استقالة المدير التنفيذي لشركة OpenAI
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في خطوة مفاجئة، قام جان ليك، رئيس قسم المحاذاة والمدير التنفيذي في OpenAI، بتقديم استقالته في 17 مايو 2024، ويعد رحيله بمثابة انتهاء حقبة قوية في أبحاث وتطوير الذكاء الاصطناعي في المنظمة، وفقا لموقع indiatoday.
حيث أعلن لايكي، عن طريق عدد من التغريدات، عن أن اتخاذ قرار بالاستقالة ليس من السهل، لقد تحدث عن إنجازات فريقه على مدى السنوات الثلاث الماضية، بما في ذلك إطلاق أول نموذج لغة RLHF "التعلم المعزز من ردود الفعل البشرية" مع InstructGPT، كما حقق فريقه خطوات هامة في الإشراف القابل للتطوير على نماذج اللغات الكبيرة "LLMs" وكان رائدا في التقدم في إمكانية الترجمة الفورية الآلية والتعميم من الضعيف إلى القوي.
أنا أحب فريقي"، غرد Leike، معربا عن امتنانه للأفراد الموهوبين الذين عمل معهم داخل وخارج فريق Superalignment، وسلط الضوء على الذكاء واللطف والفعالية التي تتمتع بها موهبة OpenAI.
ومع ذلك، كان رحيل لايكي مدفوعا بمخاوف عميقة بشأن اتجاه الشركة، وكشف عن الخلافات المستمرة مع قيادة OpenAI حول الأولويات الأساسية للمنظمة، وقال: "نحن بحاجة ماسة إلى معرفة كيفية توجيه أنظمة الذكاء الاصطناعي والتحكم فيها بشكل أكثر ذكاء منا"، مشددا على أهمية التركيز على أجيال المستقبل من نماذج الذكاء الاصطناعي، والأمن، والمراقبة، والتأهب، والسلامة، وقوة الخصومة، والمواءمة، والسرية.
وأعرب ليك عن قلقه من أن هذه المجالات الحيوية لا تحظى بالاهتمام والموارد اللازمة، وقال في تغريدة: "من الصعب جدا حل هذه المشكلات بشكل صحيح، وأنا قلق من أننا لسنا على الاتجاه الصحيح للوصول إلى هناك"، مضيفا أن فريقه ما واجه تحديات في تأمين الموارد الحسابية اللازمة لأبحاثهم.
كما أعرب عن مخاوفه بشأن المخاطر المؤدية لتطوير آلات أكثر ذكاء من البشر، مشددا على أن OpenAI تتحمل مسؤولية كبيرة تجاه البشرية، وانتقد الشركة لإعطاء الأولوية "للمنتجات اللامعة" على ثقافة وعمليات السلامة، داعيا إلى التحول نحو أن تصبح شركة AGI "الذكاء العام الاصطناعي" هي السلامة أولا.
وفي رسالته الأخيرة إلى موظفي OpenAI، حثهم Leike على التصرف بأهمية المناسبة لبناء الذكاء الاصطناعي العام وتبني التغييرات الثقافية ، وكتب "العالم يعتمد عليكم".
تؤكد استقالة جان لايكي الطبيعة الحرجة والمعقدة لتطوير الذكاء الاصطناعي والحاجة الماسة إلى دراسة متأنية للآثار المتعلقة بالسلامة والأخلاق مع تقدم التكنولوجيا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي تغريدة تغريدات الاستقالة الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي خطر محدق بالكتابة الصحفية
منذ إطلاق الذكاء الاصطناعي أو ما يُعرف بـ«تشات جي بي تي» في ٣٠ نوفمبر من عام ٢٠٢٢م، بواسطة أوبن أيه آي ـ سان فرانسيسكو المُصَمَم على محاكاة القدرات الذهنية للبشر عبر استخدام تقنيات التعلم والاستنتاج ورد الفعل واتخاذ القرارات المستقلة... منذ ذلك الحين غصّْت الصحف التقليدية ومنصات الكتابة الإلكترونية بالمقالات والأعمدة والتحليلات التي لا تنتمي إلا شكليًا للشخص المُدونُ اسمه في نهايتها.
وبقدر ما يُسهم الذكاء الاصطناعي في حل كثير من الإشكالات في حياتنا بما يمتلكه من قدرات خارقة تساعد الإنسان والمؤسسات على تحسين الأداء وحل المعضلات والتنبؤ بالمستقبل عبر «أتمتة» المهام والعمليات، إلا أنه ساهم في تقويض مهارات الكتابة الصحفية كوسيلة أصيلة للتعبير عن الأفكار وطرح الرؤى الواقعية التي تساعد المجتمع على تخطي مشكلاته... يتبدى ذلك من خلال تقديم معلومات غير موثوقة كونها لا تمر بأيٍ من عمليات التحقق ولا تقع عليها عين المحرر.
يستسهل حديثو العهد بالعمل الصحفي وممن لا علاقة لهم بعالم الصحافة كتابة مقال أو تقرير أو تحقيق صحفي، فلم يعودوا بحاجة للبحث والتحضير وتعقب المعلومات وهو المنهج الذي ما زال يسير عليه كاتب ما قبل الذكاء الاصطناعي الحريص على تقديم مادة «حية» مُلامِسة للهمّ الإنساني، فبضغطة زر واحدة يمكن الآن لأي صحفي أو من وجد نفسه مصادفة يعمل في مجال الصحافة الحصول على المعلومات والبيانات التي سيتكفل الذكاء الاصطناعي بتوضيبها واختيار نوع هرم تحريرها وحتى طريقة إخراجها ليترك للشخص المحسوب على الصحفيين فقط وضع صورته على رأس المقالة أو التحليل أو العمود وتدوين اسمه أسفله.
إن من أهم أخطار الذكاء الاصطناعي على العمل الصحفي أن الشخص لن يكون مضطرًا للقراءة المعمّقة وتقصي المعلومات والبيانات ولهذا سيظهر عاجزًا عن طرح أفكار «أصلية» تخُصه، فغالبًا ما يقوم الذكاء الاصطناعي بتقديم أفكار «عامة» تعتمد على خوارزميات وبيانات مُخزّنة.. كما أنه لن ينجو من اقتراف جريمة «الانتحال» كون المعلومات التي يزوده بها الذكاء الاصطناعي «مُختلَقة» يصعب تحري صدقيتها وهي في الوقت ذاته «مُتحيزة» وغير موضوعية تأخذ طرفًا واحدًا من الحقيقة وهو بلا شك سبيل لإضعاف مصداقية أي صحفي.
وتقف على رأس قائمة أخطار الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي في الكتابة الصحفية ما يقع على القارئ من ضرر، إذ لوحظ أنه يواجه دائمًا صعوبة في استيعاب «السياق» وهي سمة يُفترض أن تُميز بين كاتب صحفي وآخر... كما أنه يُضطر لبذل مجهود ذهني أكبر لاستيعاب عمل «جامد» يركز على كمية المعلومات وليس جودتها، فمن المتعارف عليه أن المادة وليدة العقل البشري تتصف بالمرونة والحيوية والعُمق والذكاء العاطفي ووضوح الهدف.
لقد بات ظهور أشخاص يمتهنون الصحافة كوظيفة وهم يفتقرون للموهبة والأدوات خطرًا يُحِدق بهذه المهنة في ظل ما يتيحه الذكاء الاصطناعي من قدرات فائقة على صناعة مواد عالية الجودة في زمن قياسي رغم أن القارئ لا يحتاج إلى كثير من الجهد لاكتشاف أن هامش التدخل البشري في المادة المُقدمة له ضئيل للغاية.
بقليل تمحيص يمكن للقارئ استيضاح أن لون المادة التي بين يديه سواء أكانت مقالة أو عمودا أو تقريرا يفتقر إلى «الإبداع والأصالة» وهو ما يؤكد أن الذكاء الاصطناعي لن يحل في يوم من الأيام محل العقل البشري الذي من بين أهم مميزاته قدرته الفائقة على الابتكار والتخيل والإبداع والاستنتاج عالي الدِقة.
النقطة الأخيرة..
رغم التنبؤات التي تُشير إلى ما سيُحدثه الذكاء الاصطناعي من نقلة هائلة على مستوى زيادة الكفاءة والإنتاجية وتوفير الوقت والتكاليف، إلا أنه سيظل عاجزًا عن تقديم أفكار خلّاقة وأصلية علاوة على المردود السلبي المتمثل في تدمير ملَكات الإنسان وإضعاف قدراته الذهنية.
عُمر العبري كاتب عُماني