أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في عددها الصادر صباح اليوم الإثنين، أن إسرائيل أصبحت عالقة داخل قطاع غزة المنكوب من جراء عدوانها المستمر منذ أشهر، بينما تتفاقم معاناة الفلسطينيين هناك وسط ندرة الموارد الغذائية وانعدام أساسيات الحياة .

خبير علاقات دولية: الاحتلال ينفذ خطته لتحويل غزة لجحيم الاحتلال الإسرائيلي يواصل قصفه لقطاع غزة في اليوم الـ 227 من الحرب

وذكرت الصحيفة - في سياق تقرير، نشرته عبر موقعها الإلكتروني - أن "الحرب في غزة لا زالت مستمرة بينما يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطًا متزايدة من الخارج والداخل على حد سواء"، مشيرة إلى اجتماع مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان بنتنياهو ومسئولين إسرائيليين رئيسيين آخرين في القدس، يوم أمس الأحد، حيث شدد على ضرورة موافقة نتنياهو، على خطة تحت عنوان "اليوم التالي لقطاع غزة" بعد أن ظل رافضًا لها لفترة طويلة.

وأضافت الصحيفة أن " إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أكدت أن قرار إسرائيل بغزو مدينة رفح الفلسطينية في أقصى جنوب قطاع غزة يمثل فشلًا استراتيجيًا، وهي خطوة عارضتها الحكومات الغربية والمنظمات الإنسانية الدولية منذ فترة طويلة، وأن المسار الحالي لنتنياهو، لا يستحق التكلفة من حيث الأرواح البشرية والدمار، كما أنه لن يحقق هدفه بل وسوف يقوض في نهاية المطاف الأهداف الأمريكية والإسرائيلية الأوسع في الشرق الأوسط".

وتابعت:"ومع ذلك ، سخر نتنياهو من الدعوات إلى التخطيط للسلام أثناء خوض الحرب، بحجة أنها تصرف الانتباه عن هزيمة حماس بشكل كامل، فيما حذر خبراء من أن ذلك قد يكون مستحيلًا وأن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أصبحت تعرب بشكل متزايد عن إحباطها من مراوغات رئيس الوزراء حتى هدد الوزير في حكومة الحرب بيني جانتس بالاستقالة إذا لم يتقدم رئيس الوزراء بخطة (شاملة) بحلول الشهر المقبل تعطي الأولوية لإطلاق سراح المحتجزين وتضع هيكل حكم بديل لإسرائيل داخل غزة من بين أمور أخرى " .

ورأت "واشنطن بوست" - في تقريرها - أن "جانتس، بدا وأنه يردد مقترحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، الذي طلب هو الأخر من نتنياهو الالتزام علنا بعدم إعادة احتلال إسرائيل لغزة بعد الحرب، وسط مخاوف بشأن توسع المهمة وتمرد جديد في حالة ترسيخ إسرائيل نفسها في القطاع، وقال إن الفشل في إنشاء سلطة حكم بديلة، يعادل الاختيار بين أسوأ بديلين هما حكم حماس أو السيطرة الإسرائيلية على غزة".

ونقلت الصحيفة عن إسرائيل زيف، وهو لواء متقاعد شغل منصب رئيس شعبة العمليات في جيش الدفاع الإسرائيلي، قوله: إن "المكاسب السابقة التي حققها الجيش الإسرائيلي تبخرت بسبب عدم كفاية التخطيط السياسي لإدارة ما بعد الحرب"، مضيفا: "إذا كنت تعمل عسكرياً فقط دون أي حل دبلوماسي، فأنت ستظل داخل هذا المستنقع. إسرائيل عالقة داخل غزة".

وأشارت "واشنطن بوست" إلى حقيقة أن سكان القطاع الفلسطيني البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة يعانون بالفعل من كابوس إنساني حيث أجبرت الحملة الإسرائيلية في رفح ما يقرب من 800 ألف شخص على الفرار، وكان الكثير منهم قد نزحوا بالفعل بسبب الصراع عدة مرات كما أدى استيلاء إسرائيل على معبر رفح الحدودي وإغلاقه إلى إعاقة أهم عملية عبور للسلع والإمدادات إلى القطاع، مما زاد من عرقلة قدرة المنظمات الإنسانية التي استخدمت رفح كمركز للعمليات.

وأكدت أن الضربات الإسرائيلية اشتدت مؤخرا على أجزاء أخرى من غزة حيث تحدث شهود عيان في مخيم جباليا للاجئين بشمال القطاع، في لقاءات مع مراسل "واشنطن بوست"، عن وقوع "مجازر" ارتكبتها القوات الإسرائيلية أثناء قيامها بقصف المباني السكنية في الحي.. وقُتل أكثر من 35 ألف شخص منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي، وفقا لوزارة الصحة في غزة التي أكدت أن غالبية القتلى من النساء والأطفال.

ويُعتقد أن المجاعة منتشرة في مناطق عديدة في غزة كما توقفت محطات تحلية المياه عن العمل مع ندرة الوقود وقيام إسرائيل بتدمير مساحات واسعة من البنية التحتية المدنية في القطاع؛ ونتيجة لذلك، هناك طلب شديد على المياه النظيفة خاصة وأن سكان غزة يعيشون حاليًا على أقل من لترين من المياه يوميًا، وفقا للأمم المتحدة التي تؤكد أن الناس يحتاجون إلى ما لا يقل عن 7.5 إلى 15 لترًا يوميًا للاستهلاك والصرف الصحي في حالات الأزمات و70 لترًا في الظروف العادية.

وقالت المسئولة في مكتب الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ياسمينة جيردا - في تصريح خاص للصحيفة الأمريكية -: "سنحتاج إلى ابتكار كلمات جديدة لوصف الوضع الذي يجد الفلسطينيون في غزة أنفسهم فيه اليوم بشكل مناسب.. لا يهم أين تنظر، بغض النظر عن المكان الذي تذهب إليه، هناك دمار شاسع في كل مكان، ناهيك عن الخسارة في الأرواح. هناك ألم ومعاناة لا تصدق. يعيش الناس فوق الأنقاض والنفايات التي كونت حياتهم في يوم من الأيام".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: واشنطن بوست غزة معاناة الفلسطينيين واشنطن بوست فی غزة

إقرأ أيضاً:

عودة “إسرائيل” لعدوانها على غزة… تدوير للفشل أم أهداف سياسية جديدة؟

#سواليف

يواصل #الاحتلال الإسرائيلي مماطلته في بدء المرحلة الثانية من #مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع #غزة، رغم أنه كان من المفترض أن تبدأ في اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى، التي انتهت في الأول من شباط/فبراير الجاري. ويأتي ذلك وسط #تهديدات إسرائيلية بالعودة إلى العدوان على القطاع حتى “القضاء على حركة #حماس”، وفقًا لتصريحات قادة الاحتلال.

#فشل_استراتيجي وأهداف غير محققة
يرى المحلل السياسي الأردني حازم عيّاد، أن الاحتلال الإسرائيلي “فشل في تحقيق أي من أهدافه العسكرية أو السياسية المعلنة، سواء استعادة الأسرى، أو القضاء على المقاومة في قطاع غزة، أو إنهاء سيطرة حركة حماس على القطاع”. ويؤكد أن “كل ما خلفه الاحتلال حتى الآن هو دمار هائل في البنية التحتية والعمرانية للقطاع، إلى جانب أكثر من 50 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال”.

ويحذر عيّاد من أن “استئناف العدوان الإسرائيلي على #غزة سيؤدي إلى انهيار على المستوى الإقليمي، وتصعيد المواجهة في البحر الأحمر من قِبل اليمن، فضلًا عن توتر الأوضاع على الحدود اللبنانية، واحتمالية تحريك الجبهة السورية”.

مقالات ذات صلة 35 شهيدا وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية 2025/03/05

#نتنياهو والحرب كخيار سياسي
ويضيف أن شنّ عدوان جديد على غزة “ليس خيارًا استراتيجيًا عقلانيًا بالنسبة للاحتلال، بل هو خيار سياسي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وائتلافه الحاكم، الذي يرى في الحرب ضرورة أيديولوجية”.

ويشير إلى أن “نتنياهو يسعى لاستخدام الحرب كوسيلة للبقاء في السلطة، وتجنب المساءلة السياسية الداخلية، لا سيما بعد استكمال جزء كبير من التحقيقات المتعلقة بأحداث السابع من أكتوبر”. ويضيف: “نتنياهو يراهن على الحرب للاحتفاظ بأوراق ضغط تجعله فاعلًا سياسيًا على المستويين الإقليمي والدولي”.

فشل #خطة_التهجير وأزمة القرار الإسرائيلي
من جانبه، يرى المحلل العسكري ونائب رئيس هيئة الأركان السابق في الجيش الأردني، الفريق الركن قاصد محمود، أن “الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية لم ينجحا حتى الآن في تنفيذ خطة التهجير التي يسعيان إليها في قطاع غزة، في ظل غياب أي أفق حقيقي لنجاحها، ما يجعل أهداف الاحتلال من العودة إلى الحرب ذات دوافع سياسية داخلية بحتة”.

ويضيف محمود، أن “قرار العودة إلى الحرب يهدف إلى الحفاظ على تماسك الحكومة الإسرائيلية، ومنع تفككها، خصوصًا في ظل نفوذ وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يمتلك صلاحية إقصاء الحكومة نهائيًا بموجب قانون الموازنة العامة”.

ويؤكد أن “المشروع الاستيطاني الإسرائيلي لا يقتصر على غزة، بل يهدف إلى تهويد كامل فلسطين”، مشيرًا إلى أن الاحتلال يسعى لتنفيذ خطط توسعية طويلة الأمد.

هل تمثل العروض العسكرية فرصة لتجديد بنك الأهداف؟
ويشير الفريق الركن محمود إلى أن العروض العسكرية التي نفذتها كتائب القسام في غزة أثناء عمليات تسليم الأسرى الإسرائيليين “ربما جددت بعض الأهداف العسكرية لدى الاحتلال”. لكنه يستدرك قائلًا: “حتى لو كان ذلك صحيحًا، فإن أي عدوان إسرائيلي جديد على غزة لن يسفر إلا عن مزيد من الدمار في القطاع، دون تحقيق مكاسب استراتيجية حقيقية”.

استبعاد العودة إلى الحرب الشاملة
ويضيف محمود أن “المشكلة الأساسية التي تواجه الاحتلال في العودة إلى الحرب على القطاع هي تحقيق أهداف عسكرية واضحة دون تكبد خسائر سياسية وأمنية كبيرة”. ويؤكد أن “المشهدين الإقليمي والدولي لا يتحملان تصعيدًا جديدًا في غزة”.

ويستبعد محمود اندلاع حرب واسعة النطاق على القطاع، لكنه لا يستبعد استمرار الاحتلال في تنفيذ عمليات قصف محدودة هنا وهناك، كما يحدث في الوقت الحالي.

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست نقلًا عن مسؤولي إغاثة دوليين: إسرائيل تسعى للسيطرة على مساعدات غزة
  • عودة إلى المربع الأول.. إسرائيل تحاصر غزة.. وتنتظر استسلامها
  • اليونيسيف: منع إسرائيل للمساعدات له عواقب "مدمرة" على أطفال غزة
  • ثابت : الحرب “الإسرائيلية” دمَّرت قطاع الكهرباء في غزَّة
  • عودة “إسرائيل” لعدوانها على غزة… تدوير للفشل أم أهداف سياسية جديدة؟
  • معاناة أيوب تتفاقم في رمضان تحت حصار غزة
  • وزير الدفاع الأمريكي لنظيره الإسرائيلي: واشنطن ملتزمة بالكامل بأمن إسرائيل
  • واشنطن تمنع سفر مواطنيها إلى اليمن بينما تعزز وجودها العسكري غير المشروع
  • واشنطن تغذّي آلة الحرب الصهيونية لقتل الفلسطينيين
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟