الروتين يبدد أحلام الجزيرة الوسطى بسوهاج
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
يعيش أهالى الجزيرة الوسطى أو كما يطلق عليها "الجزيرة الحائرة" بين مركزي جرجا ودار السلام جنوب محافظة سوهاج، فى منعزل عن العالم تمامًا، نتيجة لتنصل كلا المركزين من مسئوليته الإدارية عن الجزيرة وبالتالي فلا تحظي إلا بأدني الخدمات وهي الكهرباء والتليفونات وخط مياه واحد لكل القرية.
ووقعت القرية في طي النسيان حتى افتقدت كافة الخدمات، ولا يوجد بها سوى مدرسة إبتدائية فقط وعدد سكانها يتجاوز الـ 30 ألف نسمة مما يدفع تلاميذ القرية إلى استقلال السيارات الربع نقل بكثافة كبيرة أو السير على الأقدام لمسافة 4 كيلو متر للذهاب الى مدارسهم سواء إعدادي أو ثانوي أو حتى المعاهد الأزهرية بمدينة جرجا أو استقلال مراكب صغيرة لعبور الحاجز المائي بينهم وبين مركز دار السلام .
أهالى الجزيرة يعيشون في مأساة حقيقية بسبب تبعيتها للمركزين مما أثر بالسلب عليهم وأصبحوا يحتاجون للفصل لانضمامهم الى مركز جرجا والغريب فى الأمر أن الاهالى حاولوا مررا وتكرارا حل هذه المشكلة منذ سنوات وتقدموا بشكاوى عديدة إلى كل محافظ يتولى زمام الأمور بالمحافظة بلا جدوى مناشدين اللواء طارق الفقي محافظ الإقليم الحالي التدخل لإنقاذهم من عدم توافر الخدمات وحل مشكلة ضم الجزيرة.
في البداية أكد محمد محمود- أحد الأهالي- أن من أهم المشكلات أن الجزيرة يعيش بها أكثر من 30 ألف نسمة ولا يوجد بها سوى مدرسة واحدة إبتدائية تابعة لإدارة جرجا ولكنها عالية الكثافة تم بناؤها بعد حدوث كارثة غرق تلاميذ صغار أثناء عبورهم الحاجز المائي بين الجزيرة ومركز دار السلام فهل ننتظر كارثة أخرى حتى يتحرك المسئولين لحل هذه المشكلة، مشيرًا إلى أنه لا يوجد أي مدرسة إعدادية وليس أمام التلاميذ إلا واحد من خيارين إما الذهاب إلي مدارس جرجا التي ترفض قبولهم بحجة أن الجزيرة الوسطى غير تابعة لمركز جرجا كلية أو الذهاب إلي مدارس دار السلام، والتي يعزلها عنها فاصل مائي بنهر النيل عرضه حوالي كيلو متر ونصف والمواصلات إليها إما عبارة نيلية أو مركب صيد صغير ثم مواصلة أخري
ويلتقط أطراف الحديث، عبد الله خليل أحد أهالى الجزيرة الوسطى، مؤكدًا أن الجزيرة لا يوجد بها مكتب بريد لصرف معاشات كبار السن والأرامل وأصحاب المعاشات ويسلكون الطرق التي يسلكها التلاميذ ويتعرضون لنفس الأخطار ولا توجد لدينا وحدة صحية لعلاج طفل مريض ولا يوجد مخبز ولا يوجد جمعية استهلاكية لتوصيل الدعم للمواطنين ولا مستودع أنابيب ويضطر الأهالي لقضاء مصالحهم إما عن طريق جرجا أو دار السلام .
وأضاف مواطن آخر يدعى محمد جمال، أنه لا يوجد بالجزيرة صرف صحي ويعتمد الأهالي على الطرنشات أو البيارات التي يتم حفرها داخل المنازل والطرق متهالكة تماما وغير مرصوفة رغم المساحة الكبيرة للقرية بالإضافة إلى المشكلة الأكبر وانعدام الخدمات بالقرية جعلنا نعيش فى منعزل عن العالم حتى ابسط حقوقنا لا نحصل عليها وخاصة عدم وجود كشافات الكهرباء مما يجعل القرية مظلمة مطالبين اللواء طارق الفقي محافظ سوهاج بالتدخل لحل مشكلة القرية وتوفير الخدمات لنا من خلال بناء مجمع خدمات يشمل مدرسة ومكتب بريد ووحدة صحية ومركز شباب أسوة بباقى القرى .
وحاول أهالي الجزيرة مرارا وتكرارا توصيل صوتهم للمسئولين، حتي تبرعأحد الأهالي بقطعة أرض تزيد علي ألف متر لبناء وحدة صحية منذ 2008 لكن دون تنفيذ على أرض الواقع الورق مازال حبيس الأدراج بالوحدة المحلية بجرجا، بسبب تبعية الأرض لدار السلام، وفي عام 2010 حصلوا على موافقة المجلس الشعبي المحلي بجرجا بالضم إلي مدينة جرجا ومن المجلس الشعبي المحلي لدار السلام موافقة بالإجماع على الفصل من دار السلام والضم لجرجا، وطبقا للقانون43 لسنة 79 قانون الإدارة المحلية بعد موافقة المجلس المحلي يكون للمحافظ سلطة إنشاء أو تعديل أو إلغاء النجوع وقدمنا طلبات لأربعة محافظين وإلى الآن لم يتم البت في طلباتهم ومازالت المعاناة بين مدينة دار السلام ومدينة جرجا قائمة حتى الآن .
وتسائل عبد الموجود صالح:" هل يعقل أن يكون بيتي وأرضي في الجزيرة بجرجا وحيازتي الزراعية تابعة لمدينة دار السلام؟" يعني لو فكرت في توصيل الكهرباء أقدم أوراقي لمدينة دار السلام للحصول على الموافقة ثم أذهب بها لمدينة جرجا لتوصيل الكهرباء لذلك لا يوجد ولا مقر انتخابي واحد في الجزيرة والمواطنين أمام خيارين إما الذهاب إلى جرجا أو عبور ممر مائي في غاية الخطورة للذهاب إلى دار السلام وللأسف القيادات التنفيذية كل ما تفعله هو إعطاؤنا موافقات على ورق ولا عزاء للمواطنين .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجزيرة الوسطى بوابة الوفد سوهاج التليفونات مياة الجزیرة الوسطى دار السلام ولا یوجد لا یوجد
إقرأ أيضاً:
سفير واشنطن المرشح: أعارض حل الدولتين ولا يوجد احتلال إسرائيلي
جدد مايك هاكابي مرشح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لمنصب السفير بإسرائيل، اليوم الجمعة 15 نوفمبر 2024، معارضته لحل الدولتين ولاستخدام مصطلحي الضفة الغربية والاحتلال، في إنكار صريح للشرعية الدولية بشأن القضية الفلسطينية.
وقال هاكابي في مقابلة مع القناة 7 العبرية: "لا يمكنني أن أقول شيئا لا أؤمن به (..) لم أكن على استعداد أبدا لاستخدام مصطلح الضفة الغربية، لا يوجد شيء من هذا القبيل، أنا أتحدث عن يهودا والسامرة (التسمية الإسرائيلية للضفة)".
وأضاف هاكابي: "أقول للناس أنه لا يوجد احتلال" في إشارة إلى الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل بعد حرب العام 1967.
وبموجب القانون الدولي تُعتبر إسرائيل قوة احتلال بالضفة الغربية و القدس الشرقية وقطاع غزة ، وهو تصنيف يستند إلى اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، التي تنظم قوانين الاحتلال وتؤكد حقوق السكان المدنيين في الأراضي المحتلة.
وتدعو قرارات الأمم المتحدة، ومنها قرارات مجلس الأمن الدولي 242 (1967) و338 (1973) إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها، وتؤكد أن أي تغييرات ديموغرافية أو قانونية بهذه المناطق باطلة.
وتابع هاكابي: "الكثير من المصطلحات التي قد تستخدمها وسائل الإعلام حتى الأشخاص الذين يعارضون إسرائيل لا أستخدمها، لأنني أريد استخدام مصطلحات تعود إلى زمن سحيق، مثل الأرض الموعودة، ويهودا والسامرة".
وأردف قائلا: "هذه مصطلحات توراتية، وهي مهمة بالنسبة لي، ولهذا سأستمر في اتباعها ما لم يتم توجيهي بخلاف ذلك، لكنني لا أعتقد أن هذا سيحدث".
وفي تعليقه على تصريح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي ذكر أن 2025 سيكون "عام السيادة" (في إشارة إلى ضم الضفة الغربية)، قال هاكابي: "هذا قرار تتخذه إسرائيل، وليس قرار تفرضه الولايات المتحدة عليها".
وتابع: "لا أعتقد أن ترامب هو نوع الرئيس الذي يريد أن يخبر الدول الأخرى بما يجب أن تفعله وكيف تفعل ذلك.. إنه يريد استيعاب ومساعدة وتشجيع المساعي السلمية وتعزيز التحالفات"، على حد قوله.
وأضاف: "تذكروا أنه خلال السنوات الأربع التي قضاها كرئيس، لم يكن هناك رئيس أكثر تأييدا لإسرائيل في التاريخ من ترامب. وكان كل شيء من الاعتراف بالقدس عاصمة، إلى نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بمرتفعات الجولان كممتلكات شرعية لدولة إسرائيل، وأيضًا عدم محاولة دفع حل الدولتين، لأنه غير عملي وغير قابل للتنفيذ".
وجدد هاكابي معارضته لحل الدولتين، قائلًا: "لا أعتقد أن حل الدولتين شرعي، هذا موقف احتفظت به لسنوات، وهو موقف يتفق معه ترامب وأتوقع استمراره".
وأشار إلى أن دور السفير في إسرائيل هو وسيلة لخدمة بلاده ورئيسه، "لكنها أيضًا وسيلة بالنسبة لي لأكون قادرًا على خدمة علاقة مهمة للغاية بالنسبة لي، وهي العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل".
وتُعد تصريحات هاكابي خروجا عن الموقف الرسمي الأمريكي التقليدي الذي يزعم دعمه لحل الدولتين كإطار لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كما تتناقض مع المجتمع الدولي الذي يعتبر الضفة الغربية أرضًا محتلة بموجب القانون الدولي.
ويُثير موقفه مخاوف من انحياز السياسة الأمريكية المنحازة فعلا بشكل أكبر لإسرائيل على حساب حقوق الفلسطينيين، ما قد يفاقم التوترات في المنطقة ويعرقل أي جهود لاستئناف عملية السلام.
تجدر الإشارة أن ترامب كان وعد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الصراع وتحقيق السلام بالشرق الأوسط، ما دفع كثير من ناخبيه العرب والمسلمين والذين لعبوا دورا بارزا في فوزه لتعليق آمال عليه لتغيير نهج سلفه جو بايدن، تجاه المنطقة.
المصدر : وكالة سوا