فرق قصور الثقافة تعود بالجماهير إلى زمن الفن الجميل فى احتفالية عيد الربيع بالإسكندرية
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
ضمن احتفالات وزارة الثقافة بعيد الربيع شهد عمرو البسيونى، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، الاحتفالية الفنية التى أقامتها الهيئة على مسرح قصر ثقافة الأنفوشى بالإسكندرية، بحضور الفنان تامر عبدالمنعم، رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، وعدد كبير من قيادات الهيئة والفنانين والمثقفين، وسط أجواء فنية باهرة، وبحضور حشد جماهيرى كبير ملأ جنبات المسرح.
استهلت الفعاليات بالسلام الوطنى، أعقبه فيلم تسجيلى بعنوان «عيد الربيع فى مصر زمان» تضمن مشاهد من مظاهر احتفال المصريين فى المتنزهات والحدائق العامة، ثم توالت الفقرات الفنية بتقديم عدة فقرات استعراضية بمشاركة فرقتى بورسعيد والحرية للفنون الشعبية، بعدد من الأغنيات التى أضفت المزيد من البهجة على الأجواء وعادت بالجماهير إلى زمن الفن الجميل ومنها «الربيع، لغة الزهور، ضحك وجد ولعب». الحفل إخراج تامر عبدالمنعم،
وتواصلت الفعاليات مع عرض فنى لفرقة الأنفوشى للإيقاعات الشرقية بقيادة المايسترو عزت بسيونى، قدم خلاله ميدلى صعيدياً أشعل حماسة الجمهور، تلاه باقة متميزة من الأغانى الطربية التى تعتمد على الإيقاع منها بجانب فقرة عزف منفرد لعدد من العازفين المتميزين منهم علا عطيان، بلال منصور، والطفل أيهم طوسون، واختتم الحفل بأغنيات من الفلكلور النوبى.
احتفالية عيد الربيع أقيمت بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية، وبالتعاون مع الإدارة المركزية لإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافى، وفرع ثقافة الإسكندرية، ضمن أجندة حافلة لهيئة قصور الثقافة هذا الأسبوع تضم مجموعة مكثفة من الفعاليات الثقافية والفنية احتفالاً بعيد الربيع وعيد العمال وعروض الموسم المسرحى وغيرها من الأنشطة التى تلقى إقبالاً جماهيرياً عالياً.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزارة الثقافة عيد الربيع الهيئة العامة لقصور الثقافة ات الشرقية
إقرأ أيضاً:
مسرحية الأرتيست
عرضت على مسرح الهناجر بالأوبرا المصرية العريقة والعظيمة مسرحية يغلب عليها الطابع الشبابى من حيث الممثلين والكاتب والمخرجين وحتى الجمهور الذى ازدحم أمام باب المسرح ليتابع العرض المتميز لمسرحية « الأرتيست « تأليف وأخراج «محمد زكى» و«ياسر أبو العنين» و«خالد مانشى» مخرجان منفذان بطولة جماعية لمجموعة من الممثلين الشباب الموهوبين والواعدين والرائعين الذين ملأوا خشبة المسرح حماسًا وحيوية وقوة فى الأداء والصوت والتعبير، وبرع مهندس الديكور «فادى نوكيه» مع إضاءة «أبو بكر الشريف» فى الاستغلال الأمثل لخشبة المسرح دون الحاجة إلى تقنيات حديثة من السينوجرافيا أو حتى تغيير الديكور، ولكن استطاع فريق العمل مع الإنتاج التعبير عن التغيرات الزمنية والمكانية باستخدام أبسط الأدوات والديكور الثابت مع الإضاءة وفكرة الدولاب الذى من خلاله تعرض الشخصية الرئيسية قصة حياة الفنانة «زينات صدقى» ومراحل شخصيتها وحياتها وعلاقتها بالأسرة والأصدقاء وأهل الفن وحتى تحولها من الغنى والثراء إلى الفقر والعوز وكل ما قاسته فى حياتها وسفرها إلى لبنان وعملها كومبارس وراقصة ثم ممثلة فى السينما وتألقها على خشبة المسرح...
الفنانة الدكتورة «هايدى عبدالخالق» التى قامت باداء دور «زينات صدقى» عبرت عن المشاعر الداخلية للشخصية من خلال طبقات صوتية متنوعة عميقة وسعيدة وساخرة وحزينة متكاملة ولم يفقد الجمهور لحظة واحدة من متابعة الأحداث التى تدور بالتوازى نفسيًا وخارجيًا على خشبة المسرح وامتلكت أحاسيس ومشاعر الحضور وتفاعلهم فى كل لحظة؛وكذلك الممثلة الشابة «فاطمة عادل» التى أدت دور صديقتها الصدوق ورفيقة رحلة الفن والصراع أما الشاب الذى أدى دور الترزى اليونانى فإنه أبدع فى تقليد الفنان العظيم إسماعيل يس الذى ارتبط اسمه باسم «زينات صدقى» فى عدة أعمال سينمائية ومسرحية ومشاهد لن تمحوها الأيام والسنين.
المسرحية بخلفية بها مونولوجات للفنان الراحل «إسماعيل يس» تأخذنا إلى ماضى بعيد لكنه ماضى ملئ بالفن الأصيل حين كان الفنان يعمل من أجل رسالة وقيمة وليس فقط من أجل المال والنقود.. لم تكن هناك مهرجانات كتلك التى نعيشها الآن ويتبارى من يدعون أنهم أهل الفن وأنهم تلك القوى الناعمة للثقافة المصرية فى حضورهم شرقًا وغربًا، خارجيًا وداخليًا ليلًا نهارًا وكأن كل تاريخهم وإنجازاتهم هى تلك الصور والحفلات والملابس الغربية والمثيرة وذلك الزيف والظهور على وسائل التواصل وفى الفضائيات المصرية والعربية للحديث عن حياتهم الشخصية دون أى أعمال ذات تأثير أو مضمون إلا القليل.. حتى المشاركة فى المهرجانات لا تكون بأعمال مميزة تستحق التقدير والشهادات والدروع والكؤوس والأموال ولكنها حلقة مفرغة من البعد عن الواقع وعن الجمهور والإكتفاء بالظهور الغريب وتكريس كتائب إلكترونية خادعة للحصول على لقب أعلى وأفضل وأحسن وأغنى وأجمل... ترند.
ما أبعد اليوم عن الأمس وما أقبح تلك المرحلة التى ينحصر فيها دور الفنان والفن فى دائرة ضيقة ممن يبحثون عن شهرة زائفة ويحولون معنى وقيمة ورسالة الفن إلى مظاهر وجوائز ومهرجانات لا أعمال ولا رسائل ولا تواصل مع الواقع والمجتمع.. فبينما يحتفل أهل غزة بالعودة الحزينة لمنازل دمرت وسويت بالأرض، وبينما يأكل الصغار الحلوى واللحوم والطيور لأول مرة منذ 471 يومًا وبينما تلملم الأسر رفات ذويها وحطام بيوتها، وبينما يفرج عن أسيرات فلسطينيات من حبس السجون الإسرائيلية المظلمة... بينما كل هذا وأكثر وبينما يحتفل العالم الحر أجمع على مستوى العالم والكرة الأرضية بوقف إطلاق النار واضاءة شوارع غزة ونجاة أهلها من حرب الإبادة الوحشية.. يحتفل هؤلاء الذين يدعون الفن بوجودهم فى مهرجان باذخ الثراء فى أحدى الدول العربية.. رحم الله الفن والفنانين العظام ولا عزاء لمن لا يعرفون معنى ورسالة الفن.