طلعت حرب... رائد الاقتصاد المصرى نموذجاً فريداً
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
صدر مؤخراً عن مكتبة الإسكندرية ضمن سلسلة تراث الإنسانية للنشء والشباب كتاب «طلعت حرب... ومضات من حياته»، واستطاع الكاتب ببراعة شديدة ان يقدم لقطات حية من المشوار الكبير لطلعت حرب بصورة شيقة ومختلفة وبأسوب عذب وبسيط يجذب القارئ ويجعله متعطشاً لقراءة آخر صفحة فى الكتاب.
ولد محمد طلعت حرب فى 25 نوفمبر عام 1867م بمنطقة قصر الشوق بالقرب من مسجد الحسين فى حى الجمالية فى مدينة القاهرة.
اتسم طلعت حرب بهدوء الطبع، وكان شجاعاً ذكياً وعاقلاً، وعلى الرغم من أنه كان ينتمى إلى الطبقة الارستقراطية، الا انه لم ينفصل عن عادات وتقاليد وجذور الطبقى المتوسطة، ومع ذلك آمن بمفهوم الحداثة أو العصرنة، واستطاع تطوير وتغيير العديد من المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التى اهتم بها.
قام طلعت حرب بدور كبير وفعال لإقناع 126 مساهماً، جميعهم من المصريين بالاكتتاب بمبلغ ثمانين ألف جنيه لإنشاء شركة مساهمة مصرية تسمى «بنك مصر» برأسمال مصرى خالص وإدارة مصرية وكوادر مصرية ولغة تعامل عربية. وألقى خطبة فى دار الاوبرا المصرية بمناسبة حفل الافتتاح الرسمى لبنك مصر فى 10 مايو 1920م. وأصبح بنك مصر منافساً قوياً للبنك الأهلى الذى كان يمثل سلطة الاحتلال الاقتصادى الإنجليزى لمصر فى حينه.
كان طلعت حرب عاشقاً للثقافة والأدب والفنون، فكان إنشاء أول مطبعة مصرية أمراً مهماً ليدعم من خلالها الفكر والأدب وهو حلمه الأول، فبعد إنشاء المطبعة بدأت رحلة بنك مصر فى القيام بدور كبير فى الاقتصاد المصرى؛ إذ أسهم فى تأسيس مجموعة كبيرة من الشركات فى كل القطاعات الاقتصادية. فتم إنشاء شركة مصر لحلج القطن، وفى عام 1925م تم إنشاء شركة مصر لصناعة السينما ثم شركة ترقية التمثيل العربى التى أقام لها مصرح الازبكية. وأسهم البنك فى إنشاء شركة مصر للطيران عام 1932 كأول شركة طيران فى الشرق الأوسط. كما أسهم البنك فى العديد من الشركات منها على سبيل المثال شركة مصر للغزل والنسيج، شركة بيع المصنوعات المصرية، شركة مصر للسياحة، شركة مصر للفنادق، شركة مصر للتأمين، شركة مصر للملاحة البحرية، شركة مصر لمصايد الأسماك، شركة مصر لغزل الحرير، شركة مصر للكتان، شركة مصر للنقل البرى، شركة مصر للنقل النهرى، شركة مصر لأعمال الاسمنت المسلح وشركة مصر للألبان والتغذية.
لم يكن طلعت حرب مناهضاً لفكرة تحرير المرأة، بل كان داعماً لفكرة تربية النساء وتعليمهن لإقامة مجتمع صالح ولكن دون إحلال. فاهتم بالمرأة فى مجالات عديدة؛ فدعم السيدة لطيفة النادى، وهى أول سيدة مصرية وعربية تقود طائرة عام 1933م، وأنشأ شركة مصر للتمثيل والسينما «ستوديو مصر» التى أنتجت عدداً من الأفلام الكلاسيكية المصرية.
إن مسيرة طلعت حرب فى الحياة المصرية فى النصف الأول من القرن العشرين لهى مسيرة مصر فى طريقها نحو الاستقلال الاقتصادى لرفعة ومصلحة وإعلاء شأن الوطن، كما أن أعمال طلعت حرب وإنجازاته لا تزال باقية، وستظل مستمرة، فقد حصل على العديد من الاوسمة والجوائز من مصر وخارجها، ففى عام 1905م منحة الخديوى عباس حلمى الثانى؛ حاكم مصر، رتبة البكوية. وفى عام 1931م منحة الملك فؤاد الأول لقب صاحب السعادة ورتبة الباشا عقب افتتاح شركة مصر لغزل الأقطان والنسيج، وفى عام 1960م قرر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر اطلاق اسم طلعت حرب على ميدان سليمان باشا سابقا ووضع تمثاله بوسط الميدان، وفى عام 1980م وفى الذكرى الستين لتأسيس بنك مصر، تم تكريم اسم طلعت حرب حين قام الرئيس الراحل محمد أنور السادات بمنحه قلادة النيل العظمى؛ تكريماً لمجهوداته الكبيرة والمتميزة فى الاقتصاد المصرى. ومن خارج مصر، فقد قام ملك السعودية الراحل الملك عبدالعزيز آل سعود بإهداء طلعت حرب كسوة الكعبة المشرفة عام 1937م؛ تقديراً لجهوده الكبيرة فى تأسيس ودعم اقتصاد المملكة العربية السعودية الناشئة حديثاً آنذاك. تعد شخصية طلعت حرب نموذجاً فريداً فى الاقتصاد والسياسة تحتذى به الأجيال على مر العصور فمنذ ولادته فى عام 1867م وحتى وفاته عام 1941 قدم بكل التفانى والإخلاص الدعم للاقتصاد المصرى وأسهم فى العديد من المشاريع الاقتصادية والفكرية والتنموية للنهوض بمصلحة مصر وتحريرها من أى قيود أوتبعية فرضتها عليها سنوات الاستعمار.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مكتبة الإسكندرية قصر الشوق طلعت حرب منيا القمح القران الكريم بنك مصر كسوة الكعبة إنشاء شرکة العدید من طلعت حرب شرکة مصر وفى عام بنک مصر فى عام مصر فى
إقرأ أيضاً:
هكذا علق الشيخ رائد صلاح على حظر جماعة الإخوان المسلمين في الأردن (شاهد)
انتقد الشيخ رائد صلاح قرار الحكومة الأردنية بحظر جماعة الإخوان المسلمين وتجريم الانتساب إليها.
وربط الشيخ في مقطع ومصور وخطبة صلاة الجمعة، بين قرار الحكومة الأردنية و"الحرب على المشروع الإسلامي في المنطقة والعالم".
وألقى الشيخ خطبة الجمعة تحت عنوان "لماذا حظرت الحكومة الأردنية جماعة المسلمين في الأردن".
وقال الشيخ إن سعي المحاربين للمشروع الإسلامي، والحريصين على شيطنة المشروع الإسلامي ليس جديدا".
وأضاف صلاح أن الحكومة الأردنية "استغلت القبض على خلية مسلحة، ورغم أن القضاء لم يقل كلمته بعد، إلا أنها أعلنت على لسان وزير داخليتها حظر جماعة الإخوان المسلمين، الذي برر القرار بأنه لمصلحة المجتمع الأردني، وكأن جماعة الإخوان التي عمرها في الأردن 80 عاما هي ضد مصلحة المجتمع الأردني! وكأن نصف مليون صوت التي نالتها في الانتخابات الأخيرة هي ضد مصلحة المجتمع الأردني!".
وأكد صلاح، في خطبته، أن جماعة الإخوان كانت الأم الحنون لكل المجتمع الأردني، مضيفا أنه "لو لم تنجح الجماعة في مسيرتها لما حظرت، ولو أنها لحقت بقافلة التطبيع لما حظرت، ولو اكتفت بالثرثرة السياسية لما حظرت".
وتساءل صلاح حول تزامن إعلان حظر الإخوان في الأردن وتصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قبل أيام، حول أنه لن يسمح بإعلان خلافة إسلامية في المنطقة.
والأربعاء، أعلن وزير الداخلية الأردني مازن الفراية أنه تقرر "حظر نشاطات ما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين واعتبارها جمعية غير مشروعة".
وأشار إلى "اعتبار أي نشاط للجماعة أياً كان نوعه عملاً يخالف أحكام القانون ويوجب المساءلة القانونية".
ولفت إلى "اعتبار الانتساب لما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين المنحلة أمراً محظوراً"، كما تقرر "حظر الترويج لأفكار الجماعة تحت طائلة المساءلة القانونية".
وأعلن الوزير الأردني "إغلاق أي مكاتب أو مقار تستخدم من قبل الجماعة حتى لو كانت بالتشارك مع أي جهات أخرى".
إضافة إلى "منع التعامل أو النشر لما يسمى بجماعة الاخوان المسلمين المنحلة وكافة واجهاتها وأذرعها".
واعتبر الفراية أن "استمرار الجماعة المنحلة بممارساتها يعرض مجتمعنا لمجموعة من المخاطر ويؤدي إلى تهديد حياة المواطنين".
وفي مقطع مصور نشره موقع "يافا 48"، قال صلاح إن قرار حظر جماعة الإخوان المسلمين في الأردن "نسف كل ما يقال عن التنمية السياسية في الأردن".
وقال صلاح إن الشعب الأردني مثله مثل الشعوب العربية والإسلامية يعاني من اليأس والإحباط جراء الأوضاع في المنطقة، وتساءل: هل المطلوب هو زيادة نسبة هذا اليأس والإحباط؟
وأضاف أن "جماعة الإخوان المسلمين كانت تمثل للأردنيين منبرا، فمن الذي أوصى بهدم هذا المنبر؟ جماعة الإخوان كانت تمثل صوتا، فمن الذي خطط لإسكات هذا الصوت الحر".