سواليف:
2024-12-23@20:26:58 GMT

مخيم جباليا وبلدته وقصص البطولة وثورته

تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT

في ظلال طوفان الأقصى “69”

#مخيم_جباليا وبلدته و #قصص_البطولة وثورته

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

لا أستطيع إلا أن أكتب بكل الفخر والاعتزاز والتقدير والاحترام، رافعاً رأسي متشامخاً كشعبي، مزهواً مختالاً بوطني ومدنه ومخيماته وبلداته، معتزاً متشرفاً بشعبي العظيم وأهلي الكماة وناسي الأباة، عن مخيم جباليا الثائر البطل وبلدته العريقة، وسكانه الأصلاء وأهله الأماجد، ومواطنيه الكرام ولاجئيه الأشراف، والنازحين إليه من الوطن والعائدين إليه من الشتات، وعن بلداتهم الأصلية وقراهم المدمرة، وعن أحلامهم بالعودة إليها وأمانيهم باستعادتها والعيش والموت فيها.

مقالات ذات صلة الوجه الآخر للحرب 2024/05/20

وأن أكتب عن أبطاله ورموزه، ومشاهيره وأعلامه، وعائلاته وحمائله، وبطونه وعشائره، وعن أزقته وشوارعه، ومعالمه وحواضره، ومساجده وجوامعه، وتاريخه وأمجاده، وعن صولاته وجولاته، ومعاركه وملاحمه، وعن انتفاضته وحجارته، وشهدائه ورجاله، وصبيته وأطفاله، ونسائه وأمهاته، وعن قصص البطولة وحكايا الثورة، وعن كل ما يتعلق به ويتحدث عنه، ويخلد اسمه ويرسم صورته، وينصف أهله ويقدر سكانه، ويقدم صورته للعالم كله كأعظم مخيمٍ قاوم وقاتل، وصمد وثبت، وواجه وتحدى.

إنه مخيمي الذي فيه ولدت وترعرعت، وفي شوراعه نشأت ودرجت، وفي مدارسه تعلمت ودرست، وفيه عشت وأهلي، وسكنت واخوتي، وتزوجت منه ورزقت فيه ببناتي، وما زلت إليه رغم النفي والإبعاد أنتمي وأنتسب، وأحب وأعشق، وأحن وأشتاق.

فأنا ابن مخيم جباليا، مخيم الصمود والثورة، مخيم البطولة والتحدي، والمقاومة والنضال، المخيم الذي يخشاه العدو ويهابه، ويحسب ألف مرةٍ قبل أن يطرق أبوابه أو يفكر بالدخول إلى أعتابه، وقد عانى منه قديماً وذاق المُرَّ في شوارعه وأزقته صنوفاً، وقتل فيه جنوده وفر منه ضباطه، وعجز عن السيطرة عليه ليلاً سنين طويلة، وبقي يدخله نهاراً على حذر، إذ أن القتل كان يلاحق جنوده في كل مكانٍ، وينال منهم الفدائيون قديماً والمقاومون حديثاً بكل سهولةٍ ويسرٍ.

مخيم جباليا الذي دخله جيش العدو في الأيام الأولى لعدوانه على غزة، ودمر منازله ومساكنه، وأسواقه ومساجده، ومحاله ومخازنه، وقتل الآلاف من سكانه، وشرد عشرات الآلاف منهم إلى لا مكانَ آمنٍ، ولا إلى مناطق إيواءٍ محميةٍ، وقضى على كل مقومات الحياة فيه، إذ قطع عنه امدادات المياه وعطل المجاري، وحرم أهله من مياه الشرب والخبز، ومن السكر والدقيق وكل شيءٍ آخر، وغدت شوارعه المدمرة مبانيها والمبقورة بطونها، والمجرفة كلياً، مليئة بأكوام القمامة، وتغص بالمجاري والمياه العادمة، إذ لا قدرة على تصريفها أو التخلص منها ومعالجتها، لكن أهل جباليا أدركوا أنهم في تحدٍ فصمدوا، وفي مواجهةٍ فثبتوا، فلم يغادره إلا القليل، وبقي صامداً فيه الكثيرون من أهله.

ظن جيش العدو المدجج بكل أنواع السلاح، والمعزز بالدبابات والطائرات، أنه دمر المقاومة في شمال القطاع، وأضر ببنيتها التحتية، وقضى على قدراتها الذاتية، واكتشف أنفاقها ودمرها، وصفى رجالها وشتت قواتها، واستنفذ سلاحها وجفف منابعها، وأنه لم يعد في جباليا البلدة والمخيم مقاومةً تخيف، ولا قدرةً تردع، ولا سلاحاً يوجع، ولا تنظيماً يستعيد قواه ويعيد ترتيب صفوفه، ولن يواجه جيشه فيه أخطاراً حقيقية تهدد حياتهم، وتحبط خططهم، وتفشل مشاريعهم، وتجبرهم على أن يعيدوا جنودهم رفاةً في توابيت، أو جرحى على حمالات المسعفين في السيارات والطائرات.

لكن جباليا هبت من جديدٍ وكأنها في أول المعركة، وانتفضت وكأنها كانت على موعدٍ، تنتظر عدوها وتتربص به، وتستعد له وتتوق لمواجهته، وقد أعدت عدتها وجهزت نفسها، واستعدت لحربٍ جديدةٍ قد تكون أنكى من الأولى وأشد، وأكثر فتكاً بعدوها وتهديداً له، وهو الذي ظن أنه أمن شرها، واطمأن إلى ضعفها، وركن إلى عجزها.

لكنه فوجئ وصدم عندما رأى أنها له بالمرصاد، وقد أثبتت على الأرض وفي الميدان أنها جاهزةٌ برجالها، وأن بنادقها عامرة، وسلاحها وافرٌ، وقرارها حاضرٌ، وفخاخها متقنة، ومصائدها معدة، وحقولها الملغمة كثيرة، وأن قدرتها على لملمة صفوفها وترميم جراحها وإعادة تنظيم نفسها كبيرة، ما أهَلَّها لأن تنال منه وتوجعه، وتوقعه في حبائلها وتخسره، وتدخلها مصائدها وتكبده.

إنها جباليا التي فجرت انتفاضة الحجارة، وأشعلت فتيل الثورة، وحملت شعلتها إلى كل أرجاء فلسطين، وكان منها العقل عماد، والمبحوح محمودٌ، وأبو طاقية خالد، والسيسي حاتم، وإليها لجأ العياش يحيى وفيها أقام، ومنها كان الشهداء الستة، وأبطال الجبهة الشعبية الأوائل، وقوات جيش التحرير الأماجد، ومغاوير فتح وغيرهم من رموز الثورة ورواد المقاومة، الذين جعلوا مخيم جباليا كابوساً لا يطيقه الإسرائيليون، ورعباً لا يتعايش معه شارون وقد كان قائداً للمنطقة الجنوبية، ومصيراً يخشاه جنود النخبة وقادة الفرق الخاصة، الذين كانوا جميعاً يجبنون عن الدخول إليه، والمغامرة في حياتهم في أزقته، بحثاً عن الفدائيين، أو ملاحقةً للمقاومين.

سلام الله عليك أيها المخيم الأعلى الأشم، الأجل الأكرم، وسلام الله على أبنائك وشهدائك ومن ضحى في سبيلك، حفظك الله وأهلك، ورفع قدرك وسما بسكانك، وأيدك بنصره وأمدك بجندٍ من عنده، وسدد رمي رجالك وحمى أبطالك، وجعلك شوكةً في حلق أعدائك، وصخرةً تتحطم عليها معاولهم، وعوض أهلك خيراً ممن فقدوا، ورزقهم من بعدهم نصراً، وأكرمهم بتحرير بلادهم، والعودة إلى ديارهم، إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير، وما ذلك عليه سبحانه وتعالى بعزيز.

بيروت في 20/5/2024

moustafa.leddawi@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: مخیم جبالیا

إقرأ أيضاً:

فصائل فلسطينية: قضينا على 3 جنود إسرائيليين وسط مخيم جباليا شمال غزة

أعلنت فصائل فلسطينية، أنهم قضوا على 3 جنود إسرائيليين طعنا وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.

 

حماس: تم الاتفاق على معظم النقاط المتعلقة بقضايا وقف إطلاق النار حماس: اتفاق وقف إطلاق النار سينتهي بصفقة جادة لتبادل الأسرى والمحتجزين

وفي سياق منفصل،  نشرت حركة حماس صورة بعنوان "يائير في ميامي بعيدًا عن الخطر، فما الذي يجبر نتنياهو على عقد صفقة شاملة؟"، في إشارة إلى يائير ابن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي سافر مع أمه سارة إلى ميامي في الولايات المتحدة الأمريكية، خوفًا من الاستهداف على يد المقاومة.

 وظهر في منشور حماس التصويري، يائير على شاطئ البحر وأسفله أحد الأسرى لدي حماس ينتظر أن يتم تحريره.


ومن جانبه، أعلنت حركة حماس، مساء اليوم السبت، عن متابعة القوى الثلاث (حركة حماس، حركة الجهاد، الجبهة الشعبية) بألمٍ كبير وقلقٍ  بالغ الأحداث التي تشهدها مدينة جنين ومخيمها عبر تصعيد الحملة الأمنية التي تنفذها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية. 

 

ونشرت حماس في بيان صحفي ثلاثي مشترك صادر عن (حركة حماس والجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي) مايلي:

 

نؤكد حرصنا على ضرورة احتواء الأحداث الأخيرة في جنين بما يصون الدم الفلسطيني ويحمي المقاومة.

 

 

وإذ تؤكد القوى حرصها الشديد على احتواء هذه التطورات ومنع توسعها، فإنها تشدد على ما يلي:

 

 1. صون الدم الفلسطيني أولوية قصوى وخط أحمر، وإن الحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني وضمان عدم الانجرار نحو الفتنة الداخلية يُمثّل واجباً وطنياً ومسؤولية كبرى تقع على عاتق الجميع.

 

 2.  تؤكد القوى الثلاث أن سلاح المقاومة لجميع القوى هو لمواجهة حرب الإبادة في قطاع غزة وللتصدي للاقتحامات والاعتداءات الصهيونية المتكررة والمتصاعدة من جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين في الضفة المحتلة، وهو سلاح شرعي وطاهر، ولا يجوز المساس به أو استهداف حامليه من الأبطال والمقاومين، وعلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية وقيادة السلطة الفلسطينية أن تنأى بنفسها عن أي إجراءات قد تهدد وحدة الموقف الفلسطيني أو تمس السلم الأهلي.

 

3- تطالب القوى الثلاث قيادة السلطة الفلسطينية  بالتراجع الفوري عن هذه الحملة الأمنية في جنين والتي لا تخدم إلا العدو الصهيوني، والعمل فورا على سحب قوات وعناصر الأجهزة الأمنية من المدينة والمخيم، ورفع الحصار المفروض عليهما.

 

 4. تدعو القوى إلى تشكيل لجنة وطنية عليا تضم كافة مكونات المجتمع الفلسطيني لوضع حد لهذا الاعتداء الحالي في جنين ومخيمها، ومنع انتقال هذه الأحداث إلى مناطق أخرى، وحماية السلم الأهلي والمجتمعي، وتبدي القوى استعدادها لإنجاح عمل هذه اللجنة، وانفتاحها على أي خطوات تطوق الأزمة وتجنب الفتنة وتصون الدم الفلسطيني وتحمي المقاومة وسلاحها.

 

 5.  في ظل حرب الإبادة والمخططات الصهيونية المدعومة أمريكياً خاصة في الضفة المحتلة، يحتاج شعبنا الفلسطيني إلى موقف موحّد يعزز صموده ويفشل خطط الاحتلال، وهذا بحاجة لوقف التنسيق الأمني، ورفض  المخططات الأمريكية، وتغليب لغة الحوار الوطني والالتزام بتنفيذ التوافقات الوطنية وربطها ببرنامج مقاومة شامل يحمي المشروع الوطني ويواجه تهديدات الاحتلال للأرض والوجود الفلسطيني.

 

مقالات مشابهة

  • سرايا القدس: قصفنا تجمعات العدو في مخيم جباليا بقذائف الهاون
  • القسام: استهدفنا بسلسلة عمليات جنودا إسرائيليين في مخيم جباليا
  • قنص ضابط إسرائيلي وسط مخيم جباليا بقطاع غزة
  • الاحتلال دمر 70% من مباني مخيم جباليا بشكل كامل بعد اجتياحه للمرة الثالثة
  • قنص ضابط إسرائيلي وسط مخيم جباليا.. عاجل
  • "هآرتس": الجيش الإسرائيلي دمّر بالكامل 70% من مباني مخيم جباليا
  • مشاهد تحاكي عملية القسام الاستشهادية في مخيم جباليا / فيديو
  • سرايا القدس تقصف تحشدات العدو الصهيوني في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة
  • مشاهد تحاكي عملية القسام الاستشهادية في مخيم جباليا
  • فصائل فلسطينية: قضينا على 3 جنود إسرائيليين وسط مخيم جباليا شمال غزة