هاجمت مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران ناقلة نفط بالبحر الأحمر متجهة نحو الصين، بعد أيام من دعوة وجهتها الصين إلى المليشيا بوقف هذه الهجمات.

وأصيبت ناقلة النفط M/T Wind بصاروخ بحري أطلقته مليشيات الحوثي أثناء مرروها قبالة سواحل مدينة المخا بالبحر الأحمر مما أدى إلى اندلاع حريق على متنها، وفق ما أعلنته شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري.

في حين قالت القيادة المركزية الأمريكية بأن الهجوم على الناقلة، تسبب بإصابتها وتسرب المياه إليها مما أدى إلى فقدان الدفع والتوجيه، إلا أنها أشارت بأن طاقمها تمكن من استعادة نظام الدفع والتوجيه، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات، وأنها استأنفت مسارها.

وكشفت القيادة المركزية الأمريكية في بيان لها على منصة "إكس": ناقلة النفط M/T Wind  التي ترفع علم بنما وتملكها وتديرها اليونان "رست مؤخرًا في روسيا وكانت متجهة إلى الصين".

استهداف الناقلة التي تحمل نفطاً روسياً وهي في طريقها نحو الصين، يأتي بعد 4 أيام من الموقف اللافت الذي أبدته بكين، ودعت فيه جماعة الحوثي إلى التوقف عن هجماتها ضد السفن التجارية.

وجاءت الدعوة على لسان المبعوث الصيني لدى الأمم المتحدة في الجلسة الأخيرة التي عقدها مجلس الأمن حول اليمن، دعا فيها الحوثيين إلى احترام حق الملاحة للسفن التجارية لجميع الدول في البحر الأحمر وفقا للقانون الدولي والتوقف فورا عن هذه الهجمات.

وسبق ذلك تصريحات للقائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن شاو تشنغ، أكد فيها بأن أوضاع البحر الأحمر تؤثر علي الصين كما تؤثر على بقية دول العالم، في إشارة إلى هجمات الحوثي ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن.

وعبر تشنغ في مؤتمر صحفي عقد بالعاصمة السعودية الرياض عن إدانة الصين لاستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، ومكرراً دعوات بلاده لاحترام حرية الملاحة في البحر الأحمر، ووقف التصعيد في البحر فورا، مع احترام سيادة الدول المطلة على البحر الأحمر بما فيها اليمن.

هذا الموقف الصيني، ردت عليه جماعة الحوثي بالإصرار على تدشين ما تسميه بـ"المرحلة الرابعة" من التصعيد في البحر باستهداف سفن جميع الشركات التي تزعم الجماعة بأنها تنقل البضائع إلى إسرائيل مهما كانت جنسية وملكية السفينة أو مسار رحلتها.

تهديد مليشيا الحوثي بتوسيع قائمة السفن المستهدفة يضعها في مواجهة مع دول يُنظر لها كحليف للنظام الإيراني الممول والداعم للمليشيا، وعلى رأسها الصين وروسيا، وهو الأمر الذي تنبه له زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير الخميس.

حيث زعم الحوثي بأن "دول وشركات كان لها موقف إيجابي في تفهمها" للهجمات التي تشنها مليشياته في المراحل السابقة بالبحر الأحمر وخليج عدن وأنها توقفت عن النقل نحو إسرائيل عبر هذا المسار، موجها دعوته إلى الصين وروسيا ومختلف الدول الآسيوية والأوروبية إلى أن "تتفهم" مرحلة التصعيد الجديد.

تخصيص زعيم المليشيا لروسيا والصين في خطابه الأخير، ومطالبتها بأن تتقبل استهداف سفنها أو المتجهة إلى موانئها، يراه مراقبون رسالة ابتزاز واضحة تعكس خيبة أمل وصدمة لدى المليشيا ومراهناتها بأن تجد تأييداً ودعماً من بكين وموسكو في هجماتها البحرية وفي مواجهة إجراءات الردع من قبل أمريكا وبريطانيا وأوروبا.

حيث سبق وأن قامت المليشيا في مارس الماضي بترويج مزاعم عبر أحد قياداتها بوجود تنسيق مع روسيا والصين في مواجهة أمريكا على خلفية الهجمات بالبحر الأحمر، كما سربت المليشيا عبر إحدى الصحف الأمريكية مزاعم بوجود اتفاق مع الدولتين عبر عُمان بعدم استهداف السفن التابعة لهما مقابل تقديم غطاء سياسي للمليشيا في مجلس الأمن.

وفي حين سارع المتحدث باسم الرئاسة الروسية الكرملين حينها إلى نفي هذه المزاعم، تأتي هذه المواقف الصينية اليوم الرافضة لهجمات مليشيات الحوثي ضد الملاحة الدولية، لتعكس حجم العزلة الدولية التي تعاني منها المليشيا منذ انقلابها على الدولة قبل 10 سنوات وتعزز هذه العزلة بهجماتها البحرية الإرهابية، والتي حولتها بنظر دول العالم إلى جماعة مسلحة تشكل تهديداً لمصالحه.


المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر بالبحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

 التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر وتأثيراتها على التجارة العالمية

أشارت الباحثة أيمن امتياز في تقريرها على موقع الدبلوماسية الحديثة إلى أن البحر الأحمر يعد من أهم الممرات البحرية على مستوى العالم، حيث يربط بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي عبر قناة السويس. ويمثل هذا الممر الحيوي نقطة اختناق رئيسية، إذ يسهل مرور حوالي 12% من التجارة العالمية.

ومع تزايد التوترات الجيوسياسية والصراعات، أصبح البحر الأحمر منطقة غير مستقرة، حيث حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق زبيغنيو بريجنسكي من أن أوراسيا تشهد صراعًا مستمرًا على السيادة العالمية، ويقع البحر الأحمر في مركز هذه الديناميكيات.

وقد بدأت آثار الأزمة الحالية في التأثير على التجارة والأمن الدوليين، مما غير حسابات القوى العالمية.

تاريخيًا، كان البحر الأحمر مركزًا للتجارة والصراعات الإمبراطورية، فطوال العصور تنافست دول مثل مصر والرومان والعثمانيين للسيطرة على موانئه. ومع افتتاح قناة السويس عام 1869، أصبح البحر الأحمر أهم طريق بحري مختصر. وبحلول القرن الحادي والعشرين، كانت نسبة كبيرة من التجارة العالمية وحركة الحاويات تمر عبر مياهه. ومع ذلك، تعاني الدول الساحلية من تحديات كبيرة في تأمين هذا الشريان المائي.

ويعتبر البحر الأحمر ممرًا جيوستراتيجيًا له أهمية اقتصادية وعسكرية، حيث تتنافس الدول المطلة عليه مثل مصر والسعودية مع قوى عالمية مثل الولايات المتحدة والصين. يُعتبر مضيق باب المندب أحد أهم المعابر البحرية، وأي اضطراب في المنطقة قد ينعكس سلبًا على الأسواق العالمية.

وتتعدد نقاط التوتر الجيوسياسية في البحر الأحمر، منها الصراع في اليمن حيث تهاجم الحوثيون المدعومون من إيران السفن، مما يزيد من المخاطر على التجارة العالمية. وقد ردت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها بزيادة العمليات الأمنية البحرية، لكن التهديدات المستمرة من الحوثيين تبقى قائمة.

أيضًا، هناك التنافس الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين، حيث أثار توسع الصين في البحر الأحمر من خلال قاعدتها في جيبوتي مخاوف الغرب. فالصين تُعتبر تحديًا للهيمنة الأمريكية في المنطقة، مما أدى إلى عسكرة البحر الأحمر وزيادة الدورية البحرية الأمريكية.

في سياق آخر، تلعب المملكة العربية السعودية ومصر دورًا محوريًا في تأمين البحر الأحمر، إذ تعتمد السعودية على مشاريعها المستقبلية على الاستقرار البحري، بينما تعتمد مصر على إيرادات قناة السويس.

وتشير التطورات الراهنة إلى أن التجارة العالمية تواجه تحديات بسبب التهديدات الأمنية، حيث ارتفعت أقساط التأمين على السفن بشكل كبير. كما أن العديد من شركات الشحن تُفكر في مسارات بديلة، مما يزيد من تكاليف النقل ويؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع.

ويعتبر البحر الأحمر نقطة حيوية لنقل شحنات النفط والغاز الطبيعي، وأي انقطاع قد يسبب تقلبات حادة في أسعار الطاقة. ومع وجود قوات عسكرية متعددة، فإن خطر التصعيد أو المواجهة العرضية مرتفع، مما يزيد من زعزعة استقرار التجارة العالمية.

ويتوقع أن يستمر المشهد الجيوسياسي في البحر الأحمر بالتطور، متأثرًا بصراعات القوى العالمية والإقليمية.

وقد تكون جهود الوساطة الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والحوثيين مفتاحًا لتحقيق الاستقرار، إلا أن التصعيد العسكري قد يؤدي إلى تفاقم الوضع.

وتتطلب أزمة البحر الأحمر اهتمامًا دوليًا عاجلًا، سواء من خلال الدبلوماسية أو الاستراتيجيات العسكرية أو الحلول التكنولوجية، لضمان أمن هذا الممر المائي الحيوي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • الحوثيون: نفذنا عمليتين بمسيرتين على هدفين في تل أبيب وعسقلان بإسرائيل
  • الحوثي تكشف تفاصيل تنفيذ عمليتين ضد الاحتلال في تل أبيب وعسقلان
  • تداول 69 ألف طن بضائع و842 شاحنة بموانئ البحر الأحمر
  •  التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر وتأثيراتها على التجارة العالمية
  • غرق سفينة في خليج عدن تحمل آلاف الأغنام.. شاهد
  • إيران وروسيا.. الاتفاق على صفقات نفطية بقيمة أربعة مليارات دولار
  • إيران وروسيا والصين تؤكد على ضرورة الحوار الدبلوماسي بشأن برنامج إيران النووي
  • أمريكا وسياستها في البحر الأحمر
  • معهد واشنطن يدعو لدعم عملية برية ضد مليشيا الحوثي في اليمن والتنسيق مع الرياض وأبوظبي ..ودعم مجلس القيادة الرئاسي
  • لضرب الحوثي.. الجيش الأمريكي ينشر 4 مقاطع فيديو من البحر