أعلنت إيران الاثنين الحداد خمسة أيام على رئيسها إبراهيم رئيسي الذي قتل في حادث تحطّم مروحية مع ثمانية أشخاص آخرين من بينهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، وذلك بعد ثلاث سنوات من وصول الرئيس المحافظ الذي كان يعدّ أحد أبرز المرشحين لخلافة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، إلى السلطة.

وكلّف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر بتولّي مهام الرئاسة.

وينصّ الدستور الإيراني على أن يتولّى النائب الأول لرئيس الجمهورية مهام الرئيس في حال الوفاة، على أن تُجرى انتخابات رئاسية في غضون 50 يوما بعد الوفاة.

وقال المرشد الأعلى في أول تعليق له بعد إعلان وفاة رئيسي رسميا "التزاماً بالمادة الـ131 من الدستور، يتولى مخبر رئاسة السلطة التنفيذية"، لافتاً إلى أنه يتوجب عليه، بحسب القوانين النافذة، العمل مع رئيسي السلطتين التشريعية والقضائية لإجراء انتخابات رئاسية جديدة "في مهلة أقصاها 50 يوماً"، معلنا خمسة أيام حداد في البلاد.

وعُيّن علي باقري، كبير المفاوضين في الملف النووي ونائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، وزيراً بالوكالة خلفا لحسين أمير عبداللهيان.

ونعت الحكومة الإيرانية الإثنين رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي (63 عاما) بعيد العثور على المروحية التي كان فيها وتعرضت لحادث الأحد في منطقة جبلية في شمال غرب البلاد.

وقالت الحكومة في بيان أوردته وكالة "إرنا" الرسمية "ارتقت الروح العظيمة لخادم الشعب الإيراني إلى بارئها، وأصبح خادم (الإمام) الرضا آية الله رئيسي، رئيسا للشعب وحبيبا في السماء".

كما نعت الحكومة مسؤولين آخرين كانوا برفقة رئيس الجمهورية لدى سقوط الطائرة في محافظة أذربيجان الشرقية، ومنهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان وإمام الجمعة في مدينة تبريز آية الله علي آل هاشم، ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي.

وأكدت الحكومة للشعب الإيراني أنه "لن يكون هناك أدنى خلل أو مشكلة في الإدارة الجهادية للبلاد".

وأعلن الهلال الأحمر الإيراني صباح الاثنين أن فرق الإنقاذ انتشلت جثة رئيسي وثمانية أشخاص آخرين كانوا في المروحية، مشيرا إلى أن الجثث نقلت إلى تبريز، مركز محافظة أذربيجان الشرقية.

وبثّ التلفزيون الإيراني صورا لعدد من عناصر الهلال الأحمر الإيراني يسيرون وسط ضباب كثيف في مناطق جبلية، ويستخدمون مركبات وسيارات رباعية الدفع تتقدم على طرق ضيقة موحلة قبل الوصول إلى مكان المروحية.

وأعلنت السلطات الأحد تعرّض مروحية كانت تقلّ الرئيس الإيراني لحادث، وسط أحوال جوّية سيّئة وفي منطقة جبلية حرجية، وفقدان أثرها.

وبعد أن قال وزير الداخليّة أحمد وحيدي للتلفزيون الرسمي الأحد إنّ المروحيّة، وهي من طراز بيل 212، "نفّذت هبوطا صعبا بسبب سوء الأحوال الجوّية"، ذكر التلفزيون الإيراني الرسمي الاثنين أن المروحية "اصطدمت بجبل وتحطمت".

وكانت ثلاث مروحيات من ضمن رحلة العودة من تدشين سدّ في ولاية أذربيجان الشرقية الإيرانية مشترك مع دولة أذربيجان. وشارك في الافتتاح الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف. ووصلت المروحيتان الأخريات سالمتين إلى تبريز حيث كان يفترض أن يستقلّ الرئيس طائرة ليعود إلى طهران.

وشارك 73 فريقا في عمليات البحث عن المروحية، وفق وسائل إعلامية إيرانية، مستخدمين الكلاب المدرّبة والطائرات المسيّرة.

وأعلنت تركيا إرسال 32 عامل إنقاذ وستّ مركبات للمشاركة في البحث، و"مسيرّة أقينجي ومروحية مزودة بتقنية الرؤية الليلية من طراز كوغار".

وأمسك المحافظ ابراهيم رئيسي بالسلطة التنفيذية في إيران، في خضم علاقات دولية متشنجة واحتجاجات داخلية، وعرف صاحب المسيرة الطويلة في النظام السياسي للجمهورية الإسلامية، بقربه من آية الله علي خامنئي.

وتوالت ردود الفعل على مقتل الرئيس الإيراني.

أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برئيسي، معتبرا أنه كان "سياسيا مميّزا وصديقا فعليا" لموسكو، فيما قال الرئيس الصيني شي جينبينغ إن وفاة الرئيس الإيراني تشكّل "خسارة كبيرة للشعب الإيراني".

وأعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن "تعازيه الصادقة للشعب الإيراني والحكومة والأصدقاء والأشقاء، خصوصا للمرشد الاعلى للجمهورية الإسلامية (آية الله) علي خامنئي"، قائلا إنه يقف "بجانب جارتنا إيران".

كذلك، أعربت دول خليجية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي ودول عربية الإثنين عن تعازيها بوفاة الرئيس الإيراني ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان.

ونعت رئيسي فصائل ومجموعات مدعومة من إيران في الشرق الأوسط.

فأشادت حركة حماس الإثنين بموافق رئيسي "المشرّفة في دعم قضيتنا الفلسطينية"، فيما اعتبر حزب الله اللبناني أنه كان "حاميا لحركات المقاومة".

وتحدّثت هيئة الحشد الشعبي العراقي عن "فاجعة أليمة"، بينما اعتبر الحوثيون أن "فقدان" رئيسي "خسارة ليس لإيران فحسب بل وللأمة الإسلامية جمعاء ولفلسطين وغزة".

وتولّى رئيسي رئاسة الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة منذ ثلاثة أعوام. ويُعدّ من المحافظين، وانتُخب في 18 يونيو 2021 في الجولة الأولى من اقتراع شهد مستوى امتناع قياسياً عن التصويت وغياب منافسين أقوياء.

وخلف الرئيس المعتدل حسن روحاني الذي كان هزمه في الانتخابات الرئاسيّة عام 2017.

وتعزّز موقف رئيسي في الانتخابات التشريعيّة التي أجريت في مارس، وهي أوّل انتخابات وطنيّة منذ الحركة الاحتجاجيّة التي شهدتها إيران نهاية عام 2022 بعد وفاة الشابّة مهسا أميني إثر توقيفها بتهمة عدم الامتثال لقواعد اللباس الصارمة في الجمهوريّة الإسلاميّة.

وأشاد الرئيس الإيراني حينها بـ"الفشل التاريخي الجديد الذي لحق بأعداء إيران بعد أعمال الشغب" في عام 2022.

وُلد رئيسي في نوفمبر 1960 في مدينة مشهد، وقضى معظم حياته المهنية في النظام القضائي، وتولّى مناصب أبرزها المدّعي العام لطهران ثم المدّعي العام للبلاد ورئاسة السلطة القضائية اعتباراً من العام 2019.

أما حسين أمير عبداللهيان (60 عاما) فعيّنه رئيسي وزيرًا للخارجية في يوليو 2021.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حسین أمیر عبداللهیان أذربیجان الشرقیة الرئیس الإیرانی وزیر الخارجیة علی خامنئی آیة الله

إقرأ أيضاً:

كيف علق لبنانيون على أزمة طائرات إيران واحتجاجات مطار بيروت؟

ووفق وسائل إعلام لبنانية، فقد علق عشرات اللبنانيين في مطار طهران بعدما كان من المفترض أن تقلهم طائرة إيرانية إلى بيروت، لكن الرحلة أُلغيت عقب القرار اللبناني، مما زاد من حالة الاحتقان، ودفع محتجين إلى النزول إلى الشارع للتعبير عن رفضهم الخطوة، التي اعتبروها استهدافا للعلاقات اللبنانية الإيرانية.

وجاءت هذه التطورات بعد ساعات من تصريحات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، والذي زعم أن إيران تستغل مطار بيروت لتهريب أموال عبر طائرات مدنية، مما عدّه مراقبون جزءا من الضغوط السياسية التي تمارسها واشنطن وتل أبيب على لبنان للحد من النفوذ الإيراني في البلاد.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4تصاعد التوتر بلبنان.. حزب الله يحتج قرب المطار وسلام يرفض قطع الطرقاتlist 2 of 4محلل سياسي: حزب الله يوظف مظاهرات المطار لتوجيه رسائل سياسيةlist 3 of 4تأثير ضجيج الطائرات الإيرانية على مسار لبنان السياسيlist 4 of 4حزب الله: ندين الاعتداء على المعتصمين ونطالب بإنهاء أزمة الطائرات الإيرانيةend of list

في المقابل، أصدرت المديرية العامة للطيران المدني في لبنان بيانا أكدت فيه أن القرار جاء في إطار "إعادة جدولة توقيت بعض الرحلات الآتية إلى لبنان مؤقتا"، مشيرة إلى أن الرحلات القادمة من إيران ستظل معلقة حتى 18 فبراير/شباط الجاري، وذلك "حرصا على أمن وسلامة المطار"، وفق نص البيان.

أما إيران، فقد ردّت على الخطوة اللبنانية بإجراء مماثل، إذ رفضت يوم الجمعة الماضي السماح لطائرتين لبنانيتين بالهبوط على أراضيها بعدما أرسلهما لبنان لإعادة العالقين في طهران.

معاملة بالمثل

ونقلت وكالة رويترز عن السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني قوله إن طهران لن تسمح للطائرات اللبنانية بالهبوط إلا إذا سُمح للرحلات الجوية الإيرانية بالسفر إلى بيروت.

إعلان

وفي السياق، اعتبر محمود قماطي نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله أن منع الطائرة الإيرانية من الهبوط يمثل "إهانة للدولة اللبنانية وأجهزتها الأمنية"، مؤكدا أن "المقاومة لن تخضع لهذه الإملاءات وستواجه الضغوط الأميركية والإسرائيلية بكل الوسائل الممكنة".

ورصد برنامج "شبكات" (2025/2/16) تعليقات لبنانيين منقسمين بين داعمين للقرار ومعارضيه، حيث تساءلت نجوى "كيف تنزلون (في) مظاهرات عشان (من أجل) طائرة دولة ثانية؟ تخربون وطنكم عشان دولة ثانية؟ هل ولاؤكم للبنان وطنكم الأم أم إيران؟".

كذلك غرد علي "المشكلة اليوم ليست مشكلة طائرة إنما تعدٍ على السيادة واستباحتها، المقاومة فعل لبناني، انتفضت منذ العام 1982 وتلقت الدعم من إيران لا أكثر، ما قدمته المقاومة هو لأجل لبنان وليس لأجل إيران".

أما بيروز فكتب "لم تمنع ايران في حياتها أو تحاول أن تمنع لبنان من استقبال طائرة أو وفد أيا كان.. هذا النوع من الوصاية تحت التهديد إسرائيلي صرف وهو عار صريح".

أما "ريسست" فعلق بسخرية "ما قبلوا الإيرانية وطالبوا المعاملة بالمثل، طائرة إيرانية ممنوع تحط بلبنان معناتها (يعني) طائرة لبنانية ممنوع تحط بإيران".

وليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها العلاقات اللبنانية الإيرانية توترا حول حركة الطيران، ففي سبتمبر/أيلول الماضي منعت السلطات اللبنانية دخول طائرة إيرانية إلى أجوائها بعد تهديدات إسرائيلية باستخدام القوة.

16/2/2025

مقالات مشابهة

  • لبنان تجاوز قطوع المطار.. ومعالجة الطيران الإيراني بين الجهات الرسمية في بيروت وطهران
  • الأمين العام لحزب الله: يجب إعادة الطيران الإيراني إلى لبنان
  • المكتب الاعلامي في هيئة الطيران المدني السوري لـ سانا: بناءً على دعوة رسمية من هيئة الطيران المدني القطرية، قام وفد من الهيئة العامة للطيران المدني للجمهورية العربية السورية بزيارة إلى دولة قطر
  • كيف علق لبنانيون على أزمة طائرات إيران واحتجاجات مطار بيروت؟
  • السوداني يدعو شركة ايرباص للطائرات المروحية المقاتلة بتجهيز العراق منها
  • نظر محاكمة أب ونجليه بتهمة قتل حداد لخلاف على 50 جنيها فى كفر الشيخ
  • «كان بيجري على لقمة عيشه».. سقوط حداد من علو أثناء مباشرة عمله بالبدرشين
  • إيران ترد على منع هبوط طائرتها في بيروت
  • حرب الرحلات الجوية.. إيران ترد على منع هبوط طائرتها في بيروت
  • إيران تتهم إسرائيل بتعطيل الحركة الجوية مع لبنان