من فيتنام إلى غزة.. جامعة كولومبيا معقل حراك طلابي عبر العصور
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
برزت جامعة كولومبيا الأميركية مؤخرا بوصفها معقلا لحراك طلابي رافض للحرب الإسرائيلية على غزة، وهي نفسها سبق أن كانت مسرحا لاحتجاجات أخرى كتلك المناهضة لحرب فيتنام (1954-1975) والعنصرية في الولايات المتحدة.
وفضلا عن كونها الجامعة التي انطلقت منها شرارة المظاهرات الداعمة لفلسطين وامتدت إلى جامعات أخرى في الولايات المتحدة وحول العالم في الآونة الأخيرة، تبرز جامعة كولومبيا بتاريخها الحافل بالمظاهرات الطلابية.
قبل أكثر من 50 عاما، كانت الجامعة رائدة لمظاهرات طلابية ضد العنصرية والتمييز، ومعقلا لاحتجاجات مناهضة لحرب فيتنام.
ففي عام 1968، نظم طلاب بجامعة كولومبيا مظاهرات احتجاجا على مشاركة إدارة جامعتهم في معهد التحليلات الدفاعية (آي دي إيه)، الذي يقال إنه أجرى أبحاثا عسكرية حول الأسلحة المستخدمة في حرب فيتنام بالتعاون مع الحكومة.
احتجاجات وتصعيدفي اليوم الأول للمظاهرات في 23 أبريل/ نيسان 1968، وبمشاركة ما يقرب من 300 شخص، بدأ طلاب في الاحتجاج داخل الحرم الجامعي، مطالبين بإنهاء الحرب على فيتنام ووقف المشاركة بالبحوث العسكرية.
واتسعت المظاهرات أيضا للاحتجاج على التمييز العنصري، حيث قام طلاب بدخول صالة ألعاب رياضية كان من المزمع بناؤها قرب حديقة مورنينغسايد في نيويورك، للضغط على إدارة الجامعة لوقف بنائها، لأنها كانت تحمل شبهة عنصرية.
وكما حدث في المظاهرات التي جرت هذا العام دعما لفلسطين، احتل طلاب قاعة "هاميلتون هول" في الحرم الجامعي، عام 1968، وبقوا هناك لعدة أيام، وواصلوا احتجاجاتهم في 4 مبان أخرى.
وإثر ذلك طلبت إدارة الجامعة المساعدة من شرطة نيويورك، ليدخلوا في مواجهات مع الطلاب أدت لاعتقال أكثر من 700 شخص وإصابة حوالي 150 شخصا.
وبصورة مشابهة لما حصل قبل 56 عاما، أقام طلاب بجامعة كولومبيا، منتصف شهر أبريل/ نيسان من هذا العام، مخيمات في الحرم الجامعي لدعم فلسطين، واقتحموا مبنى "هاميلتون هول".
وبينما تم اعتقال 108 طلاب في اليوم الأول الذي تم فيه استدعاء الشرطة إلى الحرم الجامعي، امتدت التظاهرات الطلابية إلى جامعات أخرى في الولايات المتحدة خلال وقت قصير.
ويطالب الطلاب المحتجون إدارة جامعاتهم بوقف الاستثمارات المرتبطة بإسرائيل وإنهاء الإبادة الجماعية في غزة.
تاريخ حافل بالاحتجاجاتوللحديث عن الاحتجاجات في الماضي والحاضر في جامعة كولومبيا، قالت الأكاديمية التركية المدرسة بقسم التاريخ بالجامعة المذكورة، نسليهان شن أوجاق، إن الجامعة كانت مسرحا للاحتجاجات طوال تاريخها.
وذكرت أن "ثمة احتجاجات كل عام تقريبا حول قضايا مثل حقوق المرأة وحقوق الأميركيين من أصل أفريقي، لا سيما بعد وفاة المواطن الأسود جورج فلويد أثناء التوقيف في عام 2020".
وأشارت إلى أن التظاهرات الداعمة لفلسطين مستمرة في الحرم الجامعي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وزادت المشاركة فيها مع اشتداد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية للمنطقة.
وبشأن بعض تفاصيل الأحداث الأخيرة بالجامعة، قالت شن أوجاق "إنه في ليلة استدعاء الشرطة إلى الحرم الجامعي لم يُسمح للطلاب في جامعة كولومبيا بالخروج من غرفهم من المساكن الطلابية، كما تم منع خروج أعضاء هيئة التدريس من المباني السكنية".
وأشارت أن الشرطة قامت باعتقال 108 طلاب في 18 أبريل/ نيسان، وأزالت الخيام التي نصبها الطلاب في حديقة الجامعة، ليعيد الطلاب نصبها بعد مغادرة الشرطة.
ولفتت إلى أنه لاحقا في 26 أبريل/ نيسان، دخل مئات من رجال الشرطة الحرم الجامعي واعتقلوا طلابا.
ونوّهت بأنه من "النادر جدا" استدعاء الشرطة إلى الحرم الجامعي في الولايات المتحدة.
وذكرت أن إدارة الجامعة "تريد توجيه تهم خطيرة" إلى الطلاب الموقوفين وأن معظم هؤلاء الطلاب قد ينالون عقوبات مثل الإيقاف أو حتى الفصل من الجامعة.
وأوضحت أن هناك ضغوطا على إدارة الجامعة من الكونغرس الأميركي سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين.
وبينت أن أحد الاختلافات بين احتجاجات عام 1968 واحتجاجات هذا العام كان في جلسات الاستماع للطلاب المعتقلين، وأكدت أن الطلاب يُمنعون حاليا من إحضار محامين إلى الجلسات.
وأضافت أن الوضع كان مختلفا في احتجاجات 1968، إذ كان من حق الطلاب آنذاك الاستعانة بمحام.
من جانبها، قالت الأستاذة إليانور ستاين، المحاضرة في مجال تغير المناخ وحقوق الإنسان في جامعة ولاية نيويورك أن "العنصر الرئيسي في جامعة كولومبيا في عام 1968 واليوم هو أن الطلاب يتخذون موقفا حيال أكبر قضية أخلاقية في عصرهم".
وقالت ستاين التي -كانت إحدى طالبات جامعة كولومبيا الذين شاركوا في احتجاجات عام 1968، وتعرضت آنذاك للاعتقال من قبل عناصر الشرطة، إن "العنصر الرئيسي في جامعة كولومبيا في عام 1968 واليوم هو أن الطلاب يتخذون موقفا حيال أكبر قضية أخلاقية في عصرهم".
وأضافت "في وقتي كان الأمر يتعلق بفيتنام والعنصرية، أما اليوم هو احتلال غزة والإبادة الجماعية".
وعن مشاركتها في احتجاجات 1968، ذكرت ستاين أنها انضمت إلى الاعتصام في قاعة هاميلتون، وأنهم ظلوا نحو أسبوع في القاعة، وكان الطلاب يواصلون احتجاجاتهم في 4 مبان بالحرم الجامعي.
وأوضحت أنه جرى استدعاء الشرطة إلى الحرم الجامعي صباح 30 أبريل/ نيسان حيث تم اعتقال أكثر من 700 طالب وإصابة حوالي 150 طالبا في تلك العملية.
وأضافت أن "المظاهرات لم تنته بالاعتقالات، بل على العكس اشتدت، كما هو الحال في يومنا هذا".
واعتبرت ستاين أن "للمظاهرات نتائج إيجابية"، مستشهدة بأن صالة الألعاب الرياضية التي كان من المخطط تشييدها في مورنينغسايد بارك لم يتم بناؤها.
وذكرت ستاين أن ثمة "محاولات تبذل لإسكات" دعم الطلاب والأساتذة لفلسطين.
وتابعت "محاولة حجب (دعم) فلسطين بالقوة بدأت قبل وقت طويل من دخول الشرطة إلى الحرم الجامعي، وتطورت الأحداث بشكل طبيعي واتسعت، لأنه ببساطة يمكنك إبعاد طالب أو فصله، لكن لا يمكنك إبعاد فكرة".
وأشارت ستاين إلى العدد الكبير للمؤسسات التعليمية المدمرة في غزة والطلاب والأكاديميين الذين فقدوا حياتهم.
وقالت "حتى الآن لم أسمع تعبيرا عن التضامن أو القلق أو الغضب من جامعة واحدة في الولايات المتحدة".
وأردفت "لو كانت جامعة في إسرائيل، أو فرنسا، أو أي مكان آخر في العالم تم تدميرها في صراع، لكان هناك رد فعل كبير من الأكاديميين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة. لكن حتى الآن هناك صمت تام (بخصوص غزة) وهذا أمر لا يغتفر".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات فی الولایات المتحدة فی جامعة کولومبیا إدارة الجامعة طلاب فی عام 1968 فی عام
إقرأ أيضاً:
جامعة قناة السويس تحصد المراكز الأولى في بطولة دوري القطاعات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تألقت جامعة قناة السويس في بطولة دوري القطاعات (القطاع السادس)، التي أقيمت تحت رعاية الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتور ناصر مندور، رئيس الجامعة، حيث حققت نتائج متميزة وحصدت عدة مراكز متقدمة في مختلف المنافسات الرياضية.
أقيمت البطولة تحت إشراف عام الدكتور محمد عبد النعيم، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وبمشاركة متميزة من جامعات بنها، الزقازيق، بورسعيد، السويس، الجلالة، وقناة السويس، حيث تنافس 85 طالبًا وطالبة من كل جامعة في ألعاب خماسي القدم، الكرة الطائرة، كرة السلة، ألعاب القوى (100 متر، الوثب الطويل)، وتنس الطاولة.
وحقق طلاب جامعة قناة السويس إنجازات رائعة، حيث فازوا بالمركز الأول في سباق 100 متر طلبة، والكرة الطائرة طالبات، وكرة السلة طالبات، وتنس الطاولة طالبات.
كما حصلوا على المركز الثاني في تنس الطاولة طالبات، و خماسي القدم طالبات، بينما نالوا المركز الثالث في كرة السلة طلبة، و خماسي القدم طلبة، مما يعكس مستوى التفوق الرياضي لطلاب الجامعة.
وأعرب الدكتور ناصر مندور عن فخره بهذه الإنجازات، مشيرًا إلى أن تفوق الطلاب في هذه البطولة يعكس روحهم التنافسية العالية، كما يؤكد على دور الجامعة في دعم الأنشطة الرياضية وتنمية مهارات الطلاب.
و أضاف "مندور" أن الرياضة جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية، وسنواصل دعم طلابنا لتحقيق المزيد من النجاحات.
من جانبه، أكد الدكتور محمد عبد النعيم على أهمية مثل هذه الفعاليات في تعزيز التعاون بين الجامعات، مشيرًا إلى أن البطولة جاءت ضمن استراتيجية الجامعة لدعم الأنشطة الطلابية، وقد شهدت منافسات قوية وأجواء حماسية أبرزت استعداد الطلاب و تميزهم في مختلف الألعاب الرياضية.
كما أشاد الدكتور محمود شعيب، منسق عام الأنشطة الطلابية، بالقدرات الرياضية الرائعة للطلاب، مؤكدًا حرص الجامعة على تنظيم فعاليات مشابهة تسهم في صقل مهارات الطلاب وتنمية مواهبهم.
وجرت فعاليات البطولة تحت إشراف الإدارة العامة لرعاية الشباب، ممثلة في إدارة النشاط الرياضي، بالتعاون مع الاتحاد الرياضي للجامعات، حيث تم التنفيذ تحت الإشراف التنفيذي للدكتور محمود شعيب، منسق عام الأنشطة الطلابية، والدكتور أحمد كمال، مستشار اللجنة الرياضية، و بإدارة عبد الله عامر، مدير عام الإدارة العامة لرعاية الشباب، والأستاذ محمد إمام، مدير إدارة النشاط الرياضي.
وقد شهدت البطولة أجواء احتفالية مليئة بالحماس والتفاعل، وأبدت الجامعات المشاركة إعجابها بالتنظيم المتميز الذي قدمته جامعة قناة السويس، والذي أسهم في تعزيز الروح الرياضية والتنافس الإيجابي بين الطلاب في مختلف الأنشطة الجامعية.