بوابة الوفد:
2025-02-07@04:36:45 GMT

رحمة لنا

تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT

من الطبيعي أن كل شيء إيجابي يجعلنا نشعر بالسعادة، لكننا نتألم ونحزن لكل أمر غير مرغوب في حدوثه، رغم أنه في حقيقته قد يحمل معاني ودلالات يصعب فهمها في حينها، ولا نُدرك مدلولاتها إلا بعد فوات الأوان.

على وَقْع تسارع وتيرة الحياة وصخبها، يمكننا بسهولة رصد سلوكيات سلبية عديدة، طغت على مفردات حياتنا اليومية، وفي تعاملاتنا مع الآخرين، لتنعكس على شخصياتنا واهتماماتنا.

ربما كان إيقاع الحياة، سببًا مباشرًا في الازدواجية والفوضى التي ضربت المفاهيم والقيم، حتى أصبحنا ضحايا تكييف علاقاتنا الإنسانية مع الآخرين، سواء أكان بالتقارب والتباعد.. أو حتى القطيعة!

أحيانًا نتردد في «اعتزال ما يؤذينا»، واتخاذ قرار حاسم وفوري، بالابتعاد عن أشخاص لا يستحقون اهتمامنا أو مشاعرنا.. بعد أن فقدوا قيمتهم في نفوسنا، وسقطوا من أعيننا.

لذلك، يجب أن ننأى بأنفسنا عن مُنْتَهِكي مشاعرنا، الذين يستسيغون الكذب، ويُتْقِنون قَلْب الحقائق.. أو مَن كانوا مصدر طاقة سلبية و«إزعاج»، لأن طردهم من حياتنا رحمة لنا.

نتصور أن «الابتعاد» مطلوب، بل ضروري، مع مَن يدفعوننا إلى اليأس والإحباط، أو أولئك الكاذبون الأدعياء.. وغيرهم من أصحاب النفوس المريضة والقلوب الحاقدة، أو النوايا السيئة.

عندما تُصادف أولئك «المتلصصين، الفضوليين، المتطفلين»، لا تنزعج كثيرًا عندما تتخلص منهم، لأن «الابتعاد» حينئذ يكون فرض عين.. ولا مجال لحديثٍ عن مراعاة الذوق مع فقراء الأدب.

وبما أن بعض المقربين أو مَن يَدَّعون الصداقة، يعتبرون أنفسهم أذكياء، ولا أحد يراهم أو يعرفهم على حقيقتهم، لكن الواقع والزمان كفيل بتعريتهم، ولذلك فإن المواقف وحدها تجعل «الابتعاد» متاحًا أكثر من أي وقت مضى.

نعتقد أن مأساتنا تكمن في «مخالطة» أصحاب الوجوه المتعددة، الذين لا نستطيع التثبت من إخلاصهم وولائهم ووفائهم وانتمائهم، أو حتى التأكد من صدق مشاعرهم ونواياهم ومحبتهم.. حتى فقدنا القدرة على أن نميز الخبيث من الطيب!

إننا بالفعل نعيش في عالم «متوحش»، يتصدره بعض الأدعياء.. هؤلاء فقط، عندما نستشعر حقدهم وحسدهم، لن يُجدي معهم اللَّوم والعتاب، أو الاكتفاء بالقول: «لقد نفد رصيدكم من المحبة»، بل يكون الابتعاد وجوبيًا، إيذانًا بهجرهم إلى غير رجعة.. وبالطبع سنكون في أفضل حالٍ من دونهم.

إذن، «إبعاد» مثل هؤلاء من حياتنا ضروري، عندما نصل لدرجة من عدم الاحتمال، بدلًا من مشادَّات تُهدر الوقت بلا معنى، وتستهلك رصيد المحبة دون جدوى.. احترامًا لأنفسنا، وتقديرًا لذواتنا، وراحة لنفوسنا وضمائرنا.

أخيرًا.. ربما يكون التجاهل والهجر ثم الابتعاد، أنجع الحلول، لننأى بأنفسنا من الانزلاق إلى تَبِعات غير محمودة العواقب، أو التمادي في الإحسان والتسامح والعفو، مع هؤلاء الذين قد يعتبرونه ضَعْفًا، فيزدادوا إثمًا وتجاوزًا.

فصل الخطاب:

في حديقة أيامك.. لا يؤلمك كثيرًا أن تجد بعض الحشائش الضارة التي أدْمَت قدميك.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مراجعات رحمة لنا محمود زاهر حدوثه فوات الأوان

إقرأ أيضاً:

ملثمون يظهرون في بيروت.. ماذا رصد مواطنون؟

وسط ورود معلومات حول إمكانية إصدار محافظ بيروت القاضي مروان عبود قراراً يمنع تنقل الدراجات النارية في بيروت من الساعة 7 مساءً وحتى الـ5 صباحاً نظراً للظروف الأمنيّة، رصد مواطنون عند الطريق التي تربط مخفر حبيش بنزلة الحمام العسكري في بيروت، أشخاصاً مجهولي الهوية بعضهم وضع "لثاماً" على وجهه، كانوا يرصدون سيارات المارة في المكان.   ووفقاً للمعلومات، فإنّ هؤلاء الأشخاص كانوا على متن دراجات نارية ويحاولون تخويف السائقين هناك قبل أن يلوذوا بالفرار.   وتبين أن بعض هؤلاء يفرون ما إن يشتبهون بسيارات مدنية مماثلة للآليات التابعة للقوى الأمنية، والأمر هذا حصل ليل الثلاثاء - الأربعاء في المحلة المذكورة حيث صرخ أحد هؤلاء الأشخاص: "مخابرات.. هربوا". المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • العقل زينة!!
  • الشيخ خالد الجندي: الدور الفعال في قصة أصحاب الكهف هو للشباب
  • أنسب دايت استعداداً لرمضان
  • طقس صعب 3 أيام .. نصائح للتعامل مع الأمطار والبرق والرعد
  • الشيخ خالد الجندي يوجه نصيحة للشباب لتحقيق النجاح
  • ملثمون يظهرون في بيروت.. ماذا رصد مواطنون؟
  • عندما يكون الألم.. مصدرا للالهام
  • هروب الفئران من السفينة!!
  • إصابات جراء إطلاق نار في مدرسة وسط السويد
  • طفح الكيل ولم يعد في الصبر متسع!