كشفت شركة كاسبرسكي في تقريرها الجديد عن الاستدامة للنصف الثاني من عام 2022 وعام 2023، النتائج الرئيسية لمبادرات ومشاريع التنمية المستدامة التي نفذتها الشركة في الفترة المعنية. ويُسلط التقرير الضوء على خمس مجالات استراتيجية محددة كأولويات الشركة فيما يتعلق بالممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات (ESG) وهي: عالم سيبراني أكثر أماناً، وتكنولوجيا المستقبل، وكوكب أكثر أماناً، وتمكين الأفراد، والأخلاق والشفافية.


في سعيها لتحقيق مهمتها المتمثلة في بناء عالم أكثر أماناً طوال أكثر من 25 عاماً، كانت كاسبركي مساهماً نشطاً في إنشاء عالم أكثر استدامة، ولا يقتصر سعي الشركة على إنشاء تقنيات الحماية، بل يمتد إلى الاستثمار في العديد من مشاريع ESG كذلك. وفي عام 2023، قدمت كاسبرسكي أول تقرير للاستدامة للشركة، والذي تمت صياغته وفقاً لمعايير GRI وSASB الدولية.

بناء عالم سيبراني أكثر أماناً

تلعب كاسبرسكي دوراً محورياً في تشكيل مستقبل مرن عبر الإنترنت من خلال مكافحة التهديدات باستخدام حلولها وخدماتها الأمنية الرائدة عالمياً. كما تعمل الشركة في أكثر من 200 دولة وإقليم، وتجمع المعلومات الاستخبارية في الوقت الفعلي من جميع أنحاء العالم، كما تتعامل مع مجموعة واسعة من التحديات الأمنية في مشهد التهديدات. وأدت هذه الجهود إلى اكتشاف 411 ألف ملف خبيث جديد كل يوم. وبشكل عام، منعت كاسبرسكي أكثر من 437 مليون هجوم سيبراني خلال الفترة المشمولة بالتقرير.
تعد برمجيات الفدية واحدة من أخطر التهديدات التي تواجه الشركات بجميع أحجامها. ولحماية المؤسسات من هذا التهديد الطارئ، اكتشف خبراء كاسبرسكي 43 عائلة جديدة من برمجيات الفدية، وأكثر من 23 ألف برمجية معدلة خلال النصف الثاني من عام 2022 وعام 2023. في عام 2023 فقط، حاول مجرمو الإنترنت مهاجمة آلاف المستخدمين، بما في ذلك 53 ألف شركة وحوالي 6 آلاف مستخدم مرتبط بالشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم.

كما لاحظ باحثو كاسبرسكي زيادة مطردة في عدد هجمات برمجيات المطاردة - وهي برامج تستخدم لمراقبة الضحايا سراً من خلال أجهزتهم الشخصية. وعلى وجه الخصوص، اكتشفت حلول كاسبرسكي الأمنية أكثر من 31 ألف هجمة برمجيات مطاردة في جميع أنحاء العالم. وكانت ضحايا هذه الاعتداءات في أغلب الأحيان نساءً في علاقات مؤذية. وتعمل كاسبرسكي على معالجة مشكلة المطاردة السيبرانية من خلال الشراكة مع المنظمات غير الربحية، وخبراء الصناعة، وشركات الأبحاث، والوكالات الحكومية حول العالم.

تطبيق تكنولوجيا المستقبل

بالإضافة إلى حماية المؤسسات والمستخدمين في جميع أنحاء العالم ضد التهديدات السيبرانية سيئة السمعة، تخطو كاسبرسكي خطوة أخرى في مسيرتها نحو عصر الصلابة السيبرانية، حيث أصبحت رائدة في الصناعة مع نهجها للمناعة السيبرانية. وبالاستفادة من خبرتها الطويلة والناجحة، تعمل كاسبرسكي على إنشاء أنظمة سيبرانية مادية مصممة لتكون آمنة بطبيعتها دون الحاجة إلى برامج إضافية للأمن السيبراني أو إدارة أدوات الحماية. وخلال الفترة المشمولة بالتقرير، حصل اثنان من حلول كاسبرسكي التي تستخدم نظام KasperskyOS (وهما Kaspersky Secure Remote Workspace وKaspersky Automotive Secure Gateway)، على جوائز في مؤتمر الإنترنت العالمي في الصين في عام 2022.

بالنظر إلى كون الابتكار ناحية أساسية من نمو الشركات، لطالما كانت كاسبرسكي مركزة على تطوير تقنيات أمن سيبراني طويلة الأمد، مع التقدم بطلبات براءات الاختراع في المجالات المفيدة. وخلال فترة التقرير بين عامي 2022 و2023، حصلت كاسبرسكي على 231 براءة اختراع لابتكاراتها. وبينما نعمل على تحسين منتجاتنا، تشارك الشركة بشكل فعال في تطوير حركة المصدر المفتوح. وفي عامي 2022 و2023 فقط، نشرت كاسبرسكي 20 مشروعاً مفتوح المصدر، ومنحت الوصول إلى تقنياتها لكامل مجتمع المطورين.

تخفيض الأثر البيئي

يمثل تغليف البضائع حوالي 40٪ من إجمالي النفايات المنتجة في جميع أنحاء العالم. لذا تعمل كاسبرسكي على تقليل إصدار المنتجات المادية، والتحول إلى بيع التراخيص عبر الإنترنت في عدد متزايد من المناطق. وخلال الفترة المشمولة بالتقرير، انخفضت حصة المنتجات المغلفة في مبيعات كاسبرسكي للمستهلكين من 11% إلى 7%. وفي الوقت نفسه، تقترب حصة التراخيص الإلكترونية والبطاقات المفعلة في نقاط البيع (POSA) من المبيعات العالمية من 40% وستزداد في المستقبل. وللمساهمة بشكل أكبر في تقليل إنتاج العبوات البلاستيكية لتقليل بصمتنا البيئية، أطلقت الشركة في أغسطس 2023 مشروع «التحول من بيع التجزئة إلى الاشتراكات» لتشجيع العملاء على إجراء عمليات الشراء الإلكترونية عبر الإنترنت بدلاً من شراء منتجاتنا في متاجر البيع بالتجزئة.
تساهم منتجات الأمن السيبراني من كاسبرسكي في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أيضاً. وفي عام 2022، اكتشفت حلول كاسبرسكي أكثر من 200 مليون محاولة لاستخدام أجهزة الأشخاص لإخفاء عمليات التعدين، واستغلال الموارد الحاسوبية لأجهزة الضحايا. حيث يستهلك هذا التهديد كمية كبيرة من الكهرباء بالطبع. من خلال حماية الأفراد من التعدين الخفي، تساهم كاسبرسكي في تقليل انبعاثات غازات الدفيئة، وبالتالي منع ما يصل إلى 3 آلاف طن من ملوثات ثنائي أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. ويعادل ذلك الانبعاثات السنوية لحوالي 652 سيارة معاً.

تمكين الأفراد

للمساهمة في النمو المهني والشخصي لموظفيها، توفر الشركة فرص التدريب الداخلي والخارجي لجميع الموظفين عبر طرق تتضمن: تمكين تسجيلهم في دورات لتطوير الأعمال أو المبيعات أو المهارات الشخصية، وتعلم اللغات الأجنبية، والتقدم بطلب للمشاركة في الدورات التدريبية والفعاليات الخارجية. ولتعزيز فرص تطوير الموظفين، تمت زيادة الإنفاق على التدريب والتطوير في عام 2023 بنسبة 13.5% على أساس سنوي. 
بمناسبة اليوم العالمي لأصحاب الهمم في عام 2022، أطلقت كاسبرسكي مشروعاً داخلياً باسم «الحدود التي نتجاوزها»، وكان مخصصاً للتطوير المهني والشخصي لموظفي الشركة من أصحاب الهمم، ويهدف إلى التخلص من الوصمة المرتبطة بشمولية التوظيف. وفي عام 2023، تم تطوير المشروع بشكل أكبر من خلال إنشاء موقع ويب يستعرض قصصاً جديدة للزملاء العاملين في كاسبرسكي من أصحاب الهمم وأولئك الذين يقومون بتربية أطفال من أصحاب الهمم، مما يشجع الحوار المفتوح لتذكير الناس بقيمة الدعم المتبادل. وهكذا، تم الكشف عن المشروع للمرة الأولى، مما سهل الحوارات المفتوحة للتأكيد على أهمية الدعم المتبادل.

تنشئة جيل واعٍ

من الضروري عدم الاكتفاء بالحماية من التهديدات السيبرانية التي تستهدف الأفراد، بل يجب تثقيف وتمكين جيل جديد من المستخدمين الآمنين عبر الإنترنت أيضاً. لذا قامت أكاديمية كاسبرسكي، وهي مشروع تعليمي يقدم دورات وورش عمل ويشارك خبرات الشركة، بتدريب أكثر من 8 آلاف طالب من جميع أنحاء العالم بين عامي 2022 و2023. وانضمت العديد من الجامعات إلى البرنامج الخاص المسمى Kaspersky Academy Alliance، والذي يدمج خبرة كاسبرسكي وتقنياتها المتطورة في تعليم الطلاب. وفي عام 2023، تم إطلاق برنامج تدريب «الجيل السيبراني» للطلاب في المملكة العربية السعودية، وذلك بمشاركة أكثر من 90 من العقول الشابة الموهوبة. وحصل الطلاب الثلاثة الأوائل على تدريب داخلي في مكتب كاسبرسكي الذي تم افتتاحه حديثاً في المملكة العربية السعودية.

لتكثيف جهود الشركة في تعزيز بيئة رقمية تغذي رفاهية وتنمية جيل الشباب، أطلقت كاسبرسكي مشروع المرونة الإلكترونية للأطفال، ليكون مشروعاً عالمياً بداية من منطقة آسيا والمحيط الهادئ. ومن خلال سلسلة من ورش العمل، والندوات، وحلقات النقاش، والدورات التدريبية التفاعلية في إطار المبادرة، حصل قرابة ألف معلم وطالب، من أكثر من 120 مؤسسة أكاديمية في مختلف البلدان، على تأثير إيجابي. وباعتبارها مشروعاً متعدد أصحاب المصلحة، عقدت كاسبرسكي شراكة مع مؤسسة HEAD، والتحالف ضد التنمر من أجل الأطفال والشباب (CABCY)، ومؤسسة ISAC، بالإضافة لوكالات ومدارس حكومية لمساعدة الأطفال على بناء الصلابة الرقمية.

ولمساعدة الآباء على تعريف أطفالهم بالأمن السيبراني وسط مشهد التهديدات المتطور، قدم خبراء الشركة كتاب أبجدية كاسبرسكي للأمن السيبراني، وهو كتاب ممتع وتفاعلي يعلم الأطفال كيفية التعرف على حيل المحتالين ويعرفهم بأهمية البقاء آمنين عبر الإنترنت.

الانفتاح والشفافية

خلال الفترة المشمولة بالتقرير، احتفلت مبادرة كاسبرسكي العالمية للشفافية بالذكرى السنوية الخامسة لتأسيسها وواصلت تطورها، حيث وصلت إلى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، مع افتتاح مراكز كاسبرسكي للشفافية في المملكة العربية السعودية ورواندا. وخلال الفترة الممتدة بين النصف الثاني من عام 2022 حتى عام 2023، تم افتتاح مراكز شفافية في إيطاليا وهولندا كذلك، حيث تعمل هذه المراكز كمرافق تسمح للشركاء الموثوقين بمراجعة كود الشركة، وتحديثات البرمجيات، وقواعد الكشف عن التهديدات. وخلال منتدى حوكمة الإنترنت في أكتوبر 2023، والذي عُقد تحت رعاية الأمم المتحدة، عرضت كاسبرسكي أيضاً مبادئها الأخلاقية لتطوير واستخدام الأنظمة القائمة على التعلم الآلي، حيث بنت هذه المبادئ في إطار المبادرة العالمية للشفافية. وتنعكس هذه التطورات وغيرها في صفحة المبادرة العالمية للشفافية.

علقت ماريا لوسيوكوفا، رئيسة قسم الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات (ESG) والاستدامة في كاسبرسكي، قائلةً: «تعد الاستدامة ركيزة أساسية تساعد الشركات على اتخاذ قرارات سليمة واعية اجتماعياً، وكسب ثقة المستثمرين، والمؤسسات الحكومية، والعملاء. وفي كاسبرسكي، ندرك أن أعمالنا اليوم لها تأثير عميق على عالم الغد. ولهذا السبب، نحن لا نكتفي بالالتزام بالتخفيف من المخاطر السيبرانية، بل نلتزم كذلك بدفع التغيير الإيجابي، وتعزيز مستقبل أفضل للجميع من خلال التعاون، والابتكار، والممارسات التجارية المسؤولة.»

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمیع أنحاء العالم عبر الإنترنت کاسبرسکی على أصحاب الهمم أکثر أمانا الشرکة فی فی عام 2023 أکثر من من خلال وفی عام عام 2022

إقرأ أيضاً:

لماذا تراهن الشركات التقنية على وكلاء الذكاء الاصطناعي؟

في تحول تقني غير مسبوق، تتجه صناعة التكنولوجيا نحو تطوير وكلاء الذكاء الاصطناعي القادرين على أداء المهام بشكل مستقل، متجاوزين بذلك المساعدات الافتراضية التقليدية.

وتثير هذه التقنية المتقدمة تساؤلات حول مستقبل سوق العمل، وتأثيرها في الوظائف التقليدية، إضافة إلى دورها في تعزيز الكفاءة والإنتاجية.

ما وكيل الذكاء الاصطناعي؟

بينما يستطيع روبوت الدردشة التقليدي تقديم توصيات حول وصفات الطعام أو خطط السفر، فإن وكلاء الذكاء الاصطناعي يذهبون إلى أبعد من ذلك، حيث يمكنهم تنفيذ المهام نيابة عن المستخدمين بحد أدنى من التدخل البشري.

ويُعرَّف وكيل الذكاء الاصطناعي بأنه نظام ذكي قادر على تنفيذ مهام محددة أو حل المشكلات بشكل مستقل، مستفيدًا من التعلم المستمر وتحليل البيانات لاتخاذ قرارات أكثر دقة بمرور الوقت.

وتتنوع استخدامات وكيل الذكاء الاصطناعي بين خدمة العملاء، وتحليل البيانات، وأتمتة العمليات، وإدارة سلاسل التوريد.

ويشكل المساعدون الافتراضيون، مثل "سيري" (Siri) و "أليكسا" (Alexa)، أمثلة لوكلاء ذكاء اصطناعي يؤدون مهام تركز على المستخدم.

ولكن هذه الأدوات محدودة إلى حد ما في فهم نية المستخدم، ونادرًا ما تتجاوز المهام البسيطة، مثل تشغيل أو إطفاء الأنوار.

إعلان

ويعد منظم الحرارة الذكي مثالا على وكيل ذكاء اصطناعي بسيط، إذ تقتصر قدرته على إدراك بيئته من خلال مقياس حرارة يخبره بدرجة الحرارة.

وعندما تنخفض درجة الحرارة في الغرفة إلى ما دون مستوى معين، يستجيب منظم الحرارة الذكي برفع الحرارة.

الإمكانات الموعودة

تشير التوقعات إلى أن وكلاء الذكاء الاصطناعي قد يحدثون ثورة في مختلف الصناعات، من الرعاية الصحية إلى التجارة الإلكترونية، حيث يسهمون في تحسين الكفاءة التشغيلية وخلق مصادر دخل جديدة.

وعلى سبيل المثال، تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية تقديم توصيات مخصصة للعملاء، مما يعزز من تجربة التسوق وزيادة المبيعات.

ويعتمد العديد من هؤلاء الوكلاء على آليات متطورة لاتخاذ القرارات، حيث يوازنون المخاطر والفوائد لكل نهج قبل تنفيذ المهمة. كما يمكنهم التعامل مع أهداف متضاربة وتحديد أولوياتها وفقًا لاحتياجات المستخدم.

وكلاء الذكاء الاصطناعي يمكنهم تنفيذ المهام نيابة عن المستخدمين بحد أدنى من التدخل البشري (غيتي) شركات التكنولوجيا تتسابق نحو المستقبل

تشهد كبرى الشركات التكنولوجية، مثل "أوبن إيه آي" (OpenAI) و "مايكروسوفت" (Microsoft) و "غوغل" (Google) و "سيلز فورس" (Salesforce)، سباقًا محمومًا لتطوير وإطلاق وكلاء ذكاء اصطناعي أكثر تطورًا.

وتقول "أوبن إيه آي" إن الوكلاء قد يصبحون قريبًا أدوات تعمل بشكل مستقل لأيام أو أسابيع، دون الحاجة إلى التحقق من التقدم أو النتائج.

ويقول الباحثون في "أوبن إيه آي" و "غوغل" إن وكلاء الذكاء الاصطناعي يمثلون خطوة أخرى على طريق الذكاء الاصطناعي العام،  أي الذكاء الاصطناعي الذي يتجاوز القدرات البشرية في مجموعة واسعة من المجالات والمهام.

وكشفت "غوغل" عن "مشروع مارينر" (Project Mariner)، وهو إضافة لمتصفح كروم تستطيع التفكير في النصوص والصور عبر الشاشة.

وفي العرض التوضيحي، ساعد الوكيل في التخطيط لوجبة من خلال إضافة عناصر إلى عربة التسوق عبر الموقع الإلكتروني لسلسلة البقالة، مع إيجاد بدائل عندما لم تكن بعض المكونات متوفرة.

إعلان

ولا يزال الشخص بحاجة إلى المشاركة لإتمام عملية الشراء، ولكن يمكن توجيه وكيل الذكاء الاصطناعي لاتخاذ جميع الخطوات اللازمة حتى تلك النقطة.

في حين تعمل "مايكروسوفت" على دمج وكلاء "كوبايلوت" (Copilot) داخل منظومتها من خلال مجموعة "مايكروسوفت 365" (Microsoft 365) للمؤسسات.

وكشفت "مايكروسوفت" عن "كوبايلوت استديو" (Copilot Studio)، الذي يسمح للشركات ببناء وكلاء مخصصين قادرين على أداء مهام، مثل التعامل مع استفسارات العملاء وتحديد العملاء المحتملين.

أما "سيلز فورس"، فقد وسعت نطاق وكلائها من خلال منصتها "إيجينت فورس" (Agentforce)، التي وقعت من خلالها صفقات لتثبيت وكلاء الذكاء الاصطناعي في أكثر من 200 شركة عالمية، بما في ذلك "فيدكس" (FedEx) و "آي بي إم" (IBM).

وفي الوقت نفسه، بعد اختبارها هذا المجال من خلال منشئ وكيل الذكاء الاصطناعي "فيرتيكس" (Vertex)، أطلقت "غوغل" منافسها لوكيل الذكاء الاصطناعي للمؤسسات مع "إيجينت سبيس" (Agentspace).

وتقدم "أمازون" و "آي بي إم" وكلاء "بيدروك" (Bedrock) و"واطسون إكس" (watsonx)، مما يسمح للعملاء ببناء تطبيقات وكيل ذكاء اصطناعي ودمجها مع الأنظمة.

ومن بين عمالقة التكنولوجيا، اتجهت مايكروسوفت إلى المجال المفتوح المصدر مع إطار عمل وكلاء الذكاء الاصطناعي "أوتو جين" (AutoGen).

وأصدرت "أوبن إيه أي" خيارها المفتوح المصدر "سوارم" (Swarm)، ولكن المقصود منه أن يكون أداة تعليمية تجريبية وليس للإنتاج الكامل.

طموح يستحق المخاطرة

بالرغم من أن المنافسة على وكلاء الذكاء الاصطناعي داخل شركات التكنولوجيا الكبرى تجري على قدم وساق، فقد شهدت الأشهر القليلة الماضية صعودًا سريعًا لنوع فرعي قوي هو وكيل استخدام الحاسوب المتعدد الوسائط.

ويتفاعل معظم وكلاء الذكاء الاصطناعي مع العالم من خلال النص فقط، ولكن هناك اهتمام متزايد بمنحهم القدرة على التحكم المباشر في أجهزة الحواسيب عبر واجهات المستخدم الرسومية كما يفعل البشر، مما يجعلهم أقرب إلى الموظفين المستقلين كليًا.

وبدأت "أنثروبيك" (Anthropic) سباقها للتفوق في الوكلاء المرئيين بإعلانها عن نسخة حديثة من نموذجها "كلود" (Claude) قادرة على تشغيل جهاز حاسوب مثل الإنسان، تبعه نظام مشابه من "أوبن إيه أي" يسمى "أوبيريتور" (Operator).

إعلان

واستجابت "غوغل" من خلال "مشروع مارينر"، الذي يستفيد من متصفح "كروم" (Chrome) المتوفر في كل مكان.

ويتوقع بعض المحللين أن ينمو السوق العالمي لوكلاء الذكاء الاصطناعي من 5.1 مليارات دولار حاليًا إلى 47.1 مليار دولار بحلول عام 2030، وهو ما يعادل معدل نمو سنوي مركب يبلغ نحو 45 في المئة.

تأثير وكلاء الذكاء الاصطناعي

يعتمد وكلاء الذكاء الاصطناعي على تقنيات متقدمة، مثل التعلم العميق، ومعالجة اللغة الطبيعية، والرؤية الحاسوبية، ويُعتقد أنهم قادرون على إحداث تغييرات جذرية في سوق العمل، وقد تؤدي هذه التكنولوجيا إلى زيادة الإنتاجية، وخفض التكاليف، وتحسين جودة الخدمات.

ومع ذلك، فإن هذه التكنولوجيا تثير مخاوف جدية حول فقدان الوظائف، وخاصة في المهن الروتينية أو التي تعتمد على مهام قابلة للأتمتة.

وقد تفقد ملايين الوظائف في قطاعات مثل النقل، والتجزئة، والخدمات الإدارية بسبب التوسع في استخدام وكلاء الذكاء الاصطناعي.

وبغض النظر عن التقدم الكبير، لا تزال هناك شكوك حول قدرة وكلاء الذكاء الاصطناعي في أداء مهام معقدة تتطلب تفكيرًا إبداعيًا أو عاطفيًا.

ويعتمد وكلاء الذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات، في حين يفتقرون إلى الفهم الحقيقي للسياقات الإنسانية أو العواطف.

وفي حال حدوث أخطاء، فمن الصعب تحديد المسؤولية، وخاصة إذا كانت القرارات تتخذ بشكل مستقل.

وتعتمد جودة أداء الوكلاء بشكل كبير على جودة بيانات التدريب، مما قد يؤدي إلى تحيزات أو أخطاء.

ولا تزال هذه التقنية تواجه تحديات في التعامل مع المواقف غير المتوقعة التي تتطلب إبداعًا وتفكيرًا نقديًا، وهناك حالات يفشل فيها وكلاء الذكاء الاصطناعي في أداء مهام معقدة بشكل دقيق وفعال.

في الختام، يمثل وكلاء الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية في الطريقة التي تعمل بها الشركات، ومع ذلك، فإن تأثير تلك الأنظمة في سوق العمل يثير تساؤلات حول مستقبل الوظائف، كما أن الشكوك حول قدراتها تظل قائمة.

إعلان

وتوجد تحديات يجب معالجتها لضمان استخدام هذه التقنية بطريقة توازن بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على فرص العمل.

ومن الضروري أن تعمل الحكومات، والشركات، والمجتمعات معًا لضمان استخدامها بشكل مسؤول وفعّال، مع مراعاة الجوانب الأخلاقية والاجتماعية ووضع سياسات تنظيمية وأخلاقية لضمان أن هذا التحول يسهم في تحسين حياة البشر بدلاً من تهديد مستقبلهم المهني.

مقالات مشابهة

  • أكثر من 50 مليار ريال عُماني إجمالي تحويلات القوى الوافدة في دول المجلس
  • السالمي: حوافز ومتطلبات مرنة في "سوق الشركات الواعدة"
  • البيت الأبيض: الحوثيون استهدفوا السفن الأمريكية أكثر من 300 مرة منذ 2023
  • اختتام فعاليات معرض الشركات الطلابية لـإنجاز عمان
  • لماذا تراهن الشركات التقنية على وكلاء الذكاء الاصطناعي؟
  • ارتفاع حاد في حالات إفلاس الشركات الألمانية وسط الركود
  • تقرير: أكثر من 12 مليون منشور إسرائيلي تحريضي ضد الفلسطينيين خلال عام 2024
  • بسبب الغاز.. انهيار جدران شقة سكنية في حريق بالإسكندرية
  • الخزانة الأميركية تصدر رخصة بشأن الاتصالات في اليمن 
  • الخزانة الأمريكية تصدر رخصة جديدة بشأن الاتصالات في اليمن