لهذا يتعذر معرفة ما دار في اللحظات الأخيرة قبل تحطم طائرة رئيسي.. هل تملك صندوقا أسود؟
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
في حين أن طائرات النقل المدني مزودة بأجهزة لتسجيل بيانات الرحلة والصوت على متن الطائرة، وهو ما يسمى بـ"الصندوق الأسود"، إلا أن الأمر مختلف بعض الشيء بالنسبة للطائرات المروحية على اختلاف أشكالها.
وبحسب موقع "إيروكورنر" المتخصص في شؤون الطيران، فإن المروحيات نادرا مع تحتوي على صناديق سوداء، كما أن إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية على سبيل المثال لا تطلب تركيبها في معظم الطائرات.
رغم ذلك، يمكن لأصحاب الطائرات المروحية تركيب صندوق أسود طواعية، لكن الأمن ليس شائعا لأنها تتطلب معدات إضافية، وتكلفة مرتفعة، وصيانة دورية.
وتطلب إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية تركيب مسجل الصوت والبيانات في الطائرات متعددة المحركات التوربينية التي تضم ستة ركاب فأكثر، لكن ذلك غير ملزم للطائرات المروحية رغم أنها قد تتسع في بعض الطرازات إلى 20 راكبا.
وكان المجلس الوطني الأمريكي لسلامة النقل حاول سابقا إقناع إدارة الطيران الفيدرالية بضرورة إلزام المروحيات بتركيب الصندوق الأسود، إلا أن الإدارة ترى أنه لا فوائد كبيرة له على متن المروحيات.
هل تملك مروحية "Bell-212" صندوقا أسود؟
لا تأتي مروحيات "Bell-212" بصندوق أسود مدمج فيها مسبقا وذلك لأنها في الأساس غير قتالية أو عسكرية في المقام الأول بل تستخدم للإسعاف، والإنقاذ، والنقل.
كما أن الطائرة التي استقلها رئيسي تعود إلى ما قبل "الثورة الإسلامية"، وتمنع الولايات المتحدة إيران من تحديثها، أو صيانتها، أو شراء الأحدث منها بسبب العقوبات المفروضة عليها.
ومع ذلك، قد يكون لدى بعض الطائرات المروحية أنظمة مماثلة تؤدي وظائف مماثلة، مثل "أنظمة مراقبة بيانات الطيران" أو "مسجلات بيانات الطيران"، والتي تعمل على تسجيل بعض البيانات مثل الارتفاع والسرعة الجوية وعدد دورات المحرك في الدقيقة لكن ليس ما يجري في قمرة القيادة أو الطائرة على غرار الصندوق الأسود.
في أحد الحالات، قال قائد البحرية الملكية في بروناي الأميرال الأول داتو سيري بهلوان، حول حادث تحطم طائرة من طراز "Bell-212" في عام 2012 إن جمع البيانات كان صعبا في ظل عدم وجود "صندوق أسود" على متن الطائرة التي ارتطمت بمجموعة من الأشجار.
على جانب آخر، يتم تزويد المروحيات الحديثة خصوصا القتالية أو العسكرية بشكل عام بما يشبه الصندوق الأسود.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية المروحية رئيسي إيران إيران مروحية إبراهيم رئيسي رئيسي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصندوق الأسود
إقرأ أيضاً:
كيف سقطت “F18” الأمريكية في البحر الأحمر؟
أعلنت البحرية الأمريكية سقوط طائرة “F18” من على متن حاملة الطائرات المتموضعة في البحر الأحمر، في بيان غير مفصل: “كانت طائرة F/A-18E تُسحب بنشاط في حظيرة الطائرات عندما فقد طاقم النقل السيطرة عليها، فُقدت الطائرة وجرار السحب في البحر”، لاحقًا نقلت وسائل إعلام عن مسؤولين أن سبب السقوط، هو انزلاق بعدما قامت حاملة الطائرات “يو إس إس ترومان” بمناورة مراوغة لتجنب مسار نيران حوثية قادمة، وفق ما أكده مسؤولون أمريكيون لموقع “المونيتور” الذي علّق بدوره أنه: “لا يزال من غير الواضح نوع القذيفة أو إذا ما جرى اعتراضها”.
الأكيد هو أن الطائرة الأمريكية قد سقطت في أثناء تنفيذ عملية الاشتباك العسكرية اليمنية ضد حاملة الطائرات “هاري ترومان”، والتي كانت القوات المسلحة اليمنية قد أعلنت عنها عصر أمس الأول، وهي عملية مشتركة بين القوات البحرية والصاروخية وسلاح الجو المسير، بعدد من الطائرات المسيرة، والصواريخ الباليستية والمجنحة، طوال ساعات، ونتج عن الاشتباك إجبار حاملة الطائرات على التراجع عن مواقعها السابقة والاتجاه نحو شمال البحر الأحمر.
لكن ما ليس مؤكدًا، هو كيف سقطت؟ هناك ثلاثة سيناريوهات تتبادر إلى الذهن مع سماع بيان البحرية الأمريكية، الأول: هو أنه تم إسقاطها بنيران القوات اليمنية، وأصيبت بصاروخ بالستي أو مجنح أو بطائرة مسيرة، وتتعمد البحرية الأمريكية إخفاء الأمر حفاظًا على ما تبقى من سمعة “ترومان”، والبحرية الأمريكية التي تعاني من العجز في تحقيق أهدافها في اليمن على مدى أكثر من ستة أسابيع، كلفتها ثلاثة مليارات دولار حسب موقع “رسبونسبول” الأمريكي.
السيناريو الثاني: هو أنها قد سقطت بفعل نيران صديقة، وبهذا يكون ثاني سقوط لطائرة من هذا النوع، بعد إسقاط واحدة في البحر الأحمر في ديسمبر/2024م فوق حاملة الطائرات نفسها، “هاري ترومان”. وسبب إخفاء مثل هذا الاحتمال، هو لمنع تكرار الإحراج الذي لحق بقادة الحاملة في المرة السابقة، بعد أن ظهروا بوضع المرتبك الخائف المرعوب، وتم إطلاق النار نحو الطائرة على سبيل الخطأ، دون أي تدقيق، رغم الأنظمة المتقدمة للتعرف على الأجسام الصديقة، والتي يبدو أنها فشلت هي الأخرى في تنفيذ تلك المهمة بالشكل المطلوب.
السيناريو الثالث: هو ما يبدو أن البحرية الأمريكية ذاهبة اليوم إلى اعتماده، عبر التسريبات المتعددة لوسائل الإعلام والصحافة الأمريكية وغيرها، ويتلخص كما سبق، بانزلاق الطائرة في أثناء محاولة البحارة قطرها في الحظيرة، وبينما كانت “ترومان” تحاول الهروب بسرعة خوفًا من إصابتها من قبل القوات اليمنية، انعطفت بشكل حاد، كما تقول الرواية المطلوب تمريرها، ومن المنطقي حينها أن يفقد البحارة السيطرة عليها وعلى الجرار، وبالتالي تتعرض للسقوط.
النتيجة الواضحة، لمختلف السيناريوهات، أن السقوط كان بسبب العملية المشتركة أمس الأول، والتي تشير إلى حالة الإرباك والتخبط والرعب التي تعيشها منظومة القيادة والسيطرة في الحاملة “ترومان”، ما يشكل فضيحة مدوية للبحرية الأمريكية، ويكشف عن الفوضى الخطيرة التي تعتري العمليات الأمريكية بشكل عام.
إن مجرد انعطافة الحاملة “ترومان” بهذا الشكل الحاد يعني أن الدفاعات الجوية التابعة لها لم تكن فعالة، ولا توفر الأمن الكامل للحاملة، وبالتالي فهناك توقعات مرتفعة لدى قادة “ترومان”، بإصابتها، ولهذا فلا مجال أمامها سوى الهروب.
هروب حاملة الطائرات أمام العمليات اليمنية، ليس جديدًا، فقد كانت “أيزنهاور”، و”لينكولن”، مبدعتين في تنفيذ إستراتيجية الهروب، كما تندر عليهما بذلك السيد عبد الملك الحوثي في عدة خطابات.
يبقى أنه، وبالنظر إلى الرواية الأمريكية، فإذا كانت هذه الطائرة قد سقطت، وهي تزن من 11 إلى 17 طنًا، نتيجة انعطاف حاد، فهذا يعني أن القوة الطاردة المركزية التي تسلّطت على الطائرة كانت كبيرة بما يكفي لتحريك ذلك الوزن الثقيل جدًا، لدرجة سقوطها في البحر، وعليه فما الذي حل ببقية الطائرات؟ وهذا ما يجب مناقشته مع الخبراء في هذا المجال.