جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-27@09:03:46 GMT

"طوفان الأقصى" يُعيد برمجة الصراع

تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT

'طوفان الأقصى' يُعيد برمجة الصراع

 

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

لأكثر من سبعة عقود من الزمن، كانت قضية فلسطين تتنقل وتتأرجَح بين نكبة واغتصاب واحتلال، وكان كلُّ عنوان يستند إلى تعريف لحالة فلسطين من دولة ذات سيادة، إلى أرض منهوبة ومسروقة بوضع اليد والواقع القهري وبمباركة وتوافق إقليمي ودولي، في سابقة لم تعرفها الإنسانية ولا التاريخ السياسي.

الهَوَان العربي الذي رسخته ثقافة "سايكس- بيكو"، بفعلها التمزيقي وفرض ثقافة الدولة القُطرية الدخيلة على ثقافة العربي عبر العصور، جَعَل من الأقطار العربية قسرًا أقطارًا وظيفية لا حول لها ولا قوة، و"طابور خامس" للمستعمر بوعي وبلا وعي.

وزَادَ على هذا الهَوَان فاعلية آلة الإعلام الغربية الضخمة، والتي سكبت في عقول أجيال العرب سرديات تفُوق طاقات استيعابهم للواقع والصراع الوجودي الذي يُحاك لهم من قبل الغرب لزوالهم، أو الإبقاء على حالة التبعية والانبهار للغرب.

حالة فلسطين الاستثنائية في التاريخ الإنساني والسياسي، من الطبيعي أن تنتج أضدادًا مُتنافرة لا تلتقي في الوعي العربي المعاصر، كالنضال والتطبيع، والمقاومة والانتفاضة، وهذه الأضداد أوجدت بالنتيجة لها مناصرين ونُخبًا ودعاة ومواقف عبر تاريخ القضية الفلسطينية.

الغريب أنَّ العقل العربي المعاصر بين فئتيه: النخبوية والعوام، يتفقون على وجوب مقاومة المحتل، ولهم سَوَابق وأمثال في تجارب العديد من الأقطار العربية التي واجهتْ المستعمر حتي نالت استقلالها، وكانت الشعوب العربية نصيرًا ورديفًا لنضالها، بينما ينقسمُ عرب زماننا حول قضية فلسطين ونضال أبنائها، ويهرول بعضهم -وبنجابة وتفانٍ- نحو التطبيع والإقرار بأحقية العدو الصهيوني بفلسطين!!

حالةُ فلسطين يجب أن تعُود بنا إلى أثر المخدرات العقلية الفاخرة التي سكبتها أم الكبائر إنجلترا في عقول العرب، عبر وعد "بلفور" و"سايكس- بيكو" ومشروع تقسيم فلسطين، وصولًا إلى تسليمها لُقمةً سائغةً لأفواه الصهيونية العالمية، وهذا ما لم يكُن ممكنًا لولا تمرير ثقافات تلك الأوبئة الفكرية، والتي أوصلتنا بالنتيجة إلى اعتبار قضية بحجم فلسطين مسألة فيها نظر، بينما كل احتلال في العالم مهما كان حجمه وزمانه جريمة نكراء لا تُغتفر.

قد يقُول قائل إنَّ الوطن العربي ونظامَه الرسمي ما زالا في حالة تبعية وانقياد أعمى لمؤامرات "وعد بلفور" و"سايكس- بيكو" عليهما، وهذا الكلام به منسوب من الصحَّة، ولكن إلى متى سيتَّكِل عرب زماننا على تفاصيل شمّاعة كهذه لتبرير أحقية الصهاينة بفلسطين؟! ثقافة "سايكس- بيكو" لم تجعل من النظام الرسمي العربي نظامًا وظيفيًّا فحسب؛ بل جعلت منه نظامًا على حرب دائمة مع شعبه لحماية سردية "سايكس- بيكو" وتبعاتها.

"طوفان الأقصى" اليوم أعاد برمجة الصراع، وقَلَب الموازين رأسًا على عقب؛ حيث سقطت سردية فلسطين "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" أولًا، ثم تلاها سقوط سردية "الجيش الذي لا يُقهر"، ثم سقطت سردية "تفوُّق العقل الصهيو-أمريكي" بعد السابع من أكتوبر، واختراق القبة الحديدية والجدار العازل بتقنياتهم التي وُصِفَت بالمعجزة، ثم سقطت سردية قوة الكيان العسكرية والتقنية الحامية للمطبعين مستقبلًا، ثم سَقَطت الحلول العربية للتطبيع مع العدو كحل الدولتين والتي يصفها العدو اليوم بالانتحار.

المواجهة اليوم لم تَعُد بين النظام الرسمي العربي وشعبه لتمرير التطبيع؛ بل بين مُكوِّنات النظام الرسمي العربي نفسه، والذي وقع في حَرَج تاريخي كبير بعد الطوفان، هذا الطوفان الذي أَيْقَظ العالم حول قضية فلسطين العادلة، وتكاتفوا لنُصرتها، وجعل من الدعوة للتطبيع فجورًا سياسيًّا غير مُبرَّر ولا مسبوق.

وفي المقابل، يشهد العالم ثباتَ موقف الشعب العربي عبر فصائله المُقاوِمَة، والتي نأت عن تخاذل النظام الرسمي العربي وواجهت غطرسة الصهاينة ورعاتهم ببسالة نادرة، وأسقطت سردياتهم وهيبتهم أمام العالم.

النظام الرسمي العربي اليوم في أسوأ حالاته وخياراته، وقد تمثَّل ذلك في "قمة المنامة"؛ حيث كانت كلمات غير العرب من الحضور أقوى وأشد غِيْرةً وتعبيرًا لإدانة وحشية الكيان وجرائمه، ونصرة الحق الفلسطيني، أكثر بكثير من أصحاب الحق أنفسهم من العرب الحضور! وما زال الطوفان يتناسل ليعتصر الجديد من المواقف، ويُزلزل الكثيرَ من القناعات المتقادمة.

قبل اللقاء: "كشف طوفان الأقصى مدى الحاجة الماسة للتطبيع بين الأقطار العربية أولًا وأخيرًا".

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

اختتام دورة طوفان الأقصى لقيادات السلطة المحلية في صعدة

يمانيون../
اختتمت السلطة المحلية في محافظة صعدة، اليوم، دورة “طوفان الأقصى”، بمشاركة المحافظ محمد جابر عوض، وأمين عام المجلس المحلي، محمد العماد، إلى جانب وكلاء ومستشاري المحافظة ومدراء المكتب التنفيذي وأعضاء السلطة المحلية.

تخلل الاختتام تطبيق ميداني ومناورة عسكرية تحاكي اقتحام مواقع العدو، حيث أظهر المشاركون مهارات ميدانية في استخدام الأسلحة بمختلف أنواعها، ودراسة الجغرافيا الميدانية، وتنفيذ المهام العملياتية التي تواجه قوات التعبئة العامة في ميادين المواجهة.

وأشاد محافظ صعدة بجهود الشرطة العسكرية في تدريب وتأهيل قيادات المحافظة وأعضاء المكتب التنفيذي، مثمناً دورهم في تعزيز الجاهزية لمواجهة التحديات، بالإضافة إلى الإسهام البارز لمكتب الثقافة في هذه الجهود.

وأكد المحافظ أن المشاركة في دورات “طوفان الأقصى” تمثل تلاحماً بين الجانب الرسمي والشعبي، استجابة لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ولتعزيز الإعداد العسكري في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” ضد أعداء الأمة.

من جانبه، أعرب أمين عام المجلس المحلي، محمد العماد، عن شكره لقيادة الشرطة العسكرية والقائمين على الدورة، مشيداً باستجابة المشاركين وحرصهم على اكتساب المهارات وتنفيذها عملياً.

بدورهم، عبر المشاركون عن ارتياحهم للالتحاق بالدورة، مشيرين إلى دورها في بناء القدرات الإيمانية والثقافية والعسكرية. وأكدوا جاهزيتهم للمساهمة الفاعلة مع قوات التعبئة في مواجهة العدو ودعم القضية الفلسطينية والمقاومة الباسلة.

مقالات مشابهة

  • مناورة عسكرية ومسير راجل لخريجي دورة “طوفان الأقصى” في عمران
  • اختتام دورة طوفان الأقصى لقيادات السلطة المحلية في صعدة
  • إخفاقات مدوية لسلاح الجو الصهيوني في التصدي لهجوم “طوفان الأقصى”
  • وقفة ومسير لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في الصلو بتعز تضامناً مع غزة
  • تشكيل السعودية الرسمي أمام اليمن في كأس الخليج العربي 26
  • تعز.. مسيرات لخريجي دورات التعبئة دعمًا لفلسطين ومواجهة التصعيد الصهيوني
  • «كاسبرسكي» تكتشف هجومًا يستهدف المنظمات النووية باستخدام برمجة خبيثة متطورة
  • مسير لخريجي دورات طوفان الأقصى في سنحان بمحافظة صنعاء
  • كل ساعة يُستشهد طفل.. 45338 شهيدا فلسطينيا في غزة منذ "طوفان الأقصى"
  • كل ساعة يستشهد طفل.. 45338 شهيدا فلسطينيا في غزة منذ "طوفان الأقصى"