عربي21:
2024-08-03@12:30:59 GMT

الموقف الفلسطيني المبدئي والواقعي العملي

تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT

انقسم الموقف الفلسطيني، خصوصاً، بعد 1971، إلى موقف مبدئي يتمسك بثوابت القضية الفلسطينية، كما حُدّدت في ميثاقيّ م.ت.ف 1964 و1968. وقامت منطلقات، أو برامج، كل الفصائل على أساس هذه الثوابت، وأضف على استراتيجية الكفاح المسلح، كذلك.

أما في الموقف من الكيان الصهيوني، فاعتباره مغتصباً لفلسطين، ومشروعاً اقتلاعياً إحلالياً استيطانياً عنصرياً، غير مشروع، وليس له من حق الوجود، ككيان و"دولة" و"مجتمع".

فقد تشكل من مهاجرين غزاة، دخلوا فلسطين تحت حراب الاستعمار البريطاني، ومكّنهم من الاستيطان، بمخالفة للقانون الدولي الذي لا يسمح للاستعمار، أن يُحدِثَ أيّ تغيير سكاني، او جغرافي في البلد المُستَعمَر.

وقد صدر قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، رقم 181 لعام 1947. وهو قرار مخالف للقانون الدولي الذي يعتبر حق تقرير المصير، حقاً حصرياً للشعب الذي كان يسكن فلسطين قبل احتلالها من الاستعمار البريطاني.

أثبتت التجربة وما يسمّى بالواقعية العملية، بأنها نهج غير واقعي وغير عملي. وأن كل ما فعله، كان تنازلاً مجانياً، إثر تنازل مجاني.كذلك جاء هذا القرار مخالفاً لميثاق هيئة الأمم المتحدة الذي لا يُعطي جمعيتها العامة، حق تقرير مصير أيّ بلد في العالم، باعتباره حقاً حصرياً لحق ذلك البلد. هذا وقبلت عضوية "دولة إسرائيل" بشروط، وعد مندوبها على تلبيتها. ولكن لم تنفذ، أي من هذه الشروط. وبهذا اعتبرت عضوية الكيان الصهيوني، غير شرعية كذلك.

أما بعد 1971، فبدأت الضغوط الدولية، السوفييتية خصوصاً، تطالب الفلسطينيين بأن يكونوا، واقعيين، وعمليين، بتنازل عن ثابت التحرير، والقبول بقرار التقسيم، متطوراً إلى القبول بمبدأ تقسيم فلسطين، والدخول في مشروع إيجاد حل عملي يحقق، ولو دولة فلسطينية في حدود هدن 1949، أو حدود الرابع من حزيران 1967. وحدث أن اندفعت قيادة فتح، وعدد من القيادات والنخب الفلسطينية، إلى تبني هذا المنهج. واعتبرت من يتمسكون بالثوابت، ورفض الحلول التي تتضمن تقسيماً لفلسطين، بأنهم غير واقعيين، وغير عمليين. هذا إذا لم يُتهموا، بالخشبيين والمغامرين والمتطرفين.

وبهذا تغلب الاتجاه الثاني "الواقعي والعملي" وإذا شئت "العقلاني والمعتدل". وبدأت رحلته التي انتهت باتفاق أوسلو. أي القبول بتقسيم فلسطين، فيما القيادة الصهيونية، وبتغطية أمريكية وغربية، رفضت تقسيم فلسطين، وأصرّت ومارست، بأن فلسطين كلها لهم، وعلى الفلسطينيين الرحيل، أو الاعتراض الكسيح، وفقاً لاتفاق أوسلو.

ومن ثم أثبتت التجربة وما يسمّى بالواقعية العملية، بأنها نهج غير واقعي وغير عملي. وأن كل ما فعله، كان تنازلاً مجانياً، إثر تنازل مجاني.

ومن هنا كان على هذا النهج، أن لا يتنازل عن الموقف المبدئي أولاً، وكان عليه، ثانياً، إذا أراد أن يكون "واقعياً وعملياً" أن يطلب ممن ضغطوا عليه القبول بحلّ سياسي، أن يأتوا بموافقة قادة الكيان وأمريكا والغرب، بأن مشروع الدولة سيطبق بمجرد موافقتهم عليه، وعندئذ يكونون قد جمعوا المبدئية، والواقعية العملية. علماً أن من الخطأ القبول بتقسيم فلسطين، حتى لو كان تطبيقه ممكناً. ولكن في الأقل، لا يكونون قد فرّطوا بالمبادئ. وكانت واقعيتهم العملية، قبض ريح، وتنازلاً بالمجان.

ومن ثم كان الاتجاه الأول المتمسّك بالمبادئ، وبالمقاومة حتى طوفان الأقصى وما بعده، هو الواقعي والعملي، كذلك.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني احتلال فلسطين مفاوضات رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ما علاقة الموساد والحرس الثوري الإيراني باغتيال إسماعيل هنية؟

 


في تطور مفاجئ وذو أبعاد متعددة، سلطت أحدث التقارير الضوء على عملية اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، التي أثارت موجات من الصدمة والقلق في الساحة السياسية والإقليمية.

فهذه الحادثة التي وقعت في العاصمة الإيرانية طهران تطرح تساؤلات عدة حول الدور الذي لعبته أجهزة الاستخبارات العالمية والمحلية، ولا سيما الموساد الإسرائيلي والحرس الثوري الإيراني.


تفاصيل العملية

وفقًا للتقارير التي نشرتها صحيفة "التليغراف"، كانت عملية اغتيال هنية معقدة ومخطط لها بدقة.

فالبداية كانت مع خطط لاغتيال هنية أثناء جنازة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي في مايو الماضي، لكن بسبب الحشود الكبيرة في مراسم الجنازة، تقرر تعديل الخطة إلى استخدام متفجرات مزروعة في دار ضيافة تابع للحرس الثوري الإيراني في شمال طهران.

كما أن الموساد الإسرائيلي، الذي يقوده مديره ديفيد برنياع، استأجر عملاء إيرانيين لتنفيذ العملية، هؤلاء العملاء زرعوا عبوات ناسفة في ثلاث غرف مختلفة داخل المبنى الذي كان هنية يقيم فيه.

وفي صباح الأربعاء، تم تفجير الغرفة التي كان هنية موجودًا فيها، مما أدى إلى مقتله على الفور، وقد أظهرت التحقيقات لاحقًا أن العبوات الناسفة قد زرعت في غرف متعددة أخرى أيضًا.


الردود والتداعيات

الرد الإيراني على العملية كان سريعًا، حيث شكل الحرس الثوري الإيراني مجموعة عمل للتحقيق في الحادثة وتقييم الخرق الأمني الكبير.

والمسؤولون الإيرانيون أعربوا عن صدمتهم من كيفية تنفيذ العملية بنجاح في موقع يعتبر من أعلى مستويات الأمان.

كما أثارت الحادثة أيضًا تساؤلات حول إمكانية وجود تلاعب داخلي من قبل عناصر داخل الحرس الثوري الإيراني، مما قد يكون له تأثيرات على سمعة الرئيس الجديد مسعود بزشكيان الذي تولى منصبه في نفس اليوم.

وفي السياق ذاته، أفادت التقارير بأن هناك محاولات داخلية لتحميل الحرس الثوري مسؤولية الخرق الأمني.

وقد أعرب قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني عن استيائه، مؤكدًا أن الحادثة أذلت المؤسسة العسكرية الإيرانية.

وفي الوقت نفسه، يتم النظر في خيارات رد فعل إيران، والتي قد تشمل توجيه ضربة مباشرة إلى إسرائيل أو تعزيز نشاطات وكلاء إيران في المنطقة.


التأثيرات الإقليمية

اغتيال هنية قد يكون له تداعيات بعيدة المدى على السياسة الإقليمية، خصوصًا في سياق العلاقات بين إيران وإسرائيل، حيث أعرب وزير الاستخبارات الإيراني الأسبق، علي يونسي، عن قلقه من أن هذه العملية قد تكون مجرد بداية لمزيد من الضغوطات والتهديدات الموجهة ضد المسؤولين الإيرانيين.

وقد تتصاعد التوترات بين البلدين، مما قد يؤثر على الاستقرار الإقليمي ويؤدي إلى تصعيدات إضافية.

مقالات مشابهة

  • الثانية خلال ساعات.. الاحتلال يقصف سيارة قرب بلعا شرقي طولكرم (شاهد)
  • الثانية خلال ساعات.. الاحتلال يقصف سيارة قرب بلعا شرق طولكرم (شاهد)
  • ما علاقة الموساد والحرس الثوري الإيراني باغتيال إسماعيل هنية؟
  • اليمنيون يخرجون بتظاهرات حاشدة تنديدا بإغتيال "هنية" وتضامنا مع فلسطين
  • وقفة لمنتسبي جامعة الضالع تضامنا مع فلسطين ومقاومته
  • خبير: ما يحدث في غزة يؤكد أن دولة الاحتلال الإسرائيلي مارقة
  • فلسطين "كلمة السر" في حل أزمة الأهلي
  • أبعاد تطورات الموقف الفرنسي من قضية الصحراء المغربية
  • كيف سيؤثر اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء على طريقة تدبير مجلس الأمن للنزاع المفتعل؟
  • الحركة التقدمية الكويتية تنعي الشهيد المقاوم إسماعيل هنية وتؤكد أن استشهاده سيزيد المقاومة إصراراً على مواصلة الكفاح حتى التحرير