عربي21:
2024-07-02@00:39:55 GMT

في المسألة القبلية بمصر.. هل هو حميدتي جديد؟!

تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT

لأسباب يطول شرحها، فقد عقدت العزم على ألا أقحم نفسي في موضوع "اتحاد القبائل العربية"، مع ما يمثله من خطر على فكرة "الدولة الحديثة"، ومع انتمائي لواحدة من القبائل العربية العريقة بمصر، وقررت منذ البداية أن تكون كتاباتي على هامش الموضوع وليس في عمقه، وهو ما أفعله في هذه السطور!

ولعل الملاحظة المهمة، أنه بظهور الاتحاد فقد اختفى في ظروف غامضة حزب "مستقبل وطن"، على نحو كاشف أن اتحاد القبائل هو البديل السياسي لهذا الكيان الهلامي المسمى بأحزاب السلطة، التي شكلت تحالفا فيما بينها وخاضت الانتخابات البرلمانية بقائمة واحدة، وألقت للأحزاب الأخرى بفتات الموائد والذي تمثل في عدد من المقاعد لكل حزب، الأمر الذي يؤكد أن "اتحاد القبائل العربية" هو البديل السياسي للتشكيلات السابقة، وها نحن نراه يتمدد في المشهد العام، ويخاطب مجلس الأمن، الأمر الذي يؤكد أن تقنين وضع الاتحاد بحسبانه جمعية، تخضع لقانون تنظيم ممارسة العمل الأهلي، هو العبث بعينه!

فلن يكون هذا التقنين إلا بالمخالفة الصريحة للقانون، لنكون أمام كيان مثل نقابة الأشراف، وهو الكيان الذي حله عبد الناصر، فعاد من بعده بحكم قضائي لا أعتقد أنه يتفق مع صحيح القانون، مع الفرق الواضح بين هذا التشكيل وذاك، فنقابة الأشراف لا تقترب أبدا من السياسة، في حين أن الاتحاد أريد له أن يكون الذراع السياسي للنظام، بظهور الاتحاد فقد اختفى في ظروف غامضة حزب "مستقبل وطن"، على نحو كاشف أن اتحاد القبائل هو البديل السياسي لهذا الكيان الهلامي المسمى بأحزاب السلطة، التي شكلت تحالفا فيما بينها وخاضت الانتخابات البرلمانية بقائمة واحدة، وألقت للأحزاب الأخرى بفتات الموائد والذي تمثل في عدد من المقاعد لكل حزب، الأمر الذي يؤكد أن "اتحاد القبائل العربية" هو البديل السياسي للتشكيلات السابقة، وها نحن نراه يتمدد في المشهد العامكما أريد له أن يكون البديل لمؤسسات القوة، إنه "حمايتي" تماما كما كان يخاطب الجنرال السوداني عمر البشير، قائد قوات الدعم السريع "حميدتي" بـ"حمايتي"، وفي النهاية فإن حمايته غادر السفينة الغارقة، وانطلق يهاجم "الكيزان"، الوصف السوداني للإسلاميين، كما يهاجم العهد البائد، ويتصدر المشهد باعتباره زعيما سياسيا، ربما حلم في مرحلة من المراحل أن يكون رئيس السودان المتوج!

ولنكون قد وصلنا لـ"بيت القصيد"، فهل نحن أمام ظاهرة حميدتي في مصر، وما يشهده السودان الآن من تخريب وقتال مع الجيش، واستباحة المواطنين؟ هو ولا شك أمر يبعث الخوف في قلوب كل الوطنيين، وقد تقرر لاتحاد القبائل أن يكون له فرع في كل محافظات القطر المصري!

الدور السياسي للعائلات المصرية:

ربما لا يعلم الناس، أن تجربة توظيف آحاد الناس للقيام بمهام أمنية، لها جذورها التي بدأت بالمواجهة بين الأجهزة الأمنية والإسلاميين، وفي بداية التسعينات، وعلى يد وزير الداخلية عبد الحليم موسى، وعلى ذات قواعد اللعبة الحالية، ولكنها في مرحلة البدء كانت تقوم على أفراد على هامش مجتمعاتهم!

فقد كانت المواجهة على أشدها بين النظام وجماعة العنف، عندما تفتق ذهن وزارة الداخلية على الاستعانة بالمواطنين في مهمة المواجهة بالسلاح، وهي مهمة ثقيلة على العائلات التاريخية، لأنها وإن مثلت وجاهة ونفوذا للبعض، فإن القوم لا تنقصهم الوجاهة، ولا يحتاجون لنفوذ يفرض من جانب الأجهزة الأمنية، فضلا عن أن هذه العائلات فيها وفيها، ففيها ضابط الشرطة، ورجال القضاء، وممثلة في البرلمان، وفي الجانب الآخر قد يوجد فيها عضو أو أكثر في الجماعات الدينية، ومتمرد مطلوب لاستكمال شكل القبيلة، ففي الملمات تكون المواجهة من نصيب هؤلاء المتمردين، أو الفرع الفقير في العائلة، ليخلقوا التوازن المطلوب مع العائلات والقبائل الأخرى، وهي مهمة لا يقدر عليها الذين يشغلون الوظائف الكبرى، وضد طبائع الأشياء!

وهذه العائلات تمارس عملية الضبط الاجتماعي على أفرادها، ولن تكون أداة لمواجهتهم أو تسليمهم للشرطة، وأمام واحدة من هذه العائلات، التي فيها عددا كبيرا من ضباط الشرطة، وأخرجت عددا ربما مماثلا من المنتمين للجماعة الإسلامية، قام وزير الداخلية زكي بدر، الذي اشتهر بالحدة إذا تكلم والرعونة إذا تصرف، بوقف ضباط العائلة عن العمل، وهو القرار الذي تم العدول عنه بعد ذلك لعدم معقوليته!

وإزاء ذلك تمت في عهد عبد الحليم موسى، الوزير التالي له، الاستعانة بأفراد من خلفية اجتماعية متواضعة، والذين وجدوها فرصة ليحققوا بقوة السلاح وبجوار الشرطة؛ مكانة لم يحققوها بالتاريخ والأصل الطيب، فكانوا يقفون مع الشرطة في الأكمنة الليلية، ويقفون في المواجهة إذا استدعى الأمر، وهم يحصلون على منافع مقابل ذلك، وقاموا بزراعة المخدرات، والاتجار فيها، وكذلك الاتجار في السلاح، وهم في الحماية، وبعد انتهاء المواجهة وتسريحهم كانوا قد أقاموا في الجبال القريبة قلاعا حصينة.

ومع هذا التضخم للظاهرة كان لا بد من تدخل الدولة لحفظ مكانتها، لا سيما أن الواحد منهم تحول إلى دولة داخل الدولة، إنه يحفظ حدوده فلا يتجاوز في حق العائلات الكبيرة، لكنه في المقابل على استعداد لمواجهة الشرطة بالرصاص، وهو ما حدث فعلا فكان "عزت حنفي" أحد إفرازات هذه المرحلة!

عائلات أم قبائل؟

ومع نشر الصحف عن نفوذ نفر منهم، وجدت السلطة نفسها في حرج، ولم تكن مواجهتهم نزهة برية، وهم يتحصنون في قلاعهم، ويقاومونها ببسالة، وهذه المقاومة تذيعها الصحف، مما جعل الدولة في حرج، وتم التخلص منهم، وقُتل عزت حنفي بعد معركة دامية!

وإن أنتجت هذه المرحلة اتجاها جديدا للسلطة في التعامل مع "العائلات" فلا يجوز في الحالة المصرية أن تذكر "القبيلة"، لأن الأخيرة لا تتمركز في مكان واحد، فالقبيلة الواحدة منتشرة في أكثر من محافظة، وقد لا يحدث تواصل بين أفرادها سوى على مستوى فرد قد يكون في عائلة من عائلات هذه القبيلة يأخذ على عاتقه التواصل مع "أولاد عمه" في المحافظات، ولا يترتب على هذا سوى "التعارف" وحسن الضيافة والتذكير بالأمجاد!

وهذه العائلات تستمد مكانتها من التنافس على مقاعد البرلمان، أو الحضور المحلي، ليكون التنافس عائليا لا قبليا. وحرص نظام ثورة يوليو على أن يتعامل مع العائلات التاريخية على أنها جزء من منظومة الحكم في الأطراف فيما يختص بهذا الدور، لأنها قادرة على تزوير الانتخابات، وعلى الحضور القوي تحت لافتة الحزب الحاكم، وهي تدير أمورها بالتوافق الاجتماعي، فالعائلة التي لا تفوز بمقعد البرلمان يتم تمييزها في المحليات، أو في المواقع الجهوية الأخرى، لتسير الأمور في هذا الجو من التسامح، بعد احتدام المعارك الانتخابية!

فعرفت مصر العائلات السياسية، التي احتكرت عضوية البرلمان لسنوات طويلة، لكنها ضربت من داخلها بظهور طبقة المتعلمين، الذين عز عليهم أن تستمر الأمور على ما هي عليه، ومن حقهم التصعيد السياسي، فشهدت تنافس أكثر من شخص من عائلة واحدة، يكون نتيجته تفتت الأصوات. وجاء جمال مبارك بفكر جديد للسيطرة على الحزب الوطني، بإزاحة الحرس القديم، ولا يكون هذا إلا بخلق طبقة جديدة من قيادات الحزب الحاكم، فكان شرط القيادة داخل الحزب ولو في الوحدات الصغيرة هو الحصول على مؤهل جامعي الأمر الذي ينقص الزعامات التاريخية للعائلات، فكان حزب آخر هو حزب القادمين من الخلف، والذين قد يكون أحدهم أستاذا جامعيا أو في أي وظيفة مرموقة أخرى، لكنه في الحضور العائلي فإن جلوسه يكون حيث انتهى به المقام.

كم عائلة في سيناء؟ فهل تقبل العائلات أن يتسيد عليها من ينتمي لعائلة منافسة، فيصبح بقرار من السلطة هو "فخر السيناوية"؟.. في أي زمان حدث هذا؟! لنقف على أن السلطة تصنع احتقانا عائليا ضدها، هذا إذا استبعدنا الغضب المفترض داخل مؤسسات القوة
ولم يكن فريق جمال مبارك واعيا لما يفعل، فقد كان ما يهمه هو السيطرة الكاملة، ولا يضع احتمالا لأي أزمات قد تسحق ملك أبيه، فعندما قامت الثورة على والده، كان الحزب الوطني قد تبخر فعلا، والموجود هو حزب "الأفندية" والذي مثل من حيث التشكيل بذرة لمرحلة حزب مستقبل وطن!

نهاية زمن العائلات الكبيرة في العمل الانتخابي لم تبدأ مع هذه السياسة، ولكن بدأت بالإشراف القضائي على الانتخابات، وحدوث تمرد داخلها على القواعد القديمة، وما تملكه هذه العائلات لم تعد تمارسه في حضور القضاة في العملية الانتخابية، وهي التي كانت تغلق اللجان، وتزور الانتخابات، إما طوعا أو كرها، والموظف المشرف على اللجنة الانتخابية أوفد من محافظة مجاورة، ويتفهم طبيعة الأمور، فليس بعيدا عنها، وغالبا كانت لديه تعليمات من جهاز الأمن بأن يسمح بالتجاوزات لأسباب تخص السلطة ولمنع حدوث فتنة!

ومنذ مرحلة عزت حنفي بدأ الجهاز الأمني صناعة وضع اجتماعي لأفراد لا ينقصهم الطموح وينتمون لأسر هامشية، بفرضهم في مواقع محلية متقدمة، مثل العُمد وغير ذلك، لكنها بذلك قضت على الضبط الاجتماعي الذي كان يصب في مصلحتها، ومصلحة الاستقرار السياسي!

كم عائلة في سيناء؟ فهل تقبل العائلات أن يتسيد عليها من ينتمي لعائلة منافسة، فيصبح بقرار من السلطة هو "فخر السيناوية"؟.. في أي زمان حدث هذا؟! لنقف على أن السلطة تصنع احتقانا عائليا ضدها، هذا إذا استبعدنا الغضب المفترض داخل مؤسسات القوة!

لست قلقا من مصير السودان، فهذا الفرح المنصوب سينفض في لحظة، والمعادل الموضوعي لفخر السيناوية لن يكون حميدتي ولكن "عزت حنفي"!

فتدبروا يا أولو الألباب!

twitter.com/selimazouz1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اتحاد القبائل مصر العائلات مصر عائلات مليشيا القبلية اتحاد القبائل مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القبائل العربیة اتحاد القبائل هذه العائلات الأمر الذی أن یکون على أن

إقرأ أيضاً:

أفريكا إنتليجنس: الحرس القديم لعمر البشير في صفوف حميدتي

نشر موقع "أفريكا إنتليجنس" الفرنسي تقريرا يفيد بأن العديد من الشخصيات الرئيسية في نظام الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير موجودة حاليا في صفوف مليشيا الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو (حميدتي) على الرغم من ادعاء الأخير بمحاربة الجيش النظامي جزئيا لتخليص السودان من مناصري الرئيس السابق.

وأوضح الموقع، المتخصص في الشؤون الأفريقية منذ أوائل الثمانينيات، أنه ومنذ بداية الحرب في السودان العام الماضي، حشد حميدتي الدعم من خلال الادعاء بأنه يحارب النظام السابق الذي قاده البشير والحزب الذي كان حاكما لعقود آنذاك "المؤتمر الوطني".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة روسية: انضمام أصدقاء أميركا للبريكس يقلق الغربlist 2 of 2فايننشال تايمز: هل تسعى إسرائيل لإنشاء "منطقة ميتة" في لبنان؟end of list

ويقول التقرير إنه في حين أن العديد من كوادر نظام البشير هم بالفعل لاعبون أساسيون في القوات المسلحة النظامية، التي تحارب الدعم السريع، فإن حاشية حميدتي الخاصة تحتضن العديد من هذه الكوادر.

أهمية الانتماءات الاجتماعية

كذلك، يقول التقرير، إن علاقات الدم والمصاهرة تشكل عنصرا حاسما في الانضمام لمليشيا الدعم السريع. فالعديد من كبار الإستراتيجيين الدوليين في قوات حميدتي من مناصري نظام البشير، وانضموا لقوات حميدتي بسبب علاقات الدم.

وأشار في الوقت نفسه إلى أن أحد أبرز المستشارين السياسيين لحميدتي، وهو يوسف عزت المهري، منشق عن الحزب الشيوعي. وقال إن شقيقه محمد عزت، الذي يحتفظ بمكانة أقل بكثير في الدعم السريع، كان لاعبا مهما في عهد البشير بالمنطقة التي ينحدر منها حميدتي شمال دارفور. وقبل الإطاحة بالبشير، هرب يوسف إلى كندا، لكن شقيقه أصبح مستشارا لحميدتي.

والأخوان المهري ينتميان إلى نفس قبيلة "الرزيقات" مثل حميدتي، وإلى نفس العشيرة داخل هذه القبيلة. وينحدر آخرون من قبائل عربية قريبة من حميدتي، مثل عبد المنعم الربيع الذي كان ينتمي إلى حزب المؤتمر الوطني، وهو زعيم شبابي بالحركة الإسلامية السودانية ويعمل حاليا في المملكة المتحدة. وبالمثل، فإن الفاتح قرشي، وهو زعيم شاب إسلامي سابق آخر في عهد البشير كان نشطا جدا غرب كردفان، وهو الآن متحدث باسم الدعم السريع.

يوسف عزت من أقرباء حميدتي ومن كبار مستشاريه انشق عن الحزب الشيوعي (الجزيرة) نائب الرئيس البشير

وينطبق الأمر نفسه على حسبو محمد عبد الرحمن، الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس في عهد البشير ونائب الأمين العام للحركة الإسلامية، وغير موقفه بداية الحرب. وإذا وقعت عاصمة دارفور (الفاشر) في أيدي الدعم السريع، فقد يعينه حميدتي حاكما للإقليم.

ويستمر التقرير قائلا إنه ومنذ بداية الحرب، جندت قوات الدعم السريع على نطاق واسع كوادر من قوات الأمن السودانية ومن المليشيات الأخرى، مثل كتائب الظل وقوات الدفاع الشعبي.

وكان أحمد (ابن حسبو عبد الرحمن) وعلي دخرو (وهو من المؤثرين السودانيين) جزءا من كتائب قوات الدفاع الشعبي التي حاولت تفريق الاحتجاجات المناهضة للبشير عام 2019. ويعمل الأول الآن بالعلاقات العامة لقوات الدعم السريع، بينما أصبح الثاني قائدا للمليشيا في الخرطوم.

كما قام إبراهيم بقال، وهو صحفي وعضو سابق في حزب المؤتمر الوطني، بتغيير ولائه بين بداية الحرب منتصف أبريل/نيسان 2023 وأغسطس/آب 2023، وأصبح الآن يرتدي زي الدعم السريع.

الديناميات الإقليمية

ولتضخيم صفوف الدعم السريع، قام حميدتي أيضا "باصطياد" كبار ضباط القوات المسلحة، وفقا للتقرير، وأحيانا أعاد جنرالات إسلاميين متقاعدين مثل النور حامد مراهد ومهادي كبا إلى الخدمة. وكلاهما ينتمي لقبيلة الحوزامة البدوية، مثل قبيلة حميدتي "الرزيقات". والرجلان مسؤولان الآن عن السيطرة على بلدتي أم روابة والرهد شمال كردفان.

وأوضح التقرير أن العديد من أعضاء الحركة الإسلامية بدلوا ولاءهم وانضموا لمعسكر حميدتي لأسباب إما شخصية (وليست قبلية) أو مناطقية، ومن أجل تهميش الموقعين على "اتفاق جوبا للسلام" الذين كانوا يهمشونهم في معاقلهم الإقليمية.

حسبو عبد الرحمن نائب الرئيس البشير انضم لمليشيا الدعم السريع بعد الحرب (الصحافة السودانية)

وأشار الموقع إلى أن اتفاق جوبا تم توقيعه في أكتوبر/تشرين الأول 2020 من قبل حوالي 10 حركات متمردة (معظمها من دارفور وكردفان والنيل الأزرق) وخصصت الحكومة الانتقالية آنذاك مناصب لقادة هذه الجماعات. وقد كانت نتيجة ذلك الاتفاق سيئة على بعض الموالين السابقين للبشير بالأقاليم، مثل محمد باشا طبيق، وهو مسؤول كبير سابق بحزب المؤتمر الوطني غرب كردفان انضم إلى الدعم السريع بداية الحرب.

وينطبق الشيء نفسه على عبيد محمد سليمان أبو شوتال، زعيم حزب المؤتمر الوطني السابق بولاية النيل الأزرق الذي غير موقفه عندما اختار القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال مالك عقار الموقع على اتفاق جوبا ليكون بين الأكثر قربا منه بداية الحرب.

وذكر تقرير "أفريكا إنتليجنس أنه عام 2021، تورط أبو شوتال في أعمال العنف الطائفي بالنيل الأزرق. والتقى به حميدتي، ويُقال إنه جنده خلال جهود المصالحة اللاحقة أواخر عام 2022.

وشوهد أبو شوتال آخر مرة كقائد ميداني مع الدعم السريع في أم درمان، قبل أن تستعيد القوات المسلحة السيطرة عليها في مارس/آذار المنصرم. وتشير وسائل التواصل التابعة للدعم السريع الآن إلى أنه يقود تعزيزات في دارفور، مما يؤدي إلى احتمال قيام الدعم السريع بسحب قواتها من أم درمان للاستيلاء على الفاشر.

كما أدى هذا المنطق نفسه إلى تجنيد هارون مديخر، وهو شريك سابق لـموسى هلال، المنافس الرئيسي لحميدتي في دارفور في ظل نظام البشير. وسُجن مديخر عام 2017 ثم أطلق سراحه بعد سقوط البشير. وهو الآن يقود كتيبة تابعة للدعم السريع على جبهة الخرطوم.

وختم الموقع الفرنسي تقريره بالقول: في حين استخدم حميدتي كوادر الحركة الإسلامية كبؤرة للتجنيد، فقد فعل ذلك أحيانا على حساب الوحدة داخل صفوفه، مما أضعف سيطرته على قواته.

مقالات مشابهة

  • لا يحق لقائد الجيش تشكيل حكومة
  • ما الذي نعرفه عن بطاقات ‏VIP‏ التي سحبها الاحتلال من مسؤولي السلطة؟
  • جولة لرؤساء اتحاد جمعيات العائلات البيروتية وفاعليات في شارع الحمرا
  • موقع أميركي: هل تتجه إسرائيل نحو حرب أهلية؟
  • أصوات من السلطة الرابعة لبايدن: “حان وقت الاستقالة”
  • “أفريكا إنتجليجنس”: شخصيات رئيسية في نظام البشير موجودة في صفوف حميدتي
  • أفريكا إنتليجنس: الحرس القديم لعمر البشير في صفوف حميدتي
  • الأحرار يشيد بالحصيلة المرحلية للحكومة وبالمقاربة التواصلية لوزرائها
  • من العراق إلى غزة.. كيف يتعامل مسلمو بريطانيا مع الانتخابات؟
  • فرص السلام .. و جاهزية “تقدم”