خبراء إسرائيليون يتوقعون الاستراتيجية الإيرانية بعد وفاة إبراهيم رئيسي
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
توقع خبراء إسرائيليون في الشؤون الإيرانية اليوم، الاثنين 20 مايو 2024، أن الاستراتيجية الإيرانية لن تتغير في أعقاب مصرع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، بتحطم طائرة مروحية في منطقة نائية ذات تضاريس صعبة، أمس.
ولفت الباحث في "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، د. راز تسيمت، إلى أن "الجمهورية الإسلامية جاهزة من الناحية القانونية والتنظيمية للتعامل مع رحيل رئيسي المفاجئ"، وفقا لمقاله في صحيفة "يديعوت أحرونوت".
ورغم ذلك، اعتبر تسيمت أن رحيل رئيسي من شأنه أن "يهز المؤسسة السياسية في إيران، فورا وأيضا خلال الصراع على الخلافة في المستقبل"، إذ أن رئيسي هو أحد المرشحين البارزين لخلافة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي.
يشار إلى أنه كانت في إسرائيل مظاهر ابتهاج غير رسمية جرى التعبير عنها في وسائل إعلام، منذ الإعلان عن اختفاء المروحية التي أقلت رئيسي ووزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان. ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية رئيسي بأنه "الجلاد"، بسبب أحكام إعدام فُرضت على معارضي النظام أثناء توليه رئيسي منصب نائب المدعي العام في طهران، في العام 1988، وقمع الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد في أعقاب مقتل الناشطة الشابة مهسا أميني في العام 2022.
وأشار تسيمت إلى أنه "كان لرئيسي تأثير كبير على سياسة إيران الخارجية، كما أنه يتوقع أن يكون لمصرع عبد اللهيان تأثير كبير. فمعرفته العميقة للشرق الأوسط، وإتقانه اللغة العربية وكونه مقرب جدا من فيلق القدس في الحرس الثوري، جعل عبد اللهيان في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد الحرب في غزة ، مسؤولا هاما في قيادة المعركة السياسية الإيرانية".
وأضاف أن "عبد اللهيان أدى دورا مركزيا في جهود إيران من أجل تبديد التوتر مع جاراتها العربيات. وفي الحلبة الدولية، كان رئيسي وراء جهود النظام بدفع سياسة ’التوجه شرقا’، التي في أساسها تعميق الشراكة الإستراتيجية مع روسيا والصين".
وحسب الباحثة في الشؤون الإيرانية في جامعة حيفا، د. تمار عيلام غيندين، فإن "الرئيس في إيران هو برغي في المؤسسة، وموظف رفيع جدا – جدا، لكنه موظف. ومهامه كرئيس السلطة التنفيذية معروفة، فهو المسؤول عن إخراج سياسة الجمهورية الإسلامية التي يُمليها خامنئي إلى حيز التنفيذ"، وفق مقالها في صحيفة "يسرائيل هيوم".
وأضافت أن "الجمهورية الإسلامية فقدت في السنوات الأخيرة مسؤولين مؤثرين وهامين أكثر من رئيسي، مثل قاسم سليماني ، الذي كان ’الرجل رقم 2’ بعد خامنئي، حتى لو أنه لم يوصف هكذا رسميا".
من جانبه، أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أن "النجاح الإستراتيجي الذي حققته إيران والمنظمات الموالية لها في الحرب الحالية أنشأت إحباطا بالغا في إسرائيل".
وأضاف أن "وسائل الإعلام الغربية نفت إمكانية ضلوع إسرائيلي في حادثة (تحطم المروحية)، وهكذا كانت التلميحات التي تعالت في إسرائيل، رغم عدم صدور نفي (إسرائيلي) رسمي"، معتبرا أنه "يصعب جدا تخيل حكومة إسرائيلية، وحتى في الظروف الجامحة الحالية، تخاطر بخطوة كهذه. وهذا لا يعني أن الإسرائيليين سيذرفون دمعة على مصير رئيسي. فقد كان شريكا في السنوات الأخيرة في الخط المتشدد، الذي قاده خامنئي والحرس الثوري ضد إسرائيل والولايات المتحدة".
وتابع هرئيل أن "الدعم الإيراني ل حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله أزهق حياة آلاف الإسرائيليين وحتى حياة يهود خارج البلاد. ويوجد لطهران علاقة مباشرة مع كل ما حدث هنا منذ المجزرة في 7 أكتوبر، حتى لو أن حماس شنتها بدون تنسيق مسبق حول تاريخ الهجوم".
ورجح هرئيل أن "التطورات في إيران ستجري بوتيرة مختلفة عن التطورات من حولنا. وفي السيناريو الإيجابي، في المرحلة الأول، من الجائز أن النظام في طهران سيكون الآن منشغلا أكثر بنفسه وربما يمارس ضغطا أقل على حزب الله كي يحافظ على جبهة عسكرية نشطة ضد الجيش الإسرائيلي. لكن إذا أمِل شخص ما أن تحطم المروحية الغامض في الجبال في شمال إيران سيؤدي إلى إنهاء الحرب النازفة قريبا منا، فإن هذا يبدو كتقدير متفائل جدا".
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: عبد اللهیان إلى أن
إقرأ أيضاً:
مسؤولون إسرائيليون: تل أبيب توافق على المحادثات مع حماس بشرط واحد
ذكرت صحف عبرية أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن زيارة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف نهاية الأسبوع ربما تنقذ المفاوضات، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن المؤسسة الأمنية تستعد لاستئناف العمليات العسكرية في حال فشل المحادثات.
وأكد مصدر إسرائيلي مشارك في المحادثات، أنه من الممكن تحقيق اختراق خلال الأيام المقبلة.
أفادت صحيفة "هآرتس" نقلا عن مسؤولين إسرائيليين بأن تل أبيب ستوافق على المحادثات مع حركة حماس فقط على أساس خطة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
ونقلت الصحيفة، الأحد، عن مسؤولين إسرائيليين أن تل أبيب مستعدة لعدم استئناف القتال في غزة لبضعة أيام أخرى.
وأشار مسؤول إسرائيلي إلى أنه بمجرد موافقة حركة حماس على المقترح الأمريكي سيكون بالإمكان بدء المفاوضات.
وقالت "هآرتس" إن وقف المساعدات عن القطاع خطوة قد تمنح الحكومة الإسرائيلية إمكانية إرضاء قاعدتها اليمينية المتطرفة.
وفي السياق، ذكرت إذاعة "مكان" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينوي تمديد وقف إطلاق النار بأسبوع إضافي على الأقل، حتى وصول ويتكوف الى المنطقة.
وأوضح مقربون من رئيس الوزراء أنه يدرس استئناف القتال، لكنه ينتظر ما إذا تمكنت الدول الوسيطة من إطالة المرحلة الأولى من صفقة التبادل أم لا.
وأفادت الإذاعة الإسرائيلية بأن نتنياهو حذر في مستهل جلسة الحكومة من عواقب إضافية إذا استمرت الحركة في رفض الإفراج عن المخطوفين، وكرر نتنياهو التزام إسرائيل بإعادة جميعهم، الأحياء والأموات.
والسبت الماضي انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، التي استمرت 42 يوما، وترغب إسرائيل في تمديد المرحلة الأولى، بينما تصر حماس على الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تعني فعليا نهاية الحرب.
وتهدف محادثات المرحلة الثانية إلى التفاوض على إنهاء الحرب، بما في ذلك عودة جميع الرهائن المتبقين في غزة الذين لا يزالون على قيد الحياة، وانسحاب جميع القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.