مصرع رئيسي.. تركيا تتحدث عن غياب إشارة المروحية وواشنطن تستبعد المؤامرة
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
تتوالى التقارير عن ملابسات حادثة تحطم المروحية التي أودت بحياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه، حيث قالت تركيا -التي شاركت في عمليات البحث- إن الطائرة لم تبعث أي إشارة، فيما نفى مسؤول أميركي وجود أياد أجنبية وراء ما حدث.
وقال وزير النقل التركي عبد القادر أورال أوغلو اليوم الاثنين "نظام الإشارة لم يكن مفعلا على الأرجح، لسوء الحظ، أو أن الطائرة المروحية لم يكن لديها نظام الإشارة هذا، لأنه لم تظهر أي إشارة".
وبعد إعلان السلطات الإيرانية عن تعرض مروحية رئيسي لحادث في منطقة جبلية قرب حدود أذربيجان أمس الأحد، استغرقت فرق الإنقاذ حوالي 15 ساعة للوصول إلى الحطام في ظل ظروف جوية بالغة الصعوبة.
وتمكنت طائرة مسيّرة تركية من طراز "أقنجي" من تحديد موقع تحطم المروحية، وقد شاركت في عمليات البحث بناء على طلب تقدمت به طهران لأنقرة، وفقا لوكالة الأناضول التركية للأنباء.
وأعلنت السلطات الإيرانية أن الحادث أودى بحياة رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان و6 آخرين من الركاب والطاقم، وكلف المرشد الإيراني علي خامنئي النائب الأول للرئيس محمد مخبر بتولي الرئاسة مؤقتا.
تحقيق عالي المستوى
وقالت وسائل إعلام إيرانية اليوم إن رئيس الأركان اللواء محمد باقري وجّه بتشكيل لجنة رفيعة المستوى للبدء بالتحقيق في أسباب سقوط المروحية.
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف إن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية وراء تحطم المروحية بسبب حظرها بيع قطع الطائرات المدنية لبلاده.
وأكد ظريف في تصريح للتلفزيون الإيراني اليوم أن العقوبات أحادية الجانب المفروضة على بلاده أثرت على قطاع الطيران المدني.
تعليق أميركي
من ناحية أخرى، نقلت شبكة "إن بي سي" الأميركية عن مسؤول رفيع بإدارة الرئيس جو بايدن قوله إنه "لا وجود لدور أجنبي مطلقا"، وراء تحطم مروحية الرئيس الإيراني.
وأوضحت الشبكة أن هذا يتفق مع تصريحات زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ الأميركي السيناتور تشاك شومر أمس حين قال إنه ما من دليل على أي مؤامرة وراء تحطم المروحية على ما يبدو.
واستنكر المسؤول بإدارة بايدن تقارير وسائل الإعلام الإيرانية التي حمّلت واشنطن مسؤولية ما حدث، ووصفها بالسخيفة.
وفيما يتعلق بالتأثيرات المحتملة لمصرع الرئيس الإيراني ووزير الخارجية على العلاقات الأميركية الإيرانية، قال المسؤول إن واشنطن لا تتوقع أي تغيير معتبر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات تحطم المروحیة
إقرأ أيضاً:
حفتر يزور فرنسا بعد بيلاروسيا.. ماذا وراء زياراته الخارجية الآن؟
طرحت زيارة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يقود قوات شرق ليبيا، إلى فرنسا بشكل مفاجيء وغير معلن بعض التساؤلات عن دلالة وأهداف تحركات حفتر الخارجية، وتأثير ذلك على علاقاته مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
وزار حفتر العاصمة الفرنسية باريس التقى خلالها الرئيس، إيمانويل ماكرون بشكل مفاجيء مؤكدا أنه ناقش معه تعزيز التعاون الثنائي.
"4 ملفات"
وذكرت بعض المصادر الفرنسية أن زيارة حفتر لباريس تناولت 3 ملفات أساسية، وهي: الوجود الروسي في ليبيا، والاتفاقيات التي وقعها حفتر مع بلاروسيا، والدور الرئيسي لحفتر في العملية السياسية، كما جرى التطرق إلى قضية قائد المعارضة النيجيرية، محمود صلاح الذي اعتقلته قوات حفتر في منطقة القطرون الليبية، وسط مطالبة فرنسا من حفتر الإفراج عنه، حيث تعارض تسليمه للمجلس العسكري الحاكم في النيجر"، وفق الإذاعة الفرنسية الرسمية.
وأوضحت الإذاعة الفرنسية الحكومية أن "هذا اللقاء المفاجئ يعد نهاية فترة من البرود بين باريس وشرق ليبيا، وأنه جاء بعد عودة الرئيس الفرنسي من الولايات المتحدة ولقائه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ما يحمل دلالات ورسائل.
وقبل لقاء ماكرون، زار حفتر دولة بلاروسيا صحبة أفراد من عائلته العسكريين التقى خلالها برئيس بيلاروسيا ووزير الدفاع وقاموا بتوقيع عدة اتفاقات لم يكشف عن تفاصيلها حتى الآن.
فماذا وراء زيارات وتحركات حفتر الدولية الآن، وهل يعارض الرفض الأمريكي لتوسيع علاقاته مع روسيا؟
"استغلال حفتر لتعزيز النفوذ في إفريقيا"
من جهتها قالت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، ربيعة بوراص إن "تحركات حفتر الخارجية، سواء إلى بيلاروسيا أو فرنسا، تعكس سعيه لتعزيز موقعه كلاعب أساسي في المشهد الليبي، لكنها أيضًا تعكس رغبة هذه الدول في استخدام ليبيا لتعزيز نفوذها في أفريقيا، خاصة مع تزايد التنافس الدولي على القارة".
وأكدت في تصريحات لـ"عربي21" أن "ليبيا الآن أصبحت ساحة مفتوحة لأي سيناريو، حيث تتشابك المصالح السياسية والعسكرية مع الطموحات الاقتصادية، خصوصًا بعد بروز المعادن الاستراتيجية كمحرك جديد للصراع، إلى جانب النفط".
وأشارت إلى أن "فرنسا، التي تسعى لحماية مصالحها في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل، قد ترى في حفتر شريكًا أمنيًا، لكن دعمها له لم يعد كما كان، خاصة مع ضغوط واشنطن التي تراقب أي تقارب بينه وبين روسيا، في المقابل، حفتر يستخدم هذه الزيارات لإظهار أنه لا يزال لاعبًا دوليًا، قادرًا على عقد تفاهمات مع قوى مختلفة، لكنه يواجه تحديًا حقيقيًا في موازنة هذا التنافس دون أن يصبح تابعًا لأي طرف"، وفق قولها.
وأضافت: "التحدي الأكبر، سواء لحفتر أو لأي قائد ليبي آخر، هو ليس فقط التعامل مع الحسابات الدولية، بل أيضًا تحديد مستقبل ليبيا في ظل صراع المعادن الذي بدأ يظهر إلى السطح، القوى الكبرى لا تتنافس فقط على النفوذ السياسي، بل على الموارد الاستراتيجية التي قد تجعل ليبيا بؤرة جديدة للتدخلات الاقتصادية والعسكرية".
وتابعت: "السؤال الحقيقي هو: هل سيتمكن القادة الليبيون من فرض سيادتهم على هذه الثروات وتوجيهها لصالح استقرار البلاد، أم ستتحول ليبيا إلى نقطة صراع جديد بين القوى الكبرى؟ هذا هو الرهان الأساسي الذي سيحدد شكل المرحلة القادمة"، حسب كلامها.
"تزاحم روسي غربي"
في حين رأى الكاتب السياسي الليبي المقيم في أمريكا، محمد بويصير أنه "لا يمكن أن نجد مفتاحا لفهم زيارات حفتر لروسيا البيضاء وفرنسا إلا فى إطار التزاحم الروسي الغربى على التمركز الاستراتيجى في ليبيا، فبعد يوم واحد من لقاءات الرياض بين الروس وإدارة ترامب، وجهت بلاروسيا الدعوه لحفتر لزيارة مينسك بل أرسل رئيس هذه الدولة طائرته الرئاسية الخاصة لإحضار حفتر على عجل".
وأكد في تصريحه لـ"عربي21" أن "زيارة بيلاروسيا حظيت بتغطية إعلامية كبيرة، وركزت على القضايا الاستراتيجية والدفاعية دون غيرها وبشكل معلن لإرسال رسالة واضحة للإدارة الأمريكية بأن لروسيا حليف قوي في ليبيا".
وبخصوص زيارة فرنسا قال بويصير: "هذه الزيارة التي تمت عشية عودة ماكرون من واشنطن هي في نفس الإطار ولنفس الغرض ولكن في الاتجاه المعاكس أي في اتجاه ضمه للمعسكر الغربى وإخراجه من العباءة الروسية"، وفق تقديراته.
"ضمانات ومصالح"
وحول مصالح حفتر من الزيارات الخارجية وخاصة فرنسا، أوضح الكاتب الليبي أن "هذه المزاحمة تعطي حفتر فرصة سياسية حقيقية ليس فقط لأن يحتل موقعا مهما فى العملية السياسية فى ليبيا والتى يتم إنضاج آلياتها فى واشنطن الآن، بل يمكنه أن يضع هو مشروعه لهذا التصور السياسي مع فرصة جادة لأن يتبناه الغرب خاصة أن يمتلك ورقة تهم الغرب جدا وهي إبعاد روسيا عن بطن أوروبا الرخوة"، كما رأى.
وختم حديثه بالقول: "أراقب بدقة قدرة فريق حفتر السياسي على صياغة مشروعه السياسي، الذي لابد أن يحمل في ثناياه ثلاثة ضمانات :تحقيق الغرض الاستراتيجى الغربى بإبعاد الوجود الروسي المسلح مع إمكانية الإبقاء على العلاقات الاقتصادية، وتحقيق رغبة ترامب المعلنة في أن تستفيد بلاده من مخزون النفط الليبي، وثالثا: تحقيق قبول الليبيين بالمشروع باعتباره يخرجهم من سنوات الفوضى ويفتح أمامهم أبواب بناء دولة حديثة ويرفع من مستواهم الاقتصادي، وهذا عمل ليس سهلا"، كما صرح لـ"عربي21".