الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات نجا بإعجوبة من هبوط اضطراري لطائرته وسط الصحراء 

رحيل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان عن المسرح السياسي يذّكر بحوادث تحطم مروحيات غامضة، بعضها لم تفك شِيفرته حتى اليوم.

على مدى 14 ساعة اتجهت أنظار العالم إلى محافظة أذربيجان الشرقية شمال شرقي إيران؛ بدءاً من إعلان فقدان الاتصال بمروحية رئيسي فوق منطقة وعرة مروراً بجرعات تهيئة الإيرانيين لاحتمالات مقتل رئيسهم وصولا إلى الكشف رسميا عن رحيله وحاشيته فجر اليوم الاثنين.

اقرأ أيضاً : المرشد الإيراني يعلن الحداد العام في إيران ويعزي بوفاة "رئيسي"

هذا الحادث الصادم يذكّر بمآسي سقوط مروحيات غيّبت معها رِجال سياسة وحرب في هذه المنطقة وسائر العالم. كما يستحضر تحطّم طائرات كانت تقلّ قادة وسياسيين.

جون غارانغ.. في البال غياب أو تغييب زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" في الشق الجنوبي، لدى "تحطّم" مروحيته في 2005 عقب اتفاق تاريخي تولى من خلاله منصب نائب أول لرئيس السودان قبل انشطاره إلى بلدين.

عدنان خير الله.. وفي 1989 رحل في ظروف استثنائية وزير دفاع العراق الأسبق عدنان خيرالله - صهر الرئيس الأسبق صدام حسين.

ولا تزال علامات الاستفهام تحوم حول مقتل خيرالله في تحطم مروحيته قبل أسابيع على انتهاء حرب ضروس مع إيران، كان أحد أبطالها لثماني سنوات.

عبدالسلام عارف لقي مصيراً مشابهاً عام 1966، حين تحطّمت مروحيته سوفياتية الصنع في ظروف مشبوهة بعد ثلاث سنوات على استلامه رئاسة العراق على جثّة سلفه عبد الكريم القاسم.

رئيس وزراء لبنان الأسبق رشيد كرامي غادر مسرح الحياة والسياسة في "تفجير" استهدف مروحيته عام 1987؛ في غمرة الحرب الأهلية (1974-1990).

تحطّم طائرات

في 2023، تابع العالم رواية مقتل زعيم مجموعة فاغنر المسلحة يفغيني بريغوجين وعدد من معاونيه بعد أسابيع على تمردّه المعلن ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

الرئيس الباكستاني الأسبق محمد ضياء الحق رحل عن الحياة أيضا في 1988 عقب انفجار طائرته، وسط شبهات بأن الحادث كان مدبراً.

مصير رئيس الإكوادور خايمي رولدوس أغيليرا لم يكُ بعيدا عن هكذا ملابسات. إذ لقي أغيليرا مصرعه عقب تحطم طائرته في 1981.

في 2010، لقي الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي حتفه إلى جانب زوجته وزعامات سياسية لدى تحطّم طائرة كانت تحلّق بهم فوق مقاطعة سمولينسك الروسي.

الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي لقي مصيراً مماثلاً لدى تحطّم طائرته عام 2004.

الرئيس الموزمبيقي سامورا ماشيل غادر الحياة بتحطم طائرته عام 1986 بين جنوب أفريقيا وموزمبيق وزيمبابوي.

نجاة بأعجوبة

الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات - الذي توفي عام 2003 - كان نجا بأعجوبة من حادث "هبوط اضطراري" لطائِرته في الصحراء الليبية عام 1992، فيما لقي ثلاثة من مرافقيه حتفهم آنذاك.

وتلقّى عرفات علاجا مكثفاً وخضع لعملية جراحية في الدماغ في مدينة الحسين الطبية، برعاية الملك الراحل الحسين بن طلال (1935-1999).

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: ايران ياسر عرفات الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حادث طائرة السودان فلاديمير بوتين

إقرأ أيضاً:

ترامب ظاهرة الرئيس الصفيق الذي كشف وجه أمريكا القبيح !

صلاح المقداد

حتى وإن بدأ الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب المُثير للجدل لدى الكثيرين، لا سيما أولئك الذين تنحصر نظرتهم على بعض القشور، الظاهرة رجلاً معتوهًا وكثير التخبط، ونوع من رجال السياسة الذين عدا طوره بما يصدر عنه من تصريحات وتصرفات غير مقبولة تُعبر عن الدولة الأعظم قوة في العالم ، ويعتبرونه بذلك إنسان غير مُتزن تجاوز حدود الممكن والمقبول والمعقول، ويكتفون بهذا التوصيف والتحليل لشخصية ترامب كظاهرة أمريكية قديمة جديدة وتتكرر في التاريخ بإستمرار مع اختلاف في بعض التفاصيل، فإن هذا كله لا يعني كل الحقيقة أو حتى أقل القليل منها .

وتأسيسًا على ما ترسخ في أذهان من انحصرت نظرتهم لترامب على جوانب مُعينة، فلا غرابة أن تقتصر نظرتهم لهذا الرئيس الأمريكي على الإعتقاد الخاطئ بأنه “سوبرمان زمانه وأوانه”، وهؤلاء لا يجدون غضاضة من أن يعتبروا بأن ترامب الذي تم الدفع به للبيت الأبيض تلبيةً لمتطلبات تقتضيها المرحلة، هو أول رئيس أمريكي يستطيع أن يفعل ما يشاء ومتى شاء بلا أي عائق ومانع واعتراض، وتنحصر نظرتهم للرجل عند هذا الحد فقط.

والأكثر غرابة من ذلك أن بدأ ترامب لهؤلاء الذين ينظرون إليه تلك النظرة القاصرة والمحدودة كذلك، وكأنه خارق للعادة ومُغاير لما هو مألوف ومعهود من أمريكا وديمقراطيتها الزائفة التي وصلت اليوم لأسوأ المراحل في تاريخها الأسود لأكثر من سبب يطول شرحه، ويخال لهم أن ترامب جاء بما لم يستطع أن يأتي به من سبقوه في الوصول إلى البيت الأبيض والتربع على كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية .

وفي الحقيقة أن ما بناه أصحاب هذا الإعتقاد عن ترامب يُجافي أهم مضامين الحقيقة التي تُؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن ترامب لا يعدو عن كونه رجل المرحلة العُتل الصفيق بالنسبة لأمريكا ولما تحتاجه هذه الدولة الشريرة المارقة التي أشغلت العالم، وقد جاء ترامب هذا ليؤدي دوره ومهمته المحددة والمطلوبة منه ثم يمضي لحال سبيله.

فضلاً عن أن حقيقة ظاهرة ترامب التي حجبت عن الكثيرين هي ذاتها من تشير صراحةً إلى أن ترامب هذا ينتمي لعالم البزنس والمال ويمثل طبقة الإقتصاد الرأسمالي الإستغلالي الجشع وخصوصياته البرجوازية والإحتكارية بكل مساوئه.

ووفقًا لنفس الحقيقة التي تستعصي على الحجب والتغييب، فإن ترامب كظاهرة أمريكية ميكيافيلية مرحلية لا يمكن في الواقع اعتباره استثناء ومن أكثر الرؤساء الأمريكيين صرامة وقدرة على اتخاذ القرار وبأنه يمتلك كل الصلاحيات التي تخوله وتعطيه حق التصرف ليفعل ما يريد، وتصور أنه يتصرف من تلقاء نفسه بحسب رؤية البعض الضيقة واعتقادهم الخاطئ بشأن الظاهرة الترامبية هذه.

والرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب الذي تم انتخابه عن الحزب الجمهوري وينتمي إلى طبقة رجال المال والأعمال، هو رجل أمريكا الذي يمثلها في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها، وما يصدر عنه يعبر عنها في كل الأحوال، والأهم من ذلك أنه يُؤدي مهمة وظيفية محددة ومرحلية طُلبت منه أو كُلف به، وما كان له أن يتصرف من رأسه كما يتصور البعض.

وقد أستهل ترامب فترة رئاسته الثانية بسلسلة من التصريحات الصاخبة واصدار القرارات المُثيرة للجدل التي لاقت استهجانًا وانتقادات دولية واسعة، ومنها اعلانه اعتزام ضم الولايات المتحدة، كندا وجزيرة غيرلاند وخليج بنما وأجزاء من المكسيك إليها، ورفع الرسوم الجمركية على عدد من الدول، والتهديد بإستخدام القوة في بعض القضايا والأماكن في العالم، والدعوة إلى تهجير سكان غزة وتأجيرها للولايات المتحدة وتهديد سكانها بالجحيم إن رفضوا التهجير القسري .

ولم يكتف ترامب بذلك بل وجه الدعوة مُطالبًا دول عربية واسلامية بدفع مليارات الدولارات لأمريكا نظير حماية وخلافه.

حيث طالب السعودية التي وصفها في فترة رئاسته السابقة بـ”البقرة الحلوب” بدفع خمسة ترليون دولار مقابل حماية وعقود سلاح قال أنها سددت ترليون منها قبل زيارته المرتقبة لها قريبا، وطالب دولة الكويت بالتنازل لبلاده عن نصف ايرادات نفطها لمدة 50 عاماً كنفقات خسرتها أمريكا حسب زعمه في تسعينيات القرن الماضي عند تحرير الكويت من القوات العراقية، وردت عليه الكويت بسداد إلتزامتها المالية تلك في حينه.

كما طالب البحرين خلال لقاء جمعه بولي عهدها قبل أيام بدفع الأموال لأمريكا وقال إن امتلاك دولة كالبحرين مبلغ 750 مليار دولار كثيرُ عليها وعليها دفع نصف هذا المبلغ لواشنطن نظير حماية، وطالب مصر بدفع نصف إيرادات قناة السويس للولايات المتحدة، وهذه المطالب من قبل رئيس الولايات المتحدة لدول معينة اعتبره عدد من المحللين والمراقبين بأنها نوع من الإبتزاز الرخيص والإستغلال الفج الذي تلجأ إليه واشنطن عادة وكانت تطلب تلك المطالب في السابق سراً واليوم اعلنتها وطالبت بها جهاراً بلا تحرج ولا خجل .

وما كان ترامب الذي لا يمكن مقارنته بأطنابه من رؤساء وزعماء العالم الثالث الذين يختزلون دولهم وحكوماتهم وقوانينها في شخصياتهم، كون أمريكا دولة مؤسسات وترامب مجرد موظف له صلاحيات محددة لا يتجاوزها، فيما الأمر يختلف بالنسبة لزعماء وحكام العالم الثالث الذين يمسكون بأيديهم مقاليد الأمور ويعتبرون كل شيء في بلدانهم ومصدر كل شيء وفوق كل القوانين.

وترامب الذي يثير اليوم الجدل والإهتمام وتسلط عليه الأضواء، نظراً لتصريحاته الغريبة ومواقفه الأكثر عجبا وإثارة للجدل في قضايا عدة على مستوى العالم، يمثل ظاهرة خاصة بالولايات المتحدة ويعبر عنها، وبإختصار شديد يمكن القول اجمالاً : إن ترامب بصفاقته وجرأته وحدة وقاحته وصراحته هو الرجل الذي اسقط القناع عن وجه أمريكا القبيح وكشف بما يصدر عنه حقيقتها وهذا هو التعليل الأنسب والأصدق للظاهرة الترامبية وما يترتب عليها من آثار وتداعيات.

مقالات مشابهة

  • ترامب ظاهرة الرئيس الصفيق الذي كشف وجه أمريكا القبيح !
  • «بينهم ملك الأردن ورئيس لبنان ووزير الأوقاف».. حضور عربي في جنازة البابا فرانسيس
  • كتلة حقوق ترفض بيع رئة العراق قناة خور عبدالله للكويت من قبل رئيسي الجمهورية والوزراء
  • «جانكلانديا».. عرض مسرحي بـ «الشارقة القرائي للطفل»
  • أخبار التوك شو| مصطفى بكري: الرئيس السيسي مستهدف من القوى المعادية لوقوفه ضد مخطط التهجير.. مساعد وزير الدفاع الأسبق: حرب الاستنزاف كانت الممهد الحقيقي لنصر أكتوبر
  • مساعد وزير الدفاع الأسبق: سيناء تتمتع بموقع فريد يربط بين ثلاث قارات
  • «عايزين مصيبة».. رسالة غامضة من ممدوح عباس بعد مكالمته مع حسين لبيب
  • رحيل البابا فرنسيس.. قادة الكنائس حول العالم ينعون "صوت التواضع والوحدة"
  • الرئيس السيسى يستقبل نائب رئيس الوزراء ووزير الشئون الخارجية الإيطالى| صور
  • الادعاء بكوريا الجنوبية يتهم الرئيس الأسبق بتلقي رشوة