مع اقتراب موعد انعقاد الدورة الثانية من جيتكس إفريقيا المغرب 2024، تتزايد الانتظارات والآمال المعقودة على حدث من المقرر أن يشكل علامة فارقة بالنسبة للتحول الرقمي في إفريقيا. فخلال الفترة من 29 إلى 31 مايو 2024، سيجمع جيتكس إفريقيا المغرب بمدينة مراكش الزاخرة الرواد العالميين للتكنولوجيا والمبتكرين الشغوفين ورواد الأعمال الملهمين، القادمين من أزيد من 130 بلدا حول العالم، والذين سيتيح لهم الملتقى فرصة استكشاف الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية في دفع عجلة النمو الاقتصادي وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية للقارة الإفريقية.

خلال اللقاء الإعلامي الذي عقد يوم 15مايو، تم تسليط الأضواء على المشاركين المرتقبين، وعلى الخصوص العارضين الرئيسيين، مع التركيز على أدوارهم ومساهماتهم في الحدث من خلال العروض التي سيقدمونها حول الابتكارات التي يحركها الذكاء الاصطناعي ومسارات ووسائل التحول الرقمي.

وُضِعَ جيتكس إفريقيا المغرب 2024 تحت الرعاية السامية للعاهل المغربي صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وتشرف على تنظيمه وزارة التحول الرقمي والإصلاح الإداري بالمغرب، بشراكة مع وكالة التنمية الرقمية. ويُنَظَّم هذا الحدث التكنولوجي الكبير، الذي يعتبر الأول من نوعه على الصعيد الإفريقي، من قبل شركة كون العالمية، وهي الفرع الدولي لمركز دبي التجاري العالمي، والمشهورة أيضا بتنظيم المعرض الدولي الرائد عالميا في مجال التكنولوجيا « جيتكس جلوبال » في الإمارات العربية المتحدة.

يترقب جيتكس إفريقيا المغرب 2024 مشاركة 1400 عارضا من عالم التكنولوجيا والشركات الناشئة، ينتمون إلى 130 دولة حول العالم، ومن بينهم 200 شركة ناشئة مغربية، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الزوار، مشكلا بذلك منصة فعلية للالتقاء والتواصل وربط علاقات الأعمال والشراكات بين رواد الأعمال والمستثمرين، وتعزيز المنظومة البيئية لريادة الأعمال التكنولوجية والابتكار.

اهتمام المبتكرين عبر العالم بإمكانيات الذكاء الاصطناعي والخدمات المالية الرقمية وقابلية الربط بالشبكات في إفريقيا.

افتتح نبيل أوشاكور، رئيس قسم العلامة التجارية لدى هواوي المغرب، الندوة الصحافية، بكلمة ركز فيها على الأهمية التي أصبحت تكتسيها الابتكارات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، سواء بالنسبة للمغرب أولغيره من بلدان المعمور، مشيرا إلى أن هذه الابتكارات قد « فتحت فصلا جديدا من التحول الذكي ».

وتجدر الإشارة إلى أن هواوي، التي تعد المزود العالمي الأساسي للبنيات التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتجهيزات الذكية، تعود للمشاركة للسنة الثانية على التوالي كعارض رئيسي وراع لهذا الحدث التكنولوجي الكبير بمراكش. وأضاف أوشاكور قائلا: « من خلال هذه المشاركة، تجدد هواوي التأكيد، بصفتها الراعي الألماسي لملتقى جيتكس إفريقيا المغرب 2024، على التزامها الراسخ بمساعدة جميع القطاعات من أجل تحقيق أقصى فائدة ممكنة من التكنولوجيات الرقمية الذكية، وعلى التمكن من اغتنام الفرص الاستراتيجية التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، ودعمها لتحقيق ذلك بالحوسبة السحابية والشبكات المتقدمة وتكنولوجيا الطاقة الرقمية ». وأضاف: « معا، سنتمكن من مساعدة جميع القطاعات على إنجاز تحولها الذكي من أجل مستقبل رقمي زاهر وأكثر إشراقا في إفريقيا ».

في نفس الاتجاه، ركز محمد بوحموش، مدير نجاح الزبناء في نيجيريا وغانا لدى مايكروسوفت إفريقيا، التي تعتبر الشريك الرسمي لهذه الدورة في مجال الذكاء الاصطناعي، على الأهمية التي يكتسيها الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني بالنسبة للنمو الاقتصادي في المنطقة، مشيرا إلى أن من بين المبادرات الأخيرة لاستخدام الذكاء الاصطناعي لفائدة المجتمع في إفريقيا، سلطت الشركة الضوء على أهمية التعليم وتنمية ثقافة الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال المساعدة على تكوين 4 مليون شاب مهني عبر القارة الإفريقية خلال الخمس سنوات الأخيرة. وقال: « الذكاء الاصطناعي هو التكنولوجيا المُمَيِّزة لعصرنا هذا. ونلاحظ أن الذكاء الاصطناعي يفتح المجال أمام فرص جديدة في أفريقيا من خلال تكاثر وازدهار مراكز التكنولوجيا وتزايد أعداد السكان الشباب النشيطين. وهدفنا هو أن يصبح الذكاء الاصطناعي حافزا للتقدم المستدام ولتحسين أداء العديد من القطاعات على صعيد القارة ».

أما الشركة المالية العملاقة « فيزا الدولية »، فكانت ممثلة في هذه الندوة الصحافية من قبل سامي رمضان، مدير شركة فيزا بالمغرب، والذي سلط الضوء على الدور الحاسم لأنظمة لأداء الرقمية في التنمية الاقتصادية للمناطق ذات الساكنة الشابة. وفي معرض تعليقه على الحدث، قال رمضان: « بصفتها شركة عالمية رائدة في مجال الأداءات الرقمية، تلتزم فيزا بدفع عجلة الابتكار والتحول الرقمي عبر القارة الأفريقية جمعاء. وأنا فخور ومتحمس للغاية لمشاركتنا في معرض جيتكس أفريقيا المغرب. فالمملكة، المعروفة بمشهدها التكنولوجي المتنامي وموقعها الجغرافي الاستراتيجي، تمثل قناة أساسية لنقل النمو التكنولوجي والابتكار إلى إفريقيا، وهذا الحدث، الذي يوجد في تقاطع التكنولوجيا والأعمال التجارية، يتماشى تماما مع التزام فيزا المستمر بالنهوض بالابتكار الرقمي. ففي نفس الوقت الذي سنعرض فيه أحدث حلولنا وتقنياتنا بهذا المعرض، نتطلع أيضا إلى المساهمة في النقاشات المثمرة التي سيشهدها الملتقى واغتمام ما سيتيحه من فرص تعزيز التعاون الذي من شأنه أن يزيد من تمكين المستهلكين والشركات في المغرب وفي جميع أنحاء القارة ».

من جانبه، سلط إبراهيم السباعي، نائب رئيس قسم المبيعات لدى شركة أورانج، التي تعتبر أحد متعهدي الاتصالات الرئيسيين بالمغرب، الضوء على التزام الشركة في مجال تأمين بنية تحتية موثوقة بالمغرب وتعزيز الربط بالشبكات، كما تحدث عن اهتمام الشركة باغتنام الفرص التي يتيحها معرض جيتكس إفريقيا المغرب، وقال: « في أورانج المغرب، نحن سعداء بالمشاركة في معرض جيتكس أفريقيا المغرب 2024. وأود التأكيد على التزامنا الراسخ بتعزيز البنية التحتية الرقمية في المغرب. ويكتسي هذا الحدث بالنسبة لنا أهمية حاسة للغاية، إذ يتيح لنا فرصة إبراز مدى التقدم الذي أحرزناه في مجال الاتصالات والأمن السيبراني، وهو أمر ضروري لاستضافة الفعاليات العالمية مثل كأس العالم لكرة القدم 2030.كما أود الإشارة إلى أن مبادراتنا الأخيرة، بما في ذلك إنشاء سحابة سيادية والاستفادة من الذكاء الاصطناعي، تسلط الضوء على حرصنا وتفانينا في توفير الأمن المعلوماتي والنهوض بالابتكار التكنولوجي. نحن متحمسون للغاية للتواصل مع رواد الصناعة واستكشاف الفرص المتاحة لدفع التحول الرقمي في المغرب إلى الأمام ».

هيئات مغربية مرموقة تكشف عن انتظاراتها وتطلعاتها بشأن جيتكس إفريقيا المغرب

تطرق أحمد بنانا، المدير العام للمستشفى الدولي الجامعي محمد السادس ببوسكورة، أحد الرعاة الأساسيين لجيتكس إفريقيا المغرب في المجال الصحي، وإحدى المؤسسات الأكثر ابتكارا التي توفر دعما ورعاية مثالية للمرضى في إفريقيا، في كلمته خلال اللقاء الإعلامي، إلى التطورات التي عرفها مجال التكنولوجيا الصحية، مشددا على الأهمية التي يكتسيها التعاون العابر للقطاعات في تسريع تقدم التكنولوجيا الصحية المرتكزة على الذكاء الاصطناعي. وقال: « أنا فخور بالمشاركة في معرض جيتكس أفريقيا المغرب 2024. وأود الإشارة إلى أن التزام المستشفى الدولي الجامعي محمد السادس، بدمج التقنيات المتقدمة، من قبيل الذكاء الاصطناعي، يشكل تعزيزا قويا للرعاية الصحية التي يقدمها وللنتائج بالنسبة للمرضى ». وأضاف بنانا قائلا: « يوفر معرض جيتكس بالنسبة لنا منصة أساسية للتعاون مع الرواد العالميين في مجال الصحة الرقمية ومشاركة ابتكاراتنا والاستفادة من تبادل أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال. وأنا واثق أننا سنعمل معا، جنبا إلى جنب، من أجل الدفع بعجلة التحول الرقمي للرعاية الصحية في أفريقيا إلى الأمام ».

وشاركت أيضا في اللقاء الصحافي، شركة UM6P Ventures، الذراع الاستثماري لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية. وقدت الشركة المتخصصة في تسريع الابتكار العلمي في المغرب، وعلى الصعيد الإفريقي بشكل عام، مهمتها المتمثلة في دعم الجيل التالي من رواد الأعمال الذين يتطلعون إلى مستقبل رقمي زاهر، يكون أكثر اتصالا وشمولا. وبهذا الصدد، قال ياسين لغزيوي، الرئيس التنفيذي لشركة UM6P Ventures ومدير ريادة الأعمال والمجازفة في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية: « تندرج مشاركتنا في معرض جيتكس في إطار رؤية UM6P الطموحة لدعم ريادة الأعمال والابتكار في جميع أنحاء إفريقيا »، مضيفا: « نحن ملتزمون بدعم ومواكبة الشركات الناشئة، من المختبر إلى السوق، ومنظومتنا للدعم والمواكبة على أتم الاستعداد لاستضافة ودعم الابتكارات الرئيسية في أفريقيا ».

سيفتح معرض جيتكس أفريقيا المغرب 2024 أبوابه يوم 29 مايو ابتداء من الساعة 11:30 صباحا إلى غاية 6:00 مساء، وخلال يومي 30-31 مايو، من الساعة 10:00 صباحا إلى 6:00 مساء. وتجدر الإشارة إلى أن دخول المعرض مخصص حصريا للمهنيين المسجلين مسبقا، مع استقبال خاص للطلاب الذين تبلغ أعمارهم 16 عاما فما فوق خلال اليوم الثالث، شريطة التوفر على دعوة. للمزيد من المعلومات يرجى تصفح الموقع الإلكتروني للحدث على الرابط التالي: www.gitexafrica.com

المصدر: مراكش الان

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی التحول الرقمی فی معرض جیتکس محمد السادس فی إفریقیا الضوء على فی المغرب هذا الحدث من خلال فی مجال

إقرأ أيضاً:

احترس من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لطفلك

فجأة، ظهرت في السوق أدوات ذكاء اصطناعي جديدة للمستهلكين يمكنها أخذ أي جزء من النص أو الصوت أو الفيديو وتوفير ملخصات مبسطة.

 

 

 

في هذه الأيام، كما كتب جيفري آر. يونغ (*) يمكن للطلاب استخدام أدوات مثل «نوتبوك إل إم» NotebookLM من «جوجل» لتحويل ملاحظات محاضراتهم «بودكاست»، حيث تتبادل روبوتات الذكاء الاصطناعي الرائقة المزاح والتعليق على النقاط الرئيسية. 

وأغلب الأدوات مجانية، وتقوم بعملها في ثوانٍ بنقرة زر.

 

أدوات ذكية شائعة

من الطبيعي أن كل هذا يسبب القلق بين بعض المدرسين، الذين يرون الطلاب يوجهون العمل الشاق المتمثل في تجميع المعلومات، إلى أداة الذكاء الاصطناعي بسرعة لم تكن ممكنة من قبل.

 

لكن الصورة العامة أكثر تعقيداً، خصوصاً وأن هذه الأدوات أصبحت أكثر شيوعاً وبدأ استخدامها يصبح معياراً في مجال الأعمال وغيرها من السياقات خارج الفصل الدراسي.

 

تعمل الأدوات بمثابة شريان حياة خاص للطلاب الذين يمتازون باختلافات في نشاطهم الذهني، الذين أصبح لديهم فجأة إمكانية الوصول إلى الخدمات التي يمكن أن تساعدهم على التنظيم ودعم فهمهم للقراءة، كما يقول خبراء التدريس.

 

لا توجد إجابة شاملة

تقول أليكسيس بيرس كوديل، المحاضرة في علوم المعلومات بجامعة إنديانا في بلومنغتون، التي قامت أخيراً بمهمة شارك فيها الكثير من الطلاب بخبراتهم ومخاوفهم بشأن أدوات الذكاء الاصطناعي: «لا توجد إجابة شاملة... إذ سيستخدمها الطلاب في علم الأحياء بطريقة ما، وسيستخدمها طلاب الكيمياء بطريقة أخرى. ويستخدمها طلابي جميعاً بطرق مختلفة».

 

وتؤكد المدرسة أن الأمر ليس بهذه البساطة، ولا يجب أن نفترض أن الطلاب جميعاً غشاشون. وتضيف: «كان بعض الطلاب قلقين بشأن الضغوط التي يتعرضون لها للانخراط في استخدام الأدوات - فإذا كان جميع أقرانهم يفعلون ذلك، فعليهم أن يفعلوا ذلك حتى لو شعروا أنه يعيق تعلمهم الحقيقي». وهم يسألون أنفسهم أسئلة مثل، «هل يساعدني هذا في اجتياز هذه المهمة المحددة أو هذا الاختبار المحدد - لكن هل سيكون هذا على حساب التعلم؟».

 

وكل هذا يضيف تحديات جديدة إلى المدارس والكليات في محاولتها وضع حدود وسياسات لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية.

 

مخاوف من قلة الاستيعاب

يبدو أن شركات التكنولوجيا تعلن كل أسبوع تقريباً - أو حتى كل يوم - عن ميزات جديدة يتبناها الطلاب في دراساتهم.

 

على سبيل المثال، في الأسبوع الماضي فقط، أصدرت شركة «أبل» ميزات «أبل إنتليجنس» لأجهزة «آيفون»، ويمكن لإحدى الميزات إعادة صياغة أي جزء من النص بنغمات مختلفة، مثل غير الرسمية أو المهنية. وفي الشهر الماضي، أصدرت شركة «أوبن إيه آي»، وهي الشركة المصنعة لـ«تشات جي بي تي» ميزة تسمى «كانفاس» Canvas تتضمن أشرطة تمرير للمستخدمين لتغيير مستوى قراءة النص على الفور.

 

يقول مارك واتكينز، وهو محاضر في الكتابة والبلاغة في جامعة ميسيسيبي، إنه قلق من أن الطلاب ينجذبون إلى وعود توفير الوقت التي تقدمها هذه الأدوات، وقد لا يدركون أن استخدامها قد يعني التخلي العمل الفعلي اللازم لاستيعاب المادة وتذكرها.

 

ويضيف: «من وجهة نظر التدريس والتعلم، هذا أمر مقلق للغاية بالنسبة لي؛ لأننا نريد لطلابنا أن يكافحوا قليلاً، وأن يكون لديهم القليل من الاحتكاك، لأن هذا مهم لتعلمهم».

 

ويقول إن الميزات الجديدة تجعل من الصعب على المعلمين تشجيع الطلاب على استخدام الذكاء الاصطناعي بطرق مفيدة - مثل تعليمهم كيفية صياغة المطالبات لتغيير مستوى كتابة شيء ما.

 

ذلك أن هذه الأدوات «تزيل ذلك المستوى الأخير من الصعوبة المطلوب التغلب عليها في عملهم - وذلك عندما يمكنهم فقط الضغط على الأزرار والحصول (من الأداة) على مسودة نهائية، والحصول على تعليقات على المسودة النهائية أيضاً».

 

سياسات جديدة للتعليم بالذكاء الاصطناعي... تقادمت

وحتى الأساتذة والكليات التي تبنت سياسات الذكاء الاصطناعي قد تحتاج إلى إعادة النظر فيها في ضوء هذه الأنواع الجديدة من القدرات. كما قال أستاذان في مقال رأي نُشر مؤخراً بعنوان «سياسة الذكاء الاصطناعي الخاصة بك أصبحت قديمة بالفعل».

 

ويتساءل مؤلفا المقال، زاك جوستوس، مدير تطوير أعضاء هيئة التدريس في جامعة ولاية كاليفورنيافي تشيكو، ونيك جانوس، أستاذ علم الاجتماع هناك، عن مثل هذه الحالة: «طالب يقرأ مقالاً حمّله س، لكن الطالب لا يستطيع تذكر نقطة رئيسية في المقال؛ لذا يستخدم مساعد الذكاء الاصطناعي لتلخيص أو تذكيره بالمكان الذي قرأ فيه شيئاً ما.

 

هل استخدم هذا الشخص الذكاء الاصطناعي عندما كان هناك حظر على الاستخدام في الفصل الدراسي؟».

 

ويشيران إلى أن الأدوات الشائعة مثل «أدوبي أكروبات» Adobe Acrobat تحتوي الآن على ميزات «مساعد الذكاء الاصطناعي» التي يمكنها تلخيص المستندات بضغطة زر.

 

وبدلاً من صياغة وإعادة صياغة سياسات الذكاء الاصطناعي، يزعم الأستاذان أن المعلمين يجب أن يعملوا على وضع أطر عامة لما هو مقبول من المساعدة من برامج المحادثة الآلية.

 

لكن مارك واتكينز يدعو صناع أدوات الذكاء الاصطناعي إلى بذل المزيد من الجهود للتخفيف من سوء استخدام أنظمتهم في البيئات الأكاديمية، أو كما قال : «للتأكد من أن هذه الأداة التي يستخدمها الطلاب بشكل بارز، فعالة بالفعل في تعليمهم وليس فقط بصفتها أداةً لتخفيف العبء».

 

تجارب ميدانية: دقة غير متساوية

تثير أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة هذه مجموعة من التحديات الجديدة تتجاوز تلك التي كانت موجودة سابقاً.

 

أحد التحديات هو أن أدوات تلخيص الذكاء الاصطناعي لا تقدم دائماً معلومات دقيقة؛ بسبب ظاهرة نماذج اللغة الكبيرة المعروفة باسم «الهلوسة»، عندما تخمن برامج المحادثة الآلية الحقائق، ولكنها تقدمها للمستخدمين بصفتها أشياء مؤكدة.

 

التسطيح والعمق لدى الذكاء الاصطناعي

على سبيل المثال، عندما جرَّبت بوني ستاشوياك لأول مرة ميزة البث الصوتي على برنامج «نوتبوك إل إم» من «غوغل»، قالت إنها انبهرت بمدى واقعية أصوات الروبوتات ومدى قدرتها على تلخيص المستندات التي تغذيها بها. وستاشوياك هي مضيفة برنامج البث الصوتي الطويل الأمد، Teaching in Higher Ed، وعميدة التدريس والتعلم في جامعة فانغارد بجنوب كاليفورنيا، وهي تجرّب بانتظام أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة في تدريسها.

 

لكن مع تجربتها للأداة أكثر، وإضافة مستندات حول مواضيع معقدة تعرفها جيداً، لاحظت أخطاء أو سوء فهم عرضياً. وتقول: «إنها تسطح المواضيع فقط - إنها تفتقد معرفة كل هذه الفروق الدقيقة... ويبدو الأمر حميمياً للغاية؛ لأنه صوت والصوت هو وسيلة حميمة للغاية. ولكن بمجرد أن يكون شيئاً تعرف عنه الكثير، فإن الأداة سوف تفشل».

 

ومع ذلك، تقول إنها وجدت ميزة البث الصوتي في البرنامج مفيدة في مساعدتها على فهم القضايا البيروقراطية والتواصل بشأنها في جامعتها - مثل تحويل جزء من دليل أعضاء هيئة التدريس إلى ملخص للبث الصوتي. وعندما راجعت الأمر مع زملائها الذين يعرفون السياسات جيداً، قالت إنهم شعروا أنه قام «بعمل جيد تماماً». وتقول: «إنه جيد جداً في جعل البيروقراطية ثنائية الأبعاد (غير العميقة) أكثر سهولة في التعامل معها».

 

إشكالات أخلاقية

وتقول بيرس كوديل، من جامعة إنديانا، إن طلابها أثاروا أيضاً قضايا أخلاقية تتعلق باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. وتضيف: «يقول البعض إنهم قلقون حقاً بشأن التكاليف البيئية للذكاء الاصطناعي التوليدي واستخدامه»، مشيرة إلى أن «تشات جي بي تي» ونماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى تتطلب كميات كبيرة من قوة الحوسبة والكهرباء.

 

وتضيف أن آخرين قلقون بشأن مقدار البيانات التي ينتهي بها الأمر بالمستخدمين إلى تقديمها لشركات الذكاء الاصطناعي، خصوصاً عندما يستخدم الطلاب إصدارات مجانية من الأدوات.

 

وتتابع: «نحن لا نجري هذا النوع من المناقشات. نحن لا نجري مناقشات حول ما تعنيه مقاومة استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بنشاط؟».

 

ومع ذلك، ترى الدراسة تأثيرات إيجابية على الطلاب، مثل عندما يستخدمون أداة للمساعدة في صنع بطاقات تعليمية للدراسة.

 

أدوات ممتازة للمصابين بالاضطرابات

وقالت إنها سمعت عن طالب مصاب باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة الذي كان يجد دائماً قراءة نص كبير أمراً «مربكاً»، لكنه كان يستخدم «تشات جي بي تي» «للتغلب على عقبة الانخراط الأولي في القراءة، ثم كان يتحقق من فهمه باستخدام (تشات جي بي تي)».

 

وتقول إنها سمعت عن أدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى التي يستخدمها الطلاب ذوو الإعاقات الذهنية، مثل الأداة التي تساعد المستخدمين على تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام فرعية أصغر وأكثر قابلية للإدارة. وتؤكد: «هذا ليس غشاً. إنه تقسيم الأشياء وتقدير المدة التي سيستغرقها شيء ما. هذا ليس شيئاً يأتي بشكل طبيعي لكثير من الناس».

 

مقالات مشابهة

  • احترس من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لطفلك
  • قمة الويب 2024.. حضور قياسي وصعود الذكاء الاصطناعي وتعزيز دور المرأة في التكنولوجيا
  • سيليكون21 تكشف عن استراتيجيتها للتحول إلى مزود متكامل لحلول التكنولوجيا في Cairo ICT
  • "التحول الرقمي".. ندوة بكلية التربية للطفولة المبكرة بجامعة الفيوم
  • "التحول الرقمي" ندوة بكلية التربية للطفولة المبكرة بجامعة الفيوم
  • ملتقى "التحول الرقمي" يبحث أدوات التكنولوجيا الحديثة وكيفية استخدامها
  • جامعة الفيوم تنظم ندوة "التحول الرقمي" بكلية التربية للطفولة المبكرة
  • الذكاء الاصطناعي: محور الإبداع في العصر الرقمي
  • جلسة حوارية حول الذكاء الاصطناعي بالتعاون بين المجلس العربي للطفولة والتنمية ومكتبة الإسكندرية
  • التحول الرقمي.. مفتاح المستقبل وأهميته في عصر التكنولوجيا