عربي21:
2025-04-26@04:31:43 GMT

المتهافتون الجدد.. والتوقيت الخطأ!

تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT

أثار الإعلان عما سُمي بـ"مركز تكوين الفكر العربي" مؤخرا زوبعة، ليس مردها للمشروع ولا لأهدافه، وإن كانت تحتاج لنظر وتأمل، وإنما للأشخاص الذين يقفون في مقدمته ويقومون عليه، والذين عُرفوا خلال العقود الأخيرة من خلال تعديهم الصريح على ثوابت الإسلام، والطعن في رموزه، والتعرض لمحطات مهمة من التاريخ الإسلامي، التي كانت ولا زالت محل اعتزاز كبير عند كافة المسلمين، فضلا عن أنها تمثل قيمة كبرى، في مواجهة المخاطر والتحديات الحالية، المحيطة والمحدقة بالعالم العربي والإسلامي.



كما أن "التوقيت" الذي أعلنوا فيه عن "تكوينهم"، له أيضا دلالات عميقة تنبئ عن وجهتهم، ربما أوضح من بصمة الأشخاص ذاتهم، ففي الوقت الذي يحتشد ضمير الأمة ووعيها وكافة أفئدتها تجاه فلسطين.. وفي الوقت الذي تقوم إسرائيل بحرب إبادة في غزة نددت بها كل الحكومات والقوى المعتدلة في العالم.. وفي الوقت الذي يخرج الطلاب في الغرب ينتصرون للمقاومة، ويدافعون عن الحق الفلسطيني.. هل هي مصادفة أن يتم الإعلان عن مشروعهم المعنون بـ"تكوين الفكر العربي"، الذي يستهدف في حقيقته تفكيك ثوابت الإسلام، في ذات الوقت الذي تم الإعلان عن الكيان المشبوه الآخر المُسمى "اتحاد القبائل العربية"، والذي يستهدف دق أخطر مسمار في نعش الدولة الوطنية المصرية تمهيدا لتفكيكها؟.. أم أن العلاقة فعلا وطيدة بين تفكيك ثوابت الإسلام في مصر (بلد الأزهر)، وبين تفكيك الدولة المصرية -الدولة القائد- وتمزيق مجتمعهافي هذا الوقت تجدهم يحاولون أن يأخذوا الجمهور إلى مسار آخر، والسير في اتجاه عكس التيار، فهم لسوء حظهم معروفون، بل ومشهورون بمواقفهم العدائية للمقاومة، ودعواتهم الصريحة للتطبيع مع الكيان الغاصب، وعدائهم "لصلاح الدين" محرر "بيت المقدس"، كما يبدو عداؤهم لكل صلاح للدين!

الحقيقة أن الوصل بين هذا "التكوين!!" وبين إلحاح الولايات المتحدة الأمريكية على استكمال مسار "التطبيع"، هو من الوضوح بمكان، وذلك في إطار محاولات واضحة للقفز على الإبادة الجماعية في غزة، والتي تتطاير دماؤها لتملأ جنبات الكرة الأرضية، فالهدف واحد وإن تعددت المواقع وتباينت المراكز.

كما أن الفصل بين "دعاة التكوين الجديد" و"دعاة الدين الإبراهيمي"، الذي يهدف أيضا لتسويغ التطبيع، بل شرعنته دينيا، هو لون من الاستغفال ينبغي ألا يكون واردا هذه المرحلة، ولا سيما إذا كان المشروع موجه للشباب العربي، الذي أصبح من سوء حظهم في أوج نشاطه الثقافي والفكري، وذلك على ضوء محرقة غزة التي أيقظت الأفئدة الحية، وكشفت مواطن الخلل، ومواقع الاختراق، فأصبحت أوضح من أي وقت مضى.

لقد وقع دعاة "التكوين الجديد" ومن يقف وراءهم في بئر بلا قرار، حيث اختيار "الزمن الخطأ" و"المعركة الخطأ"، فالاختيار الخاطئ للتوقيت تكشفه شلالات الدماء المتدفقة على أرض غزة، فليس هناك عاقل يختار لحملته -أيا كانت وجهتها وأيا كان مضمونها- هذا التوقيت!

كما قد وقع اختيارهم على "المعركة الخطأ" والأصعب، حيث الحرب على قيم الإسلام وثوابته، التي استعصت على مر العصور على المستشرقين ومن حذا حذوهم، ومن وسار أو دار في فلكهم، بل كانت ردة فعل العالم الإسلامي تجاه ذلك هي التمسك بالدين الصحيح، ورفض حملات كل خصومه والمتربصين به، في الداخل أو في الخارج على السواء.

لهذا يطل سؤال آخر في مواجهتهم، وهو مرتبط أيضا باختيارهم توقيت إعلانهم: هل هي مصادفة أن يتم الإعلان عن مشروعهم المعنون بـ"تكوين الفكر العربي"، الذي يستهدف في حقيقته تفكيك ثوابت الإسلام، في ذات الوقت الذي تم الإعلان عن الكيان المشبوه الآخر المُسمى "اتحاد القبائل العربية"، والذي يستهدف دق أخطر مسمار في نعش الدولة الوطنية المصرية تمهيدا لتفكيكها؟.. أم أن العلاقة فعلا وطيدة بين تفكيك ثوابت الإسلام في مصر (بلد الأزهر)، وبين تفكيك الدولة المصرية -الدولة القائد- وتمزيق مجتمعها، الذي كان ولا يزال -بحق- قلب العالم العربي والإسلامي الحي، الذي هزم الحملات الصليبية التي كانت تستهدف المنطقة كلها، كما كسر غزوات التتار الوحشية التي كانت تهدد الإنسانية كلها، ولم يتم ذلك إلا بقيادة مصر.

الحقيقة أن مشاريع التبديد والتفكيك لم تنطلق في هذا التوقيت عبثا، وإنما في إطار المشاريع الاستعمارية، التي أعلنت من قبل عن "صفقة القرن"، والتي هي في جوهرها موجهة لإنهاء القضية الفلسطينية، وإعادة ترتيب أوضاع المنطقة، في ضوء تقسيمات جديدة، تعتمد على اختراقات جوهرية للعقل العربي والإسلامي، وتبدأ بتغييرات أساسية في سيناء، كمقدمة لمشروع التغيير الكبير بالمنطقة، والذي يتوج لقيادة إسرائيلية لـ"شرق أوسط جديد"
الحقيقة الواضحة أن هذه المشاريع ليست بريئة بحال، سواء من حيث الراعي الاستعماري، أو التوقيت المشبوه، أو المضامين العدائية، فلا يمكن تصور انطلاق مشاريع تفكيك مصر ثقافيا وجغرافيا، إلا في إطار الحرب العالمية على غزة، التي يشارك فيها الغرب بكل إمكانياته العسكرية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية، لهذا ترك أصحاب مشروع "التكوين الجديد" الإبادة الجماعية على الحدود، وانطلقوا يغردون في قلب مجتمعاتنا، ليأخذوا الأنظار بعيدا عن القضايا المصيرية، علما بأنهم لم يخفوا تأييدهم للكيان الصهيوني، سواء في عدائهم الفج للمقاومة الفلسطينية والتحريض عليها، أو في انحيازهم للتطبيع على حساب الحق الفلسطيني.. كما راح أصحاب مشروع "اتحاد القبائل الجديد" على الحدود كي يتربصوا بالفلسطينيين شرا، ويكملوا مسيرة حصار غزة، ويتقوتوا على دماء أهلها، وهم يستلبون أموالهم بغير حق، بل ويتوجهون بما يشبه الخطاب الرسمي للمؤسسات الدولية، وكأنهم دولة جديدة داخل أعرق وأقدم دولة عرفها التاريخ!

الحقيقة أن مشاريع التبديد والتفكيك لم تنطلق في هذا التوقيت عبثا، وإنما في إطار المشاريع الاستعمارية، التي أعلنت من قبل عن "صفقة القرن"، والتي هي في جوهرها موجهة لإنهاء القضية الفلسطينية، وإعادة ترتيب أوضاع المنطقة، في ضوء تقسيمات جديدة، تعتمد على اختراقات جوهرية للعقل العربي والإسلامي، وتبدأ بتغييرات أساسية في سيناء، كمقدمة لمشروع التغيير الكبير بالمنطقة، والذي يتوج لقيادة إسرائيلية لـ"شرق أوسط جديد"، فتوقيت هذه المشاريع هو في حقيقته من لوازم استكمال تفكيك المنطقة العربية، خدمة للمشروع الصهيوني الذي يحاول أن يخطو اليوم خطوات واسعة، برغم هزيمته أمام المقاومة في فلسطين!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مركز تكوين غزة اتحاد القبائل المصرية مصر غزة الانقسام مركز تكوين اتحاد القبائل مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العربی والإسلامی الذی یستهدف الوقت الذی الإعلان عن بین تفکیک فی إطار

إقرأ أيضاً:

قطرة تربك قلوب الأمهات الجدد.. متى يشرب رضيعي الماء؟ وما الكمية الآمنة؟

سؤال يحير أغلب الأمهات الجدد وهو متي أبدأ فى إعطاء رضيعي الماء؟ وما الكمية المناسبة؟ وهل حقا يحتاج رضيعي الماء؟ أليك التفاصيل .

هل يحتاج طفلي الرضيع إلى شرب الماء؟ وإن كان نعم، فمتى؟ وكم؟

قال الدكتور يوسف على فريد استشارى طب الأطفال فى تصريحات خاصة لصدى البلد، إن هناك بعض المفاهيم المغلوطة وراء إعطاء الرضيع الماء عن الوقت المناسب والكمية.

هل يحتاج طفلي الرضيع إلى شرب الماء؟ وإن كان نعم، فمتى؟ وكم؟

وأكد استشارى طب الأطفال فى تصريحات خاصة لصدى البلد، أن أول ستة أشهر، الحليب وحده يكفي، وذلك بحسب ما وصت به منظمة الصحة العالمية وأغلب الجهات الطبية حول العالم، مشيرا إلى أن الرضيع لا يحتاج لأي نوع من السوائل خارج حليب الأم أو الحليب الصناعي قبل إتمامه ستة أشهر من العمر.
فالرضاعة الطبيعية أو الصناعية توفر له كميات كافية من الماء، بل إنها أكثر توازناً من المياه العادية؛ حيث تحتوي على السوائل والمعادن التي يحتاجها جسمه بدقة.

وأضاف أيضا أنه لا يفضل إعطاء الرضيع أى من السوائل التى اعتادت عليها الأمهات قديما مثل الكاروية أو مهدئات المعدة، عند شعور الطفل بالغازات أو المغص إعطائه الدواء من قبل الطبيب المختص، ولا يجب إعطاؤه أعشاب طبيعية لأنها تقلل من كمية الطعام التي يحصل عليها الرضيع، وتملأ بطنه بدون فائدة.

لماذا لا يُنصح بالماء قبل عمر 6 أشهر؟

هل يحتاج طفلي الرضيع إلى شرب الماء؟ وإن كان نعم، فمتى؟ وكم؟

وقال استشارى طب الأطفال، رغم أن الماء يبدو بريئًا، إلا أن تقديمه مبكرًا قد يُسبب عدة مخاطر صحية، منها:

امتلاء معدة الطفل بماء لا يحمل أي قيمة غذائية، مما يقلل من رغبته في الرضاعة ويؤثر على نموه، كما ان الماء أحيانا يسبب اختلال توازن الأملاح في الجسم نتيجة تناول كميات غير محسوبة من الماء، وهو ما قد يؤدي إلى ما يُعرف بـتسمم الماء، وهي حالة نادرة لكنها خطيرة، كما يمكن أن تسبب أيضا ضعف امتصاص العناصر الغذائية التي يحصل عليها من الحليب.

هل يحتاج طفلي الرضيع إلى شرب الماء؟ وإن كان نعم، فمتى؟ وكم؟

الوقت المناسب لتقديم الماء للرضيع

كشف فريد عن الوقت المناسب لإعطاء الرضيع، الماء، وهو عند بلوغ الرضيع ستة أشهر وبدء إدخال الطعام الصلب، يمكن تقديم كميات صغيرة جدًا من الماء.

في البداية: ملعقة صغيرة إلى 30 مل يوميًا، فقط بعد الوجبات.

من عمر 7 إلى 12 شهرًا: تزداد الكمية تدريجيًا حتى تصل إلى 120-240 مل يوميًا حسب الحاجة.

بعد السنة الأولى: يمكن تقديم الماء بحرية، مع الحفاظ على التوازن مع الحليب والطعام، الماء يجب أن يكون مغلي ويترك ليبرد، ليصبح ماء معقم نظيف.

كيفية تقديم الماء للرضيع للمرة الأولى؟

استخدمي كوب خاص بالأطفال: الكوب ذو الفوهة أو كوب الشرب العادي أفضل من الزجاجة لتشجيعه على التعلم.

يمكن استعمال زجاجة الرضاعة الخاصة بالرضيع.

قدمي الماء بعد الوجبات وليس قبلها: كي لا تقل شهيته تجاه الطعام أو الرضاعة.

لا تضيفي شيئًا للماء: لا سكر، لا أعشاب، لا منكهّات فقط ماء نقي نظيف.

احرصي على نوعية الماء: الأفضل هو الماء المغلي والمبرد أو المياه المفلترة المخصصة للأطفال.

دعاء لطفلك الرضيع يجعله ينام بسكينة وهدوءأخبار قنا| جثة رضيعة بصندوق قمامة.. وإزالة 20 طاحونة ذهب بصحراء قوصأهمها للرضع.. فوائد الكنتالوب للوقاية من هذه الأمراضالعثور على جثة رضيعة داخل صندوق قمامة بقناأمن قنا يكشف حقيقة تورط ربة منزل ونجلها في واقعة رضيع أبوتشتفحص الكاميرات.. أمن القاهرة يكثف الجهود لكشف لغز رضيع حدائق القبةالعثور على رضيع ملفوفاً بقطعة قماش داخل مقابر أبوتشت بقناأونروا : كارثة تنتظر الرضّع والأطفال في قطاع غزةبالأسماء .. 3 مصابين بينهم رضيع في واقعة انهيار عقار قديم وسط الإسكندريةحبل سري فضح السر.. تفاصيل العثور على جثة رضيعة معلّقة بشجرة في بولاق الدكرورعلامات يحتاج فيها الطفل إلى المزيد من الماء

قلة التبول أو تغير لون البول إلى الأصفر الغامق.

جفاف الشفتين أو الجلد.

الإمساك.

ارتفاع درجة الحرارة أو التعرّق المفرط في الطقس الحار.

في هذه الحالات، استشيري طبيبك قبل زيادة كميات الماء، لتتأكدي أن ما يعانيه الطفل ليس لأسباب أخر.

مقالات مشابهة

  • ما هي الإمتيازات التي كانت تدافع عنها د. هنادي شهيدة معسكر زمزم
  • الجلفة: تفكيك شبكة إجرامية للمضاربة في الشعير المدعم
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • طريقة إضافة المواليد الجدد على بطاقة التموين عبر بوابة مصر الرقمية
  • قصر العيني يُعيّن نوابه الجدد: 219 وظيفة لخريجي دفعة 2023
  • هل تصلح عودة إيلون ماسك إلى تسلا الضرر الذي لحق بها جراء عمله في إدارة ترامب؟
  • تفكيك البنية التنظيمية للإخوان وإغلاق المقار وتجريم الترويج الإلكتروني.. الأردن يحسم المواجهة حماية للدولة من الفتنة ومشاريع الفوضى
  • مختار نوح: الإخوان كانت تسعى لتسليم الأردن إلى إسرائيل
  • خطوات إضافة المواليد الجدد على بطاقة التموين عبر بوابة مصر الرقمية
  • قطرة تربك قلوب الأمهات الجدد.. متى يشرب رضيعي الماء؟ وما الكمية الآمنة؟