شهدت مكتبة الإسكندرية، اليوم، جولة تثقيفية لأطفال المحافظات الحدودية، في ثاني الجولات الميدانية للأسبوع الحادي والثلاثين المقام ضمن مشروع «أهل مصر»، برعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، تحت شعار «يهمنا الإنسان».

تاريخ المكتبة القديمة

وخلال الجولة تعرف الأطفال على تاريخ المكتبة القديمة، والمباني الثلاثة الجديدة الخاصة بها وهي مركز المؤتمرات والقبة السماوية والمبنى الرئيسي، وتصميم كل مبنى وتاريخ الإنشاء وأهم القاعات الموجودة.

معرض مطابع بولاق

كما تفقد الأطفال مقتنيات معرض مطابع بولاق، منطقة «مثلث كاليماخوس» الشاعر اليوناني الذي وضع قواعد فهرسة الكتب، أعقبها جولة داخل المعارض الدائمة لكل من الصحفي محمد حسنين هيكل، المخرج شادي عبد السلام، الفنان محيي الدين حسين، النحات آدم حنين، والفنان أحمد عبد الوهاب، ومعرض «إسكندرية عبر العصور» الذي يضم مجموعة من الصور النادرة لمدينة الإسكندرية القديمة.

كما تعرف المشاركون على أهم الكتب في متحف المخطوطات، منها كتاب «وصف مصر» بمختلف أجزائه، وكتب علوم القرون الوسطى، والكتب المنمنمة وهي كتب صغيرة في حجم قبضة اليد معظمها إهداء من المكتبة الروسية بموسكو، بالإضافة إلى مخطوطات الترجمة والأدوات المستخدمة في الكتابة.

وداخل متحف الآثار، استمع الأطفال إلى التسلسل الزمني لتاريخ مصر، وتاريخ الإسكندر الأكبر، بجانب مشاهدة مجموعة متنوعة من الآثار الغارقة والقطع الأثرية التي تعود إلى كل من العصر المصري القديم والإسلامي والبيزنطي واليوناني الروماني.

أسرار التحنيط عند القدماء المصريين

كما تعرف الأطفال في قسم «الحياة في العالم الآخر» على أسرار فن التحنيط عند القدماء المصريين، بجانب مشاهدة التماثيل الخاصة بأولاد حورس، ومومياء تعود لفتاة من العصر الروماني، وتابوت لسيدة من العصر البطلمي.

وتواصلت الزيارة مع مشاهدة مجموعة من الأفلام التسجيلية في قاعة البانوراما الحضارية عن الحضارة المصرية القديمة، والعصري الإسلامي والقبطي الحديث.

واختتمت الجولة بزيارة متحف السادات الذي يضم أهم مقتنيات الزعيم الراحل محمد أنور السادات من أوسمة ونياشين، وصور أهم محطات حياته تخليدا لذكراه.

ومن المقرر أن تتواصل فعاليات الملتقى مساء اليوم بقصر ثقافة الأنفوشي، مع مجموعة من الورش اليدوية والتراثية منها المشغولات الجلدية والأركيت والخيامية وإعادة تدوير خامات البيئة، مشغولات بالخرز والشبك، بجانب ورش الأداء الخاصة بالمسرح وصناعة الفيلم، والورش الأدبية والفنية، بمشاركة نخبة من المدربين والأكاديميين المتخصصين في مختلف المجالات.

200 طفل من 6 محافظات حدودية

ويستضيف الأسبوع نحو 200 طفل من 6 محافظات حدودية، وهي شمال وجنوب سيناء وأسوان والوادي الجديد ومطروح «سيدي براني»، البحر الأحمر «الشلاتين وأبو رماد وحلايب ورأس حدربة»، بالإضافة إلى أطفال محافظة القاهرة «الأسمرات»، ويستمر حتى 26 مايو الحالي.

مشروع أهل مصر

ويعد مشروع «أهل مصر» أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة المقدمة لأبناء المحافظات الحدودية «المرأة والشباب والأطفال»، وينفذ ضمن البرنامج الرئاسي الذي يهدف لتشكيل الوعي وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن ورعاية الموهوبين وتحقيق العدالة الثقافية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مكتبة الإسكندرية الكتب المكتبة القديمة الثقافة وزارة الثقافة المحافظات الحدودية أهل مصر

إقرأ أيضاً:

كيف تؤثر الحرب وعنف الاحتلال على الصحة النفسية لأطفال القدس؟

القدس المحتلة- بينما يستعد العالم للاحتفاء باليوم العالمي للطفل، الأربعاء 20 نوفمبر/تشرين الثاني، لا بدّ من إطلالة على الصحة النفسية لأطفال القدس، ومدى تأثرهم سلبا نتيجة الضغوطات النفسية المتزايدة بسبب الأوضاع المتوترة في المدينة المقدسة منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

التقت الجزيرة نت بأخصائية التربية الخاصة شيماء عبد ربّه -التي تُنظم فعاليات تفريغ نفسي للأطفال- للحديث عن عمق تأثير الحرب على صحة الأطفال النفسية. فاستهلت حديثها بالقول إن أطفال المدينة تأثروا بشكل ملحوظ في ظل تصاعد التوترات والعنف في المنطقة.

وأضافت أن هذه الفئة تعيش تحت ضغوطات نفسية متزايدة بسبب الأجواء الأمنية المتوترة والحواجز والإغلاقات المتكررة، والتي تحد من حريتها في التنقل وتؤثر على قدرتها على الاستمتاع بطفولتها بشكل طبيعي.

ووفق الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، فإن 164 طفلا فلسطينيا قُتلوا في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب على غزة، بينهم 22 في القدس. في حين تشير معطيات لجنة أهالي الأسرى إلى اعتقال 350 طفلا مقدسيا لم تتجاوز أعمارهم 18 عاما، بالإضافة لـ35 طفلا دون سن الـ12 خلال نفس الفترة.

شيماء عبد ربّه:  أطفال القدس يفتقدون الشعور بالأمان مما ينعكس بشكل واضح على تصرفاتهم اليومية (الجزيرة) صدمات نفسية

أشارت الأخصائية المقدسية إلى تزايد حالات الصدمات النفسية "لأن الأطفال يعايشون مشاهد العنف والصراع في بيئتهم القريبة، الأمر الذي ينعكس على صحتهم النفسية وسلوكياتهم الاجتماعية".

وتابعت "مع انخفاض فرص التعليم واللعب الآمن، تزداد تحديات التنمية السليمة لهؤلاء الأطفال، مما يتطلب جهودا كبيرة من العائلات والمجتمع المحلي والمؤسسات لتوفير بيئة آمنة وداعمة لتخفيف الآثار النفسية والاجتماعية على حياتهم اليومية".

وتطرقت شيماء -التي تميل لتعريف نفسها دائما كأم لطفلين هما كنز وكِنان- إلى أن فقدان الأطفال المقدسيين، الشعور بالأمان؛ ينعكس بشكل واضح على تصرفاتهم اليومية في بيئة يغلب عليها الخوف والتوتر، كما أظهر بعض الأطفال سلوكيات انعزالية، حيث يميلون إلى البقاء قريبين من الأهل ويتجنبون الأماكن المفتوحة أو المزدحمة التي قد تثير لديهم مشاعر الخوف.

كما أن بعض الأطفال، -والحديث للأخصائية- يعانون منذ اندلاع الحرب من اضطرابات النوم كالأرق أو الكوابيس، إضافة إلى تزايد حالات القلق وعدم الاستقرار النفسي، وظهور سلوكيات عدوانية لدى بعضهم لتعبيرهم من خلالها عن التوتر الداخلي والغضب تجاه أقرانهم أو أفراد عائلاتهم.

"الأطفال الذين يعيشون في خوف قد يعانون من اضطرابات نفسية مثل القلق المزمن والاكتئاب، ما يضعف قدرتهم على التأقلم مع التحديات الحياتية ويجعلهم أكثر عرضة للضغوطات النفسية في المستقبل"، كما تضيف الأخصائية المقدسية.

وتابعت أن تجربة الخوف المستمر تؤثر على بنية الدماغ، خاصة في السنوات الأولى من الحياة، مما يؤثر سلبا على وظائف الأطفال الإدراكية وقدرتهم على التركيز والتعلم، بالإضافة إلى أن الخوف يُضعف الثقة بالنفس ويولد عدم الشعور بالأمان الاجتماعي، الأمر الذي يعيق تكوين علاقات صحية مع الآخرين لأن الطفل يرى العالم مكانا مليئا بالتهديدات.

آليات التدخل

وعند سؤالها عن الآليات التي يمكن اتّباعها لمساعدة الطفل المقدسي في ظل هذه الأوضاع الصعبة، قالت إنه يجب التركيز على تقديم دعم نفسي واجتماعي له للتخفيف من آثار البيئة المتوترة وإعادة قدر من الشعور بالأمان للطفل من خلال بعض الإستراتيجيات:

الدعم النفسي: تقديم جلسات دعم نفسي للأطفال من خلال مختصين لمساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم، وفهم مصادر خوفهم، وتعليمهم تقنيات الاسترخاء وإدارة القلق. وتعتبر جلسات اللعب العلاجي وسيلة فعالة في تمكين الأطفال من معالجة مشاعرهم بطريقة آمنة. تقوية الروابط العائلية: تشكّل العائلة ملاذ الأمان الأول للطفل، ومن المهم توعية الأهل بكيفية دعم أطفالهم عاطفيا، والاستماع لمخاوفهم دون استنكار أو تقليل من شأنها، وإيجاد وقت للأنشطة الترفيهية والتعليمية. بيئة تعليمية داعمة: يمكن أن تكون المدارس والمراكز التعليمية مصدرا مهما للاستقرار، عبر توفير بيئة تعليمية آمنة تشجع الأطفال على التعلم واللعب والتفاعل مع أقرانهم بسلام، مع تفهم المعلمين للتحديات التي يمر بها الأطفال ودورهم في دعمهم نفسيا. تطوير مهارات التأقلم: تعليم الأطفال مهارات التأقلم مع الظروف الصعبة، مثل التفكير الإيجابي، وإدارة الضغوط، والتفاعل السلمي مع الآخرين، ويمكن إدخال هذه المهارات من خلال الأنشطة الترفيهية أو الورش التفاعلية. التوعية المجتمعية: رفع وعي المجتمع والمحيط بأهمية حماية الأطفال وتوفير بيئة داعمة وآمنة لهم، وإنشاء برامج مجتمعية تركز على تقوية الدعم الاجتماعي وتطوير برامج للأطفال توفر لهم أوقاتا من اللعب والترفيه بأمان بعيدا عن مناطق التوتر. التدخلات العلاجية عند الحاجة: قد يحتاج بعض الأطفال إلى تدخلات علاجية أكثر تخصصا، سواء كانت علاجا سلوكيا أم نفسيا، خاصة إذا ظهرت عليهم أعراض مثل اضطرابات النوم أو العدوانية الزائدة.

وختمت أخصائية التربية الخاصة حديثها للجزيرة نت بالقول إن توفير هذه الأساليب المساندة يمكن أن يساعد الأطفال المقدسيين على مواجهة الظروف الصعبة، والتكيّف معها بطريقة صحية تمنحهم قدرا من الأمل والشعور بالأمان على الرغم من التحديات الكبيرة.

مقالات مشابهة

  • الثقافة تختتم ملتقى أهل مصر لفتيات المحافظات الحدودية في الوادي الجديد
  • مكتبة الإسكندرية تحتفل باليوم العالمي للطفل
  • قصور الثقافة تختتم ملتقى أهل مصر لفتيات المحافظات الحدودية في الوادي الجديد
  • غدًا بالإسكندرية.. انطلاق الملتقى 19 لشباب المحافظات الحدودية ضمن مشروع "أهل مصر"
  • في يومهم العالمي.. مطالبات بتوفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين
  • «الثقافة» تطلق الملتقى الـ19 لشباب المحافظات الحدودية «أهل مصر» في الإسكندرية
  • ضمن ملتقى "أهل مصر".. فتيات المحافظات الحدودية في جولة بمدينة الداخلة بالوادي الجديد
  • "أهل مصر".. فتيات المحافظات الحدودية في جولة بمدينة الداخلة بالوادي الجديد
  • كيف تؤثر الحرب وعنف الاحتلال على الصحة النفسية لأطفال القدس؟
  • لأول مرة.. صناع الخير توزع كرتونة مواد غذائية بجانب بطاطين الشتاء للمستفيدين