ماذا يحدث للدماغ خلال الساعات الأولى من النوم ليلاً؟
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
يُضعف الدماغ، أثناء النوم، الروابط الجديدة بين الخلايا العصبية التي تم تشكيلها أثناء الاستيقاظ، ولكن فقط خلال النصف الأول من النوم ليلا، وفقا لدراسة جديدة.
ويقول علماء جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس إن النتائج التي توصلوا إليها، والتي نشرت في مجلة Nature، توفر نظرة ثاقبة حول دور النوم، لكنها ما تزال تترك سؤالا مفتوحا حول الوظيفة التي يؤديها النصف الأخير من نوم الليل.
ويشير الفريق إلى أن الدراسة تدعم فرضية الاستتباب المتشابك (Synaptic Homeostasis Hypothesis)، وهي نظرية رئيسية حول الغرض من النوم والتي تقترح أن النوم يعمل بمثابة آلية إعادة ضبط مهمة للدماغ، ما يضمن استدامة الطاقة والاستعداد للتعلم.
وقال المؤلف الرئيسي البروفيسور جيسون ريهيل من قسم علم الأحياء الخلوي والتنموي في جامعة لندن (UCL Cell & Developmental Biology):”عندما نكون مستيقظين، تصبح الروابط بين خلايا الدماغ أقوى وأكثر تعقيدا. وإذا استمر هذا النشاط بلا هوادة، فسيكون غير مستدام من الناحية النشطة. ويمكن أن يؤدي وجود عدد كبير جدا من الاتصالات النشطة بين خلايا الدماغ إلى منع إنشاء اتصالات جديدة في اليوم التالي”.
وتابع: “على الرغم من أن وظيفة النوم ما تزال غامضة، إلا أنها قد تكون بمثابة فترة عدم الاتصال، حيث يمكن إضعاف تلك الاتصالات في جميع أجزاء الدماغ، استعدادا لتعلمنا أشياء جديدة في اليوم التالي”.
وفي هذه الدراسة، استخدم العلماء سمك الزرد الشفاف بصريا مع جينات تمكن من تصوير المشابك العصبية (الهياكل التي تتواصل بين خلايا الدماغ) بسهولة. وقام فريق البحث بمراقبة الأسماك على مدى عدة دورات من النوم والاستيقاظ.
ووجدوا أن خلايا الدماغ تكتسب المزيد من الروابط أثناء ساعات الاستيقاظ، ثم تفقدها أثناء النوم. وتوصلوا إلى أن هذا يعتمد على مقدار ضغط النوم (الحاجة إلى النوم) الذي تراكم لدى الحيوان قبل السماح له بالراحة، وعندما يتم تأجيل النوم، يزيد ضغط النوم من انخفاض الروابط العصبية.
ووجد الفريق أن إعادة ترتيب الروابط بين الخلايا العصبية حدثت في الغالب في النصف الأول من نوم الحيوان ليلا. وهذا يعكس نمط نشاط الموجة البطيئة (يشار إليه عادة بالنوم العميق)، والذي يعد جزءا من دورة النوم التي تكون أقوى في بداية الليل.
وقالت المؤلفة الأولى الدكتورة أنيا سوبرمبول، من قسم علم الأحياء الخلوي والتنموي ومعهد الأذن التابع لكلية علوم الدماغ في جامعة كوليدج لندن: “تضيف النتائج التي توصلنا إليها وزنا للنظرية القائلة بأن النوم يعمل على إضعاف الاتصالات داخل الدماغ، والتحضير لمزيد من التعلم والاتصالات الجديدة مرة أخرى في اليوم التالي. ولكن دراستنا لا تخبرنا أي شيء عما يحدث في النصف الثاني من الليل. وهناك نظريات أخرى حول كون النوم وقتا لإزالة النفايات من الدماغ، أو إصلاح الخلايا التالفة، وربما تبدأ وظائف أخرى في النصف الثاني من الليل”.
المصدر: ميديكال إكسبريس
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: خلایا الدماغ من النوم
إقرأ أيضاً:
ماذا يحدث للجسم عند تناول الفاكهة على معدة فارغة؟
يعتقد الكثيرون أن تناول الفاكهة على معدة فارغة يُحسّن الهضم ويساعد على إنقاص الوزن، لكن الخبراء يكشفون عن جوانب سلبية محتملة، تشير الدراسات إلى أنه قد يُسبب ارتفاعًا حادًا في سكر الدم، واضطرابًا هضميًا، وزيادة في الجوع.. فماذا عليك أن تفعل؟ .
نعتقد جميعًا أن تناول الفاكهة صباحًا يُحسّن الهضم ويُساعد على إنقاص الوزن، ولكن هل هذا صحيح أم مجرد خرافة؟ الفاكهة غنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة الأساسية، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في أي نظام غذائي صحي، يعتقد الكثيرون أن أكل الفاكهة على معدة فارغة يُعزز امتصاص العناصر الغذائية ويُساعد على الهضم. مع ذلك، يُشير بعض الخبراء إلى أن تناول الفاكهة صباحًا قد لا يكون مفيدًا كما يبدو، وقد يُسبب في بعض الحالات مشاكل هضمية وارتفاعًا في سكر الدم.
الأسطورة: من الأفضل تناول الفاكهة على معدة فارغة
هناك اعتقاد شائع بأن تناول الفاكهة على معدة فارغة يُحسّن الهضم ويمنع الانتفاخ والغازات والتخمر في المعدة، بل يعتقد البعض أن خلط الفاكهة مع أطعمة أخرى يُبطئ عملية الهضم ويُسبب تراكم السموم في الأمعاء.
يوضح الدكتور مايكل جريجر، الطبيب وخبير التغذية، قائلاً: "الجهاز الهضمي مجهز تجهيزًا جيدًا لمعالجة أنواع متعددة من الأطعمة في آنٍ واحد، إن فكرة تخمر الفاكهة في المعدة أو تسببها بالتسمم عند تناولها مع أطعمة أخرى هي مجرد خرافة لا أساس لها من الصحة".
الحقيقة: الآثار الجانبية المحتملة لتناول الفاكهة أول شيء في الصباح
رغم فوائد الفاكهة الصحية العديدة، إلا أن تناولها على معدة فارغة قد لا يكون الخيار الأمثل دائمًا، إليك بعض المخاطر المحتملة:
ارتفاع نسبة السكر في الدم وانخفاض الطاقة
تحتوي الفواكه على سكريات طبيعية، وخاصة الفركتوز، والتي يمكن أن تسبب ارتفاعًا سريعًا في مستويات السكر في الدم عند تناولها بمفردها، وخاصة عند الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين أو مرض السكري.
توصلت دراسة نشرت في مجلة الغدد الصماء والتمثيل الغذائي إلى أن تناول الكربوهيدرات البسيطة، مثل الفاكهة، دون ألياف أو بروتين أو دهون، يمكن أن يؤدي إلى تقلبات في مستويات السكر في الدم، مما يتسبب في انهيار الطاقة في وقت لاحق من اليوم.
وتشير أخصائية التغذية المسجلة الدكتورة ليزا يونج إلى أن "تناول الفاكهة مع البروتين أو الدهون الصحية يمكن أن يساعد في استقرار مستويات السكر في الدم وتوفير طاقة تدوم لفترة أطول مقارنة بتناول الفاكهة وحدها على معدة فارغة".
اضطراب الجهاز الهضمي
تحتوي بعض الفواكه، مثل الحمضيات (البرتقال، والجريب فروت، والليمون)، على مستويات عالية من الحموضة، مما قد يسبب ارتجاع المريء أو عدم الراحة في المعدة، وخاصة عند تناولها أول شيء في الصباح.
يقول الدكتور ويل بولسيفيتش، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي المعتمد: "بالنسبة للأشخاص المعرضين لارتجاع المريء، فإن تناول الفواكه الحمضية على معدة فارغة قد يُسبب أعراضًا مثل حرقة المعدة وعسر الهضم، يُفضل غالبًا تناولها مع وجبة متوازنة".
تسبب الفواكه الغنية بالألياف مثل الكمثرى والتفاح الانتفاخ أو الغازات عند تناولها بمفردها، وخاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي (IBS) أو الهضم الحساس.
تأخير الشبع وزيادة الجوع
تناول الفاكهة وحدها قد لا يُشبعك طويلًا نظرًا لارتفاع محتواها المائي ونقص البروتين والدهون، هذا قد يؤدي إلى زيادة الجوع والإفراط في تناول الطعام لاحقًا.
وجدت دراسة نشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية أن الوجبات التي تحتوي على مزيج من الألياف والبروتين والدهون الصحية تؤدي إلى الشعور بالشبع لفترة أطول مقارنة بالأطعمة الغنية بالكربوهيدرات التي يتم تناولها وحدها.
تشرح خبيرة التغذية كيري غانز: "إذا تناولت الفاكهة فقط على الفطور، فقد تشعر بالجوع أسرع، إضافة مصدر للبروتين أو الدهون، مثل الزبادي أو المكسرات، يُساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول".
وللحصول على أقصى استفادة من تناول الفاكهة، ضع في اعتبارك التوصيات التالية:
تناول الفاكهة مع البروتين أو الدهون الصحية
بدلاً من تناول الفاكهة وحدها، يمكنك مزجها مع البروتينات أو الدهون الصحية لإبطاء عملية الهضم والحفاظ على مستويات ثابتة من السكر في الدم.
تناول الموز مع زبدة الفول السوداني أو اللوز.
أضف التوت إلى الزبادي اليوناني أو دقيق الشوفان.
تناول تفاحة مع الجبن أو حفنة من المكسرات.
اختر الفواكه ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض
إذا كنت تفضل تناول الفاكهة في الصباح، فاختر الفاكهة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض (GI)، والتي يكون تأثيرها على نسبة السكر في الدم أبطأ.
الفواكه ذات المؤشر الجلوكوزي المنخفض: التوت، والتفاح، والكمثرى، والخوخ، والكرز.
الفواكه ذات المؤشر الجلوكوزي المرتفع (تستهلك باعتدال): البطيخ والأناناس والموز الناضج.
تناول الفاكهة كوجبة خفيفة في منتصف الصباح أو بعد الوجبة
تشير الدراسات إلى أن تناول الفاكهة بعد الوجبة أو كوجبة خفيفة في منتصف الصباح يساعد في الحفاظ على مستويات طاقة ثابتة ويمنع انخفاض مستوى السكر في الدم، تناول الفاكهة بعد وجبة غنية بالبروتين والألياف يُبطئ امتصاص السكريات، مما يقلل من احتمالية انخفاض مستوى الطاقة.
هل يجب تناول الفاكهة على معدة فارغة؟
مع أن الفاكهة تُعدّ خيارًا غذائيًا غنيًا بالعناصر الغذائية، إلا أن تناولها وحدها على معدة فارغة قد لا يكون الخيار الأمثل للجميع. بالنسبة لمرضى السكري، أو ارتجاع المريء، أو حساسية الهضم، فإن تناول الفاكهة مع البروتين أو الدهون الصحية يُمكن أن يمنع مشاكل الهضم وارتفاع سكر الدم.
يوضح الدكتور يونغ: "لا يتعلق الأمر بتجنب تناول الفاكهة صباحًا، بل بتناولها بطريقة تُحسّن الهضم ومستويات الطاقة، الوجبة المتوازنة التي تحتوي على الفاكهة هي الحل الأمثل".
لذا، بدلاً من تناول الموز أو البرتقال فقط في الصباح، حاول تناوله مع المكسرات أو الزبادي أو الحبوب الكاملة للحصول على بداية متوازنة ومرضية ليومك.
المصدر: timesnownews