتمنى أن نعيش الحياة بأنفسنا دون أن نتشاركه مع أحد، وفي بعض اللحظات من فرط الفرح نود لو أن لدينا أجنحة تأخذنا للبعيد، وفي بعض اللحظات الأخرى نتمنى لو أنَّ الحياة تقف عند هذا الحد.

كل هذه التناقضات التي يعيشها العقل البشري هي حصاد ما يسكنه من أفكار وهواجس تراكمت مع الوقت وأصبحت تشكل لديه تشويشاً بين الحين والآخر، لذلك الإنسان فينا يعيش بمزاجات متقلبة وفق ما ينهي به يومه أو يبدأ به يوميه، لذلك علينا دائماً أن نكون حريصين في كل ما نفكر به قبل النوم وما نستيقظ عليه.

والأفكار السلبية تحبط الشخص وتصنع منه شخصًا متقاعسًا غير قادر على العطاء، أو استكمال يومه بطريقه صحيحة، فتجده يتهرب من أداء عمله بشكل متكامل تحت عذر أنه بمزاج سيئ، ولكن كل هذا لا يأتي إلّا بما يُمليه الشخص على نفسه من شعور، فكل ما أرسلت لعقلك رسائل سلبية فإنه يرسلها بطريقة تحولك لشخص يعيش حالة سيئة، فالجسم يعمل بنظام " الرد " أي كما نقول نحن لكل فعل رد فعل، ولكل نوع من المشاعر تأثيره المباشر على تقلب المزاج.

إننا بحاجة لأن نصنع لأنفسنا حاجزَ أمانٍ من الأفكار السلبية، وبلغة حروب العقل "منطقة منزوعة السلاح"، بالطبع سلاح الفكر. علينا ألا نُعطي الأفكار السلبية أي فرصة لتتحكم بمشاعرنا وتخلق منّا أشخاصًا سيئين أو على الأقل أشخاصاً لا يملكون القدرة على اكتشاف جماليات الأشياء في داخلهم، والامتنان لكل اللحظات الجميلة، ولكل الأشخاص المحيطين، ولكل ما بين أيدينا من نعم، دون أن نفكر بطريقة سلبية أو عكسية اتجاه المواقف والأحداث.

علينا ألا نعطي تحليلات لكل شيء خاصة وأن العقل يكبر الأشياء أكثر من حجمها إذا ما أخذ فرصته، بل علينا أن نرى الأشياء بحجمها الطبيعي حتى نكون سعداء كفاية، علينا أن نهتم بصحتنا النفسية، وحياتنا العملية، وواجباتنا الاجتماعية دون أن يطغى أحدها على الآخر حتى نعيش السعادة بكل ما نستطيع.

وأخيرًا.. إنَّ كل فكرة تلمع في عقولنا يجب أن نتعاطى معها بصورة إيجابية، وأن نكف عن تصدير السلبية وتضخيم الأمور والمبالغة في طرح الرؤية ووجهة النظر، علينا أن نشعر بالامتنان إلى هذا الوطن المعطاء مهما ضغطت علينا الظروف، ومهما ضاق بالبعض الحال، وعلينا أن نمارس الود والمحبة وكرم الأخلاق مع جميع من حولنا، وخاصة أولئك الذين نلتقي بهم يوميًا من الأهل وزملاء العمل.. الحياة فرصة للسعادة أو التعاسة، فاخترْ أيهما تريد!

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • سياسي بارز يكشف عن أولى الضغوطات التي تعرض لها الرئيس هادي عقب الانقلاب.. والخطوة التي قلبت الموازين
  • خالد الجندي عن تفجيرات لبنان: "السيسي صدق عندما قال ادرسوا برمجة وكفاية آداب"
  • رئيس البورصة: 7 شركات صغيرة ومتوسطة تنجح في الانتقال إلى السوق الرئيسية
  • نواب الحزب الليبرالي الكندي: مستعدون للتصويت على حجب الثقة عن الحكومة الأسبوع المقبل
  • تفاصيل من الحياة الزوجية لملكة جمال سويسرا التي قطعها زوجها بمنشار
  • 33 موسيقيا قدموا أفضل 100 فيلم رومانسي في السينما المصرية
  • العجمة: القادمون الجدد في الهلال قدموا عربون الثقة .. فيديو
  • خاص| أحمد سعد الدين عن "الملحد": إحنا مش عايشين في عصر حجري نتفرج علي الفيلم ونحكم
  • الحياة.. فرصة!
  • هل يستمر رودري مع مانشستر سيتي ؟