الجديد برس| بقلم- فاطمة سالم|
في قلب المدنية النابضة بالحياة كانت السماء صافية وانسجة الشمس تترابط لتلقي بأشعتها الذهبية على واجهة المتاحف الشامخة كأمين يحوي ذكريات الأمم.
إنها مدينة عدن تلك المدينة التي تحتوي على سبعة متاحف منها متحف صهاريج الطويلة الذي تأسس 1930م وكان يضم مجموعة من الآثار والموروث الشعبي، المتحف الحربي تأسس 1971م وكان مخصص للتراث العسكري، متحف قسم الآثار/ جامعة عدن تأسس 1996م، متحف البيت اليمني بمدينة التواهي اسسته أ/ نجلاء شمسان 2007م خصص لعرض نماذج من الموروث الشعبي التقليدي لمدينة عدن والازياء والحلي وطريقة صناعة البخور العدني، متحف الفنان المرشدي في مدينة عدن يضم مقتنيات الفنان الشخصية، متحف رامبو 2007م للرحالة الفرنسي الذي عاش في مدينة عدن، المتحف الوطني تأسس 1966م.
انها المتاحف التي تعد كتابًا مفتوحًا وكل صفحة فيه تحمل ابتسامة لغزية تتداخل فيها الألوان بشكل ساحر نقف امامها محدقين متسائلين عن قصتها والاستمتاع بمشاهدة محتوياتها الأثرية والفنية والاحداث التي مرت بها عبر العصور لتترك في أرواحنا بصمة لا تنتسى.
فالمتاحف تعد مؤسسة تؤدي رسالة تربوية وتعليمية وثقافية وسياحية ووطنية وقومية… إلخ، فهي تهدف لحماية التراث والأعمال الفنية ذات القيمة التراثية.
كما انها تمثل بوابة للثراء المعرفي والدعم السياحي لما تكتنزه من مقتنيات أثرية ومخطوطات وصور تعبر عن التاريخ الحضاري للوطن.
وليس من رأى كمن سمع فالمتاحف تجسد أمامنا التاريخ بكل عصوره وأطواره وهناك فرق هائل بين من يقرأ التاريخ في صفحات ومن يراه بعينيه ويكاد يلمسه بيده فالمتحف ليس مستودعًا للذكريات والآثار بل مصدرًا للإلهام والتفكير والبحث والابداع والمعرفة من أجل تطوير الحاضر وبناء المستقبل فللأسف إننا نفتقد الفهم الصحيح لأهمية المتحف فهي الوعاء الحافظ للعادات والتقاليد الموروثة منذ القدم.
فالغرب متفوقين علينا في هذا المجال ونحن لا نزال نسير خلف الإنتاج متجاهلين إننا نقود طمس هويتنا وثقافتنا بأنفسنا وهذا يعود إلى عدم وجود اهتمامًا كافٍ من قِبل الجهات المعنية.
فهل من الجميل أن نكون عالة أمام الإنتاج الغربي ونحن نملك أرض كانت وما زالت مهد للحضارات؟ متى ستعود إلينا متاحفنا، متى تستعيد المتاحف كسوتها؟ متى، ومتى؟؟؟
فالحديث في هذا الجانب يطول ويتشعب وقد لا يستوعبه الكثير من الناس فالمتاحف ليس بالضرورة أن تكون أهدافها لاستقطابها جمهور من خارج البلد بقدر ما يهم أن تكون مهيأة لنا كمواطنين لاستكشاف ومعرفة تاريخ وحضارة أجدادنا وما مدى أهمية بلادنا الحضاري.
وتعد مدينة عدن من المحافظات ذات الرصد الحضاري والثقافي العريق فلابد من وضع استراتيجيات وطنية لإدارة الموارد الثقافية بشكل عام وتطوير العمل المتحفي واستكمال توثيق القطع الأثرية من أجل ربط الأجيال بماضيها وحاضرها والتخطيط للمستقبل.
لذلك فإننا نوجه نداء للكل من يهمه الامر من المجتمع الدولي والمؤسسات المهتمة بالتراث الثقافي وكذلك السلطات المحلية بإعادة تهيئة المتاحف وعرض مجموعتها الفنية بطريقة علمية مناسبة لتكون مقصدًا للزائرين للتمتع بها وفهم حضارته ليعكس ذلك على إحياء شعور الحب والانتماء للوطن .
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: مدینة عدن
إقرأ أيضاً:
العبدلي: مدينة الزاوية تعاني من تغول الميليشيات التي تدّعي الشرعية لكنها تهدر ثروات ليبيا
ليبيا – اعتبر المحلل السياسي الليبي، حسام الدين العبدلي، أن الأوضاع في مدينة الزاوية تعكس مشكلة مستمرة تتمثل في تغول الميليشيات المسلحة واندلاع اشتباكات بينها، مشيراً إلى أن هذه المجموعات لا تأتمر بأوامر الدولة.
تمركز الميليشيات وتهديد الموارد الوطنية
وفي تصريحات خاصة لموقع “إرم نيوز“، قال العبدلي إن هذه الميليشيات أصبحت تمارس أنشطة إجرامية منظمة، مشيراً إلى ما حدث مؤخراً بالقرب من مصفاة مليتة، حيث تسببت الاشتباكات في اندلاع حريق في خزانات نفطية. ووصف هذا الأمر بأنه خطر جسيم يؤدي إلى هدر مقدرات الشعب الليبي.
وأضاف العبدلي: “الموارد الوطنية تتبع الدولة الليبية، وهي ملك للشعب الليبي، وتمركز الميليشيات بالقرب من هذه الموارد يشكّل تهديداً كبيراً”.
مجموعات مسلحة خارج السيطرة
وأشار العبدلي إلى أن هذه المجموعات المسلحة تدّعي شرعيتها من الحكومة أو الدولة، لكنها في الواقع مجموعات إجرامية لا تخضع لسيطرة الدولة، مما يجعل وجودها بالقرب من المنشآت الحيوية خطراً حقيقياً على مستقبل البلاد واقتصادها.