عربي21:
2025-03-12@06:01:14 GMT

إيران ما بعد رئيسي

تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT

قد يأخذ الكثيرون على منصب الرئاسة الإيرانية أنه منصب غير مهم ولا تأثير كبير له في ظل وجود منصب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية والذي يتولاه اليوم علي خامنئي، ولكن الحقيقة والواقع أن إبراهيم رئيسي ليس شخصا عاديا كسابقيه، نظرا للمناصب الذي تقلدها طوال فترة الثورة الإيرانية، بالإضافة إلى أنه من عظام الرقبة الأساسية للنظام كما يقال، وهو ابن السلطة ومطبخ القرار على مدى عقود، ولذا فقد كان أحد المرشحين الأساسيين والرئيسيين لمنصب المرشد الأعلى، ما دام خامنئي يعاني من أمراض بعد أن بلغ من العمر 85 عام.



وبإطلالة سريعة على شخصية رئيسي ربما تفسر أهمية رحيله وانعكاساتها القاتلة على إيران ما بعده.

بلغ إبراهيم رئيسي من العمر 63 عاما، وانتخب رئيسا للبلاد عام 2021، لكن في الحقيقة والواقع فقد تم اختياره من قبل المرشد الأعلى، وذلك لتمهيد الطريق له ليتقلد منصب المرشد الأعلى في حال تغييب الموت لخامنئي، إلّا أن مقتله اليوم، قبل رحيل المرشد، سيمهد الطريق لمجتبى خامنئي، نجل المرشد.

هذه الخلفية بالإضافة إلى حالة التصحر في وجود القيادات الإيرانية الكاريزمة، جعلت فرصة رئيسي عالية بخلافة خامنئي، وهو الأمر الذي سصعّد الصراع أساسا اليوم مع غيابه بين المتصارعين والمتنافسين على خلافة خامنئي، ويساعد على تغذيتها بكل تأكيد المشاكل الداخلية والخارجية التي تواجهها إيران
شهدت البلاد خلال السنوات الثلاث الماضية من رئاسة رئيسي، تسارعا واضحا من اقترابها العتبة النووية، والمواجهة مع إسرائيل، بالإضافة إلى تعزيز النفوذ الإقليمي من خلال الاعتماد على المليشيات الطائفية العابرة للحدود. أما على الصعيد الداخلي فقد شهدت فترة حكمه اضطرابات شعبية احتجت على الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانيها الشعب الإيراني، نتيجة العقوبات الدولية المفروضة على الدولة الإيرانية.

ولد رئيسي شرقي مشهد من عائلة دينية شيعية، ومع مجيء الخميني إلى الثورة تقلد منصب مدعي عام الثورة الإيرانية في عدة مدن إيرانية، فكان من ضمن اللجنة الضيقة التي حكمت بالإعدام على الآلاف من المناهضين لنظام الآيات. ويتحدث الإيرانيون عن دوره في المشاركة بتصفية أكثر من 30 ألف معارض إيراني من جماعة مجاهدي خلق وهو في سن الثامنة والعشرين.

وقد تميّز عهد رئاسة رئيسي بانتفاضة شعبية إيرانية احتجاجا على مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني والتي كادت أن تودي بحياة نظام آيات الله، كما تميزت فترته بحالة من التوتر مع إسرائيل، ومصالحة مع العربية السعودية، بالإضافة إلى تعزيز في العلاقة مع روسيا.

هذه الخلفية بالإضافة إلى حالة التصحر في وجود القيادات الإيرانية الكاريزمة، جعلت فرصة رئيسي عالية بخلافة خامنئي، وهو الأمر الذي سصعّد الصراع أساسا اليوم مع غيابه بين المتصارعين والمتنافسين على خلافة خامنئي، ويساعد على تغذيتها بكل تأكيد المشاكل الداخلية والخارجية التي تواجهها إيران، وعلى رأس هذه المشاكل مطالبة قوى محلية متعددة بوضع نهاية لحكم آيات الله، بالإضافة إلى المشاكل الاقتصادية المتفاقمة، بعد تدهور العملة الإيرانية إلى أدنى مستوى لها، ومعها تتزايد حاجة الناس إلى المياه في ظل التغيرات المناخية وشح المياه، حيث قد جفّت بعض البحيرات تماما، وهناك التمردات العسكرية البلوشية والكردية التي تهدد الدولة الإيرانية.

لطالما دعا رئيسي بعد انتخابه عام 2021 إلى انتهاج سياسة ديبلوماسية قوية، بعلاقات متينة مع كل من روسيا والصين، في مواجهة الغرب، يصاحبها تعزيز للقوة الإيرانية في المنطقة العربية والإسلامية.

وقد عُرف رئيسي بعلاقاته القوية واللصيقة بعلي خامنئي، ولذا كان أشبه ما يكون بكبش فداء له، دفاعا عنه وتصديا للانتقادات التي يتعرض لها، تماما كما حصل لسلفه روحاني.

ما تعرض له رئيسي ووزير خارجيته سيشكل مرحلة جديدة لإيران، قد تستغرق بعض الوقت لترسم معالمها، ولكن يبدو أن المرحلة المقبلة ستُضعف الموقف الإيراني
تزامن تحطم طائرة رئيسي ووزير خارجيته مع التصعيد الأخير الذي أبداه نظام الأسد مع إيران، حين طلب إذنا لكل أجنبي يود دخول المسجد الأموي، وهي إشارة واضحة للطميات الإيرانية الأخيرة في المسجد الأموي، وهو ما خلق جوا مشحونا لدى السنة في دمشق. وقد ترافق هذا مع غضب إيراني أُعلن عنه في غير مناسبة، تجاه الاستهدافات الصهيونية لكوادر الحرس الثوري الإيراني في دمشق، واتُهم فيها مكتب بشار الأسد ومخابرات الأمن العسكري السورية، عبر تمرير معلومات عنها للصهاينة، بالإضافة إلى الشروط الصعبة وشبه المستحيلة التي حالت دون تنفيذ الإيرانيين لاتفاقيات اقتصادية موقعة بالأصل مع النظام السوري، فضلا عن إبرام اتفاقيات جديدة، وامتد ذلك إلى منع الإيرانيين من الاستحواذ على أراض جديدة في المدن والبلدات السورية التي يسعى الإيرانيون للاستحواذ عليها.

بكل تأكيد فإن ما تعرض له رئيسي ووزير خارجيته سيشكل مرحلة جديدة لإيران، قد تستغرق بعض الوقت لترسم معالمها، ولكن يبدو أن المرحلة المقبلة ستُضعف الموقف الإيراني، وليس مستغربا أن يكون ذلك ثمنا لتحسن العلاقات العربية الرسمية مع الصهاينة والنظام الأسدي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإيرانية خامنئي إبراهيم رئيسي إيران تحديات خامنئي إبراهيم رئيسي مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المرشد الأعلى بالإضافة إلى

إقرأ أيضاً:

كندا.. الحزب الحاكم يعلن خليفة ترودو

أظهرت نتائج رسمية، يوم الأحد، أن مارك كارني محافظ البنك المركزي السابق فاز في السباق على زعامة الحزب الليبرالي الحاكم في كندا وسيتولى رئاسة الوزراء خلفا لجاستن ترودو.

وأعلن رئيس الحزب الليبرالي ساشيت ميهرا أن هذا المصرفي السابق البالغ 59 عاما والمبتدئ في العمل السياسي فاز بنسبة 85,9% من الأصوات.

وتغلب كارني على وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند التي جاءت في المركز الثاني في سباق على الزعامة شارك بالتصويت فيه أكثر من 150 ألفا من أعضاء الحزب.

يأتي ذلك في وقت تواجه فيه البلاد توترات متزايدة مع الولايات المتحدة، خاصة مع سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه كندا.

 وكان ترودو قد أعلن استقالته في يناير الماضي بعد نحو عقد في السلطة، مما فتح الباب أمام سباق داخلي لرئاسة الحزب. وبمجرد انتهاء التصويت، سيتم تكليف الفائز بتشكيل الحكومة وتولي منصب رئيس الوزراء، وهي عملية قد تستغرق بضعة أيام.

ويُنظر إلى كارني، الذي شغل سابقًا منصب رئيس بنك كندا وبنك إنجلترا، على أنه المرشح الأوفر حظًا، متفوقًا على منافسته الرئيسية كريستيا فريلاند، وزيرة المالية السابقة، التي غادرت الحكومة وسط خلافات مع ترودو حول كيفية التعامل مع تهديدات ترامب.

وفي آخر تجمع انتخابي له يوم الجمعة، شدد كارني على أهمية اختياره في هذه المرحلة الحساسة، قائلًا: "نحن نواجه أخطر أزمة في حياتنا.. كل شيء في حياتي أعدني لهذه اللحظة".

وتعكس تصريحاته مخاوف الكنديين من السياسات الاقتصادية لترامب، والتي شملت فرض رسوم جمركية على المنتجات الكندية، إلى جانب تصريحاته المثيرة للجدل حول اعتبار كندا "الولاية الأميركية الحادية والخمسين"، مما أثار موجة استياء شعبية.

ويرى المحللون أن قوة كارني تكمن في خبرته الاقتصادية العميقة ومعرفته بالأنظمة المالية الدولية، وهو ما يجعله خيارا مناسبًا لقيادة البلاد في هذه المرحلة المضطربة.

مقالات مشابهة

  • التوازنات العسكرية والإستراتيجية تستعرض عضلاتها في المياة الإيرانية... رسائل مناورات إيران وروسيا والصين..
  • الميز القداسي بين رئيسي حزب الأمة اللواء والإمام (3)
  • الحزب الحاكم في كندا يعلن خليفة ترودو
  • كندا.. الحزب الحاكم يعلن خليفة ترودو
  • إيران تكشف عن موقفها من عرض أمريكي جديد للتفاوض
  • البرهان يعين مدير مكتبه في منصب جديد
  • أمريكا وإيران.. تصاعد حدّة التوترات والتهديدات!
  • مطالب بإضافة رئيسي التنظيم والإدارة والقومي للإعاقة إلى تشكيل الأعلى لتنمية المهارات
  • بعد دعوته للتفاوض على اتفاق نووي.. خامنئي يردّ على ترامب
  • رئيس جامعة كفر الشيخ: المرأة المصرية نموذج للكفاح والنجاح ومساهم رئيسي في التنمية