الكتابة في زمن الحرب (24): في المسألة التعليمية
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
نواصل الكتابة عن التعليم في سودان مابعد الحرب وقد توقفنا لظروف قاهرة..
تواجه السودان تحديات كبيرة في قطاع التعليم، وقد تفاقمت هذه التحديات بشكل أكبر بسبب الصراعات المستمرة. بعد توقف الحرب، هناك عدة خطوات يمكن اتخاذها لمعالجة مشكلة التعليم وتحسينه:
1. **إعادة بناء البنية التحتية التعليمية**:
- ترميم وإعادة بناء المدارس التي تضررت أو تدمرت خلال الحرب.
- توفير الموارد الأساسية مثل الكتب والمعدات المدرسية والأثاث.
2. **تدريب وتأهيل المعلمين**:
- إطلاق برامج تدريبية مكثفة للمعلمين لتعزيز مهاراتهم وقدراتهم.
- توفير حوافز مادية ومعنوية لجذب المعلمين وتحفيزهم على العمل في المناطق الريفية والنائية.
3. **إعادة الأطفال إلى المدارس**:
- تنفيذ حملات توعية تشجع الأسر على إرسال أطفالهم إلى المدارس.
- توفير برامج دعم للأطفال المتضررين نفسياً من الحرب لضمان عودتهم بسلاسة إلى التعليم.
4. **تطوير المناهج الدراسية**:
- تحديث المناهج الدراسية لتكون متوافقة مع الاحتياجات الحالية للمجتمع وسوق العمل.
- دمج التعليم المهني والفني في النظام التعليمي لتوفير فرص تدريبية للشباب.
5. **دعم التعليم للفئات الهشة**:
- تقديم دعم خاص للأطفال الأيتام والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
- توفير برامج تعليمية للكبار لتمكينهم من مواصلة التعليم وتعزيز مهاراتهم.
6. **تعزيز الشراكات المحلية والدولية**:
- التعاون مع المنظمات الدولية والمحلية لجلب الدعم الفني والمالي.
- تشجيع مشاركة المجتمع المحلي في جهود إعادة بناء وتطوير التعليم.
7. **استخدام التكنولوجيا في التعليم**:
- تبني حلول تكنولوجية مثل التعلم عن بعد لضمان استمرار التعليم في جميع الظروف.
- توفير الإنترنت والأجهزة التكنولوجية للطلاب والمعلمين.
8. **الاستثمار في البحث والتطوير**:
- دعم البحوث المتعلقة بقطاع التعليم لتطوير استراتيجيات مبتكرة ومستدامة.
- إنشاء مراكز بحثية تعنى بدراسة التحديات التعليمية وإيجاد الحلول المناسبة.
من خلال تنفيذ هذه الخطوات، يمكن للسودان أن يعيد بناء نظام تعليمي قوي ومستدام يمكنه تلبية احتياجات الأجيال القادمة والمساهمة في التنمية الشاملة للبلاد.
كل ما ذكرناه نرى انه يساعد في حل المشكله
وهناك اهمية قصوى لا بد من الوقوف عندها وهي تدريب المعلمين لرفع مستويات التعليم..وهنا لابد ان نقول ونامل القول، بان تدريب المعلمين ورفع مستويات التعليم هما من أهم الجوانب التي يجب التركيز عليها لحل مشكلة التعليم في السودان بعد توقف الحرب. يمكن تفصيل هذه النقاط على النحو التالي:
عملية تدريب المعلمين:
1. **برامج تدريبية مكثفة**:
- تنفيذ دورات تدريبية مكثفة ومتواصلة للمعلمين لتحسين مهاراتهم التعليمية والبيداغوجية.
- التركيز على استخدام أساليب تعليمية حديثة وتفاعلية تعزز من جودة التعليم.
2. **تدريب ميداني ومعاينة**:
- توفير فرص للمعلمين للتدريب الميداني ومعاينة أفضل الممارسات في المدارس الرائدة.
- إقامة ورش عمل وحلقات نقاش مع خبراء في مجال التعليم.
3. **تطوير مهارات التكنولوجيا**:
- تدريب المعلمين على استخدام التكنولوجيا في التعليم، مثل استخدام الحواسيب والبرمجيات التعليمية والإنترنت.
- تشجيع المعلمين على تطوير موارد تعليمية رقمية يمكن استخدامها في الفصول الدراسية.
4. **تحسين أوضاع المعلمين**:
- رفع أجور المعلمين وتقديم حوافز مادية ومعنوية لتحسين مستوى المعيشة وجذب المزيد من الكفاءات إلى مهنة التعليم.
- توفير بيئة عمل داعمة تشمل التأمين الصحي والدعم النفسي.
رفع مستويات التعليم:
1. **تحديث المناهج الدراسية**:
- مراجعة وتحديث المناهج الدراسية لتكون متناسبة مع احتياجات العصر ومتطلبات سوق العمل.
- إدخال مواد جديدة تركز على التفكير النقدي، الإبداع، والتكنولوجيا.
2. **تقليل الكثافة الطلابية**:
- بناء المزيد من المدارس والفصول لتقليل الكثافة الطلابية في الفصول الحالية، مما يساعد المعلمين على تقديم تعليم أفضل.
3. **تحسين البنية التحتية التعليمية**:
- تأهيل المدارس الحالية وتزويدها بمرافق حديثة، مثل المختبرات والمكتبات ومراكز الحوسبة.
- ضمان بيئة مدرسية آمنة وصحية تتضمن المياه النظيفة والصرف الصحي.
4. **تعزيز الأنشطة اللامنهجية**:
- تشجيع الأنشطة اللامنهجية التي تنمي المهارات الشخصية والاجتماعية للطلاب، مثل الرياضة والفنون والنوادي العلمية.
5. **التركيز على التعليم المهني والتقني**:
- تطوير مسارات تعليمية مهنية وتقنية تتيح للطلاب الحصول على مهارات عملية تساعدهم في الدخول إلى سوق العمل.
6. **التقييم المستمر**:
- تنفيذ نظام تقييم مستمر لأداء الطلاب والمعلمين لتحسين العملية التعليمية بشكل دوري.
- استخدام نتائج التقييم لتوجيه التطوير المهني للمعلمين وتحسين المناهج الدراسية.
من خلال التركيز على هذه الجوانب، يمكن تحقيق نقلة نوعية في نظام التعليم في السودان، مما يسهم في بناء جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل والمشاركة بفعالية في تنمية المجتمع.
عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
osmanyousif1@icloud.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المناهج الدراسیة تدریب المعلمین التعلیم فی
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: " بلطجة " التعليم الخاص !!
كان الهدف الأساسى من دخول القطاع الخاص فى الإستثمار فى مجال التعليم، هو المعاونة فى تنفيذ السياسات التعليمية طبقاَ لخطة الدولة وكانت المشاركة تعتمد على أن هذه المؤسسات التعليمية الخاصة، غير قاصدة للربح وبالتالى نالت هذه المؤسسات والشركات إستثناءًا فى القانون بأن لا تتحمل أية أنوع من الضرائب العامة أو النوعية على نشاطها، وكانت المدارس والمعاهد الخاصة فى عصور غير بعيدة أى فى الخمسينيات والستينيات والسبعينيات هى مقصد الطلاب ذوى القدرات المالية القادرة وفى نفس الوقت القدرات الفنية والعقلية الأقل كان ينظر للتلميذ الذى يقصد التعليم الخاص بأنه تلميذ (خائب ) لا يستطيع أن يجد له مكاناَ فى التعليم العام أو كما كان يسمى ( التعليم الميرى ) حيث كان التعليم فى مدارس الحكومة شىء تتباهى به الأسر المصرية، ولعل بعض أسماء المدراس التى نقف لها ونشير إليها بالبنان مثل الإبراهيمية والخديوية، والسعيدية، وكذلك مدرسة الفسطاط أو عمرو بن العاص، ومدرسة السنية للبنات، هذه المدارس كانت أسمائها وطلابها شىء مميز فى النشاط التعليمى المصرى، وتخّرج من هذه المدارس قادة ورواد مصر فى كل مناحى الحياة حتى فى الرياضة الأكثر شعبية ( كرة القدم ) كانت الخماسيات التى تجرى بين تلك المدارس لنيل كأس المدارس الثانوية أهم بكثير من كأس "مصر"، الذى لا نسمع عنه شيئاَ اليوم وسط أندية رياضية محترفة فى اللعب وفى نشاط كرة القدم، ومع ذلك كانت المدارس الخاصة المنافسة فى هذا العصر، لها أسمائها مثل "فيكتوريا كوليج"، ومثل ( دى لاسال ) ومثل ( السكركير ) ( والميريدديه ) " والفرانشيسكان " وغيرهم من مدارس محترمة، قام على إدارة هذه المدارس سواء عامة ( أميرى ) أو خاصة أسماء لامعة فى عالم التربية والتعليم وكان يقصد هذه المدارس الخاصة شباب وبنات من مصر والعالم العربى ولا ننسى أن بعض قادة الدول العربية هم خريجى هذه المدارس مثل الملك حسين بن طلال(ملك الأردن) ( رحمه الله عليه ) خريج فيكتوريا الإسكندرية وكان متزاملًا مع الفنان عمر الشريف هكذا كانت المدارس، نجوم لامعة فى عالمنا العربى، واليوم نسمع عن مدارس يتعارك فيها الملاك بالأسلحة البيضاء بل ويضرب الرصاص، شيء من الفزع يصيب الطلاب والسكان، أثر بلطجة أصحاب المدارس الجدد.
ولكن كيف بدأت هذه الأخلاقيات تغزوا مجال التعليم فى مصر ؟
هذا سؤال يجب توجيهه للقادة والسادة العاملين فى نشاط التعليم، لا يمكن أبداَ السكوت على هذا المستوى المتدنى من التربية والأخلاق، وكذلك من الجشع والإبتزاز، وعدم ملائمة الظروف التى تمر بها البلاد فى مجال التعليم ولعل عودة الدولة عن رفع الإستثناء فى الضرائب على هذه المدارس للقناعة لدى الإدارة والمشرعين فى بلادنا أن هذه الشركات والمؤسسات التعليمية الخاصة حادت عن أهداف إنشائها وبالتالى أصبحت مؤسسات تتاجر فى العقول وتربح دون حساب، وبالتالى هذه المظاهر التى تتناقلها وكالات الأنباء عن مستوى إحدى مدارسنا الخاصة التى كانت محترمة !! وما زلنا فى إنتظار الوزير المسئول عن التعليم، لكى يخرج من الكهف ليدلى ببيان حول هذه الوقائع، وما هى التدابير التى ستتخذها (الوزارة المحروسة) لعدم حدوثها مستقبلًا !!
وما هى خطة الوزارة المعنية بالتربية قبل التعليم، إذا جاز لنا أن نربى فقط الأخلاق ونحافظ عليها، بلا تعليم، بلا نيلة.