علامات خفية تدل على نقص الحديد بالجسم.. ما هي وكيف نعالجها؟
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
يعد الحديد عنصرا غذائيا ضروريا لنقل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم، حيث يحافظ على صحة الجهاز المناعي فضلا عن تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والرئة.
ويقول آدم إيناز، أخصائي التغذية السريرية: "لا يمكن لخلايانا وأنسجتنا وأعضائنا أن تعمل على النحو الأمثل بدون كمية كافية من الحديد، لأن الجسم لا يستطيع إنتاج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء السليمة".
ويمكن أن يؤدي نقص الحديد إلى فقر الدم، وهي حالة قد تكون قاتلة إذا لم يتم علاجها.
ما هي كمية الحديد التي تحتاجها؟
يعتمد المدخول اليومي الموصى به من الحديد على العمر والجنس ومجموعة من العوامل الأخرى، مثل الحمل.
وأوضحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية أنه ينبغي على الرجال، الذين تتراوح أعمارهم بين 19 إلى 50 عاما، استهلاك 8.7 ملغ من الحديد يوميا، مقابل 14.8 ملغ للنساء في الفئة العمرية نفسها.
ويقول روب هوبسون، خبير التغذية ومستشار Healthspan: "إن الحاجة الأكبر للحديد لدى النساء تكون للتعويض عن فقدان الحديد خلال الدورة الشهرية. بعد سن الخمسين، ينخفض المعدل اليومي الموصى به للنساء إلى 8.7 ملغ يوميا، بما يتماشى مع التوصية للرجال، حيث يُفترض أن انقطاع الطمث يحدث عادة في هذا العمر".
وينبغي على الأولاد، الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و18 عاما، أن يستهلكوا 11.3 ملغ من الحديد، مقابل 14.8 للفتيات في الفئة العمرية نفسها.
علامات نقص الحديد:
- التقاط العدوى
يلعب الحديد دورا في تطور وكفاءة الجهاز المناعي، ويؤدي نقصه في الجسم إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى من الأشخاص ذوي المستويات الطبيعية.
ويقول هوبسون: "إن وجود كمية كافية من الحديد في نظامك الغذائي يساعد على ضمان تكاثر ونضج الخلايا المناعية، مثل الخلايا الليمفاوية اللازمة للمساعدة في مكافحة العدوى. وجدت دراسة شملت أكثر من 1400 شخص أن نقص الحديد كان مؤشرا مستقلا لالتهابات الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد".
ويقول إيناز: "عندما لا يحتوي جسمك على الحديد، فإنه لا يستطيع إنتاج الهيموغلوبين، وهو أمر بالغ الأهمية لنقل الأكسجين إلى أنسجة الجسم. وهذا النقص في الحديد يمكن أن يؤدي إلى التعب والضعف".
- شحوب الجلد وتحت العينين
يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات الهيموغلوبين إلى وصول كمية أقل من الأكسجين إلى الجلد والأغشية المخاطية. ويوضح إيناز أن هذا يمكن أن يسبب مظهرا شاحبا.
- ضيق التنفس
يقول إيناز: "إن نقص الحديد يجعل من الصعب على جسمك تكوين خلايا الدم التي تحمل الأكسجين. وهذا يمكن أن يؤدي إلى الشعور بضيق في التنفس وخاصة عند ممارسة الأنشطة. يمكن أن يؤدي نقص الحديد الشديد في بعض الأحيان إلى مضاعفات، مثل الذبحة الصدرية أو ألم في الصدر حيث قد يحتاج القلب إلى بذل جهد لتدوير الدم المؤكسج".
- هشاشة الأظافر
يمكن أن يؤثر نقص الحديد على حالة أظافرك مما يجعلها هشة. ويقول إيناز: "يُعرف هذا أيضا باسم كويلونيكيا".
- الرغبة الشديدة في تناول المواد غير الغذائية
تُعرف هذه الحالة أيضا باسم "بيكا"، وهي تسبب الرغبة الشديدة في تناول أشياء مثل الطين والثلج، ما قد يشير إلى نقص الحديد، وفقا لإيناز.
- متلازمة تململ الساقين (RLS)
يوضح إيناز: "متلازمة تململ الساقين (RLS) هي حالة تكون فيها الرغبة في تحريك الساقين مصحوبة بأحاسيس غير مريحة".
وعندما تعاني من نقص الحديد، يمكن أن تنخفض مستويات مادة الدوبامين الكيميائية في الدماغ، ما قد يسبب أعراض متلازمة تململ الساقين.
ويضيف إيناز: "يتكون الدوبامين من الحمض الأميني l-tyrosine، الموجود في الكثير من اللحوم وكذلك في بياض البيض. يمكن أن تعمل الخيارات الغذائية مثل لحم البقر والعجة على دعم مستويات الحديد والدوبامين".
- خفقان القلب
يقول إيناز: "إن عدم كفاية مستويات الحديد يمكن أن يقلل من قدرة الدم على حمل الأكسجين، ما يؤدي إلى حاجة القلب إلى العمل بجهد أكبر لتوزيع الأكسجين في جميع أنحاء الجسم".
- ضبابية الدماغ
الحديد ضروري لوظيفة الدماغ الصحية، ويرتبط انخفاض الحديد بضبابية الدماغ وضعف الإدراك، وفقا لهوبسون.
ويشارك الحديد أيضا في إنتاج المايلين، وهو الغلاف الواقي حول الخلايا العصبية، البالغ الأهمية للجهاز العصبي ليعمل بشكل صحيح ويؤثر على سرعة وكفاءة التواصل بين الخلايا العصبية.
ويضيف هوبسون أن الحديد ضروري لصنع هرمونات الغدة الدرقية، التي تشمل هرمون الغدة الدرقية (T4) وثلاثي يودوثيرونين (T3)، الضرورية لتنظيم عملية التمثيل الغذائي والنمو وتحويل الطعام إلى طاقة.
ويمكن أن يؤدي نقص الحديد إلى انخفاض إنتاج هذه الهرمونات، ما يؤدي إلى ظهور أعراض تعكس نقص نشاط الغدة الدرقية.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: یمکن أن یؤدی نقص الحدید من الحدید یؤدی نقص یؤدی إلى
إقرأ أيضاً:
إصلاح النظام الدولي.. لماذا وكيف؟
د. عبدالله الأشعل **
كشفت أزمة أوكرانيا وملحمة غزة أنَّ النظام الدولي ومؤسساته، تم بناؤها بعد الحرب العالمية الثانية بعقلية غربية؛ ففيما يتعلق بأوكرانيا فتحت روسيا ملف الصراع السياسي الممتد منذ روسيا القيصرية والشيوعية مع الغرب.
الغرب كان ضد روسيا القيصرية وضد امتدادها الإقليمي، أما روسيا الشيوعية فقد ناصبها الغرب العداء أملًا في خنق الشيوعية في مهدها، فاتخذت الولايات المتحدة مجموعة من المواقف باعتبارها قائدة للغرب على أساس أن روسيا تنتمى إلى الأمم الشرقية المتخلفة في نظر الغرب، والغرب منذ نشأته في القرن السادس عشر وذبول الدولة الإسلامية كانت نظرته استعلائية وكان العالم ينقسم في ذلك الوقت إلى مجموعتين المجموعة الأوروبية الاستعمارية المُترفعة على غير الأوروبي والمجموعة الثانية هي مجموعة الأمم غير الأوروبية التي يصح استعبادها ونهب ثرواتها لأنها تدفع للدول المتقدمة الأوروبية ضريبة تخلفها. ولذلك ابتكرت الدول الأوروبية ما يُسمى بالاستعمار وهو مصطلح إيجابي يعنى أن المتحضر يأخذ بيد المتخلف ويصعد به إلى المستويات الحضارية.
وبالفعل.. فإنَّ وسائل النظام الدولي قد تمت صياغتها لكى تعكس هذه الحقيقة الطبقية ومثال ذلك أنَّ الاستعمار غيَّر وجهه إلى صيغة تم تسويقها لدينا كذبًا وهي تحول نظام الاستعمار إلى الانتداب ثم في ميثاق الأمم المتحدة تحول الانتداب إلى الوصاية وكلها مصطلحات غربية تصور حقيقة المجتمع الدولي الطبقي فهم مجتمع سيد ونحن مجتمع عبيد، ومثال آخر أن الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ممن شاركت في الحرب العالمية الثانية ضد دول المحور أي معسكر الحلفاء ضد معسكر المحور وكان التصور عند صياغة ميثاق الأمم المتحدة أن تتسيد هذه الدول العالم وتقوم بإدارته، ولذلك مُنحت عددًا من الامتيازات أهمها ما يُسمى بحق الفيتو الذي يجب أن يستخدم لخدمة الصالح العام للمجتمع الدولي المُوحد.
ومثال ثالث أنه تمَّ النص في ميثاق الأمم المتحدة على أنَّ الدول تتمتع بالسيادة المتساوية صغيرها وكبيرها وهذا نفاق كبير. ومثال رابع أن الصين انقسمت عام 1949 بعد قيام الثورة الصينية إلى صينين الصين الكبرى وكانت شيوعية من الأمم الشرقية والصين الصغرى وهي الصين الوطنية وتنتمى إلى الغرب فكانت النتيجة أن الصين الصغرى هي التي احتلت مقعد الصين كلها في مجلس الأمن ولم يتم تصحيح هذا الموقف إلا عام 1971 عندما زار الرئيس نيكسون الصين الكبرى وقبل أن يدخل في علاقات عملية معها ولذلك سمح الغرب للصين الكبرى بأن تحل محل الصين الصغرى في مجلس الأمن ولا تزال الصين حتى هذه اللحظة تسعى إلى قمة النظام الدولي بهدوء وتخشاها الولايات المُتحدة منذ عقود.
مثال خامس النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية الذي نصَّ في المادة التاسعة على انتخاب القضاة من مجموعات إقليمية حضارية وأهمها الحضارة الغربية، ونجد في النظام الأساسي نفسه مصادر القانون الدولي الذي يطبقه القاضي في المحكمة ومُعظم هذه المصادر متحيزة للغرب. والعرف هو ما تعارفت عليه الأمم المُتمَدْيِنة والمبادئ العامة للقانون هي مجموعة المبادئ التي استقرت داخل الأمم المتمدينة، وحتى الفقه الدولي يتكون من كتابات كبار الفقهاء وهم الأوروبيين.
وظنت الدول الصغيرة أنها قد بنت الدولة الوطنية المستقلة عن الغرب، ولكن ثبت أن الغرب أجلى قواته العسكرية، ولكن غيَّر وسائل هيمنته. وقد أظهرت الأحداث الدولية منذ نشأة الأمم المتحدة أن بنية القانون الدولي تبدو واحدة، ولكن يستحيل تطبيق القانون الدولي إلّا إذا كانت دولة غربية طرفًا في القضية مثل "أزمة لوكيربي".
والأزمة الأوكرانية هي صراع بين روسيا والغرب على أرض أوكرانيا. والحق أنَّ أوكرانيا كانت طوال قرون عديدة جزءًا من روسيا، وحتى عندما وزعت روسيا السوفيتية أسلحتها النووية اختصت أوكرانيا بجزء كبير منها، على أساس أنها من الجمهوريات الخمسة عشرة السوفييتية. كما إن الأسطول السوفييتي كله اتخذ من كييف ميناءً بحريًا له، كما إن شبه جزيرة القرم التي كسبتها روسيا في حربها مع الدولة العثمانية عام 1856 في اتفاقية باريس تقع أيضًا في أوكرانيا.
لكن بعد تحلل الاتحاد السوفييتي كانت في أوكرانيا حكومة موالية لموسكو، والغرب- الذي لن تتوقف مؤامراته ضد روسيا- حرض لقيام الثورة البرتقالية ضد الحكومة الأوكرانية الموالية لموسكو، وكان الهدف اختراق الأمن الروسي عبر أوكرانيا.
فلما بدأت موسكو حملتها في تأديب أوكرانيا وجدت الغرب كله قد اصطف لمحاربتها. ولجأت أوكرانيا بتحريض من الغرب إلى مجلس الأمن والجمعية العامة ومحكمة العدل الدولية والجنائية الدولية وأصدرت كل هذه المؤسسات قرارات تُدين موسكو وأصدرت الجنائية الدولية قرارًا بالقبض على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتحقيق معه باعتباره "مجرم حرب"، وبالطبع انضمت الدول الخاضعة للنفوذ الغربي إلى الغرب في هذه المؤسسات؛ بل حاول الغرب أن يلغي حق الفيتو الذي تتمتع به روسيا ولكنه فشل وفرض الغرب كل أنواع العقوبات على روسيا.
الصراع هو بين روسيا والغرب على أرض أوكرانيا ولا يوجد صراع روسي أوكراني، ولذلك فإن محاولات الغرب تسوية المشكلة بينه وبين روسيا فاشلة؛ لأنه يريد أن يضغط من خلال أوكرانيا عسكريا على روسيا حتى يجلس بوتين مع الرئيس الأوكراني وفق تصور الغرب الخاطئ.
وما دام الصراع هو من وجهة نظر روسيا تصحيح ميزان النظام الدولي الموالي للغرب ومن وجهة نظر الغرب استمرار الهيمنة الغربية بما فيها مؤامرة تفكيك روسيا الاتحادية ومنعها من أن تكون دولة عظمى وكانت النتيجة أن كونت روسيا مع الصين وإيران معسكرا يناهض المعسكر الغربي واتضح أن النظام الدولي كله بمؤسساته يؤكد الهيمنة الغربية.
ملحمة غزة كاختبار للنظام الدولي
كان طبيعيًا لهذا النظام الدولي أن يتجاهل أعمال الإبادة الإسرائيلية واشترك الغرب كله بتوريد السلاح لإسرائيل واصطفافه خلف الولايات المتحدة في مجلس الأمن لحماية إسرائيل من النقد ووقف أعمال الإبادة. وصرح المعلقون العرب إلى القول بطريقة سطحية أن الغرب يكيل بمكيالين ولهذا لم يفهم المعلقون العرب بنية النظام الدولي وأزمته الراهنة وسقوطه في أول امتحان في أوكرانيا وغزة.
أسباب إصلاح النظام الدولي؟
وما دام النظام الدولي غربيًا ويُصر على ذلك فإن الدول العربية والإفريقية معرضه للضياع ولا يمكن أن تجتمع هذه الدول لكي تنشئ نظامًا دوليًا عادلًا من وجهة نظرها.
كيف نصلح النظام الدولي المنحاز لإسرائيل ضد العرب؟
الصراع المتعدد الأبعاد بين روسيا والغرب في أوكرانيا والصراع الإسرائيلي الغربي ضد الفلسطينيين وحدهم، هذا نظام ليس من مصلحتنا أن نكسره، لكن حدثت فيه شروخ عميقة، والمطلوب الآن أن تستجمع جميع المناطق قوتها الاقتصادية والسياسية وجميع مصادر القوة، حتى يمكن أن ينعقد مؤتمر دولي مثل مؤتمر سان فرنسسكو الذي أنشأ الأمم المتحدة. وفي هذا المؤتمر تتفق الأطراف جميعًا على قواعد للعلاقات الدولية التي لا تمكن إسرائيل من الافلات من العقاب ويمكن انشاء مؤسسات مكان التي عطبت.
لدينا ترسانة من القواعد القانونية المتراكمة والمعززة بقيم الدين وتقاليد الإنسان السويّ، كما إن لدينا قضاء دولي يحتاج إلى الروح وإلى قوة المناطق حتى تعادل قوة الغرب. أما الاعتماد على سياسة التوسُّل، فلن تُجدي ولا بُد أن تتحرر المناطق المختلفة من سيطرة الغرب ولا بُد من انشاء نظام جديد لا يكون فيه سادة وعبيد، وإلغاء حق الفيتو بالتوافق بين أطراف النظام الدولي الجديد.
** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا
رابط مختصر