ما مستقبل التطبيع العربي مع النظام السوري؟
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
أعاد صمت رئيس النظام السوري بشار الأسد خلال مشاركته في القمة العربية التي عقدت في العاصمة البحرينية المنامة في 16 أيار/مايو الحالي، طرح التساؤلات حول مستقبل التطبيع العربي مع النظام الذي بدأ قبل عام.
وكان الأسد قد لاذ بالصمت خلال الجلسة الافتتاحية للقمة، وهو الموقف الذي أثار تفسيرات متضاربة، يتقاطع غالبيتها عند عدم التقدم في مسار التطبيع العربي مع النظام، بسبب اعتبارات عدة، أهمها عدم توقف شحنات تهريب المخدرات نحو الأردن، والاستمرار بحالة تعطيل المسار السياسي.
وسائل إعلام النظام السوري قالت إن الأسد امتنع عن إلقاء كلمة نظامه في القمة "انطلاقا من ثبات الرؤية السورية تجاه المستجدات التي تشهدها المنطقة"، ما يؤشر بحسب مراقبين إلى امتعاض رئيس النظام من إلغاء الاجتماع الثاني لـ"لجنة الاتصال العربية" الخاصة بسوريا، الذي كان مقررا في العاصمة العراقية بغداد قبل أيام.
ومهما كان السبب الذي يفسر موقف رئيس النظام، فإنه يؤشر بحسب الباحث في مركز "الحوار السوري" أحمد القربي، عدم إحراز أي تقدم في مسار التطبيع العربي، أو بعبارة أخرى عدم تحقيق أي نتيجة من هذا المسار.
دون نتائج
ويوضح لـ"عربي21"، أن أحد أهم الأهداف الاستراتيجية التي دفعت بعض الدول العربية إلى التطبيع مع النظام السوري، هو "وأد فكرة الربيع العربي"، بحيث يُنظر إلى سوريا على أنها آخر محطات الربيع العربي، وإغلاق هذا الملف كان يتطلب التطبيع مع النظام السوري.
وثمة بعض الأهداف الأخرى للتطبيع مع النظام، منها بحسب القربي، الحد من تهريب المخدرات، وتقليص نفوذ إيران في المنطقة.
وعن سؤال "ما مستقبل التطبيع العربي"؟، يجيب: "نعتقد أن التطبيع لن يقود إلى أي نتيجة على الأقل في الأهداف المتعلقة بالمخدرات ونفوذ إيران، على المدى المتوسط والبعيد أيضا، بسبب عدم قدرة النظام السوري عن التخلي عن تجارة المخدرات لأن عائداتها قد تكون المورد الاقتصادي الأهم له حاليا، وكذلك بسبب عدم قدرته أيضا على الحد من نفوذ إيران، والمليشيات التابعة لها في سوريا".
لكن مع ذلك، يقول القربي: "من وجهة نظري ستواصل الدول العربية المضي في مسار التطبيع مع النظام، ولن تتراجع عن الخطوات التي تمت مثل افتتاح السفارات، لكن بدون أي نتائج على أرض الواقع".
ويردف بأن "بعض الدول العربية باتت تنظر إلى التطبيع مع النظام على أنه هدف بحد ذاته، دون النظر إلى النتائج".
وفي أيار/مايو 2023، تبنت الجامعة العربية قرارا بعودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة، بعد غياب 11 عاما، على خلفية اندلاع الثورة السورية.
مصلحة متبادلة
أما الإعلامي والمعارض السوري أيمن عبد النور المقيم في الولايات المتحدة، يبدو متيقناً باستمرار مسار التطبيع العربي مع النظام السوري، رغم "البرود" أو تراجع زخم هذا المسار.
وفي حديثه لـ"عربي21" يرجع تقديره إلى "المصلحة المتبادلة"، موضحاً بقوله: "من الجانب العربي المصلحة من التطبيع هي منع تهريب المخدرات، وملفات اللجوء، ونفوذ إيران، والعمل العربي المشترك، ومن جانب النظام المصالح معروفة، وهي متعلقة بإعادة التعويم، والمنافع الاقتصادية".
وضمن السياق ذاته، يتحدث عبد النور عن وجود "خطة دولية" أطرافها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والدول العربية، تهدف إلى إيجاد حل في سوريا، بموافقة النظام، مستدركاً بقوله: "لكن بالتأكيد لن تحقق هذه الخطة مصالح السوريين".
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قد عرقلت تمرير مشروع قانون "مناهضة التطبيع مع نظام الأسد"، في خطوة أشرت بحسب مراقبين إلى عدم اعتراض واشنطن على التطبيع العربي والإقليمي مع النظام السوري.
يُذكر أن بيان قمة المنامة الختامي، أكد على إنهاء "الأزمة السورية" وفق القرار 2254، ورفض أي تدخل في شؤونها الداخلية وأي محاولات لإحداث تغييرات ديمغرافية فيها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الأسد القمة العربية التطبيع سوريا سوريا الأسد القمة العربية التطبيع المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مع النظام السوری مسار التطبیع التطبیع مع
إقرأ أيضاً:
تعرف على أبرز النهايات الغامضة لأركان النظام السوري.. هل صفاهم الأسد؟ (شاهد)
عرف نظام عائلة الأسد في سوريا، بقبضته الأمنية القاسية، والاعتماد على دائرة ضيقة من القيادات المعروفة بشديدة الولاء، سواء في حكم حافظ الأسد أو ابنه المخلوع بشار الأسد، ولم يخل تاريخ هذا الحكم الطويل من التصفيات الداخلية.
وتكررت الاتهامات للنظام السوري بالتخلص من شخصيات في مستويات قيادية عالية، بسبب الشك في ولائها أو الخوف من تنامي نفوذها وتهديدها رأس النظام وعائلته الحاكمة.
ورغم أن تلك الاتهامات قيدت كحوادث انتحار أو تحميل مسؤوليتها للمعارضة السورية في حكم بشار الأسد، إلا شهادات قدمتها شخصيات منشقة، خلال السنوات الماضية، كشفت أن النظام متورط فيها لإقفال ملفات وإخفاء الشهود عليها.
ونستعرض في التقرير التالي أبرز الشخصيات التي اختفت عن المشهد بسوريا بحوادث مثيرة للريبة:
غازي كنعان
وزير الداخلية السوري الأسبق، ومسؤول التحقيقات إبان مجزرة حماة في ثمانينيات القرن الماضي ورئيس ما يعرف بجهاز الأمن والاستطلاع فيها لبنان، خلال فترة الوصاية السورية على لبنان والتي حمل فيها لقب حاكم لبنان الفعلي بسبب سطوته على القرار هناك.
اكتشفت جثة كنعان داخل مكتبة، بوزارة الداخلية، في أكتوبر 2005، وقال النظام إنه أقدم على الانتحار، بواسطة طلق ناري في الرأس، وهو ما أثار الشكوك بشأن هذه الرواية، والاعتقاد أنه جرى تصفيته، في ظل اعتباره الصندوق الأسود لقضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، والحديث عن نيته مغادرة سوريا بما يملك من معلومات.
آصف شوكت
صهر بشار الأسد، زوج شقيقته بشرى، مدير جهاز الاستخبارات العسكرية، وأحد أهم أركان نظام بشار الأسد وتثبيته في الحكم،رفع إلى رتبة عماد في تموز/يوليو 2009 وأصبح نائبا لرئيس الأركان كما تم تعيينه نائبا لوزير الدفاع.
كان آصف شوكت أحد أعضاء خلية الأزمة التي شكلها رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، بعد اندلاع الاحتجاجات الواسعة في سوريا، عام 2011، والتي كانت مسؤولة عن القرارات الأمنية والعسكرية في البلاد في ظل حالة الطوارئ.
تعرضت الخلية لتفجير غامض في مقر جهاز الأمن القومي، والذي يعد من الأكثر الأماكن تحصينا وحماية أمنية في العاصمة السورية دمشق، في تموز/يوليو 2012، قتل على إثره مع قيادات أخرى كبيرة.
اتهم النظام المعارضة بالوقوف وراء التفجير، لكن تقارير عديدة اتهمت النظام بالتخلص من بعض رموزه معلومات عن احتمالية إطاحتهم بالأسد لنزع فتيل الاحتجاجات على حكمه.
داوود راجحة
وزير الدفاع السوري، يحمل رتبة عماد، عين في منصبه خلفا لعلي حبيب، الذي خرج من الخدمة مع بدايات الثورة في سوريا.
بقي في منصبه رغم التعديل الحكومة لحكومة عادل سفر، واستمر مع رياض حجاب الذي انشق لاحقا عن النظام.
قتل راجحة والذي يعد أول وزير دفاع من الديانة المسيحية يتسلم هذا المنصب، في تفجير خلية الأزمة، والذي تحوم الشكوك بوقوف النظام خلفه.
حسن تركماني
أحد أبرز القادة العسكريين للنظام السوري في تاريخه، كان يشغل منصب معاون نائب رئيس الجمهورية للشؤون السياسية، والقيادة القطرية لحزب البعث، ونائب القائد الأعلى للجيش ووزيرا للدفاع ما بين 2004-2009.
ومع انطلاق الثورة السورية في مارس/آذار 2011 تولى رئاسة خلية الأزمة التي كلفت بالقضاء على الاحتجاجات الواسعة ضد نظام حكم بشار الأسد.
قتل في تفجير خلية الأزمة في أشد الأماكن تحصينا بجهاز الأمن القومي في العاصمة دمشق عام 2012.
هشام بختيار
أحد أبرز الشخصيات الأمنية في النظام السوري، كان رئيس مكتب الأمن القومي في حزب البعث الحاكم سابقا بسوريا، وعضو اللجنة المركزية والقيادة القطرية للحزب، ومديرا لجهاز المخابرات السورية المعروف بأمن الدولة.
كان يشغل منصب رئيس مكتب الأمن القومي في حزب البعث السوري الحاكم . وكان عضوا في اللجنة المركزية والقيادة القطرية للحزب. كما شغل منصب مدير إدارة المخابرات العامة
عين بختيار عضوا في خلية الأزمة، التي تولت التعامل مع الثورة السورية التي اندلعت في البلاد عام 2011، وتعرض لإصابة في التفجير الذي وقع أثناء اجتماع الخلية عام 2012.
كشف الطبيب الذي عالجه في مستشفى الشامي في العاصمة دمشق، بعد حدوث التفجير في مقابلة تلفزيونية عقب سقوط الأسد، أنه أجرى عملية لبختيار، وكان إصابته عبارة عن شظية في البطن وصلت إلى الأمعاء، ولم تكن تهدد حياته بالمطلق، لكنه بعد مغادرته المستشفى أعلن مقتله، مرجحا ما أشير إلى التخلص منه.
رستم غزالة
أحد أبرز الشخصيات الأمنية في النظام السوري، ويحمل رتبة لواء، وكان الحاكم الأمني السوري للبنان، حتى الانسحاب السوري من هناك عام 2005.
عقب تفجير خلية الأزمة، اختير رئيسا لشعبة الأمن السياسي، وشارك جهازه في عمليات قمع واسعة للتظاهرات والتخلص من المعارضين بسبب نفوذ وسطوة جهازه.
أقيل من جهاز الأمن السياسي، بعد تصاعد الحديث عن خلافات حادة مع مدير المخابرات الجوية رفيق شحادة، واتهام الأخير باحتجاز غزالة عبر مرافقيه والانهيال عليه بالضرب وتعرضه لإصابات بالغة أدت إلى وفاته بعد أيام.
كشف أحد مرافقيه بعد سقوط نظام الأسد، عن تخلص النظام منه، بعد استدعائه لأحد المقرات، وتعرضه للضرب المبرح، ونقله إلى المستشفى وإهمال علاجه ليفارق الحياة، بسبب كثرة انتقاداته لبشار الأسد في أيامه الأخيرة.