عمليا، باتت الكلمة للميدان بشكل كامل، وباتت التطورات العسكرية هي التي تحدد مسار المعركة العسكرية وتحديدا في جبهتي غزة ولبنان وبشكل أقل في جبهة اليمن، وهذا يبدو واضحاً من خلال تكثيف المقاومة الفلسطينية لعملياتها العسكرية في القطاع وحتى في الضفة الغربية وكذلك ادخال "حزب الله" لاسلحة جديدة اكثر فتكاً ودقة والرد الاسرائيلي السريع عليه بإستهدافات واغتيالات في العمق اللبناني، من بعلبك الى الزهراني.

.

تقول مصادر مطلعة ان هناك قناعة دولية كاملة بأن التسوية لم تنضج بعد وان الاطراف بحاجة الى جولة قتال جديدة لكي يقتنع هذا الطرف او ذاك بأن التسوية ووقف اطلاق النار افضل من استمرار الحرب، وعليه فإن توقف المفاوضات والمبادرات العربية والغربية يهدف الى ترك المجال للميدان لكي يحدد التوازنات التي على اساسها سيتم ضمان تقديم التنازلات من الفريقين والوصول الى حل متناسب يرضي المعنيين بالمعركة.

وترى المصادر انه وبالرغم من كل التصريحات الاميركية التي تضغط على اسرائيل وحكومتها وتطالبها بوقف اطلاق نار، الا ان واشنطن لم تجد بعد ان استمرار الحرب يؤثر على مصالحها بشكل عميق، وإلا لكانت تمكن خلال فترة قليلة جدا من فرض هدنة ووقف اطلاق نار ولم يكن بمقدور رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو عرقلة ذلك او رفضه، وعليه فإن هامش الوقت المتاح لاسرائيل لم ينته بعد وان كانت ادارة بايدن تفضل وقف الصراع العسكري بشكل كامل في الشرق الاوسط.

وتشير المصادر إلى أن الاميركيين يعتقدون بأن تحقيق اسرائيل لاهدافها في الحرب بات صعباً للغاية، وهذا يجب ان يفتح الباب من وجهة نظرهم لاستخدام وسائل اخرى للحصول على تنازلات من حماس واهم هذه الوسائل هي الضغوط المعيشية والمرتبطة بمرحلة اعادة الاعمار، لكن كل ذلك لن يحصل الا بعد انتهاء الحرب، وفي المقابل يصر نتنياهو على تحقيق انجاز عسكري قبل وقف اطلاق النار وهذا ما يؤخر التسوية او يؤجلها الى لحظة انتهاء الوقت اميركيا.

وتلفت المصادر ان اللحظة الحاسمة الاميركية ستكون في آب، اذ بعد هذه المدة ستكون الادارة في واشنطن مضطرة للتفرغ الكامل للمعركة الرئاسية، وهذا يحتم عليها الإلتفات لامرين، الاول الرأي العام الاميركي الذي بات ثلثه مؤيدا للقضية الفلسطينية وفق بعض الاحصاءات والثاني هو عدم ترك اسرائيل وحدها في مواجهة اعدائها في المنطقة، وعليه سيكون ضروريا وقف الحرب قبل شهر ايلول المقبل، فهل تصمد الجبهات حتى ذلك التوقيت؟

تعتبر المصادر ان الضوابط التي تمنع تفلت المعركة الى حرب شاملة تضعف مع مرور الوقت، خصوصا ان تقييم الاطراف لنتائج الاشتباك الحالي ولنتائج توسعه تتبدل بسرعة، وهذا ما يزيد خطر الذهاب الى تصعيد غير محسوب، وعندها لن يعود الاعتبار الاميركي الداخلي قادرا على وقف الحرب، من هنا يجب مراقبة كيفية تطور المعركة على جبهة لبنان بإعتبارها الجبهة الاكثر قدرة على تحويل المعركة الى حرب كبرى في حال حصول خطأ بالتقديرات من هذا الطرف او ذاك.




المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وقف اطلاق

إقرأ أيضاً:

كلام قاسم هو محاولات يائسة.. حاصباني: هذا ليس انتصاراً بل انتحار

 إعتبر عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب غسان حاصباني، اليوم الاثنين، أن موقف امين عام "الحزب" الشيخ نعيم قاسم من رفض تمديد وقف اطلاق النار حتى 18 شباط بعد يوم على موافقة الدولة اللبنانية دليل على تخبط تنظيمي داخل "الحزب" من حيث المعرفة والمعلومات وترتيب التواصل، مشيراً الى ان "موضوع تمديد وقف إطلاق النار كان مدار بحث منذ أيام وقبل التحركات التي نشهدها على الارض وكلام مسؤولي "الحزب" يدل على ضياع سياسي لا على قوة".

وفي حديث عبر "الحدث"، لفت حاصباني الى ان "تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار كان تأخر خصوصاً مع تأخر تشكيل لجنة المراقبة لثلاثة اسابيع الا ان الامور بعدها تسير بشكل تدريجي من حيث الانسحاب الاسرائيلي من جهة وانتشار الجيش في المقابل رغم بعض الخروقات التي كانت تعالج تدريجيا".

اضاف: "كما ان الحكومة اللبنانية وافقت على تمديد اتفاقية وقف اطلاق النار حتى 18 شباط المقبل. الحزب رغب بالقيام بالحركة الشعبية ميدانيا لإستغلالها سياسيا ولكن للاسف سقط كثر بين قتيل وجريح".

حاصباني اكد ان "الحزب" اعترف بالهدية العسكرية على لسان أمينه العام، ولا يمكن الحديث عن إنتصار مادي لأن بعض الناس إن حصلوا على تعويضات من "الحزب" فعلى الفتات مقارنة بخسائرهم البشرية والمادية.

أردف: "ربما يتحدث عن الانتصار معنوياً لأنه ما زال على قيد الحياة ولكن حتى هذا الانتصار غير دقيق في ظل التخبّط الذي نراه في المواقف وإقدامهم على دفع الناس للتوجه الى قرى الجنوب وتعريضهم للخطر. يعلمون ان الانسحاب كان يتم تدريجياً وكذلك إنتشار الجيش الذي يقوم بدوره. لكن لطالما اختبأ  "الحزب" وراء الناس وجعلهم دروعاً بشرية حيث كان الناس يقتلون والقياديون يعيشون تحت الارض".

وتابع: "كلام قاسم هو محاولات اخيرة ويائسة لإستنهاض بعض القوى وزج الناس بالمخاطر من دون اي جدوى. هذا ليس إنتصاراً بل إنتحار علينا ان ننظر اولاً الى مصلحة لبنان واهله وإعادة بناء الدولة والانخراط مجدداً في المجتمع الدولي".

في الملف الحكومي قال: "تشكيل الحكومة ما زال يسير بوتيرة مقبولة والرئيس المكلف يقوم بعمله كما يجب. العرقلة الاساسية لتشكيل الحكومة هي تمسك الثنائي الشيعي بالحصول على وزارة المال ومحاولته وضع شروط مثل العودة الى ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة في البيان الوزاري وهي مرفوضة من غالبية اللبنانيين. كما ان المجتمع الدولي لن يدعم لبنان إذا وجدت، بل سيأتي الدعم إذا التزم لبنان باتفاق وقف اطلاق النار وتطبيق القرارات الاممية واتفاق الطائف. وهذه من أولويات الحكومة الأولى للعهد إلى جانب  البدئ بإعادة الإعمار  وإصلاح القضاء واستئناف تحقيقات تفجير المرفأ، وإجراء التعيينات، والشروع بخطة التعافي وإجراء الانتخابات النيابية، خلال مدة سنة تقريبا".

وختم حاصباني: "يستخدمون مسيرات الدرجات النارية في بيروت والممارسات الاستفزازية والتي لا علاقة لها بما يجري في الجنوب من اجل الضغط في مسألة التشكيل حيث يتمسك الثنائ بوزارة المال ويذكر المقاومة في البيان الوزاري ما لن يحصل على ما يبدو حتى الآن. نأمل ان تزلل كل العراقيل أمام التشكيل في الايام المقبلة الذي هو في يد رئيس الجمهورية والرئيس المكلف". (الوكالة الوطنية) 
 

مقالات مشابهة

  • “هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق‎
  • “هآرتس”: صور الحشود التي تعبر نِتساريم تُحطّم وهم النصر المطلق‎
  • القائد العسكري عصمت العبسي: لقد سقط صاحب صيدنايا صاحب المكابس التي قتل فيها أحبائنا ولم يكن هذا النصر لولا اعتصامنا ووقوفنا خلف القائد أحمد الشرع في لحظة إعلان المعركة.
  • ضباط أمريكيون: المعركة البحرية مع اليمن أكثر كثافة وخطورة منذ الحرب العالمية الثانية
  • فتح: لقاء المبعوث الأمريكي بممثل السلطة الفلسطينية بداية لكسر جمود العلاقات
  • الذكاء الاصطناعي في ساحة المعركة.. كلب روبوتي يقاتل طائرة مسيّرة
  • الذهب يستقر رغم تحفيز الرسوم الجمركية الاميركية الطلب على الملاذ الآمن
  • دير البلح.. المدينة الهادئة التي استقبلت مليون نازح تعود لـالنوم باكرا
  • مصادر: ارتفاع عدد قتلى الحرب الإسرائيلي على غزة إلى 47354
  • كلام قاسم هو محاولات يائسة.. حاصباني: هذا ليس انتصاراً بل انتحار