بناء الأهرامات.. زواج جيولوجي تاريخي يرفضه كبير الأثريين
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
بينما كان من المتوقع أن تحظى دراسة قدمت أول دليل جيولوجي على طريقة بناء الأهرامات، بتأييد قطاع عريض من الأثريين، كانت المفاجأة أن كبير الأثريين المصريين زاهي حواس يرفضها رفضا قاطعا، بل إنه قال لـ"الجزيرة نت" بلهجة لا تخلو من حدة واضحة: "هذه الدراسة سرقت العلم كله".
وتقدم الدراسة المنشورة في دورية "إنفيرومنت آند كومينيكيشنز إيرث" التابعة لدار النشر "نيتشر"، والتي قادتها الأستاذة بقسم علوم الأرض والمحيطات بجامعة نورث كارولينا ويلمنغتون "إيمان غنيم"، أدلة جيولوجية على أن 31 هرما من أهرامات مصر -من بينها أهرامات الجيزة- شُيدت على امتداد فرع يبلغ طوله 64 كيلومترا من نهر النيل، دُفن منذ فترة طويلة تحت الأراضي الزراعية والصحراء، وأن موقع البناء اختاروه قريبا من هذا الفرع الذي أسماه الباحثون باسم "فرع الأهرامات" لتسهيل نقل الحجارة عبر المراكب إلى مواقع البناء.
ورغم اعتراف الفريق البحثي في دراستهم بأن ما قدموه ليس كشفا جديدا بقدر ما هو محاولة لتقديم أدلة جيولوجية على ما هو معروف تاريخيا، فإن كبير الأثريين ووزير الآثار الأسبق زاهي حواس رفض هذه الدراسة رفضا باتا.
ويقول: "هذه الدراسة سرقت العلم كله، وتُكرر ما سبق وذكرتُه منذ 30 عاما في أوراق بحثية وكتب منشورة، بأدلة أيضا مادية، كان من بينها اكتشاف ميناء الملك خوفو وميناء الملك خفرع".
وتابع: "إذا نظرت على خرائط قديمة ستجد ما يعرف ببحر الليبيني، وهو النهر الذي قطعه الفراعنة غرب النهر الحالي، وكان متفرعا منه قنوات تتصل بموانئ كانت ترسو فيها السفن، وهي موانئ خوفو وخفرع التي قدتُ فرقا بحثية اكتشفتها".
وأضاف أن "هناك أيضا بردية شهيرة تسمى بردية وادي الجرف، تحكي بالتفصيل كيف حدث البناء وعملية نقل الحجارة إلى الموانئ القريبة من الأهرامات".
وخلص حواس من ذلك إلى القول: "لدينا أدلة تاريخية، وأخرى مادية تتمثل في الموانئ المكتشفة، ولذلك فإن هذه الدراسة لا تحمل أي قيمة تذكر، وسأصدر مع عالم الآثار الأميركي المتخصص في منطقة الأهرامات مارك لينر؛ بياناً نعبر فيه بشكل واضح عن رأينا في هذه الدراسة التي لا علاقة لها بالعلم".
الخط الأزرق في الخريطة التي نشرها الباحثون يوضح قرب مواقع بناء الأهرامات من فرع النيل المنقرض (دورية إنفيرومنت آند كومينيكيشنز إيرث) أول دليل جيولوجيولا يدعي أستاذ الجيولوجيا بجامعة طنطا المصرية والباحث المشارك بالدراسة محمد صبحي فتحي، أنهم توصلوا إلى اكتشاف غير معروف بشأن وجود نهر قديم بجوار الأهرامات، لكنه قال في حديث هاتفي مع "الجزيرة نت": "المميز في دراستنا والذي دفع دورية تابعة لنيتشر إلى نشر بحثنا، أننا قدمنا توصيفا متكاملا لهذا النهر المدفون باستخدام مجموعة تقنيات علمية حديثة".
وأضاف أن "ما كان الأثريون يتحدثون عنه استطعنا تحديده جيولوجيا على أرض الواقع، فأصبحنا نعرف الآن أين يقع فرع النيل الذي كان يُستخدم في نقل حجارة الأهرامات، وما هي أبعاده، ومدى ارتباطه بمعابد الوادي القريبة من الأهرامات، والتي كانت بمثابة موانئ تحط فيها السفن التي تنقل حجارة الأهرامات".
واستخدم الباحثون للتوصل لهذه الأدلة، بيانات الأقمار الصناعية والرادارية، وتأكدت صحة هذه البيانات بالعثور على عينات لرواسب قنوات النهر، والتي تؤكد وجود فرع نهري نشط بالقرب من موقع الأهرامات في الماضي.
ويوضح فتحي أن موجات الرادار كشفت قنوات الأنهار المدفونة، ثم جاء بعد ذلك دور الحفر العميق للتربة والمسح الجيوفيزيائي في الميدان ليؤكد صحة ما جاء في خرائط الأقمار الصناعية الرادارية، ويثبت بما لا يدع مجالا للشك وجود فرع النيل القديم الذي أسميناه "فرع الأهرامات".
ويشير إلى أنه "على طول هذا الفرع الذي بلغ 64 كيلومترا وكان عرض قناته نحو 500 متر، أوضحنا سبب وجود 31 هرما على شكل سلسلة تمتد من منطقة لشت جنوبا حتى الجيزة شمالا، وحددنا أن بعض هذه الأهرامات بنيت على ضفاف النهر القديم مباشرة والبعض الآخر على مشارف خلجان صغيرة متفرعة منه".
زاهي حواس: الدراسة لم تأت بجديد وسأصدر بيانا مشتركا مع عالم أميركي لانتقادها (غيتي) زواج جيولوجي تاريخيومن جانبه، لا يرى عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية والكاتب في علم المصريات "بسام الشماع"، مبررا لانتقاد الدراسة، حتى ولو لم تكشف عن جديد لا يعرفه المهتمون بعلم المصريات.
وقال الشماع في حديث هاتفي مع "الجزيرة نت": "نعم نحن نعرف أنه كان هناك فرع لنهر النيل بالقرب من الأهرامات، وصور الأهرامات القديمة كانت تُظهر ذلك بوضوح، ولكن الدراسة تقدم شرحا جيولوجيا رفيع المستوى لما كنا نعرفه، لتُحدِث بذلك زيجة كانت مستحيلة بين التاريخ والجيولوجيا".
بسام الشماع: الدراسة أحدثت زواجا كان مستحيلا بين التاريخ والجيولوجيا (الجزيرة)
وعادة ما كان يقع تعارض بين التاريخ والجيولوجيا في تفسير كثير من الأمور، ولكن هذه المرة جاءت الجيولوجيا مؤيدة لما هو معروف في التاريخ، وأجابت بشكل واضح عن أسباب اختيار أماكن بناء الأهرامات، كما يوضح الشماع.
ويضيف أن "هذه الدراسة بالأدلة الجيولوجية التي قدمتها والمسح الراداري الذي أجرته به، تغلق باب الاجتهادات الغربية التي كانت تطل علينا من حين لآخر بنظريات غير منطقية عن بناء الأهرامات".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات بناء الأهرامات هذه الدراسة
إقرأ أيضاً:
مبادرة 100 يوم رياضة تجري علي النيل بأسوان
نظمت جامعة أسوان مهرجانًا رياضيًّا بقوارب التجديف والكياك تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ضمن فعاليات "مبادرة 100 يوم رياضة" التي أطلقتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من خلال الإتحاد الرياضي للجامعات في سبتمبر الماضي، وتأتي هذه الفعالية في إطار خطة الوزارة لتنفيذ مبادرة السيد رئيس الجمهورية للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان" بمشاركة 150 طالبًا وطالبة.
مبادرة 100 يوم رياضة تجري علي النيل بأسوانشارك في المهرجان طلبة وطالبات جامعة أسوان، بإشراف وحضور د.لؤي سعد الدين نصرت القائم بعمل رئيس جامعة أسوان، ود.مصطفى بيومي مساعد وزير التعليم العالي والبحث العلمي للتنمية المستدامة والحياة الطلابية ونائب رئيس الاتحاد الرياضي المصري للجامعات، ود.عادل مكي عميد كلية علوم الرياضة بجامعة أسوان، وأ.سلامة منزلي طه رئيس مجلس إدارة نادي التجديف والرياضات المائية بأسوان.
وفي هذا الصدد، أكد د.أيمن عاشور الدور المحوري للأنشطة الطلابية في المنظومة التعليمية، وأن الانخراط في الأنشطة الرياضية يعزز منظومة القيم لدى شباب الجامعات، وينمي روح الفريق والتعاون، ويقوي الروابط الإنسانية، كما يساهم في تطوير شخصية الطلاب، ويعدهم ليكونوا جيلًا واعيًا وقادرًا على مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.
الزمالك يكتسح المعادي واليخت بخماسية في دوري الكرة النسائية تطورات جديدة في أزمة موهبة الأهلي بعد مفاوضات الزمالكوأكد الوزير أنه في إطار اهتمام القيادة السياسية ببناء الإنسان المصري، وحرصًا على وضع التنمية البشرية على رأس قائمة الأولويات الوطنية، تسعى الوزارة إلى تنمية وتطوير شخصية شباب مصر، مشيرًا إلى أن "مبادرة 100 يوم رياضة" تأتي في إطار خطة الوزارة لتنفيذ مبادرة السيد رئيس الجمهورية للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، مثمنًا جهود الجامعات المصرية في تنفيذ مبادرة 100 يوم رياضة"، مضيفًا أن المبادرة تهدف إلى المساهمة في تنمية وتطوير شخصية شباب الجامعات من خلال تشجيعهم على ممارسة الرياضة، ورفع معدلات النشاط البدني لطلبة وطالبات الجامعات.
وأشار د. لؤي سعد الدين إلى أن الجامعة تستهدف تنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات الرياضية، مع تشجيع الطلاب على المشاركة الفعالة في هذه الأنشطة المتنوعة، لافتًا إلى توفير منصات للتسجيل والاشتراك في كافة الفعاليات الرياضية؛ بهدف إتاحة الفرصة لجميع الطلاب للمشاركة، مؤكدًا أهمية هذه الأنشطة في اكتشاف ودعم الطلاب الموهوبين والمبدعين رياضيًا، وتأهيلهم للمشاركة في البطولات المحلية والدولية.
وأضاف القائم بعمل رئيس جامعة أسوان أن الجامعة تدعم منذ اليوم الأول مبادرة "100 يوم رياضة" التي أطلقتها وزارة التعليم العالي، والتي تهدف إلى تحسين الصحة البدنية للطلاب، وصقل شخصياتهم، وتنمية الروح التنافسية لديهم، كما أكد سعي الجامعة المستمر لرفع كفاءة البنية التحتية وتطوير المنشآت والملاعب الرياضية وفقًا لأحدث المعايير العالمية.
وأكد د.مصطفى بيومي دور الرياضة كركيزة أساسية في بناء وتنمية الإنسان المصري، مشيدًا بجهود جامعة أسوان في تنظيم فعاليات مبادرة "100 يوم رياضة"، ومثمنا الدور المميز لكلية علوم الرياضة بقيادة الدكتور عادل مكي في نشر ثقافة ممارسة الرياضة بالجامعة والمحافظة. وأوضح أن المبادرة تهدف إلى إعداد شباب قادرين على المساهمة في التنمية الشاملة وبناء مستقبل الوطن، من خلال تعزيز النشاط البدني والوقاية من الأمراض غير السارية، بالإضافة إلى تعزيز القيم السامية لدى الطلاب، مؤكدًا حرص وزارة التعليم العالي على دعم جامعة أسوان في مختلف الأنشطة الطلابية وتعزيز دور الرياضة ضمن منظومة التعليم العالي والبحث العلمي.