الموقف الفلسطيني المبدئي والواقعي العملي
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
انقسم الموقف الفلسطيني، خصوصا بعد 1971، فكان هناك موقف مبدئي يتمسك بثوابت القضية الفلسطينية، كما حُدّدت في ميثاقيّ م.ت.ف 1964 و1968. وقامت منطلقات، أو برامج، كل الفصائل على أساس هذه الثوابت، أضف إلى ذلك استراتيجية الكفاح المسلح.
أما في الموقف من الكيان الصهيوني، فاعتباره مغتصبا لفلسطين، ومشروعا اقتلاعيا إحلاليا استيطانيا عنصريا، غير مشروع، وليس له من حق الوجود، ككيان و"دولة" و"مجتمع".
وقد صدر قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، رقم 181 لعام 1947. وهو قرار مخالف للقانون الدولي الذي يعتبر حق تقرير المصير حقا حصريا للشعب الذي كان يسكن فلسطين قبل احتلالها من الاستعمار البريطاني. أثبتت التجربة وما يسمّى بالواقعية العملية، بأنها نهج غير واقعي وغير عملي، وأن كل ما فعله، كان تنازلا مجانيا، إثر تنازل مجانيكذلك جاء هذا القرار مخالفا لميثاق هيئة الأمم المتحدة الذي لا يُعطي جمعيتها العامة حق تقرير مصير أيّ بلد في العالم، باعتباره حقا حصريا لحق ذلك البلد. هذا وقبلت عضوية "دولة إسرائيل" بشروط وعد مندوبها على تلبيتها، ولكن لم ينفذ أي من هذه الشروط، وبهذا اعتبرت عضوية الكيان الصهيون غير شرعية كذلك.
أما بعد 1971، فبدأت الضغوط الدولية، السوفييتية خصوصا، تطالب الفلسطينيين بأن يكونوا واقعيين وعمليين، بتنازل عن ثابت التحرير، والقبول بقرار التقسيم، متطورا إلى القبول بمبدأ تقسيم فلسطين، والدخول في مشروع إيجاد حل عملي يحقق ولو دولة فلسطينية في حدود هدن 1949، أو حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967. وحدث أن اندفعت قيادة فتح، وعدد من القيادات والنخب الفلسطينية، إلى تبني هذا المنهج، واعتبرت من يتمسكون بالثوابت، ورفض الحلول التي تتضمن تقسيما لفلسطين، بأنهم غير واقعيين، وغير عمليين، هذا إذا لم يُتهموا بالخشبيين والمغامرين والمتطرفين.
وبهذا تغلب الاتجاه الثاني "الواقعي والعملي" وإذا شئت "العقلاني والمعتدل"، وبدأت رحلته التي انتهت باتفاق أوسلو، أي القبول بتقسيم فلسطين، كان على هذا النهج أن لا يتنازل عن الموقف المبدئي أولا، وكان عليه، ثانيا، إذا أراد أن يكون "واقعيا وعمليا" أن يطلب ممن ضغطوا عليه القبول بحلّ سياسي، أن يأتوا بموافقة قادة الكيان وأمريكا والغرب، بأن مشروع الدولة سيطبق بمجرد موافقتهم عليه، وعندئذ يكونون قد جمعوا المبدئية والواقعية العمليةفيما القيادة الصهيونية، وبتغطية أمريكية وغربية، رفضت تقسيم فلسطين، وأصرّت ومارست بأن فلسطين كلها لهم، وعلى الفلسطينيين الرحيل، أو الاعتراض الكسيح وفقا لاتفاق أوسلو.
ومن ثم أثبتت التجربة وما يسمّى بالواقعية العملية، بأنها نهج غير واقعي وغير عملي، وأن كل ما فعله، كان تنازلا مجانيا، إثر تنازل مجاني.
ومن هنا كان على هذا النهج أن لا يتنازل عن الموقف المبدئي أولا، وكان عليه، ثانيا، إذا أراد أن يكون "واقعيا وعمليا" أن يطلب ممن ضغطوا عليه القبول بحلّ سياسي، أن يأتوا بموافقة قادة الكيان وأمريكا والغرب، بأن مشروع الدولة سيطبق بمجرد موافقتهم عليه، وعندئذ يكونون قد جمعوا المبدئية والواقعية العملية، علما أن من الخطأ القبول بتقسيم فلسطين، حتى لو كان تطبيقه ممكنا. ولكن في الأقل، لا يكونوا قد فرّطوا بالمبادئ، وكانت واقعيتهم العملية قبض ريح، وتنازلا بالمجان.
ومن ثم كان الاتجاه الأول المتمسّك بالمبادئ، وبالمقاومة حتى طوفان الأقصى وما بعده، هو الواقعي والعملي، كذلك.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني فلسطين الاحتلال المبادئ قرار التقسيم الواقعية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
التريث و"الفحص الكامل" سيدا الموقف .. كيف ردّت إيران على رسالة ترامب؟
ردّت إيران على الرسالة التي بعث بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قائلة إنها ستعكف على الرد بعد "الفحص الكامل" للرسالة، وفق ما أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل باقري.
في 5 مارس/آذار الجاري، أرسل ترامب رسالة إلى خامنئي، ثم أجرى مقابلة تلفزيونية في اليوم التالي أكد خلالها على محتوى الرسالة قائلاً: "كتبت لهم رسالة أقول فيها: آمل أن تتفاوضوا، لأنه إذا اضطررنا للتدخل عسكريًا، سيكون الأمر فظيعًا". ورغم التوترات القائمة، أصر ترامب على أن التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران لا يزال ممكنًا.
وجاءت هذه الرسالة في وقت حساس، حيث فرض الرئيس الأمريكي عقوبات جديدة على إيران في إطار حملته "أقصى الضغط" التي تستهدف الاقتصاد الإيراني، وأكد أيضًا أن الخيار العسكري ضد إيران لا يزال مطروحًا، رغم تأكيده على إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد.
فيما يتعلق بردود الفعل الإيرانية، فقد سخر خامنئي من ترامب، بينما أشار دبلوماسيون إيرانيون إلى أن المفاوضات حول ضمانات بعدم سعي طهران للحصول على أسلحة نووية قد تكون ممكنة. ومع ذلك، أكد هؤلاء الدبلوماسيون أن المفاوضات لا يمكن أن تتم تحت الضغط الأمريكي، وهو ما أكده خامنئي.
من جانبه، دعا وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى استئناف المفاوضات وفق شروط تخدم المصالح الوطنية الإيرانية، مؤكدًا رفض بلاده للضغوط الأمريكية.
القلق الدولي من البرنامج النووي الإيرانيوبينما تؤكد إيران أن برنامجها النووي سلمي بحت، فإن التهديدات المستمرة من المسؤولين الإيرانيين بالسعي للحصول على سلاح نووي تثير قلق الغرب. تقوم إيران الآن بتخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من المدى العسكري (60%)، مما يجعلها الدولة الوحيدة في العالم التي تقوم بهذا بينما لا تمتلك برنامج أسلحة نووية.
في تقرير سابق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تم الكشف عن أن مخزون إيران من اليورانيوم قد وصل إلى 8,294.4 كيلوغرامات، بينما كان بموجب الاتفاق النووي الأصلي لعام 2015، مسموحًا لإيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز 3.67%.
ترامب يريد إيران "بدون نووي" كي تزدهرالعلاقات المتوترة بين إيران والولايات المتحدةتعود جذور التوترات بين إيران والولايات المتحدة إلى ما بعد ثورة 1979 الإسلامية التي أطاحت بالشاه محمد رضا بهلوي، الذي كان حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة في المنطقة. ومنذ ذلك الحين، تدهورت العلاقات بشكل كبير، وخاصة بعد أزمة الرهائن في السفارة الأمريكية في طهران عام 1979.
Relatedترامب يقطع التمويل عن إذاعة صوت أمريكا وراديو أوروبا الحرة ويضع المئات في إجازة قسريةترامب يشيد بـ"محادثات مثمرة" مع بوتين في خضم جهود وقف إطلاق النارهل اقتربت نهاية الحرب الروسية الأوكرانية؟ اتصال مرتقب بين ترامب وبوتين يوم الثلاثاءوبعد اتفاق نووي تاريخي بين إيران والسلطات العالمية في 2015، انسحب ترامب من الاتفاق في 2018، مما أضاف مزيدًا من التوترات في المنطقة. استمرار هذه الخلافات يعكس العقوبات والضغوط الأمريكية المستمرة على إيران.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إيران في مواجهة العقوبات: دعم الصين وروسيا يفتح الباب للحوار النووي الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لترامب: "لن أتفاوض معك وافعل ما شئت" إيران تنفي تلقي رسالة من ترامب وترفض التفاوض تحت العقوبات محادثات - مفاوضاتإيرانالولايات المتحدة الأمريكيةدونالد ترامبعلي خامنئي