سرايا - هل وفاة رئيسي ضربة موجعة لخامنئي أم كبش فداء للنظام؟ - صحف بريطانية

كان من المتوقع أن يترشح رئيسي لولاية ثانية في الانتخابات المقررة العام المقبل

قبل 5 دقيقة نبدأ جولتنا في الصحف الصادرة اليوم بمقال رأي نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية كتبه أندرو إنغلاند بعنوان "وفاة رئيسي ضربة للنظام السياسي الإيراني".



يستهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى التأثير الصادم لوفاة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في حادث تحطم مروحية، واصفا الحادث بضربة موجعة للنظام الإسلامي الإيراني ومرشده الأعلى آية الله علي خامنئي.

ويقول الكاتب إن الأمر لم يتمثل في كون رئيسي كان حاكما بارزا ينتهج سياسات جذرية من شأنها إعادة تشكيل مستقبل الجمهورية الإيرانية، بل سيحكم التاريخ بدون شك على أن فترة ولايته القصيرة كان لها تأثير أقل من تأثير أسلافه مثل محمد خاتمي، الذي اتبع أجندة إصلاحية، أو حسن روحاني، الوسطي الذي كان المهندس الرئيسي والمدافع عن الاتفاقية النووية التي أبرمتها طهران مع القوى العالمية عام 2015.

فمنذ اللحظة الأولى لانتخاب رئيسي لإدارة البلاد عام 2021، خلفا لروحاني، كان يعد جزءا لا يتجزأ من خطط خامنئي لتعزيز نفوذ المتشددين في النظام وضمان خلافة سلسة للمنصب الأعلى في الجمهورية في حال وفاة المرشد الأعلى، البالغ من العمر 85 عاما، وهذا هو الموضوع الذي هيمن على الساحة السياسة الإيرانية خلال السنوات العشر الماضية ولا يزال مستمرا.

ويلفت الكاتب إلى "هندسة" فوز رئيسي في الانتخابات الرئاسية بعناية، وبشكل واضح، في ظل منع كبار المرشحين المحافظين والإصلاحيين من الترشح للمنصب، إذ كان يعد رجل الدين المتشدد (رئيسي)، البالغ من العمر 63 عاما، على نطاق واسع أحد أتباع خامنئي، والمرشح الأوفر حظا لخلافته عندما يحين الوقت.

كما جرت إدارة عملية التصويت هذا العام لأعضاء مجلس الخبراء، وهي الهيئة التي تختار المرشد الأعلى والتي كان رئيسي عضوا فيها منذ عام 2006، بطريقة مماثلة، وفي ظل منع روحاني وآخرين من الترشح، سمحت الخطوة بصعود جيل جديد من المتشددين الأيديولوجيين إلى الواجهة.

ويقول الكاتب إن هيئة القضاة لم تحسم بعد ما إذا كان رئيسي، الذي كانت رئاسته لا تحظى بشعبية كبيرة بين العديد من الإيرانيين فضلا عن المشاكل الاقتصادية التي واجهت البلاد مع ارتفاع التضخم وانخفاض قيمة الريال، كان سيخلف خامنئي بالفعل أم لا.

كان من المتوقع أن يترشح رئيسي لولاية ثانية في الانتخابات المقررة العام المقبل، وبموجب الدستور، يتعين الآن إجراء التصويت في غضون 50 يوما، ويعني ذلك أن خامنئي ومراكز السلطة الرئيسية الأخرى يتعين عليها أن تبدأ بسرعة في الاستعداد للانتخابات المقبلة، مما يشكل تحديا جديدا لنظام يمر بفترة حساسة من تاريخه.

يرى الكاتب أن خامنئي راهن عندما سمح بشن أول ضربة صاروخية مباشرة وهجوم بطائرة مسيرّة على إسرائيل من الأراضي الإيرانية

ويؤكد الكاتب أنه لن يكون لوفاة رئيسي أي تأثير ملحوظ على القرارات الرئيسية المتعلقة بالسياسة الداخلية والخارجية، والتي يحددها خامنئي في نهاية المطاف، بيد أن الجمهورية لن تظهر أي علامة ضعف أو عدم استقرار سياسي بعد موجات من الاحتجاجات المناهضة للنظام وخلال فترة من التوترات المتصاعدة مع الغرب وإسرائيل، والتي عززتها الحرب بين إسرائيل وحماس على مدار سبعة أشهر.

ومن المتوقع أن يعرب العديد من الإيرانيين عن غضبهم بعدم التصويت، ففي عام 2021، تراجعت نسبة المشاركة إلى أقل من 50 في المائة للمرة الأولى في الانتخابات الرئاسية منذ الثورة الإسلامية عام 1979، كما شهدت الانتخابات البرلمانية هذا العام انخفاضا قياسيا آخر في نسبة الإقبال، إذ بلغت أقل من 41 في المائة.

وأحرج كلا التصويتين الجمهورية، التي سعت إلى إبراز الشرعية الشعبية من خلال مشاركة الناخبين منذ تأسيسها، بيد أن العملية أشارت أيضا إلى أن خامنئي وغيره من المتشددين كانوا على استعداد للتضحية بـ "المصداقية الديمقراطية" في سبيل تأمين الخليفة الذي يريدونه وضمان بقاء المتشددين في السيطرة الكاملة على السلطة.

ويقول الكاتب إنه من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه، مع تضاؤل الأمل لدى الملايين من الإيرانيين المحبطين في منح أي مكان لإصلاحيين أو في أن يخفف النظام من سياساته المتشددة.

ويضيف إنغلاند أنه من المرجح ألا يختلف المشهد على جبهة السياسة الخارجية، حيث يوازن خامنئي بين العداء تجاه الغرب وإسرائيل من خلال رد محسوب، وإن كان محفوفا بالمخاطر، على الأعمال العدائية الإقليمية التي أثارتها الحرب بين إسرائيل وحماس، بهدف إبقاء الصراع بعيدا عن حدود الجمهورية.

وكانت طهران قد دعمت علنا الجماعات المسلحة التي تدعمها في ما يسمى بمحور المقاومة، بما في ذلك حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية والسورية والمتمردين الحوثيين في اليمن وحماس، إذ شنوا هجمات ضد القوات الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة، لكنها أصرت مرارا على أنها تتصرف بشكل مستقل وأن طهران لا تريد حربا إقليمية شاملة أو صراعا مباشرا مع الولايات المتحدة.

ويرى الكاتب أن خامنئي راهن عندما سمح بشن أول ضربة صاروخية مباشرة وهجوم بطائرة مسيرّة على إسرائيل من الأراضي الإيرانية في أبريل/نيسان الماضي ردا على هجوم إسرائيلي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق والذي أسفر عن مقتل أعضاء بارزين في الحرس الثوري، وردت إسرائيل بشن هجوم صاروخي وطائرات مسيّرة على قاعدة جوية بالقرب من مدينة أصفهان الإيرانية، بيد أن الهجمات المتبادلة المدروسة تسببت في أضرار محدودة.

ويختتم الكاتب أندرو إنغلاند مقاله بالتأكيد على أن الهدف الرئيسي لخامنئي، سواء كان ذلك من خلال السياسة الداخلية أو الخارجية، هو ضمان بقاء الجمهورية، مشيرا إلى أنه فقد رفيقا محل ثقة وهو رئيسي، ولكن من غير المرجح أن تؤدي وفاة الرئيس الإيراني إلى انحراف خامنئي أو النظام السياسي عن المسار المحدد، في ظل تصميم المرشد الأعلى على الحفاظ على إرثه ونفوذ المتشددين الموالين.

هل "اغتيل" رئيسي ليكون كبش فداء للنظام؟

يطرح الكاتب تساؤلات هل تعرض رئيسي لعملية اغتيال داخلية مدبرة؟

ننتقل إلى صحيفة "ذا ديلي إكسبريس" البريطانية ومقال راي كتبه محرر الشؤون الدفاعية والدبلوماسية، ماركو جيانانجيلي، تحت عنوان "كيف يمكن استغلال وفاة إبراهيم رئيسي لمنح النظام الإيراني شريان حياة؟"

ويستهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن العديد من الخبراء يرون أن وفاة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، يمكن أن توفر شريان حياة لا يقدر بثمن للنظام الذي تراجعت شعبيته في الداخل والخارج.

وقالت كاثرين بيريز شاكدام، المديرة التنفيذية لمنتدى العلاقات الخارجية: "يستطيع المرشد الأعلى علي خامنئي الآن استخدام رئيسي ككبش فداء للطريقة المروعة التي تعاملت بها الدولة مع احتجاجات مهسا أميني، أو هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والضغط من أجل التوصل إلى اتفاق نووي جديد".

ولقي رئيسي، الملقب بـ "جزار طهران" لدوره في إعدام 30 ألف من نشطاء المعارضة عام 1988، عندما كان رئيسا للقضاة في العاصمة الإيرانية، مصرعه مع وزير خارجيته ومرافقيه في حادث تحطم مروحية تعرضت "لهبوط صعب" في منطقة ديزمار، عائدا من أذربيجان، حيث افتتح هو والرئيس الأذري إلهام علييف مشروع سد تعاوني، كما نجت مروحيتان أخريان كانت ترافق مروحية رئيسي على الرغم من سوء الأحوال الجوية.

ويطرح الكاتب تساؤلات هل تعرض رئيسي لعملية اغتيال داخلية مدبرة؟ ولماذا اختار ركوب مروحية في طريق غير آمن وسط ضباب كثيف بينما ذكرت تقارير سابقة أنه كان اختار الذهاب إلى تبريز لأنها كانت "أكثر أمانا"؟

ويقول الكاتب إذا كان الأمر كذلك، فقد يشير كثيرون بإصبع الاتهام إلى إسرائيل، التي تتهم إيران بضلوعها في التحريض على هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول التي شنتها حماس على جنوبي إسرائيل العام الماضي، لكن هناك احتمال آخر.

ويضيف الكاتب أن هذا، في الواقع، قد يكون من عمل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في محاولة محسوبة وذات نفع متبادل لتنقية الأجواء بين النظام وتزايد عدم الشعبية الداخلية والخارجية.

وتقول كاثرين بيريز شاكدام: "هناك الكثير من الأسئلة، هل اختار رئيسي حقا ركوب مروحية في رحلة محفوفة بالمخاطر في طقس متقلب؟"

وتضيف: "لماذا لم يستطع رجال الإنقاذ تحديد الموقع الجغرافي لهاتفه وهم قادرون على التقاط إشارات من هواتف الأقمار الصناعية الأخرى في المنطقة؟"

وتقول: "من المستفيد من موته ؟"

وتؤكد كاثرين أن إحدى الإجابات عن تلك الأسئلة هو النظام نفسه، مضيفة أنه "سواء اغتيل رئيسي أم لا، فإن وفاته تمثل فرصة للمرشد الأعلى لينأى بنفسه عن تزايد تراجع شعبيته".

وتقول : "قد يكون رئيسي كبش فداء للطريقة المروعة التي تعاملت بها الدولة مع الاحتجاجات الجماهيرية التي أعقبت وفاة مهسا أميني في الحجز، والتي لم تهدأ بعد بشكل كامل، أو يمكن استغلالها لتصفية الأجواء بين طهران وعلاقتها بهجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول".

ويختتم ماركو جيانانجيلي مقاله لافتا إلى أنه في كلتا الحالتين، حسبما أوضحت كاثرين، تستطيع إيران أن تتظاهر بأن الحادث يمثل بداية صفحة جديدة مع شعبها البائس في الداخل وعلاقاتها مع الغرب، فضلا عن "بداية جديدة في المحادثات النووية".

"عقاب إلهي"

تأتي ردود الفعل الدينية للحاخامات على خلفية تصريحات مثيرة للجدل كان أدلى بها رئيسي بشأن إسرائيل والمحرقة النازية

ننتقل إلى صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية ومقال لهيئة التحرير بعنوان "العدالة الإلهية: حاخامات يقولون إن تحطم مروحية رئيسي عقاب من الله".

يستهل المقال سطوره بالإحالة إلى ردود فعل العديد من الحاخامات الإسرائيليين علنا والإدلاء بتصريحات أشارت إلى أن الحادث هو "تدخل إلهي"، مما يعكس وجهات نظر دينية وتصادمية عميقة الجذور.

واستشهد المقال بما أشار إليه الحاخام مئير أبوتبول بشكل صارخ واصفا رئيسي بأنه "جلاد من طهران"، وانتقده في منشور على فيسبوك بسبب عدائه تجاه إسرائيل والشعب اليهودي.

وكتب أبوتبول: "أراد شنق اليهود، فبعثره الله في الريح في حادث تحطم طائرة مروحية، هو وكل طاقمه الكاره لإسرائيل"، ملمحا إلى أن الحادث كان شكلا من أشكال "العقاب الإلهي".

وبالمثل، ربط الحاخام نير بن أرتزي، المعروف بتركيزه على ما يعرف بالكابالا، (كلمة عبرية تعني تفسيرات روحانية لفلسفة الحياة والربانيات)، الحادث بحالة من "الاستياء الإلهي"، وحذر في منشوره على فيسبوك، قائلا: "ارحموا أنفسكم، قال الله كفى، لقد أغضبتموه"، في إشارة إلى أن الحادث جاء نتيجة عقاب إلهي على الإجراءات التي اتخذها رئيسي وإدارته.

كما أشار المقال إلى مشاركة أخرى من الحاخام يتسحاق باتزري وأفكاره على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي شبّه فيها رئيسي بشخصية هامان الشريرة في الكتاب المقدس.

وكتب على فيسبوك: "أصيب (هامان) الشرير في حادث مروحية"، في إشارة إلى تقرير وكالة الأنباء الإيرانية "تسنيم" بشأن تحطم مروحية رئيسي.

واختتم باتزري منشوره بآية من الكتاب المقدس، "احمدوا الرب لأنه صالح، لأن إلى الأبد رحمته" (مز 1:106)، وبارك الأسبوع، داعيا المتابعين له إلى التعليق والمشاركة لفتح باب النقاش.

وتأتي ردود الفعل الدينية للحاخامات على خلفية تصريحات مثيرة للجدل كان أدلى بها رئيسي بشأن إسرائيل والمحرقة النازية، إذ سبق أن أثار رئيسي غضبا دوليا من خلال دعوته إلى إجراء مزيد من التحقيقات في المحرقة ووجه تهديدات لإسرائيل، بما في ذلك تأكيده على أن الحل الوحيد للصراع الفلسطيني سيكون إقامة دولة "من النهر إلى البحر"، كما اتهم إسرائيل بالقيام بأعمال "تجاوزت الخطوط الحمراء".


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: المرشد الأعلى فی الانتخابات من المتوقع أن ویقول الکاتب تحطم مروحیة وفاة رئیسی أن الحادث الکاتب أن أن خامنئی العدید من کبش فداء من خلال فی حادث على أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)

قالت صحيفة عبرية إنه مع تراجع الصراعات مع حماس وحزب الله تدريجيا، تتجه إسرائيل الآن إلى التعامل مع الهجمات المستمرة من الحوثيين في اليمن.

 

وذكرت صحيفة "جيرزواليم بوست" في تحليل لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه مع تدهور حزب الله بشكل كبير، وإضعاف حماس إلى حد كبير، وقطع رأس سوريا، يتصارع القادة الإسرائيليون الآن مع الحوثيين، الذين يواصلون إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار على إسرائيل.

 

وأورد التحليل الإسرائيلي عدة مسارات لردع الحوثيين في اليمن.

 

وقال "قد تكون إحدى الطرق هي تكثيف الهجمات على أصولهم، كما فعلت إسرائيل بالفعل في عدة مناسبات، وقد يكون المسار الآخر هو ضرب إيران، الراعية لهذا الكيان الإرهابي الشيعي المتعصب. والمسار الثالث هو بناء تحالف عالمي - بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة - لمواجهتهم، لأن الحوثيين الذين يستهدفون الشحن في البحر الأحمر منذ السابع من أكتوبر لا يشكل تهديدًا لإسرائيل فحسب، بل للعالم أيضًا.

 

وأضاف "لا توجد رصاصة فضية واحدة يمكنها أن تنهي تهديد الحوثيين، الذين أظهروا قدرة عالية على تحمل الألم وأثبتوا قدرتهم على الصمود منذ ظهورهم على الساحة كلاعب رئيسي في منتصف العقد الماضي ومنذ استيلائهم على جزء كبير من اليمن".

 

وأكد التحليل أن ردع الحوثيين يتطلب نهجًا متعدد الجوانب.

 

وأوضح وزير الخارجية جدعون ساعر يوم الثلاثاء أن أحد الجوانب هو جعل المزيد من الدول في العالم تعترف بالحوثيين كمنظمة إرهابية دولية.

 

دولة، وليس قطاعاً غير حكومي

 

وحسب التحليل فإن خطوة ساعر مثيرة للاهتمام، بالنظر إلى وجود مدرسة فكرية أخرى فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الحوثيين، وهي مدرسة يدعو إليها رئيس مجلس الأمن القومي السابق جيورا إيلاند: التعامل معهم كدولة، وليس كجهة فاعلة غير حكومية.

 

وقال إيلاند في مقابلة على كان بيت إن إسرائيل يجب أن تقول إنها في حالة حرب مع دولة اليمن، وليس "مجرد" منظمة إرهابية. ووفقاً لإيلاند، على الرغم من أن الحوثيين لا يسيطرون على كل اليمن، إلا أنهم يسيطرون على جزء كبير منه، بما في ذلك العاصمة صنعاء والميناء الرئيسي للبلاد، لاعتباره دولة اليمن.

 

"ولكن لماذا تهم الدلالات هنا؟ لأن شن الحرب ضد منظمة إرهابية أو جهات فاعلة غير حكومية يعني أن الدولة محدودة في أهدافها. ولكن شن الحرب ضد دولة من شأنه أن يسمح لإسرائيل باستدعاء قوانين الحرب التقليدية، الأمر الذي قد يضفي الشرعية على الإجراءات العسكرية الأوسع نطاقا مثل الحصار أو الضربات على البنية الأساسية للدولة، بدلا من تدابير مكافحة الإرهاب المحدودة"، وفق التحليل.

 

وتابع "ومن شأن هذا الإطار أن يؤثر على الاستراتيجية العسكرية للبلاد من خلال التحول من عمليات مكافحة الإرهاب إلى حرب أوسع نطاقا على مستوى الدولة، بما في ذلك مهاجمة سلاسل الإمداد في اليمن".

 

ويرى التحليل أن هذه الإجراءات تهدف إلى تدهور قدرات اليمن على مستوى الدولة بدلاً من التركيز فقط على قيادة الحوثيين - وهو ما لم تفعله إسرائيل بعد - أو أنظمة الأسلحة الخاصة بها. ومع ذلك، هناك خطر متضمن: تصعيد الصراع وجذب لاعبين آخرين - مثل إيران. وهذا ما يجعل اختيار صياغة القرار مهمًا.

 

وأشار إلى أن هناك أيضًا آثار إقليمية عميقة. إن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية من شأنه أن يناسب مصالح دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تنظر إلى الحوثيين باعتبارهم تهديدًا مباشرًا والتي قاتلتهم بنفسها.

 

إعلان الحرب على اليمن يعقد الأمور

 

أكد أن إعلان الحرب على اليمن من شأنه أن يعقد الأمور، حيث من المرجح أن تجد الإمارات العربية المتحدة والسعوديون صعوبة أكبر في دعم حرب صريحة ضد دولة عربية مجاورة.

 

وقال إن الحرب ضد منظمة إرهابية تغذيها أيديولوجية شيعية متطرفة ومدعومة من إيران شيء واحد، ولكن محاربة دولة عربية ذات سيادة سيكون شيئًا مختلفًا تمامًا.

 

وطبقا للتحليل فإن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية يتماشى مع الرواية الإسرائيلية الأوسع لمكافحة وكلاء إيران، ومن المرجح أن يتردد صداها لدى الجماهير الدولية الأكثر انسجاما مع التهديد العالمي الذي يشكله الإرهاب. ومع ذلك، فإن تصنيفهم كدولة يخاطر بتنفير الحلفاء الذين يترددون في الانجرار إلى حرب مع اليمن.

 

بالإضافة إلى ذلك حسب التحليل فإن القول بأن هذه حرب ضد منظمة إرهابية من الممكن أن يعزز موقف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في حربها ضد الحوثيين، في حين أن القول بأنها حرب ضد اليمن من الممكن أن يضفي الشرعية عن غير قصد على سيطرة الحوثيين على أجزاء أكبر من اليمن.

 

وأكد أن ترقية الحوثيين من جماعة إرهابية إلى دولة اليمن من الممكن أن يمنحهم المزيد من السلطة في مفاوضات السلام والمنتديات الدولية. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع دول أخرى، وتغيير طبيعة التعامل الدولي مع اليمن.

 

يضيف "قد يؤدي هذا الاعتراف إلى تقويض سلطة الحكومة المعترف بها دوليا في العاصمة المؤقتة عدن ومنح الحوثيين المزيد من النفوذ في مفاوضات السلام لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن بشكل دائم".

 

ولفت إلى أن هناك إيجابيات وسلبيات في تأطير معركة إسرائيل على أنها ضد الحوثيين على وجه التحديد أو ضد دولة الأمر الواقع في اليمن.

 

وتشير توجيهات ساعر للدبلوماسيين الإسرائيليين في أوروبا بالضغط على الدول المضيفة لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية إلى أن القدس اتخذت قرارها.

 

وخلص التحليل إلى القول إن هذا القرار هو أكثر من مجرد مسألة دلالية؛ فهو حساب استراتيجي له آثار عسكرية ودبلوماسية وإقليمية كبيرة.

 


مقالات مشابهة

  • “تحريض وتشويش وتهديد” .. هذه هي التهم التي تلاحق سارة نتنياهو في المحكمة وقد تدفع بها لدخول السجن
  • إسرائيل تطلب من أمريكا توجيه ضربة مشتركة ضد الحوثيين في اليمن
  • يونيفيل: بلدة الخيام الوحيدة التي أخلتها إسرائيل وانتشر فيها الجيش اللبناني
  • تنظيم المونديال/التعديل الحكومي/الفيضانات/زيارة ماكرون/ هذه أبرز الأحداث التي شهدها المغرب خلال سنة 2024
  • أبرز أحداث عام 2024 التي شغلت العالم
  • إسرائيل تقتل 5 صحافيين في غزة في قصف سيارتكم التي تحمل رمز الصحافة
  • علي خامنئي يفتح النار على الحكومة السورية الجديدة
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • القسام: أطلقنا صاروخ سام 7 تجاه مروحية صهيونية من طراز أباتشي
  • الدكتور بن حبتور يعزي في وفاة السياسي والصحفي البارز ناجي سالم بريك