هل تمثل وفاة إبراهيم رئيسي ضربة للنظام الإيراني؟
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
أعلن مرشد الجمهورية الإيرانية الإسلامية، علي خامنئي، الحداد خمسة أيام في البلاد، إثر مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي المفاجئ في حادث تحطم مروحية كانت تقله إلى جانب عدد من المسؤولين.
نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" مقال رأى لأندرو إنغلاند قال فيه إن مقتل رئيسي يعتبر ضربة للنظام الإيراني ومرشده علي خامنئي، مضيفة أن هذا لا يعني أن رئيسي كان رئيسا ينفذ سياسات راديكالية ستعيد تشكيل مستقبل الجمهورية الإسلامية.
وسيظهر التاريخ أن فترته القصيرة في الحكم لن تترك إلا أثرا قليلا مقارنة مع أسلافه مثل محمد خاتمي، الذي تبنى خطا إصلاحيا أو حسن روحاني، السياسي الذي تبنى سياسات وسطية وكان مهندسا رئيسيا لاتفاق عام 2015 النووية مع الولايات المتحدة وحلفائها في الغرب.
وأشار كاتب المقال إلى أن رئيسي كان ومن الوهلة الأولى التي انتخب بها لخلافة روحاني، جزءا من خطة خامنئي لتقوية النظام والتأكد من خلافة سلسلة له، المسألة التي هيمنت على السياسة الإيرانية، طوال العقد الماضي وستظل قائمة حتى بعد وفاة رئيسي.
أكد أن فوز رئيسي في الانتخابات الرئاسية كان مرتبا بعناية، وجرى استبعاد المرشحين المحافظين والإصلاحيين، ونظر إليه باعتباره أحد تلاميذ خامنئي والمرشح المحتمل لخلافته، وبنفس المثابة جرى ترتيب انتخابات البرلمان هذا العام خدمة لهذا الغرض.
ومنع روحاني من الترشح للبرلمان، مما فتح المجال أمام جيل من النواب المؤدلجين والمتشددين للتقدم والسيطرة على المؤسسة التشريعية.
وتابع كاتب المقال أن خامنئي بدأ وكأنه يعيد ترتيب بيته، ولكن لا أحد يعرف أن رئيسي الذي شهدت فترته الرئاسية اضطرابات وزيادة في التضخم وألام اقتصادية وتراجع في قيمة الريال الإيراني، سيكون خليفة لخامنئي لو لم يمت، فهناك نجل المرشد، مجتبى الذي ينتظر في الجناح، إلا أن ولاء رئيسي للمرشد ساعد على تقديم صورة عن كتلة محافظة موحدة حول أهداف ورؤية المرشد وتجنب الخلافات التي طبعت الرئاسات السابقة مع مكتب المرشد.
وقال إنغلاند إن من المتوقع أن يرشح رئيسي نفسه لفترة ثانية في انتخابات العام المقبل، إلا ان وفاته تضع خطط المرشد لترتيب البيت أمام تحد، فيجب على البلاد التحضير لانتخابات بعد 50 يوما، ومع ذلك فوفاة رئيسي لن تؤثر في النهاية على سياسات النظام الداخلية والخارجية، نظرا لأن مسارها يقرره مكتب المرشد وليس الرئيس.
والمهم في الوضع الحالي، هو أن البلد لا يحب أن يظهر بمظهر الضعيف أو يواجه حالة عدم استقرار سياسي، بعد فترة من التظاهرات المعارضة للنظام وحالة من التوتر الإقليمي بسبب الحرب المستمرة في غزة منذ ثمانية أشهر.
وتوقع كاتب المقال أن يعبر الكثير من الإيرانيين عن غضبهم من النظام بعدم التصويت، كما فعلوا في عام 2021 الذي شهد انتخابات رئاسة تعتبر الأدنى مشاركة منذ عام 1979 وكذا انتخابات البرلمان هذا العام التي بلغت المشاركة فيها أدنى من نسبة 41%. وكان هذا محرجا للجمهورية التي حاولت تقديم شرعيتها من خلال مظهر من الديمقراطية، إلا أن انتخاب الرئيس السابق والبرلمان الحالي قدما صورة عن استعداد المرشد عن التضحية بهذا المظهر الديمقراطي والتأكد من هيمنة جناحهم على النظام، وستتواصل هذه السياسة بدون أي أمل لملايين الإيرانيين الذين خاب أملهم بالنظام وبدون فسح المجال أمام مشاركة للإصلاحيين والتأكد من استمرار المتشددين بالتحكم في أمور النظام.
وأردف أنه على صعيد السياسة الخارجية، وازن المرشد في محاولته إبعاد النزاعات الإقليمية عن شواطئ إيران ما بين النزعة المحاربة مع الاحتلال الإسرائيلي والغرب ورد مدروس على تداعيات الحرب في غزة، فمن جهة دعمت إيران جماعات موالية لها في العراق ولبنان واليمن وسوريا أو ما تطلق عليها محور المقاومة، لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة، لكنها أكدت على استقلالية قرارها عن طهران.
وأمر خامنئي بضرب الاحتلال الإسرائيلي انتقاما للهجوم الذي نفذ على قنصليتها في دمشق الشهر الماضي، وردت الاحتلال بضرب منشآت عسكرية في أصفهان، إلا أن الطرفين عبرا عن رغبة بعدم التصعيد أكثر، وفي النهاية يرغب خامنئي بالحفاظ على نظامه عبر السياسة الداخلية والخارجية، وهو وإن خسر جنديا يثق به كرئيسي إلا أن وفاة الرئيس لن تحرف على الأرجح، المرشد ولا نظامه عن مسارهم الحقيقي وهو تأمين ميراثه وسلطة الموالين له من المتشددين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الإيرانية إبراهيم رئيسي علي خامنئي إيران علي خامنئي إبراهيم رئيسي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلا أن
إقرأ أيضاً:
ما الأسرار التي يحاول ترامب كشفها حول اغتيال الرئيس جون كينيدي؟
واشنطن- ضمن موجة الأوامر التنفيذية التي وقعها الرئيس دونالد ترامب -خلال الأيام الماضية- يأتي الأمر التنفيذي المتعلق برفع السرية عن الوثائق الحكومية المتعلقة باغتيال كل من جون كينيدي وروبرت كينيدي ومارتن لوثر كينغ، كأكثر هذه الأوامر إثارة للجدل، في حين يعد الأمر المتعلق بوثائق اغتيال الرئيس السابق كينيدي، أكثر تلك الأوامر ترقبا من ملايين الأميركيين.
فبعد أكثر من 60 عاما من اغتيال كينيدي، لا يصدق أغلب الأميركيين الرواية الرسمية، ولا نتائج التحقيقات الحكومية المتعددة والخاصة حول حادثة الاغتيال التي وقعت في وضح النهار يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1963.
واغتيل كينيدي الرئيس الكاثوليكي الأول في التاريخ الأميركي ـجو بايدن هو الثاني- أثناء مرور موكبه الرئاسي في قلب مدينة دالاس بولاية تكساس أثناء تلويحه للمارة من سيارته ذات السقف المفتوح، وألقت الشرطة القبض على "لي هارفي أوزوالد" بعد أقل من ساعة، لكن أوزوالد قُتل أيضا على الهواء مباشرة بعد يومين فقط بينما كانت الشرطة تنقله إلى سجن المقاطعة على يد جاك روبي.
ترامب خلال توقيع أمر تنفيذي برفع السرية عن وثائق اغتيال كينيدي (الفرنسية) ما الذي خلصت إليه لجنة التحقيق الرئاسية؟خلصت لجنة تحقيق رئاسية سميت بـ"لجنة وارن" في عهد خليفة كينيدي الرئيس ليندون جونسون، ولجنة تحقيق بمجلس النواب بالكونغرس في سبعينيات القرن الماضي، إلى أن أوزوالد، وقاتله جاك روبي، تصرف كل منهما بمفرده.
ماذا يترتب على قرار ترامب رفع السرية في هذه القضية؟ إعلانقال ترامب بعد توقيعه الأمر التنفيذي -يوم الخميس الماضي- "ينتظر الكثير من الناس هذا لفترة طويلة، لسنوات، لعقود، سيتم الكشف عن كل شيء"، وبموجب الأمر الرئاسي ينبغي لكل الأجهزة الأمنية الأميركية تقديم خطة لرفع السرية عن الوثائق السرية في غضون 15 يوما.
وعلى مدار العقود الماضية، وتطبيقا لقوانين الإفراج عن الوثائق السرية، أفرجت الإدارات الأميركية المتعاقبة على ملايين الوثائق المتعلقة بالاغتيال والتحقيقات، ويقدر ما تم الإفراج عنه بما يقرب من 97% من إجمالي الوثائق، ويبقى ما يقرب من 14 ألف وثيقة طي الكتمان والسرية.
في عام 1992، أصدر الكونغرس قانونا للإفراج عن جميع الوثائق المتعلقة بالتحقيق في غضون 25 عاما، أي بحلول عام 2017، وهو ما لم يحدث، إذ تراجع الرئيس ترامب خلال فترة حكمه الأولى، ومن بعده الرئيس جو بايدن، عن تنفيذ هذا القانون بعد أن أقنعهما مسؤولو وكالة المخابرات المركزية (CIA) ومكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) بالحفاظ على سرية بعض الملفات، إلا أن نص الأمر التنفيذي الجديد ينص على أن السرية المستمرة "لا تتفق مع المصلحة العامة".
في حديث مع شبكة فوكس الإخبارية، قال عالم الطب الشرعي الدكتور مايكل بادن إن رواج نظريات المؤامرة المختلفة والانتقادات الأخرى للتحقيقات السابقة حول اغتيال الرئيس كينيدي تم تضخيمها بسبب إصرار الحكومة الأميركية على عدم كشف التقارير بأكملها، واستمرار فرض السرية على آلاف الوثائق، والتي يتوقع أن تلقي الضوء على الأخطاء المختلفة أو المعلومات المضللة التي تم تداولها على مدار 60 عاما.
هل أوزوالد قاتل قناص أم كبش فداء؟
وكجندي في المارينز، خدم أوزوالد فني تشغيل رادار في قاعدة أتسوجي الجوية البحرية في اليابان، حيث كانت هناك محطة رئيسية لوكالة المخابرات المركزية، وفي عام 1959 انشق أوزوالد عن عمله العسكري، وحاول التخلي عن جنسيته الأميركية.
إعلانوفي أواخر سبتمبر/أيلول وأوائل أكتوبر/تشرين الأول 1963، وقبل 6 أسابيع من مقتل جون كنيدي، كان أوزوالد تحت مراقبة المخابرات المركزية الـ CIA عندما زار سفارتي الاتحاد السوفياتي وكوبا عدة مرات في مدينة مكسيكو سيتي.
وقدمت بعض الوثائق والبرقيات والمذكرات الخاصة بالسي آي إيه تفاصيل زيارات أوزوالد للسفارتين السوفياتية والكوبية خلال رحلة إلى مكسيكو سيتي قبل أسابيع فقط من الاغتيال.
وبعدما استنتجت 5 تحقيقات حكومية أن أوزوالد أطلق النار على كينيدي وقتله، تم قتل ضابط الشرطة جي دي تيبت بعد نحو 45 دقيقة عندما أطلق النار عليه بعدما استوقفه وشك فيه، ثم تسلل بعد ذلك إلى قاعة سينما، حيث قبض عليه بتهمة قتل تيبت وكينيدي.
أنكر أوزوالد الاتهامات، وذكر أنه "كبش فداء"، وبعد ذلك بيومين، أطلق جاك روبي، مالك نادي ليلي محلي، النار أثناء نقل أوزوالد من مقر شرطة مدينة دالاس لسجن مجاور، وذلك أثناء بث تلفزيوني مباشر لعملية نقل أوزوالد للسجن.
لماذا تقلق أجهزة الاستخبارات الأميركية؟
اغتيال الرئيس كينيدي بنيران قناص يعد فشلا أمنيا هائلا من قبل الخدمة السرية المعنية بحماية الرئيس، كما كان الاغتيال أيضا فشلا استخباراتيا هائلا من قبل السي آي إيه، التي كانت آنذاك منظمة الاستخبارات الحكومية الأساسية.
ودفع رصد السي آي إيه لأوزوالد، وكونه أصبح شخصا محل اهتمام قبل وقت طويل من الاغتيال، ليضاعف من نظريات التواطؤ أو التستر الحكومي على عملية الاغتيال.
وتتهم السي آي إيه بعرقلة كل من التحقيقات الحكومية الرسمية في اغتيال كينيدي، ونتيجة لسوء سلوك الوكالة إزاء عمليات التحقيقات وعدم تعاونها لاسيما فيما يتعلق بالقضايا الأساسية المتعلقة بما إذا كان الاغتيال ناتجا عن مؤامرة وما إذا كان أوزوالد تابعا للسي آي إيه، تبقى شكوك واسعة في دور مشبوه للوكالة.
وبعد شهر واحد من اغتيال الرئيس كينيدي، أوصى الرئيس السابق هاري ترومان بأن تلغي الحكومة الأميركية السي آي إيه، وجاء ذلك في مقال له بصحيفة واشنطن بوست في 22 ديسمبر/كانون الأول 1963، ورغم عدم ربط ترومان السي آي إيه بمقتل الرئيس كينيدي، فإن توقيت المقال، ودعوته الصريحة المباشرة، ينطوي على شكوك وصلة بالاغتيال.
إعلانويرى بعض المعلقين في الإفراج عن الوثائق السرية "خطرا كبيرا على طبيعة العمل الاستخباراتي"، وأنه قد يسبب أيضا "إحراجا لمجتمع الاستخبارات، ويهز من ثقة العاملين بها سواء في المؤسسة أو في أنفسهم".
وعلى الرغم من أن الوفاة حدثت قبل 61 عاما، فإن السي آي إيه تعتقد أنها قد تشكل خطرا على المعلومات السرية، وهناك أيضا قلق من أن السبب الرئيسي لعدم الإفراج عنها هو الإحراج الذي يمكن أن تجلبه للولايات المتحدة.
ماذا ستكشف الوثائق السرية التي يهدف ترامب لرفع السرية عنها؟
قد تكشف الوثائق السرية التي سيرفع عنها الحظر دورا مشبوها للسي آي إيه وما إذا كانت نفسها متورطة في الاغتيال، أو أن أوزوالد نفسه يعمل لصالح الوكالة ذاتها، وما هي الأسباب التي جعلت الوكالة تخفي الكثير من المعلومات والوثائق عن لجان التحقيق الرسمية.
كما يؤمن الكثير من الأميركيين أن التحقيق الحكومي الرسمي في اغتيال جون كينيدي من قبل "لجنة وارن" هدف إلى إغلاق التحقيق على أنها جريمة اغتيال فردية، لكن استنتاجها بأن أوزوالد تصرف بمفرده لم يشبع أبدا فضول الأميركيين للحصول على إجابة أكثر صدقا حول وفاته.
ولم تنخفض النسبة المئوية للأميركيين الذين يعتقدون أن هناك آخرين متورطين في مؤامرة قتل كينيدي إلى أقل من 50%، وفقا لاستطلاعات مؤسسة غالوب التي أجريت على مر السنين.
وضاعف من شكوك الأميركيين اغتيال 3 شخصيات عامة محبوبة في 5 سنوات هم جون كينيدي 1963 ثم أخوه روبرت وداعية الحقوق المدنية الأسود مارتن لوثر كينج، وكلاهما في عام 1968، مما دفع إلى التساؤل كيف يمكن قتلهم جميعا على يد مسلح وحيد تصرف بمفرده.
هل لعصابات المافيا الأميركية أي دور في قتل كينيدي؟ومن النظريات المتداولة أن أوزوالد استأجرته عصابات المافيا لقتل الرئيس، حيث كان هناك شعور بأن كينيدي سيكون متساهلا مع الجريمة المنظمة في المافيا لأنهم ساعدوه في الفوز في ولاية إلينوي (من مدنها شيكاغو عاصمة المافيا الأميركية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي)، وكانت ولاية حاسمة في الانتخابات، ولكن عندما بدأ جون كينيدي تحقيقا فعالا للغاية في الجريمة المنظمة بعد وصوله البيت الأبيض، كان هناك شعور بأن هناك دافعا من المافيا لاستهداف الرئيس.
إعلان هل من دور لدول أجنبية؟تشير أصابع الاتهام هنا إلى كوبا أو روسيا، وقد تكشف الوثائق السرية ذلك، وهو ما قد يكون معلومات حرجة تطرح أسئلة حول سبب التستر عليها لكل هذه السنوات.